مصحف فاطمة (ع) بين الحقيقة والافتراء

إن هذا المصحف ليس قرآناً، واطلاق كلمة مصحف عليه فلإن المصحف في اللغة هو تعبير اخر عن كلمة كتاب الذي هو مجموعة من الاوراق المضمومة لبعضها، ومضمون مصحف فاطمة ومحتواه ليس كمضمون القرآن إطلاقاً، وإنما هو عبارة :عن مجموعة من الأخبار والأحداث والوقائع والأخطار الكبرى التي ستقع في المستقبل ، وما سيواجه ذرية فاطمة (ع) من المصائب والابتلاءات.

خلاصة الخطبة:

اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة التي تناول فيها الحديث عن "مصحف فاطمة(ع) بين الحقيقة والافتراء": أن من الفضائل العظيمة والكبرى التي اختص الله بها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) هو تردد جبرائيل الأمين (ع) عليها طيلة الفترة التي عاشتها بعد وفاة أبيها (ص).

ونقل الرواية التي يرويها الشيخ الكليني في كتاب الكافي الشريف عن الإمام الصادق (ع) التي تقول: إن فاطمة (ع) مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرائيل (ع) يأتيها فيُحسن عزاءَها، ويُطيب نفسها، ويخبرُها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (ع) يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة (ع).

وأشار: الى ان الأحاديث والروايات دلت على أن الملائكة كانت تهبط على فاطمة (ع) من السماء وتناديها فتحدثهم ويحدثونها، ولذلك سميت فاطمة بالمحدَّثة.

وقال: ان حديث الملائكة لفاطمة(ع) ليس أمراً غريباً أو عجيباً إذ ليست الزهراء هي الوحيدة التي حدثتها الملائكة، فقد كانت مريم بنت عمران محدثة وأمُّ موسى محدثة وسارة زوجة إبراهيم محدثة ، والحديث مع الملائكة رغم أهميته وعظمته إلا أنه ليس من علامات النبوة، فالنساء المذكورات لم يكنَّ من الأنبياء ومع ذلك كانت تأتيهم الملائكة وتحدثهم..

وقد اجتمع من كل هذه الأحاديث (أحاديث جبرائيل والملائكة لفاطمة) كتاب سمي بمصحف فاطمة، فمصحف فاطمة هو وحي غير قرآني وغير معجز مثل الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية التي هي وحي إلا أنها غير الوحي القرآني الإعجازي الذي نزل على قلب النبي(ص) ، فالله يقول عن رسول الله(ص) "وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى".

ولفت الشيخ دعموش: الى أن في حديث الكافي المروي عن الامام الصادق (ع) مجموعة من الدلالات والمؤشرات لا بد من الإلتفات إليها:

أولاً: إن الذي كان يُحدّث فاطمة ويملي عليها هو جبرائيل الأمين وليس ابيها ،وبالتالي فإن مصحف فاطمة هو من إملاء جبرائيل وليس من املاء النبي(ص)، وهذا يعني أن الروايات التي تتحدث بأن مصحف فاطمة هو: "من إملاء رسول الله وخط علي" معناها إملاء رسول الله جبرائيل وليس رسول الله محمداً (ص)، وقد اطلق تعبير(الرسول)على جبرائيل الأمين (ع) في القرآن الكريم  في قصة مريم: [قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا] ـ مريم ـ 18 /19.

ثانياً: ان الهدف من مجيء جبرائيل إلى فاطمة (ع) هو شدة حزنها على أبيها ، فكان يريد أن يواسيها ويخفف من أحزانها ومصابها وغمها وهمها ولوعة فراقها لأبيها.. لأن حزن فاطمة على أبيها كان في غاية الشدة بحيث لا يعلمه إلا الله نظراً للعلاقة القوية التي كانت بين الزهراء وأبيها.

فمهمة جبرائيل كانت: أن يحسن عزاءها، ويطيب نفسها، ويُذكرها بمكانة أبيها وعظيم شأنه وعلو مقامه عند الله سبحانه ، ويخبرها عما يكون بعدها في ذريتها.

