الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 7-7-2014: ثابت الإيمان بإمكانه أن يحافظ على ثباته واستقرار إيمانه من خلال التزامه الدائم بقيم الإيمان وأحكامه..

أكد سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية: أن على الإنسان المؤمن الثابت الإيمان أن يراقب نفسه لكي يحافظ على ثابت إيمانه فلا يتزعزع ولا يتزلزل، لأن ثابت الإيمان في معرض الخطر الدائم لا سيما عندما تضغط عليه شهواته وأهوائه ومصالحه,أو تواجهه التحديات والفتن،أو يتعرّض لمحاولات الترهيب والترغيب.

وقال: إن ثابت الإيمان بإمكانه أن يحافظ على ثابته واستقرار إيمانه من خلال التزامه الدائم بقيم الإيمان وأخلاق الإيمان وأحكام الإيمان.. فلا يخرج عن الطريق المستقيم مهما كانت المغريات ومهما تعرض لأساليب التخويف والتهديد أو محاولات الإغراء والترغيب.

يقول أمير المؤمنين (ع) لكميل: يا كميل إنه مستقر ومستودع، واحذر أن تكون من المستودعين، يا كميل إنما تستحق أن تكون مستقراً إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرج إلى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه وهديناك إليه.

وعندما يلتزم الإنسان المؤمن الجادة الواضحة والطريق المستقيم يصبح من الثابتين الذين يملكون إيماناً مستقراً لا يزول.

وقد كان ميثم التمار وهو من خواص أصحاب أمير المؤمنين (ع) من الثابتين على الإيمان والولاية رغم التهديد والتخويف والترهيب الذي تعرض له من قبل الظالمين ليتخلى عن التزامه بولاية علي (ع).

 لقد بقي ميثم التمار يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويذكر فضائل علي (ع) وأهل البيت (ع) وجرائم أعدائهم أمثال عبيد الله بن زياد حتى أمر هذا الأخير بإحضاره إليه فجيء به إلى ابن زياد فقيل له: كان هذا من آثر الناس عند علي قال: ويحكم هذا الأعجمي؟! قالوا: نعم, فقال له ابن زياد: أين ربك؟! فقال ميثم: بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة، قال: إنك على عجميتك لتبلغ الذي تريد، ما أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك؟ قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة , أنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة قال: لنخالفنه.

قال: كيف تخالفه؟! فوالله ما أخبرني إلا عن النبي (ص) عن جبرائيل عن الله تعالى، فكيف تخالف هؤلاء؟! ولقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هو من الكوفة، وأنا أول خلق الله أُلجم في الإسلام.

وأمر ابن زياد أن يصلب فأخرج فقال له رجل رآه: ما كان اغناك عن هذا يا ميثم! فتبسم وقال وهو يومئ إلى النخلة: لها خلقت ولي عُذبت، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، فكان أول خلق الله أُلجم في الإسلام.

إن هذا الثبات لم ينشأ لدى ميثم التمار بدون مقدمات روحية وعبادية جعلته في مصاف أصحاب اليقين الذين لن تستطيع كل محاولات التهديد بالقتل أن تزحزحهم عن مبادئهم وقناعاتهم وإيمانهم الراسخ.

واليوم نحن بحاجة إلى هذه الروح وإلى هذه الارادة والى هذا النوع من الثبات    لكي يبقى إيماننا مستقراً وراسخاً , خصوصاً واننا نعيش في عصر الغيبة الكبرى التي تكثر فيه الفتن والمغريات والشهوات ويصبح فيه الإنسان المؤمن كالقابض على الجمر، فلا بد من الثبات على الإيمان والولاية لننال درجة الموالين الحقيقيين الثابتين, ففي الحديث عن الإمام الكاظم (ع): طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبرائة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة.

والحمد لله رب العالمين