كلمة خلال خلال افتتاح منتدى اهل البيت للادب والشعر في انصارية 4-8-2018

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال رعايته افتتاح منتدى أهل البيت للأدب والشعر في بلدة أنصارية: ان جبل عامل بعلماءه وأدباءه وشعراءه ونخبه كان على الدوام في طليعة المدافعين عن قضايا الوطن والأمة، ومع كل الطلائع الوطنية والقومية في الدفاع عن فلسطين والمقدسات،

 وفِي مواجهة الاستعمار الأجنبي والمشروع الصهيوني ومشاريع التفتيت والتقسيم، والى جانب الداعين الى الوحدة والحوار والعيش المشترك والتلاقي والتعاون والتكامل ورفض الفتن . معتبرا: ان المقاومة في لبنان هي امتداد اصيل لهذا المسار ولهذا التاريخ ولهذا الالتزام الذي عبر عنه علماؤنا وفقهاؤنا وأدباؤنا وشعراؤنا ونخبنا في مواقفهم وبياناتهم وفتاواهم وفِي أشعارهم وأدبهم وفِي تحريكهم وتحريضهم للشعوب على النهوض والمقاومة بوجه الغزاة والمحتلين. 

ودعى الشيخ دعموش: المنتديات الأدبية الى ان يساهموا في تقديم هذا النهج وهذا الارث الكبير للعلماء والاُدباء، للاجيال الحاضرة والآتية . كما دعى: الأدباء والشعراء الى إثراء الشعر الرسالي الهادف والشعر الحسيني العاملي واللطم الحسيني.

وقال: ما نتوقعه من الأدباء والشعراء والمنتديات الأدبية والثقافية ان يوثقوا تاريخ المقاومة وجهادها وبطولاتها وإنجازاتها وانتصاراتها وشهداءها واستشهادييها، وان يعكسوا في أشعارهم وأدبهم مشاهد الثبات والصمود والصبر والوعي والوفاء والاباء والعنفوان والبطولة والشجاعة والبسالة التي سطرها المقاومون والشهداء واهلنا الشرفاء في مواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي على لبنان، لا سيما في مواجهة عدوان العام ٢٠٠٦. 

وأضاف: هذه المشاهد العظيمة التي قلّ لها شبيه في عالمنا المعاصر يجب ان تُسجل في تاريخ لبنان؛ لانها من مفاخر الشعب اللبناني، وان نستذكرها دائما؛ لتبقى راسخة في العقل والقلب والوجدان، وان تتناقلها الأجيال لتتعلم منها لمواجهة تحديات المستقبل.

وفِي الشأن الحكومي رأى الشيخ دعموش: انه بات من الواضح ان من يعرقل تشكيل الحكومة هو بعض السفارات التابعة لدول إقليمية معروفة التي تدفع ببعض الجهات السياسية للاصرار على سقف شروطها ومطالبها وحصصها. داعيا: هذه الجهات الى عدم الاصغاء للتدخلات الخارجية، والإقلاع عن العناد ورفع سقف المطالَب والشروط رأفة بالشعب اللبناني الذي بات يشعر انه في آخر اهتمامات الطبقة السياسية وانه متروك لمصيره المجهول.

وختم بالقول:  اذا كانت السعودية تراهن على الحكومة وزيادة الحصص فيها للتعويض عن هزائمها فهي واهمة؛ لان التوازنات الداخلية التي أفرزتها الانتخابات النيابية أقوى وأعقد من ان يغيرها اَي تدخل خارجي.

نص الكلمة

بداية نبارك إفتتاح هذا المنتدى، الذي لا شك انه سيساهم بحسب إختصاصه ودوره في اعادة تفعيلدورالشعر والأدب في جبل عامل فيالتعريف بأهل البيت(ع)  وقيمهم وفي الدفاع عن قضايا الوطن والأمة.

جبل عامل عرف عبر العصور المختلفة بالعلم والمعرفة والأدب والشعر، بل يمكن القول إن الميّزة الأساسية لجبل عامل، لعلماءه وأبناءه ونخبه، كان الأدب والشعر، والنخب الأولى في المجتمع العاملي كانوا هم العلماء والشعراء والأدباء والخطباء، وفخر كل عائلة وبلدة وقرية  كان عالمها وشاعرها وخطيبها.

 ومنذ البداية كان الأدب والشعر، كما هو الحال اليوم، بعضه كان سلعة للبيع والشراء، ينظم القصيدة لمن يدفع المال ويبذله  بسخاء وأحيانا بدون سخاء، وبعضه كان عنواناً للمفاخرة الزائفة والعصبيات ، وبعضه وهو الأهم في خدمة الرسالات والقيم الإنسانية والأخلاقية والحق والعدل ومواجهة الطغاة والدفاع عن كرامة الأمة ووجودها ومقدساتها ومقاومة الغزاة والمحتلين واستنهاض شعوبها واستثارة مشاعرها وحماستها، وهذه هي الوظيفة الأولى والأهم والأعظم والأكثر إنسانية للأدب والشعر.

الادب والشعر يجب أن يكون جزءاً من سلاح الأمة في مواجهة الطغاة والمحتلين، وقد كان كذلك في بعض المراحل في التاريخ وفي الحاضر.