ثالثاً: إن هذا المصحف ليس قرآناً، واطلاق كلمة مصحف عليه فلإن المصحف في اللغة هو تعبير اخر عن كلمة كتاب الذي هو مجموعة من الاوراق المضمومة لبعضها، ومضمون مصحف فاطمة ومحتواه ليس كمضمون القرآن إطلاقاً، وإنما هو عبارة :عن مجموعة من الأخبار والأحداث والوقائع والأخطار الكبرى التي ستقع في المستقبل ، وما سيواجه ذرية فاطمة (ع) من المصائب والابتلاءات، والانتصارات والإنجازات، والاخفاقات والنجاحات، وغير ذلك.. كما يشتمل مصحف فاطمة كما في الأحاديث على أسماء جميع الملوك والحكام إلى يوم القيامة ، وأن فيه وصية فاطمة الخاصة .

ونبه الشيخ دعموش: الى ان التصور الموجود عند بعض الناس من ان مصحف فاطمة يشتمل على آيات قرآنية أو أنه مصحف آخر يشبه القرآن الكريم أو أنه بديل عن القرآن الكريم أو قرآن آخر !!. . كل هذه التصورات هي تصورات خاطئة وغير صحيحة وتكشف عن جهل وعدم معرفة، وما يقوله بعض الجاهلين والتكفيريين والمحرضين ضد الشيعة من أن هناك قرآناً آخر لدى الشيعة هو قرآن أو مصحف فاطمة هو محض كذب وافتراء واتهام لا اساس له من الصحة، وهو اتهام متعمد يراد من خلاله تشويه الحقائق وتشويه مذهب أهل البيت (ع).

فنحن لا نعتقد بقرآن آخر غير القرآن الذي نزل على قلب محمد بن عبد الله (ص) الذي هو قرآن كل المسلمين والذي هو كتاب الله ومعجزة نبيه الخالدة ، ومصحف فاطمة هو شيء اخر لا يشتمل على آيات قرآنية ولا يشبه من حيث المحتوى والمضمون القرآن الكريم إطلاقاً.

وأشار الى أن التشويه والافتراء ضد الشيعة وضد مصحف فاطمة كان موجوداً في زمن الأئمة (ع) ولذلك تصدوا عبر الكثير من الأحاديث لهذه الشبهات ووضحوا الحقائق ،كما أن علمائنا وضحوا ذلك على مر العصور، إلا أن البعض ممن يستهوي تكفير الآخر ورفض الآخر وعدم القبول بمقدسات الآخر لا يزال يصر على الافتراء والتحريض حتى الآن بدافع المرض والجهل والحقد والكراهية والحسد.

وقال: ان هذا النوع من الاتهام والافتراء والتحريض في المجال العقيدي والديني نشاهده في المجال السياسي أيضاً .. فمحاولات التشويه والافتراء والتحريض ضد المقاومة كانت قائمة على قدم وساق خلال كل المرحلة الماضية وإلى الآن..

وأضاف: إن السبب الحقيقي لما يجري في لبنان هو التحريض وليس وجود المقاومة في سوريا .

واعتبر: ان الناس عبروا عن مشاعرهم بعد دخول الجيش الى طرابلس في رفض الاقتتال والحرب الأهلية وأنهم يريدون أن يعيشوا معاً بسلام.

وأكد: ان ما حصل في طرابلس هو أمر إيجابي وإنجاز للجيش اللبناني وفيه مصلحة لكل اللبنانيين، ويجب أن يأخذ منه اللبنانيون العبرة ،وهو يثبت أن الجيش والدولة قادرة على مواجهة الإرهاب ليس في طرابلس وحدها وإنما في كل المناطق اللبنانية.

وختم بالقول:على الحكومة أن تعطي موضوع مواجهة الإرهاب الأولوية المطلقة حتى يأمن الناس على حياتهم..

 

 

نص الخطبة:

                                          بسم الله الرحمن الرحيم

من الفضائل العظيمة والكبرى التي اختص الله بها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) هو تردد جبرائيل الأمين (ع) عليها باستمرار طيلة الفترة التي عاشتها بعد وفاة أبيها (ص).

