الأربعاء, 24 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 19 نيسان 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

نبي الإسلام (ص) يقدّم للبشرية أنبل نموذج إنساني في مجتمع المدينة(36)

الرسول (ص) يؤاخي بين المهاجرين والأنصار في بناء مجتمع المدينة المنورة  (36) :

من أعظم الأخلاق التي اتى بها الإسلام هو عمل المؤاخاةالعمل الثاني الذي قام به النبي (ص) بعد هجرته إلى المدينة المنورة، هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. وكانت هذه الخطوة الأولى من ناحية تنظيم المجتمع الإسلامي. فقد دعا الرسول أصحابه جميعا، من المهاجرين والأنصار، بعد خمسة أشهر، أو ثمانية أشهر، إلى التآخي فيما بينهم، وقال لهم : "تآخوا في الله أخوين أخوين". فتآخى هو مع الإمام علي بن أبي طالب (ع)، حيث أخذ بيده وقال :"هذا أخي".

وتآخى كل واحد من المهاجرين مع واحد من الأنصار، فكان الرسول (ص) والإمام علي (ع) أخوين، وكان أبو بكر وخارج الخزرجي أخوين، وكان عمر وعتبان بن مالك أخوين.. وهكذا ..

مؤاخاة إنسانية يؤسسها الإسلام :

ويقول المؤرخون إن هذه المؤاخاة التي حصلت في المدينة بعد الهجرة هي المؤاخاة الثانية. وأما المؤاخاة الأولى فقد كانت في مكة المكرمة بين المهاجرين أنفسهم، حيث آخى النبي (ص) هناك، قبل الهجرة، أصحابه من قريش وعبيدهم المعتقين المحررين. فآخى مثلا بين عمه حمزة ومولاه زيد ابن حارثة، وبين أبي عبيدة ابن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة. ولقد آخى بينهم على الحق والمساواة. 
وكان الهدف من هذه المؤاخاة التي حصلت في مكة هو تحطيم الاعتبار الطبقي والقبلي والاقتصادي، في ما بين المسلمين المهاجرين، إذ كان فيهم الأشراف والأغنياء والتجار. وكان فيهم البسطاء والفقراء والمساكين والعبيد المعتقين. فكان برأي الإسلام أنه لا بد من تحطيم هذه الفوارق الطبقية الاجتماعية والمعيشية بين المؤمنين، والتعبير بشكل عملي عن شكل المساواة الإسلامية إلى جانب تعميق العلاقة الايمانية بين المسلمين.

أما هدف المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة إلى المدينة، فقد كان لتحقيق عدة أمور :

الأمر الأول : هو تنظيم حياة المسلمين وتوكيد وحدتهم للقضاء على التناقضات الداخلية فيما بينهم، والقائمة بين الأوس والخزرج، والقضاء على كل شبهة في أن تعود العدواة القديمة بينهما. وللقضاء أيضاً على التناقضات المحتملة والمتوقعة بين المهاجرين والأنصار. فالمهاجرون قد نزلوا ضيوفاً على الأنصار. وهم لا يرتبطون بهم بأي رابط أو علاقة يمكن أن تشدّ العرب بعضهم ببعض. والأنصار كانوا يتشكلون من قبيلتين، الأوس والخزرج، وكانت العلاقة بينهما فيها حروب وثارات قديمة. وكان الإسلام في تلك المرحلة مقبلاً على استحقاقات كبرى لبناء الدولة والمجتمع السياسي الإسلامي، ونشر الدعوة.

الأخوة في الله من دعائم الإسلاموكان المسلمون، وهم مجتمع ناشء وجديد، يواجهون تحديات كبرى. تحديات المشركين والمنافقين واليهود في داخل المدينة، وتحديات اليهود والمشركين في مكة وفي الجزيرة العربية بشكل عام. هذه التحديات وحجم المسؤولية التي يتحملها المسلمون لأقامة هذا الدين والدفاع عنه كانت تتطلب قبل أي شيء أن يتناسى المسلمون الأحقاد والثارات والعدوات التي كانت قائمة بينهم في الجاهلية. وأن يزيلوا الحساسيات القبلية، وأن يكون مجتمعهم كتلة واحدة متآلفة ومتماسكة ومترابطة بعد أن كانوا مجتمعات متنازعة ومتحاربة.

