الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية30/6/2014: من علامات الإيمان الثابت التطابق بين العلم والعمل وبين القول والفعل .

شدد سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية 30/6/2014 : على ضرورة التطابق بين العلم والعمل  وبين القول والفعل معتبراً ذلك من علامات الإيمان الثابت الذي لا يتزعزع ولا يزول.

وقال: من كان إيمانه ثابتاً فان عمله يتطابق مع قوله ، ومن كان إيمانه مستودعاً لا يتطابق عمله مع قوله حيث انه يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر، يأمر الناس بالصلاة ولا يصلي، يرشيد الناس إلى الخير ولا يقوم به، ينصح الآخرين بمكارم الاخلاق وهو لا يلتزم بها وهكذا..

قيل للإمام الصادق (ع): قلت له بما يعرف الناجي من هؤلاء جعلت فداك؟ قال (ع): من كان فعله لقوله مطابقاً فأثبت له الشهادة بالنجاة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً فإنما ذلك مستودع.

ولكي يبقى إيمان الإنسان ثابتاً فلا يزيغ، ولكي تبقى خاتمته وعاقبته حسنة فلا يضل لا بد من توافر أمرين:

الأول: سلامة القلب وخلوص النية: فمن لم يخلص نيته لله، وكان هدفه من أعماله الصالحة أو العبادية الرياء والسمعة ومدح الناس له أو الحصول على مكاسب دنيوية.. فإن الخطر يبقى محدقاً به إلى أن يتخلص من حب الدنيا.

الثاني: الدعاء حيث إن الدعاء سبب من أسباب ثبات الإيمان.

فعن الإمام الصادق (ع): إن الله جبل النبيين على نبوتهم فلا يرتدون أبداً، وجبل الأوصياء على وصاياهم فلا يرتدون أبداً، ومنهم من أعير الإيمان عارية فإذا هو دعا وألحّ في الدعاء مات على الإيمان.

ويتضح من الحديث أنالمؤمنين على صنفين صنف جُبل على الإيمان بحيث أصبح الإيمان جزءاً من من كيانه وشخصيته بحيث لم يعد قابلاً للزوال.. وصنف آخر استعار الإيمان،بحيث كان الإيمان لديه مجرد حالة مؤقتة مرحلية فهو كالعارية التي تُسترد وبالتالي فإن إيمان هذا الصنف قابل للزوال في أية لحظة لا سيما عندما يتعارض الإيمان مع المصالح والطموحات والآمال، والإنسان قد يخسر إيمانه عند أي مفترق فلا يموت على الإيمان إلا إذا دعا الله أن يُثبّت الإيمان في قلبه وأن لا يزيغ ولا يضل, فإن مستودع الإيمان إذا دعا الله وألحَّ في الدعاء والطلب وقال: من أعماق قلبه وجوارحه: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) أو (يا ألله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك) فإن ذلك يكون سبباً لتثبيت الإيمان وللعاقبة الحسنة ولموت الإنسان على الإيمان.

وهذا شهر رمضان المبارك هو موسم الدعاء فلا بد للإنسان من أن يستثمر هذه الفرصة بالتوجه إلى الله بالدعاء بأن يثبّتنا على ديننا لكي نضمن الخاتمة الحسنة والعاقبة الحسنة.

 

والحمد لله رب العالمين