الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 9/6/2014 : الجهاد في الاسلام ليس من أجل السيطرة والهيمنة والاعتداء على الآخرين بل للدفاع وصد العدوان.

تناول سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية 9/6/2014: الحديث عن الجهاد في سبيل الله وقال: إن من صفات المؤمنين الصادقين أنهم يجاهدون في سبيل الله ويتحملون مسؤولياتهم الجهادية عندما يتعين عليهم ذلك ويكون الجهاد واجبا ومسؤولية شرعية ووطنية وانسانية (يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) المائدة/ 54.

 والمؤمن يكون جاهزاً وحاضراً في ساحات الجهاد والمواجهة عندما يكون تكليفه ذلك من دون تباطؤ أو تردد أو تلكؤ.

  والجهاد في الاسلام ليس من أجل السيطرة والهيمنة والاعتداء على الآخرين، أو من أجل فرض الدين بالقوة والقهر، فالله لا يريد لدينه أن يدخل الى حياة الناس وأن يؤمن الناس به عن طريق الجبر والإكراه , لأن الدين هو أمر فطري وقد أوضحه أنبياء الله ورسله وهو بيّن ومتمايز عن الغي والضلال وبالتالي فإن الإنسان يستيطع عندما يتأمل أن يدرك أحقية الدين وزيف الضلال والانحراف بنفسه وأن يعتنقه لانسجامه مع فطرة الإنسان، من دون أن يجبره أحد على ذلك [لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى].

ولذلك فلم يكن الجهاد في الاسلام من أجل فرض الدين بالقوة على الناس، ولم يقاتل النبي (ص) الكفار من أجل فرض الدين عليهم بالقوة، وكل المعارك التي خاضها النبي (ص) لم تكن بهذا الدافع إطلاقاً, بدليل أن الكفار الذين دخلوا في معاهدة مع النبي (ص) في المدينة .. بقيوا على دينهم في ظل الدولة الإسلامية ووقع النبي (ص) معهم وثيقة تضمن لهم حقوقهم وتبين لهم واجباتهم ولم يفرض عليهم الدخول في الإسلام ولم يهدر دمهم , بل أهدر (ص) دم اولئك الذين نقضوا عهودهم ومواثيقهم وتآمروا على الإسلام والأمة فحاربهم النبي (ص) بهذه الخلفية.

وأضاف: الجهاد في الإسلام إنما شرع للدفاع وصد العدوان وإزالة الموانع والعراقيل من طريق الإسلام كي تنطلق الدعوة إلى الله بحرية وتصل إلى عقول الناس وقلوبهم من دون أية عراقيل.

والنبي (ص) في كل حروبه لم يكن هو المبادر والبادئ بالحرب وإنما كانت حروبه إما للدفاع عن الإسلام والأمة والكيان الإسلامي , حيث كان المشركون والكفار واليهود يستهدفون الرسالة والرسول (ص) وأتباعه ويحاولون القضاء عليهم , وإما من أجل تأمين الحرية للدعوة ليطلع الناس عليها بعيداً عن محاولات المنع والصد ووضع العراقيل التي كانت تمارسها قريش في مواجهة الإسلام.

والنقطة الأخرى أن الإسلام لم يشرع الجهاد لاجل الجهاد والقتال لاجل القتال، فالجهاد ليس مطلوباً لذاته , ولم تكن الحروب التي خاضها النبي(ص) ومن بعده امير المؤمنين علي (ع) هدفاً وغاية بحد ذاتها ، وإنما كانت الغاية هي هداية الضالين ووضع حد لانحرافهم وطغيانهم الذي كان يدفعهم للعدوان والقتل وارتكاب الجرائم .

يقول علي (ع): فوالله ما دفعت الحرب يوماً إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي وتعشو إلى ضوئي وذلك أجب إليَّ من أن أقتلها على ضلالها وإن كانت تبؤ بآثامها.

 فنحن لسنا هواة حروب وقتال وصراعات دموية ، ولا نحب الموت،  نحن طلاب سلام وعدالة , ونحب الحياة .. ولكن لا يمكن أن نسكت على احتلال أو عدوان أو استهداف يعرض أهلنا وبلدنا للمخاطر.

ومن هنا فإن المقاومة منذ انطلاقتها كانت ولا زالت للدفاع عن الأرض والأهل والعرض وصد العدوان .. لم نكن البادئين بالحرب، اسرائيل هي التي اعتدت واحتلت وقتلت وارتكبت المجازر. واليوم التكفيريون هم الذين اعتدوا على الآمنين وهم يستهدفون بلدنا ومقاومتنا وأهلنا ونحن نقاتلهم دفاعا عن أنفسنا ووطننا وأهلنا..