الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 25-8-2014: الإيمان القوي الذي يستطيع الانسان من خلاله مواجهة التحديات والأباطيل والشبهات والغزو الثقافي والحرب الناعمة هو شكل من أشكال التأييد الإلهي للمؤمنين.

تحدث سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية عن اللطف والتأييد الإلهي لعباده المؤمنين وقال: إن لطف الله ورحمته بعباده على نوعين:1 ـ لطف عام يشمل جميع عباد الله, وهو لطف الله بعباده بالأمور العامة التي فيها نجاتهم وفلاحهم وخلاصهم وفوزهم في الدنيا والآخرة, كارسال الأنبياء والرسل والأولياء

فإن الله بعثهم للناس من باب اللطف بهم لكي يهتدوا إلى الله وإلى الحق, وكذلك الشرائع السماوية والعقل, فإن كل ذلك لطف ورحمة من الله لجميع عباده.

2 ـ لطف خاص وهو التأييد والتسديد والتوفيق الإلهي الذي يخص الله به عباده المؤمنين الذين استجابوا للطف العام وتمسكوا به وهو ما يسمى بالألطاف الخفية.

والتأييد الإلهي الخفي يكون بأحد معان ثلاثة:

المعنى الأول: إن الله تعالى يمد المؤمن الثابت الإيمان بالأمور الغيبية والألطاف الخفية التي هي خارج عالم الحضور والشهادة أي خارج عالمنا الذي نشاهده ونحضر فيه, كتأييد المؤمنين الذين يجاهدون في سبيل الله بالملائكة لينصروهم ويقفوا إلى جانبهم في معركتهم ضد الأعداء.

ولذلك فسر قوله تعالى في سورة المجادلة/ 22 (وأيدهم بروح منه) بأن الله أيد المؤمنين بجبرائيل في كثير من المواقع ينصرهم ويدافع عنهم ويحافظ عليهم.

وقد أيد الله المؤمنين في بدر بخمسة آلاف من الملائكة مسومين (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم  أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون, إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يُمدّكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين, بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين, وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) ـ آل عمران/ 123 ـ 126.

المعنى الثاني: أن يكون التأييد الإلهي للإنسان بمعنى تقوية الإيمان في قلبه بأن يجعل إيمانه إيماناً ثابتاً قوياً راسخاً لا يتزلزل، بحيث يستطيع الإنسان من خلال نور الإيمان في قلبه أن يواجه التحديات والأباطيل والشبهات والغزو الثقافي والحرب الناعمة وكل الأساليب التي يراد من خلالها إضلال الإنسان وانحرافه عن الطريق المستقيم.

فالإيمان القوي الذي يستطيع الانسان من خلاله مواجهة التحديات والأباطيل والشبهات والغزو الثقافي والحرب الناعمة هو شكل من أشكال التأييد الإلهي للمؤمنين.

المعنى الثالث: انه تعالى يؤيد المؤمنين بالحجج والأدلة المحكمة والبراهين الساطعة التي تجعلهم يهتدون إلى الحق ويعملون به، لأن المؤمن الحقيقي الذي ينتمي إلى شريحة حزب الله هو المؤمن العقائدي وليس التقليدي الذي يقلد الآباء والأجداد والمجتمعات في عقيدته وأفكاره..

هو ذلك المؤمن الذي يبني عقيدته وقناعاته على أساس الفكر والدليل والحجة والبرهان والاستدلال.. وعندما يطالب بالدليل على معتقده يقدم دليله بشكل واضح ومقنع.

 

 

والحمد لله رب العالمين