وهذا الأمر لم يحدث لغير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام كمحمد وعيسى وموسى وإبراهيم (ع) على حد تعبير الإمام الخميني (قده).

 فالوحي الإلهي الذي كان ينزل على رسول الله (ص) انقطع وانتهى بارتحال رسول الله (ص) إلى الرفيق الأعلى ، ولم يكن من السهل أن يأتي جبرائيل إلى أي إنسان بعد رسول الله (ص) ، إلا أن الروايات ومنها روايات صحيحة تؤكد مجيء وتردد جبرائيل والملائكة على فاطمة بعد وفاة أبيها خلال خمسة وسبعين يوماً يواسونها ويحدوثها.. وهذا المستوى من إتصال جبرائيل (ع) بفاطمة(ع) لم يحصل لأحد حتى للأئمة المعصومين (ع).

فليس هناك من مستند تاريخي أو روائي، رواية أو حديث أو خبر، يدل على أن جبرائيل كان يتردد على أحد من الأئمة (ع) بنفس المستوى الذي حصل للزهراء (ع) بعد وفاة أبيها(ص).

ولذلك يقول الإمام الخميني (قده): إن تردد جبرائيل كان منحصراً بالزهراء لا غيرها.. وهذا من الفضائل المختصة بالصديقة سلام الله عليها.

وتقول الرواية التي يرويها الشيخ الكليني في كتاب الكافي الشريف عن الإمام الصادق (ع): إن فاطمة (ع) مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرائيل (ع) يأتيها فيُحسن عزاءَها، ويُطيب نفسها، ويخبرُها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (ع) يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة (ع).

فجبرائيل كان يأتي ويحدث فاطمة ويخبرها بما يكون بعدها، وعلي (ع) يكتب حتى اجتمع مما كتبه ما سُمي بمصحف فاطمة.

وقد جاء في كثير من الأحاديث والروايات أن الملائكة كانت تهبط على فاطمة (ع) من السماء وتناديها فتحدثهم ويحدثونها، ولذلك سميت فاطمة بالمحدَّثة لأن جبرائيل والملائكة كانوا يحدثونها.

وهذا ليس أمراً غريباً أو عجيباً إذ ليست الزهراء هي الوحيدة التي حدثتها الملائكة، فقد كانت مريم بنت عمران محدثة وأمُّ موسى محدثة وسارة زوجة إبراهيم محدثة.

والحديث مع الملائكة رغم أهميته وعظمته إلا أنه ليس من علامات النبوة، فالنساء المذكورات لم يكنَّ من الأنبياء ومع ذلك كانت تأتيهم الملائكة وتحدثهم..

يقول محمد بن أبي بكر في حديث يرويه الشيخ الصدوق، في علل الشرائع: إن مريم لم تكن نبية وكانت محدثة، وأمّ موسى بن عمران كانت محدثة ولم تكن نبية، وسارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولم تكن نبية، وفاطمة بنت رسول الله (ص) كانت محدثة ولم تكن نبية.

وقد اجتمع من كل هذه الأحاديث (أحاديث جبرائيل والملائكة لفاطمة) كتاب سمي بمصحف فاطمة، فمصحف فاطمة هو وحي غير قرآني وغير معجز مثل الأحاديث القدسية والاحاديث النبوية التي هي وحي الا انها غير الوحي القرآني الإعجازي الذي نزل على قلب النبي(ص) فالله يقول عن رسول الله(ص) "وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى".

وفي حديث الكافي عن الإمام الصادق (ع) الذي ذكرناه مجموعة من الدلالات والمؤشرات لا بد من الإلتفات إليها:

أولاً: إن الذي كان يُحدّث فاطمة ويملي عليها هو جبرائيل الأمين وليس ابيها وبالتالي فإن مصحف فاطمة هو من إملاء جبرائيل وليس من املاء النبي(ص)، وهذا يعني أن الروايات التي تتحدث بأن مصحف فاطمة هو "من إملاء رسول الله وخط علي" معناها إملاء رسول الله جبرائيل وليس رسول الله محمداً (ص)، وقد اطلق تعبير(الرسول)على جبرائيل الأمين (ع) في القرآن الكريم  في قصة مريم: [قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا] ـ مريم ـ 18 /19.

