الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 18-8-2014: التزام الحق هو المعيار في تأييد ونصرة الآخرين وليس القرابة أو العائلية أو القومية أو الحزبية أو المناطقية والجغرافيا.

تطرق سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية إلى موضوع العصبية والتعصّب فاعتبر: أن العصبية هي أن ينحاز الإنسان إلى جانب معين كانحيازه لأقربائه أو عائلته أو حزبه أو منطقته أو زعيمه.. ويراهم دائماً على حق وصواب حتى ولو كانوا في الواقع على باطل.

فمن أعان أقربائه أو عائلته أو أبناء منطقته وبلده على ظلم أو شجعهم على باطل وانحاز إليهم برغم ذلك فهو متعصب.

وهذا لا يعني أن لا نحب الخير لأقربائنا أو لعائلتنا أو لأبناء منطقتنا أو لحزبنا وجماعتنا , فمجرد الحب والانحياز إلى هؤلاء ليس عصبية , وإنما العصبية أن ننحاز إليهم وإن كانوا على باطل ونعينهم وننصرهم في كل الأحوال وإن كانوا ظالمين.. لأن الله يريدنا أن نجعل مقياس ومعيار النصرة والتولي والتأييد لهؤلاء هو التزامهم جانب الحق , فالحق هو المعيار في تأييدهم ونصرتهم وليس القرابة أو العائلية أو القومية أو الحزبية أو المناطقية والجغرافيا أو ما شاكل ذلك.

ولذلك يقول الإمام زين العابدين عندما سئل عن العصبية: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم.

والخروج من هذه الصفة والابتعاد عنها يستلزم اعتماد المقومات التالية:

أولاً: أن يكون الهدف الأساسي للإنسان التزام الحق (فماذا بعد الحق إلا الضلال) (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل).

فالإنسان المؤمن هدفه نيل رضا الله، ورضا الله سبحانه لا يمكن نيله إلا بالتزام الحق والعدل والإنصاف.

(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).

ثانياً: وعي الحق ومعرفته وامتلاك القدرة على تمييزه عن الباطل، فإن الحق لا يعرف من خلال الاخرين بل الاخرون يعرفون من خلال الحق فمن عرف الحق عرف أهله كما قال علي (ع): لا يعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله.

3 ـ التحكم بقوة الغضب التي يملكها الإنسان والسيطرة عليها لأنه في كثير من الأحيان تدفع الإنسان نحو العصبية , فلا ينبغي للإنسان المؤمن أن يمشي مع غضبه وانفعالاته لأنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة ليست في مصلحة الإنسان.

فعن الإمام الصادق (ع): قال رجل للنبي (ص): يا رسول الله علمني، قال: اذهب ولا تغضب فقال الرجل: قد اكتفيت بذلك فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفاً ولبسوا السلاح، فلما رأى ذلك لبس سلاحه ثم قام معهم ثم ذكر قول رسول الله (ص) لا تغضب فرمى السلاح ثم جاء يمشي إلى القوم الذين هم عدو قومه فقال: يا هؤلاء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر.. فعلي في مالي أنا أوفيكموه، فقال القوم: فما كان فهو لكم نحن أولى بذلك منكم، قال: فاصطلح القوم وذهب الغضب.

على الإنسان أن لا يغضب ولا يتعصب ولا يتسرع في اتخاذ الموقف قبل وضوح واتضاح كل ملابسات القضية.

 

 

والحمد لله رب العالمين