الشيخ دعموش خلال لقاء سياسي في بلدة يانوح 11-4-2015: اليمن قدم مشهداً صلباً وقوياً وثابتاً في مواجهة العدوان السعودي.

شدد سماحة الشيخ علي دعموش خلال لقاء سياسي في بلدة يانوح: على أن اتفاق الإطار حول الملف النووي الذي حصل في لوزان هو إنجاز حتى ولو لم يوقع الاتفاق بعدُ نهائياً. وقال: ما كان ليحصل هذا الإنجاز لولا الصبر والثبات والصمود الذي تحلت به إيران قيادة وشعباً.واعتبر أن الثبات قبل النصر هو شرط من شروط النصر، وبعد النصر هو شرط لحمايته والحفاظ عليه.

وأضاف: نحن في لبنان لولا الثبات والصمود الذي تحلى به مجاهدونا وأهلنا وشعبنا في العام 2006 لكانت إسرائيل حققت أهدافها من العدوان، حيث هُجّر أكثر من مليون لبناني من مناطقهم في الجنوب والبقاع والضاحية ولم نسمع امتعاضاً من أحد، وهذا الصبر الذي تحلى به شعبنا بالرغم من معاناة التهجير ووحشية العدوان ساهم إلى حد كبير في إفشال الحرب وعدم تحقيق أي من أهدافها, وبالتالي ساهم في هزيمة العدو وتحقيق انتصار كبير للبنان بالرغم من تواطؤ الجميع ضده وضد المقاومة.

 واعتبر: أنه طالما لا زلنا في قلب الصراع ونواجه تحديات عديدة صهيونية وتكفيرية وغيرها, فإننا بحاجة إلى التمسك بهذه القيم والصفات الإيمانية والمعنوية, كصفة الثبات والصبر والقدرة على تحمل المعاناة والتحديات والضغوط, والصمود في مواجهتها ومقاومتها.

وقال: إن صمود الشعب الإيراني وقيادته الحكيمة أجبرت العالم كله على مفاوضة إيران حول ملفها النووي, وبدا المشهد أن واحداً يفاوض الجميع أو الجميع يفاوض واحداً، وأن إيران وقفت في مواجهة العالم كله الذي كان يمثل جبهة واحدة في مواجهة إيران.

وكانت النتيجة أن إيران ربحت الحرب بالمفاوضات, لأنهم حاربوا إيران بالمفاوضات بعد أن عجزوا عن محاربتها في الميدان.

واعتبر: أن العامل الثاني الذي أوصل إيران إلى هذه النتيجة وهذا الإنجاز إضافة إلى عامل الصبر والثبات: هو أن الخيار العسكري ضد إيران لم يكن مضمون النتائج كما أن تداعياته على المنطقة قد تكون كبيرة لا يتحملها الأمريكي، وبالتالي فإن الأمريكي والإسرائيلي قد يعرفان كيف تبدأ الحرب إلا أنهما لم يكونا يعرفان كيف ستنتهي وما هي تداعياتها وانعكاساتها عليهم وعلى المنطقة برمتها.

وأشار: إلى أن فشل العقوبات المفروضة على إيران, وتبدل الأولويات لدى الولايات المتحدة الأمريكية, واعتبار التكفيريين تهديداً جدياً له أولوية على التهديد الذي تمثله إيران.. كل ذلك ساهم في الوصول إلى الإنجاز النووي.

واعتبر: أن الإنجاز الكبير حتى الآن هو: أولاً استبعاد الحرب على إيران وثانياً:عدم حصول الغرب على أي مكسب خارج الملف النووي, لأن إيران رفضت منذ البداية البحث في أي ملف غير الملف النووي، وهنا تتجلى حكمة القائد (دام ظله) الذي رسم للوفد المفاوض السقف الذي يتفاوضون على أساسه، ورفض القبول ببحث أي ملف من ملفات المنطقة في المفاوضات وحصرها في الملف النووي.

ولفت: الى أن النقطة الأساسية التي أثارت بلبلة في الأيام الأخيرة حول اتفاق الإطار هي نقطة رفع العقوبات, حيث يصر الإيراني على أن الاتفاق يقضي برفع العقوبات كلها فور التوقيع على الاتفاق بما فيها عقوبات أميركا والاتحاد الأوروبي وعقوبات مجلس الأمن, بينما الأمريكي يقول بأن رفع العقوبات سيحصل بالتدريج وبعد التحقق من تنفيذ إيران لما اتفق عليه!

وشدد: على أن كلام الإمام القائد (دام ظله) الأخير الذي دعا فيه إلى عدم الاحتفال باعتبار أن القضية لم تنته بعد.. يأتي في سياق عدم ثقة القائد (دام ظله) بأمريكا التي اعتادت على المراوغة والنفاق وعدم الالتزام بتعهداتها، فلا بد من الحذر وعدم التسرع في اعتبار أن كل شيء قد انتهى، كما يجب الحذر لجهة أن هناك أيضاً من يسعى (وخاصة المتضررين من الاتفاق) لتعطيل الاتفاق وعدم الوصول إلى مرحلة التوقيع عليه وفي مقدمهم إسرائيل والسعودية.

وقد أعلنت إسرائيل عن اعتزامها القيام بحملة دولية للحؤول دون التوقيع على الاتفاق مع إيران.

 

وتناول الشيخ دعموش الوضع اليمني فاعتبر: أن الذي سرع بالحرب على اليمن هو:

سيطرة الحوثيين على بعض المدن وعدن, وهروب عبد ربه الى خارج البلاد, فشعر السعودي أن مشروعه قد انهار في اليمن, لأن الخطة كانت تقضي بتمكين عبد ربه في عدن تمهيداً لإعادة السيطرة على صنعاء.

وقال: ان النمط الذي يتبعه السعودي في العدوان على اليمني يشبه نمط الإسرائيلي الذي اتبعه في عدوانه على لبنان وغزة من استهداف بيوت القيادات الى ضرب البنى التحتية والمنشآت المدنية.

واشار:  الى ان  بنية الجيش القوية, وعدم وجود مقاومة في المقابل, ودعم القبائل للجيش والحوثيين, هي التي مكنت الجيش من السيطرة السريعة على معظم المناطق حتى باب المندب.

ولفت الى ان السعودية تفاجئت من صمود اليمنيين حيث كانت تعتقد أنه خلال يومين ينتهي كل شيء.

واليوم بعد مضي أكثر من  أسبوعين على العدوان ما تزال لدى الجيش إمكانات كبيرة للمواجهة, بالرغم من وجود خسائر كبيرة..

وقال: ان معنويات اليمنيين لم تتأثر بالحرب وقد يعلنون تشكيل حكومة,وحتى الآن فإن اليمن قدم مشهداً صلباً وقوياً وثابتاً في مواجهة العدوان ولن تستطيع السعودية ان تحقق شيئاً عن طريق الحرب..