ثانياً: عندما ندقق في الحديث سنجد أن الهدف من مجيء جبرائيل إلى فاطمة (ع) هو شدة حزنها على أبيها ، فكان يريد أن يواسيها ويخفف من أحزانها ومصابها وغمها وهمها ولوعة فراقها لأبيها.. لأن حزن فاطمة على أبيها كان في غاية الشدة بحيث لا يعلمه إلا الله نظراً للعلاقة القوية التي كانت بين الزهراء وأبيها.

فمهمة جبرائيل كانت:

1 ـ أن يحسن عزاءها.

2 ـ أن يطيب نفسها.

3 ـ أن يُذكرها بمكانة أبيها وعظيم شأنه وعلو مقامه عند الله سبحانه.

4 ـ أن يخبرها عما يكون بعدها في ذريتها.

والمستفاد من الأحاديث أن الزهراء كانت تشعر بجبرائيل وتسمع صوته ولم تكن تشاهده، وكان علي هو الذي اكتشف فيما يبدو أن الذي يحدث الزهراء هو جبرائيل الأمين، لأنه كان يعرف صوته من خلال ملازمته لرسول الله في كل المراحل فكان (ع) يكتب ما يقوله جبرائيل حتى جمع ما سُمي بمصحف فاطمة.

ثالثاً: إن هذا المصحف ليس قرآناً، واطلاق كلمة مصحف عليه لان المصحف في اللغة هو تعبير اخر عن كلمة كتاب الي هو مجموعة من الاوراق المضمومة لبعضها، ومضمون مصحف فاطمة ومحتواه ليس كمضمون القرآن إطلاقاً، وإنما هو عبارة :عن مجموعة من الأخبار والأحداث والوقائع والأخطار الكبرى التي ستقع في المستقبل ، وما سيواجه ذرية فاطمة (ع) من المصائب والابتلاءات، والانتصارات والإنجازات، والاخفاقات والنجاحات، وغير ذلك.. كما يشتمل مصحف فاطمة كما في الأحاديث على أسماء جميع الملوك والحكام إلى يوم القيامة ، وان فيه وصية فاطمة هذا هو مضمون ومحتوى مصحف فاطمة.

وهذا المصحف هو من علامات الإمام المعصوم (حيث إن من علامات الإمام أن يكون عنده مصحف فاطمة) وهو اليوم موجود لدى الإمام المهدي (عج).

بناءً على كل ما ذكرناه:

التصور الموجود عند بعض الناس من ان مصحف فاطمة يشتمل على آيات قرآنية أو أنه مصحف آخر يشبه القرآن الكريم أوأنه بديل عن القرآن الكريم أو قرآن آخر !!. . كل هذه التصورات هي تصورات خاطئة وغير صحيحة وتكشف عن جهل وعدم معرفة، وما يقوله بعض الجاهلين والتكفيريين والمحرضين ضد الشيعة من أن هناك قرآناً آخر لدى الشيعة هو قرآن أو مصحف فاطمة هو محض كذب وافتراء واتهام لا اساس له من الصحة، وهو اتهام متعمد يراد من خلاله تشويه الحقائق وتشويه مذهب أهل البيت (ع).

فنحن لا نعتقد بقرآن آخر غير القرآن الذي نزل على قلب محمد بن عبد الله (ص) الذي هو قرآن كل المسلمين والذي هو كتاب الله ومعجزة نبيه الخالدة ، ومصحف فاطمة هو شيء اخر لا يشتمل على آيات قرآنية ولا يشبه من حيث المحتوى والمضمون القرآن الكريم إطلاقاً.

والأحاديث الكثيرة الواردة عن أئمة أهل البيت تصرح بأنه كما عن الإمام الصادق (ع): ما فيه آية من القرآن.  وفي حديث آخر عنه(ع): أما والله ما فيه حرف من القرآن. وفي حديث ثالث: أما والله ما فيه شيء من كتاب الله. وفي حديث رابع: أما أنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.