وكثيرة هي قصص الشعراء والأدباء الذين ألقي بهم في غياهب السجون أو علقوا على  أعواد المشانق أو صلبوا في الساحات بسبب قصيدة شعر هنا أو خطبة بليغة هناك، لما تضمنته من مضمون لا يناسب السجان والجلاد

هذا النوع من الأدب والشعر كان موجوداً دائماً في جبل عامل وعبر مئات السنين، هذا الجبل معروف بتراثه، بثرائه العلمي والفقهي، ومشهور أيضاً  بفقهائه وعلمائه، ومنهم من هو  في الصف الأول من فقهاء العالم الإسلامي طوال التاريخ

من مميزات هذا الجبل ايضا أن فقهائه وعلمائه بالأعم الأغلب، كانوا أيضاً شعراء وأدباء،

ولذلك عندما نعود لكتاب "أمل الآمل في علماء جبل عامل" فانه عندما يذكر أسم عالم من العلماء، غالباً ما يقول كان فقيهاً عالماً فاضلاً أديباً شاعراً، وقلّما تجد أنه يتحدث عن عالم أو فقيه دون أن يصفه أنه أديب وشاعر،

 وعلى المستوى العلمي نجد أن هذه الطاقات الأدبية لدى فقهاء جبل عامل تم توظيفها بشكل رائع حتى في كتابة النصوص العلمية والفقهية والأصولية وتم نظم مسائل هذه العلوم شعراً أيضاً، شعراً جميلاً وجذاباً ويسهل حفظه

الأدب والشعر في جبل عامل كان منبراً معبراً عن التزام أهل هذا الجبل وعلمائه وفقهائه ونخبه بقضايا الوطن وقضايا الأمة

وهذا الالتزام تجلى في أكثر من عنوان:

اولا : في مواجهة الاستعمارالأجنبي والاحتلال الاجنبي ليس للبنان فقط بل كان للادباء في جبل عامل مواقفهم على امتداد قضايا الامة.

ثانيا : الموقف من القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني والاطماع الاسرائيلية وقيام دولة اسرائيل في مواقفهم، في أشعارهم، في فتاواهم وبياناتهم، في أدبهم، في تحريضهم، في تحريكهم هذا موجود.

ثالثا: في الحفاظ على وحدة الأمة، ورفض شرذمتها وتقسيمها وتجزئتها، وموقف هذا الجبل وأهل هذا الجبل ونخب هذا الجبل كانت دائماً إلى جانب الوحدة والتعاون والتكامل ورفض الفتن وتنظيم الأولويات. نحن نرث عن هؤلاء الكبار وعن تلك الأجيال هذه الثقافة والعقلية وهذا الفهم،.

منذ البداية أيضاً، كان ابناء جبل عامل مع كل الطلائع الوطنية والقومية ومع كل طلائع هذه الأمة في الدفاع عن فلسطين والمقدسات وفي مواجهة المشروع الصهيوني وفي مواجهة التفتيت والتقسيم، و الفتن، واليوم عندما ننتمي إلى هذا الفكر ولهذه المقاومة نحن لا ننتمي إلى فكر غريب ومستورد. وانما ننتمي الى هذا النهج الأصيل في وطننا وفي أرضنا وفي بيئتنا وفي مجتمعنا وفي تاريخنا.

ما نتوقعه من هذا المنتدى، أن يحمل هذا الإرث العظيم للآباء والأجداد، أن يحفظه، أن ينمّيه، أن يقدّمه، أن يساهم في تقديمه لأهلنا في الجبل، للأجيال الحاضرة والآتية وان يساهم في اثراء الشعر الحسيني العاملي واللطم الحسيني.

ونحن بأمس الحاجة الى لغة شعرية حسينية والى لطم حسيني يفهمه الشباب ويكون واضحا وقادرا على ايصال قيم كربلاء وتمعانيومفاهيم عاشوراء وبطولاتها وتضحياتها الى الأجيال الصاعدة لأن ما يلقى في المجالس غالبا هو شعر مستورد من خارج لبنان وهو غالبا غير مفهوم  لدى الشباب خصوصا اللهجات العراقية وغيرها التي غالبا ما يعتمدها الخطباء في مجالسهم.

ما نتوقعه من الأدباء والشعراء والمنتديات الأدبية والثقافية ان يوثقوا تاريخ المقاومة وجهادها وبطولاتها وإنجازاتها وانتصاراتها وشهداءها واستشهادييها، وان يعكسوا في أشعارهم وأدبهم مشاهد الثبات والصمود والصبر والوعي والوفاء والاباء والعنفوان والبطولة والشجاعة والبسالة التي سطرها المقاومون والشهداء واهلنا الشرفاء في مواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي على لبنان، لا سيما في مواجهة عدوان العام ٢٠٠٦. 

وأضاف: هذه المشاهد العظيمة التي قلّ لها شبيه في عالمنا المعاصر يجب ان تُسجل في تاريخ لبنان؛ لانها من مفاخر الشعب اللبناني، وان نستذكرها دائما؛ لتبقى راسخة في العقل والقلب والوجدان، وان تتناقلها الأجيال لتتعلم منها لمواجهة تحديات المستقبل.

لقد بات من الواضح ان من يعرقل تشكيل الحكومة هو بعض السفارات التابعة لدول إقليمية معروفة التي تدفع ببعض الجهات السياسية للاصرار على سقف شروطها ومطالبها وحصصها. داعيا: هذه الجهات الى عدم الاصغاء للتدخلات الخارجية، والإقلاع عن العناد ورفع سقف المطالَب والشروط رأفة بالشعب اللبناني الذي بات يشعر انه في آخر اهتمامات الطبقة السياسية وانه متروك لمصيره المجهول.

اذا كانت السعودية تراهن على الحكومة وزيادة الحصص فيها للتعويض عن هزائمها فهي واهمة؛ لان التوازنات الداخلية التي أفرزتها الانتخابات النيابية أقوى وأعقد من ان يغيرها اَي تدخل خارجي.