الشيخ دعموش في المحاضرة الاسبوعية 1-9-2014: الانتصار على النفس وعلى الشيطان والتحلي بالإخلاص والصدق مع الله هو سرّ الانتصار والتأييد الالهيين للمؤمنين.

قلنا في المحاضرة الماضية بأن التأييد الإلهي يكون بأحد ثلاثة معاني: الأول: بمعنى أن الله يساعد المؤمن أو الجماعة المؤمنة بأمور غيبية وألطاف خفية من خارج عالم الشهادة كتأييد الله للمؤمنين بجبرائيل وبالملائكة.الثاني: بمعنى أن الله يؤيدهم بتقوية الإيمان في قلوبهم بحيث يصبح الإيمان قوياً ثابتاً راسخاً لا يتزلزل.

الثالث: بمعنى أنه قواهم بالأدلة والحجج والبراهين الدالة على الحق, فعقيدتهم مبنية على أدلة محكمة وبراهين ساطعة وليس على فكر سطحي.

 والتأييد الإلهي لا يحصل بلا شروط بل لا بد من توافر شروطه، وأهم شروطه أمران:

الأول: الانتصار لله بصدق وإخلاص, بمعنى أن الإنسان المؤمن او الفئة المؤمنة أو الحزب المؤمن يجاهد لله وفي سبيل الله، بحيث ينصر الله ويدافع عن القيم الإلهية وعن المستضعفين والمقهورين والأوطان وبلاد المسلمين..

فإذا انتصر المؤمن لله فإن الله ينصره ويؤيده برحمته وألطافه الخفية ويمده بالأسباب الغيبية.. كما فعل للمسلمين في بدر الذين أيدهم بثلاثة آلاف من الملائكة مردفين قاتلوا إلى جانبهم.

ولذلك فإن الله تعالى يقول: [يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم].

فالإنسان المؤمن يجب أن يحقق هذا الشرط وهو أن ينصر الله حتى ينصره الله ويؤيده ويتدخل إلى جانبه.

الشرط الثاني: جهاد النفس بأن يطهر الإنسان نفسه ويزكيها ويخرج حب الدنيا من قلبه, وأهم ما يجب إخراجه هو حب المال وحب الجاه لأنهما الأساس في كثير من السيئات التي تصدر عن الإنسان.

فكم من الأشخاص الذين بسبب حبهم للمال سلكوا طرقاً ملتوية وغير مشروعة من أجل جمع المال وكنزه، وكم من الأشخاص بسبب الحصول على جاه الدنيا أو بسبب الحفاظ على مناصبهم ومواقعهم ارتكبوا أخطاء وجرائم أو كذبوا على الناس ولم يفوا بعهودهم والتزاماتهم.

لذلك من يريد أن يحصل على التأييد الإلهي في الحياة عليه أن يجاهد نفسه الجهاد الأكبر، أن يكبح شهوات النفس وأهوائها, أن يطهر نفسه من السيئات والموبقات، أن ينتصر على نفسه الأمارة بالسوء حتى يحصل على نصر الله, ان ينمي حب الله وحب الخير والاحسان في قلبه, فإذا فعل ذلك فإنه سينال توفيق الله وتسديده ونصره وتأييده له في كل حياته.

وجهاد النفس والتحلي بالصدق والإخلاص والتوكل على الله هو الميزة التي يمتاز بها الإنسان المؤمن عن العدو الكافر أو الضال، والله سبحانه ينزل نصره على المؤمنين بالرغم من قلتهم وضعف إمكاناتهم بالقياس الى إمكانات العدو بسبب تلك الميزة , وإلا لو لم تكن هذه الميزة متوافرة في الجماعة المؤمنة لكانت نتيجة المعركة خاضعة للحسابات المادية التي تقضي بانتصار الأقوى عدداً وعدة والأقوى هو العدو.

ولذلك لا بد من العمل على هذه الميزة التي نمتلكها ولا يمتلكها العدو وهي الانتصار على النفس وعلى الشيطان والتحلي بالإخلاص والصدق لنصر دين الله ومع الله لأن ذلك هو سر الانتصار والتأييد الالهيين للمؤمنين.

 

والحمد لله رب العالمين