أما الحديث الذي يقول: فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات. فالظاهر أن المقصود هو من ناحية الكمية وحجم المعلومات الموجودة فيه ، فحجم مصحف فاطمة قد يكون اكبر من القران بثلاث مرات من حيث الكمية والتفاصيل التي تعرض لها بالشرح والبيان، وهذا لايعني انه افضل من القران الكريم ، فأحاديث النبي(ص) اكثر مما هو موجود في القران الكريم باضعاف مضاعفة حيث انها جمعت بعشرات بل بمئات الكتب وهي بالتأكيد ليست أفضل من القران الكريم.

والتشويه والافتراء ضد الشيعة وضد مصحف فاطمة كان موجوداً في زمن الأئمة (ع) ولذلك تصدوا عبر هذه الأحاديث لهذه الشبهات ووضحوا الحقائق كما أن علمائنا وضحوا ذلك على مر العصور، إلا أن البعض ممن يستهوي تكفير الآخر ورفض الآخر وعدم القبول بمقدسات الآخر لا يزال يصر على الافتراء والتحريض حتى الآن، بدافع المرض والجهل والحقد والكراهية والحسد.

وهذا النوع من الاتهام والافتراء والتحريض في المجال العقيدي والديني نشاهده في المجال السياسي أيضاً..

فمحاولات التشويه والافتراء ضدنا والتحريض علينا وعلى المقاومة كانت قائمة على قدم وساق خلال كل المرحلة الماضية وإلى الآن.. وسياسيو الفريق الآخر هم الذين شحنوا الناس وعبأوا الناس مذهبياً وجعلوا الناس يكرهون بعضهم البعض ويحقدون على بعضهم البعض ويسبون بعضهم البعض ، هم الذين حرضوا اللبنانيين ضد بعضهم البعض ، حرضوا السنة على العلويين والعلويين على السنة حتى قاتل الناس بعضهم البعض في طرابلس في جولات عبثية.

 واليوم بدأنا نسمع على شاشات التلفزة ممن كان يتبع هؤلاء السياسيين كيف أن السياسيين كانوا يحرضون أتباعهم طائفياً ومذهبياً وسياسياً وكيف عبأوهم ضد الآخر من أجل أن يتقاتلوا ويسفكوا دماء بعضهم البعض، ثم يأتون ويقولون للبنانيين إن سبب ما يجري في لبنان هو وجود المقاومة في سوريا ..من أجل إخفاء السبب الحقيقي الذي هو تحريضهم وكذبهم وشحنهم لنفوس الناس ضد بعضهم البعض من أجل مصالحهم الضيقة.

 لقد عبر الناس عن مشاعرهم بعد دخول الجيش الى طرابلس في رفض الاقتتال والحرب الأهلية وأنهم يريدون أن يعيشوا معاً بسلام.

ما جرى في طرابلس يجب أن يأخذ منه اللبنانيون العبرة والدرس.. وعلى كلٍ الحقائق بدأت تتكشف ممن وقع ضحية المحرضين وهؤلاء السياسيين .

دخول الجيش الى طرابلس وفرض الأمن فيها وتواري المسلحين وما يسمى بقادة المحاور عنها، جعل الناس يعودون إلى طبيعتهم الطيبة ، إلى روحهم الاجتماعية القائمة على العيش المشترك، وجعل المدينة أيضا تعود إلى طبيعتها لتكون مدينة لجميع أهلها من سنة وعلويين وشيعة، من مسلمين ومسيحيين، يعيشون مع بعضهم بسلام ومحبة .

 ما حصل في طرابلس هو أمر إيجابي وإنجاز للجيش اللبناني وفيه مصلحة لكل اللبنانيين ، وهو يثبت أن الجيش والدولة قادرة على مواجهة الإرهاب ليس في طرابلس وحدها وإنما في كل المناطق اللبنانية.

وبالتالي على الحكومة أن تعطي موضوع مواجهة الإرهاب الأولوية المطلقة، حتى يأمن الناس على حياتهم وحياة أولادهم في كل لبنان...

 

والحمد لله رب العالمين