الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 4-8-2014: المؤمن الصادق هو الإنسان الذي يقدم رضا الله على رضا الناس.

غاية الإنسان المؤمن هي الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى، وأن تكون أفعاله وتصرفاته منسجمة مع إرادة الله وأحكام الله وتشريعاته، فأمام كل خطوة أو عمل أو سلوك يسأل المؤمن نفسه: هل في ذلك لله رضا وطاعة؟ هل هذا العمل مباح ليس فيه مخالفة لله؟ فإذا كان العمل يرضى الله عنه قام به وإلا فلا؟

[يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم]

 

غاية الإنسان المؤمن هي الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى، وأن تكون أفعاله وتصرفاته منسجمة مع إرادة الله وأحكام الله وتشريعاته، فأمام كل خطوة أو عمل أو سلوك يسأل المؤمن نفسه: هل في ذلك لله رضا وطاعة؟ هل هذا العمل مباح ليس فيه مخالفة لله؟ فإذا كان العمل يرضى الله عنه قام به وإلا فلا؟ وبالتالي فإن الإنسان المؤمن لا يسأل عن رضا الناس فيما يقوم به، ليس همه أن يرضى الناس عنه وعن أفعاله وأعماله، ليس همه أن تكون أعماله موضع إعجاب الناس وتقديرهم ومدحهم ، لأنه ليس هدفه الحصول على رضا الناس بل الحصول على رضا الله سبحانه، فإذا كان الله يرضى عن عمله، وعمله ينسجم مع أحكام الله وطاعته فلا يبالي بما يقوله الناس وما يتحدث به الناس.

 

بعض الناس قد يكون همهم أن يُعجب الناس بعملهم وأن يمدحهم الناس على أعمالهم، كما أن بعض الناس قد يقدمون رضا الناس على رضا الله عندما يحقق رضا الناس لهم مصالحهم ومنافعهم وآمالهم وطموحاتهم وأهدافهم,وهناك الكثير من الأشخاص الذين يسايرون ويداهنون الناس على حساب المبادىء والقيم والحلال والحرام لأن مصالحهم معهم, البعض يقول لك بأنه محرج ولا بد أن يراعي شريكه أو صديقه أو جاره أو مسؤوله أو الزعيم الفلاني أو الوجيه الفلاني فيقدم رضاه على رضا الله ويعمل على إرضائه حتى ولو بسخط الخالق.. هذا الأسلوب غير مقبول من المؤمن فالمؤمن لا يمكن أن يعمل على إرضاء المخلوق بمعصية الخالق.

وهناك أشخاص من أتباع الشهوات ومرتكبي المعاصي يحاولون الضغط على المؤمنين لكي يبتعدوا عن مواقع الطاعة والعبادة ويتورطوا بالمعاصي والشهوات والأهواء فيقولون للملتزمين: ما هذا التعصب؟! ولماذا كل هذا التزمت والتشدد؟! هؤلاء العصاة يحبون أن يكون الآخرون مثلهم, بينما يريد الله من لعباده ان يكون مؤمنين صالحين وان يعودوا الى الله ويتوبوا اليه عند كل معصية وأمام كل خطأ وقبيح, وان بيتعدوا عن المحرمات ويتمسكوا بالقيم والأخلاق.

يقول تعالى: [والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً] ـ النساء/ 27.

البعض يداهن الناس خوفاً من ملامة الناس له, والمداهنة التي هي إرضاء الناس على حساب أحكام الله ودين الله هي غير المدارة التي ورد في بعض الأحاديث أنها نصف الإيمان.

فإن المدارة هي الاستجابة لرغبات الناس التي لا تخالف أحكام الله وتشريعاته ولا تتنافى مع القيم والأخلاق.

والمدارة على خلاف المداهنة تعمق الروابط بين المؤمنين وفي داخل المجتمع ولذلك كانت نصف الإيمان, لأن الله يريد للمؤمنين أن يستجيبوا لطلبات بعضهم البعض ورغبات بعضهم وأن يسايروا ويلاطفوا بعضهم بعضاً عندما لا يتنافى ذلك مع دين الله وأحكامه.

والخلاصة: أن المؤمن الصادق هو الإنسان الذي يقدم رضا الله على رضا الناس عندما يتعارضان.

ورضا الناس غاية لا تدرك، فإن الإنسان مهما فعل لإرضاء الناس لن يحصل على ذلك.

فقد روي أن النبي موسى(ع) قال: يا رب أحبس عني ألسنة بني آدم، فإنهم يذمونني وقد آذوني.. قيل فأوحى الله جل جلاله إليه: يا موسى هذا شيء ما فعلته مع نفسي، أفتريد أن أعمله معك؟! فقال: قد رضيت أن يكون لي أسوة بك.

فالله عز وجل لم يحبس ألسنة الناس عن نفسه ولم يربطها عن سبه وشتمه فكيف يفعل ذلك لموسى؟ وهذا يعني أن لا أحد يستطيع ربط ألسنة الناس من ان تنال منه أو تسبه أو تأذيه، كما لا يمكن دفع الناس إلى الثناء عليه والمديح له والوصول بهم إلى مستوى أن يرضوا عن كل أفعالك وسلوكك لأنه لا يمكن إرضاء جميع الناس.

ولذلك على الإنسان المؤمن أن لا يبالي بملامة الناس وذمهم وإهانتهم له طالما انه يحقق رضا الله عز وجل فيما يقوم به وفيما يتحمل مسؤوليته, وخصوصاً المجاهدين في سبيل الله عليهم أن يقوموا بواجباتهم ومسؤولياتهم الجهادية ولا يخافون في الله لومة لائم، طالما أن قضيتهم قضية الحق ورسالتهم رسالة الحق وطالما أنهم يدافعون عن دينهم وأرضهم وأهلهم في مواجهة الأعداء والضالين والقتلة والمجرمين فلا يبالون بما يقوله الناس عنهم.

فليقولوا عنا إرهابيين أو فرس أو صفويين.. ليقولوا ما شاؤوا.. وليرموا التهم الجزاف والباطلة.. لن نتأثر ولن يثنينا ذلك عن تحمل مسؤولياتنا الشرعية والأخلاقية والوطنية.

اليوم هناك من يعلو صراخه سباً وشتماً واتهاماً وتحريضاً من أجل الضغط علينا لنغير مواقفنا مما يجري في المنطقة أو من أجل جرنا إلى اقتتال داخلي وإلى فتنة عمياء.

هؤلاء الموتورون لن نستطيع إرضائهم حتى لو تخلينا عن مسؤولياتنا وفعلنا ما يريدون, ونحن لن نتخلى عن واجباتنا ومسؤولياتنا وندع التكفيريين والظلاميين يدخلون بلدنا ويمعنون فيه قتلاً وتدميراً .

سنبقى نتحمل مسؤولياتنا مهما قالوا ومهما علا صراخهم ولن نبالي بذلك كله طالما أننا على حق وسنكمل الطريق ولا نخاف في سبيل الله وفي طريق نيل رضاه لومة لائم..

 

والحمد لله رب العالمين