وبفعل هذه الأخوة فقد تحوّل المسلمون الأوائل في عهد النبي (ص) من مجتمع مفكك ومتناحر كان يعيش أبناؤه الأحقاد والحروب إلى مجتمع متماسك وموحد ذي هدف واحد ومصير مشترك. ووجهوا طاقاتهم وإمكانياتهم إلى أعداء الإسلام والدين. وكانت لهذه المؤاخة نتائج هامة، في تاريخ المواجهة مع العدو، وعلى المستوى الجهادي حيث استطاع المسلمون المتآخون تحقيق انتصارات كبرى في بدر وغزوة الخندق، وفي غيرهما من الحروب، رغم قلة العدد وصعف العتاد.

الأمر الثاني : هو علاج التفاوت الشديد في المستوى المعيشي والاقتصادي بين المهاجرين والأنصار. فقد كان الأنصار أغنياء، حيث هم في بلدهم ولم ينقطعوا عن أعمالهم وموارد رزقهم. بينما كان المهاجرون فقراء، حيث إنهم تركوا كل ما يمتلكونها وراءهم في مكة عندما هاجروا إلى المدينة.  وأكثرهم كان لا يملك قوت يومه. من هنا كان لا بد من المؤاخاة. لتحقيق مبدأ المواساة والعدل الإسلامي تظهر فيه صورة عملية كيفية مواساة الأخ لأخيه.

وانطلاقا من روح الموأخاة هذه، فقد آخ الأنصار أخوانهم المهاجرين بأنفسهم وبأشدّ ما يواسي به الأخ أخاه. إذ تركت مسألة المؤاخاة إحساساً لدى الأنصار بالمسؤولية تجاه إخوانهم المهاجرين. فأخوهم على أنفسهم ووفروا لهم وسائل العمل المنتج، فعملوا إلى جانبهم بالزراعة. وتنازل الأنصار بدافع من ضميرهم ودينهم وحبهم لأخوانهم المهاجرين عن نصف ما يملكونه من ثروة وعقار وأرض من دون تردد. وعبّروا عن مبدأ المواساة أصدق تعبير. حتى قال المهاجرين فيهم :"ما رأينا مثل أنصار المدينة، لقد أحسنوا مواستنا وبذلوا الكثير وأشركونا في المهنة حتى لقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله".

لنبق اخوة في اللهالأمر الثالث : هو إيجاد البديل الأنسب للمسلمين في تلك المرحلة عمّا فقدوه من أخوة الدم والقرابة. فإن هؤلاء الذين أسلموا، وخاصة المهاجرين منهم، كانوا قد انفصلوا عن قومهم وأخوانهم بصورة حقيقية، وقد واجههم حتى أقرب الناس إليهم، بأنواع التحدي والأذى بسبب إسلامهم واتباعهم لرسول الله (ص). فصاروا وكأنهم لا عشيرة لهم ولا إخوان. وفي هذه الحالة قد يشعر بعضهم أنه قد أصبح وحيداً، بلا نصير أو عشيرة. فجاءت الأخوية الإسلامية لتسد هذا الفراغ ولتبعد عنهم الشعور بالوحدة والغربة، ولتكون البديل الأنسب عمّا فقدوه من أخوة الدم والنسب.

إن رابطة الإيمان وأخوية الإسلام تؤكد وحدة الهدف والمصير وتدعونا إلى أن لا نحب ولا نكره ولا نرضى ولا نغضب إلا لله وفي سبيل الله. وأن نكون مثل المسلمين الأولين أن ينظر كل واحد منّا للأخر كما ينظر إلى أخيه في النسب ويحس بإحساسه ويشعر بالآمه وفرحه، ويواسيه ويشاركه في السراء والضراء، على قاعدة "لا يؤمنوا أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبه لنفسه". 

الشيخ علي دعموش