الشيخ دعموش في المحاضرة الاسبوعية: المحب الحقيقي هو الذي يجسد حبه لله في التسليم والانقياد له في كل جوانب حياته.

لفت سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية بتاريخ 7/4/2014 إلى أن الحب الحقيقي لله ليس مجرد ارتباط عاطفي أو قلبي أو وجداني مع الله، بل هو ارتباط الطاعة والعمل والسلوك.

وقال: لا قيمة للحب إن لم يكن مقترناً بالعمل والطاعة، ولذلك فإن الناس الذين يدعون انهم يحبون الله وأن قلوبهم عامرة بمحبته ولكننا نجدهم في مواقع المعصية ونفقدهم في مواقع الطاعة لا قيمة لمحبتهم لأن من كان قلبه عامراً بمحبة الله لا بد أن يسلم لله فيبتعد عن معاصيه ويقوم بما أوجبه الله عليه فمحبه الله لا تجتمع مع المعصية أو ارتكاب الحرام وترك الواجبات والمسؤوليات [قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله].

 

وشدد الشيخ دعموش: على أن الحب الحقيقي لله مدخل للولاية وبدونه لا يدخل الإنسان في نطاق ولاية الله لأن ولاية الله تعني التسليم له والانقياد التام لأوامره ونواهيه بلا نقاش ولا اعتراض ولا تردد, والمحب الحقيقي هو الذي يجسد حبه لله في التسليم والانقياد له في كل جوانب حياته.

ونبه: إلى أن حب الله لا ينبغي أن يكون كحب بعضنا لبعض كحب الأب أو الأم لأبنائهما أو الأخ لأخيه أو الزوج لزوجته بل لا بد أن يكون أشد وأقوى من أي حب آخر [والذين آمنوا أشد حباً لله] وبالتالي فإذا أراد أعز الأشخاص لديك شيئاً وأراد الله منك شيئاً آخر فإن مقتضى حب الله أن تقدم إرادة الله على أي شيء آخر..

إن الحب الحقيقي من طرف العبد يستدعي محبة الله له، ومحبة الله لا تنال بالامنيات ولا بالدعوات وإنما بمجموعة من المواصفات التي لا بد للإنسان من أن يربيها في نفسه وعندما نتتبع آيات القرآن الكريم سنجد في مقدمة تلك الصفات، التقوى ]فإن الله يحب المتقين[آل عمران / 76. والجهاد في سبيل الله [إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص] ـ الصف / 4.

والتوكل على الله [إن الله يحب المتوكلين] ـ آل عمران / 195.

والتوبة وتطهير النفس من الذنوب والموبقات [إن الله يجب التوابين ويحب المتطهرين] ـ البقرة/ 222.

والعدل [إن الله يحب المقسطين] ـ المائدة / 142.

والإحسان [إن الله يحب المحسنين] ـ البقرة / 195.

والصبر [والله يحب الصابرين] ـ آل عمران / 146.

فمن كان يملك صفات من هذا النوع فإنه ينال محبة الله ويصبح ممن قال الله عنهم [فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين] ـ المائدة / 45.

والحمد لله رب العالمين