الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 26/5/2014م: التكفيريون يقدمون نموذجا مشوها عن الإسلام.

استهل سماحة الشيخ علي دعموش المحاضرة الأسبوعية في 26/5/2014 بقوله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم] ـ المائدة/ 45.

 

وقال: من صفات المؤمن الأساسية صفة الرحمة والرأفة والرفق بالمؤمنين والشدة والغلظة والقسوة على الكافرين المحاربين.

وأضاف: إن كلمة أذلة جمع ذليل فالمؤمن صاحب قلب حنون على المؤمنين، من الذِل الذي هو اللين وخفض الجناح والتواضع وليس من الذُل الذي هو الهوان ، بينما في المقابل هو شديد على أعداء الله والدين والإنسانية ، وكلمة أعزة جمع عزيز وهي هنا بمعنى الترفع عن الاعتناء والاهتمام بما عند الكافرين من العزة الكاذبة.

ومعنى الآية أن المؤمنين رحماء على بعضهم وأشداء على الكفار المحاربين والمعتدين، كما قال تعالى: [محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم].

ولفت الشيخ دعموش: إلى أننا عندما نقول بأن المؤمن غليظ وشديد على الكافرين فليس معنى ذلك أن الإسلام يرفض الآخر ويطلب من المؤمنين أن يكونوا أشداء على الآخرين الذين يختلفون معهم في العقيدة أو الطائفة أو الفكر أو الانتماء.. حتى لو كانوا مسالمين وغير معتدين، بل المقصود هو الإرشاد إلى طريقة التعامل مع الكافرين المحاربين الذين حاربوا الله ورسوله واعتدوا على المسلمين فاحتلوا أرضهم وأخرجوهم من ديارهم وارتكبوا القتل والمجازر بحقهم فهؤلاء لا بد من التعامل معهم بغلظة وقسوة وشدة.

أما المسالمين الذين قد يعيشون داخل المجتمع الإسلامي أو في جوار المسلمين ولا يصدر منهم ما يسيء إلى الإسلام والمسلمين فالتعامل معهم يكون بالبرّ والقسط والعدل وعلى أساس الاحترام والتقدير، وبالتالي على المؤمن أن يتعامل مع الذين يختلف معهم في الدين والعقيدة من موقع الرحمة التي هي صفة لازمة في شخصية المؤمن ليس تجاه من يتفق معه في الدين والمذهب فقط وإنما تجاه كل أتباع الديانات والمذاهب الأخرى طالما انهم ليسوا من المحاربين والمتربصين والمتآمرين.

ولذلك قال تعالى: [لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون] ـ الممتحنة / 8 ـ9.

فالله لا ينهانا عن التعامل برحمة وإحسان وبر مع الذين لم يعتدوا ولم يحاربوا ولم يحتلوا ولم يتآمروا ولم يقاتلوا المسلمين.. ولذلك فإن النبي (ص) عندما جاء إلى المدينة كان من جملة الأعمال التأسيسية التي قام بها أن وضع ما عرف (بالصحيفة) وهي وثيقة وعقد اجتماعي سياسي ينظم العلاقة بين المسلمين من جهة وغير المسلمين من جهة أخرى في داخل الكيان الإسلامي، ومن يدقق في بنود هذه الوثيقة سيجد أن النبي (ص) أعطى نفس الحقوق التي للمسلمين لبقية الطوائف غير الإسلامية التي كانت تعيش في المدينة آنذاك طالما لم تقم بما يخل بالتزاماتها السياسية والأمنية تجاه المسلمين والدولة الإسلامية.

وهذا يعني أن ما يقوم به التكفيريون تجاه من يختلفون معهم في الدين أو في المذهب يتنافى مع قيم وتعاليم الإسلام، بل هو نموذج يراد من خلاله تشويه صورة الإسلام وتقديم الإسلام على أنه دين الإرهاب والقتل والاعتداء على مقدسات الآخرين ورموزهم وهذا هو ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما مشروع واحد هو تشويه صورة الإسلام من خلال ممارسات وأعمال منافية لقيم الإسلام وأحكام الإسلام تقوم بها جماعات منتمية في الظاهر إلى الإسلام وتحمل شعارات إسلامية كالتكفيريين وغيرهم ممن باتوا أداة صغيرة بيد أمريكا وإسرائيل لتشويه الإسلام والإساءة لصورة المسلمين في العالم..

 

والحمد لله رب العالمين