الشيخ دعموش في اختتام الملتقى السابع الذي نظمته العتبة الرضوية في مدينة مشهد: داعش وأخواتها هي نتاج الفكر الوهابي ونموذجه الأبرز.

اكد سماحة الشيخ دعموش في اختتام الملتقى السابعالذي نظمته العتبة الرضوية في مدينة مشهد المقدسة لحاملي راية الامام الرضا(ع) الى الخارج ٢٣-١٠-٢٠١٤:ان واحدة من المظالم الاساسية والكبرى التي لحقت بفكر وتعاليم الامام الرضا (ع) وأئمة اهل البيت (ع) هو حرمان هذا الفكر من الوصول الى عقول وقلوب الناس،ومنعه، ومحاصرته ومحاولة تشويهه، ومضايقة اتباعه في بعض البلدان،

 بل وملاحقتهم وعدم إتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن هويتهم ومعتقداتهم وشعائرهم الدينية. في الوقت الذي أتيح لافكار ورؤى بعيدة عن الاسلام أن تخترق عقول المسلمين في العالم ، وبًُذلت إمكانات هائلة لنشرأفكار ومفاهيم لا صلة لها بإسلام محمد بن عبد الله (ص).

وقال: المملكة العربية السعودية أنفقت مئات مليارات الدولارات من اجل نشرالفكر الوهابي في العالمين العربي والاسلامي وفي العالم ، وبذلت في المقابل في العقود الأخيرة عشرات مليارات الدولارات لمواجهة فكر أهل البيت(ع) وفكر الامام الخميني(قدس سره) ومبادئ الثورة الاسلامية في ايران ، فماذا كانت النتيجة؟

كانت النتيجة هي ان هذا الفكر (الوهابي) قدم صورة مشوهة عن الاسلام ومبادئه وتعاليمه ووسطيته واعتداله وتسامحه وانفتاحه، وانتج ثقافة وفكراً متطرفاً وتيارات تكفيرية إرهابية وأشخاصاً متطرفين يرفضون من عداهم  من المسلمين بل ويكفرونهم ويخرجونهم عن الملة والدين ويستبيحون دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وحركة داعش وأخواتها هي نتاج هذا الفكر ونموذجه الأبرز.

وأشار: الى ان أخطر ما تقوم به داعش والجماعات التكفيرية الإرهابية هو نسبة كل هذا السلوك اللانساني والوحشي الذي تقوم به في المنطقة الى الاسلام والقرآن والنبي الأعظم(ص)،وهذا يشكل بحد ذاته أعظم إساءة للإسلام.

ورائ: ان أهم نتائج ومخاطر سلوك الجماعات التكفيرية وممارساتهم هو تشويه صورة الاسلام وتقديم نموذج سيء عن قيمه وسلوكه ، وبالتالي ستكون النتيجة هي التشكيك بالإسلام والتشكيك بقدرة الاسلام على قيادة الحياة وإبعاد غير المسلمين عن الاسلام والمسلمين

وشدد الشيخ دعموش: على ان هذا السلوك وهذا النموذج بدأ يترك أثاره ونتائجه السلبية بشكل واضح في كثير من بلدان العالم الاسلامي ، حيث بدأت تظهر حركات الحاد وحالات تشكيك بأصل الدين ونفور من الدين في كل من مصر والسعودية وتونس وليبيا وغيرها فضلا عن نفور الغربيين من الاسلام بسبب هذا النموذج المسيء للإسلام.

واعتبر: ان المعركة مع التيارات التكفيرية الإرهابية هي معركة فكرية وثقافية قبل ان تكون معركة سياسية او عسكرية او أمنية ، وان من واجب كل المسلمين في هذه المواجهة ان يقولوا بكل وضوح ان هذا الفكر وهذا السلوك لا يمت الى الاسلام بصلة.

وأضاف: مسؤوليتنا أن نقدم النموذج المشرق عن ديننا ،وهذا هو الأهم في المواجهة ، فإن أهم طريق في مواجهة الجماعات التكفيرية هو تقديم النموذج المشرق والمطمئِن عن الاسلام..نموذج أئمة أهل البيت (ع) الذين يمثلون الاسلام المحمدي الاصيل،الاسلام الصافي النقي من كل شأبة ومن كل تحريف أو تشويه او تزوير او تزييف ، وهذه مسؤولية كل المؤسسات الثقافية والحوزات الدينية والعلماء والنخب والعتبات المقدسة ودور النشر وغيرها.

وهذه المسؤولية حمّلها الامام علي الرضا(ع) لأتباعه وشيعته ، حيث يقول الهروي : سمعت الامام أبا الحسن علي بن موسى الرضا(ع) يقول: أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا، قلت: يا ابن رسول الله وكيف يحيا أمركم؟ قال: أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.

وأمر أهل البيت(ع) هو أمر الاسلام بكل أبعاده ، فهم يريدوننا ان نعمل على نشر الاسلام وإيصال رسالته وتوضيح مبادئه وقيمه وأحكامه كما فعلوا هم ،وأن نجسده في سلوكنا وأخلاقنا وعلاقاتنا ومواقفنا كما جسدوه هم في سلوكهم ومواقفهم.

نحن معنيون ان نقدم صورة مشرقة عن الاسلام على عكس تلك الصورة التي تقدمها داعش ومثيلاتها ، وهذه الصورة هي الصورة الحقيقية التي قدمها أهل البيت(ع) عن الاسلام  بعيداً عن كل تحريف وتشويه ، وجسدها أهل البيت(ع) في سلوكهم وسيرتهم

وأكد: ان نموذج أهل البيت (ع) في تطبيق الاسلام تقدمه اليوم الجمهورية الاسلامية بقيادة الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله) على المستويين الداخلي والخارجي ، حيث تقوم على المستوى الداخلي بخدمة شعبها وتحقيق مصالحه وقيادته نحو العزة والحرية والاستقلال، وعلى المستوى الخارجي بالدعوة الى الوحدة بين المسلمين، والاهتمام بقضاياهم الكبرى ، والتعاون بين الدول الاسلامية لمواجهة اعداء الامة وكل محاولات الفتنة والإيقاع بين المسلمين التي يقوم بها الاستكبار العالمي بقيادة امريكا وإسرائيل.