الجمعة, 19 04 2024

آخر تحديث: السبت, 06 نيسان 2024 10am

المقالات
اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أقسام مائدة الإمام زين...

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

  • جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

    جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الإيمان بالغيب من خصائص المتقين (10)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.قال تعالى في بداية سورة البقرة: (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون).

في بداية سورة البقرة قسًّم القرآن الناس من جهة ارتباطهم والتزامهم بخط الإسلام إلى ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى: المتقون: وهم الذين تقبلوا الإسلام والتزموا به في جميع أبعاده الفكرية والتشريعية والعملية.

المجموعة الثانية: الكافرون: وهم الذين لم يرتبطوا بالإسلام لا على مستوى العقيدة ولا على مستوى العمل، ولا يأبون أن يُظهروا عداءهم للإسلام في القول والعمل.

المجموعة الثالثة: المنافقون: وهم الذين يعيشون ازدواجية الموقف بين ما يُضمرونه في داخل أنفسهم وبين ما يُظهرونه أمام الناس، فهم ذوو شخصيتين: شخصيةٌ إسلامية أمام المسلمين، وشخصية معادية للإسلام أمام أعداء الدين، ولكن شخصيتهم الأصلية في العمق هي الكفر والمعاداة للإسلام وإن تظاهروا بأنهم ملتزمون بالإسلام.

هذه المجموعة وهذه الشريحة تضرُ بالإسلام بلا شك اكثر من المجموعة الثانية، ولذلك القرآن يقابلهم ويواجههم بشدة أكثر, هم اخطر على الإسلام والمسلمين لأنهم يعيشون في داخل المجتمع الإسلامي، ويمارسون فسادهم وانحرافهم وتخريبهم من داخل المجتمع.

تقسيم الناس إلى مجموعات ثلاث لا يختص بالإسلام كما أنه لا يختص بزمانٍ دون زمان, كل المذاهب الفكرية في العالم وحتى الحركات الثورية والجهادية في أي زمنٍ وُجدت، لها مؤمنون ملتزمون بخطها ونهجها، ولها معارضون صريحون في موقفهم العدائي منها، ولها منافقون يُظهرون الالتزام بها ويتخذون منها مواقف إيجابية في الظاهر، ولكنهم يُبطنون العداء لها.

الآيات التي قرأناها تدورُ حول المجموعة الاولى وهم المتقون، وتطرح خصائصهم وصفاتهم في خمسة عناوين:

الأول: الإيمان بالغيب، والثاني: الارتباط بالله من خلال إقامة الصلاة، والثالث: الارتباط بالناس من خلال الإنفاق مما رزقهم الله، والرابع: الإيمان بجميع الأنبياء والإيمان برسالاتهم الإلهية، والخامس: الإيمان بالآخرة ويوم القيامة.

فالخصوصية الأولى للمتقين المتلزمين بالإسلام هي: الإيمان بالغيب فهم يؤمنون بالغيب فما هو الغيب الذي يؤمنون به؟؟

في القرآن الكريم هناك اصطلاحان متقابلان (الغيب والشهادة) يقول الله تعالى (عالمُ الغيب والشهادة الرحمن الرحيم).

والرؤية الكونية الإسلامية تنظر إلى العالم على أنه مُكوّن من مجموع الغيب والشهادة، أي أنها تقسم العالم إلى عالم الغيب وعالم الشهادة.

عالم الشهادة أو الشهود والحضور هو عالم المحسوسات، فالأشياء والحقائق التي نحس بها ونشعر بوجودها ونراها بأم العين وتحدث أمامنا, كمعرفة أن الحديد جسم صلب وقاسي, أو كالشعور بالجوع والعطش، أو كالإيمان بوجود القرآن والحجر الاسود وغير ذلك مما ندركه بأحد حواسنا الظاهرة أو بالتجربة التي تعود إلى الحس, هذه الأمور تدخل في عالم الشهادة لأنها حاضرة وموجودة أمامنا نلمسها ونحس بها ونراها بأم العين.

وأما الغيب فهو المخفي والمستورالذي لا يُدرك فعلاً بأحد الحواس الظاهرة ولا يُدرك بالتجربة المادية ولا بالعلوم الاختبارية. فالأشياء والحقائق المخفية والمستورة التي لا يمكن التوصل إلى معرفتها الآن عن طريق الحواس أو عن طريق التجربة، ولكنها ثابتة ومتحققة في الواقع بكل ما لكلمتي الثبوت والتحقق من معنى، كعالم الملائكة, وعالم البرزخ, وحساب القبر، وتفاصيل الثواب والعقاب والجنة والنار, والصراط, واللوح المحفوظ وما إلى ذلك من الحقائق الثابتة.

هذه الأمور كلها تدخل في عالم الغيب وهي من الغيب الذي تحدث عنه القرآن, والأمور الغيبية هذه لا يمكن التوصل إلى معرفتها إلا بالوحي، والإخبار من الله ورسوله، عن طريق النصوص الثابتة والصحيحة.

وهكذا فإن الإيمان بالغيب لا يقتصر على الإيمان بالله والملائكة والوحي والقيامة وما إلى ذلك مما ذكرناه, بل يشمل كل الأحداث التي وقعت في الماضي مما أخبر به القرآن والنبي (ص) في السنة الصحيحة ولم نره بأم العين, كقصص الانبياء, بل وحتى نبوة النبي (ص) فإن إيماننا في هذا الزمان بنبينا محمد (ص) وسائر أنبياء الله هو من الإيمان الغيب.

وقد وردت كلمة الغيب في القرآن بهذا المفهوم في قوله تعالى: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك) والإشارة في الآية إلى قصص الماضين.

 وورد في الحديث عن الإمام العسكري (ع) أنه قال: الذين يؤمنون بالغيب يعني بما غاب عن حواسهم من الأمور التي يلزمهم الإيمان بها, كالبعث والنشور والحساب والجنة والنار وتوحيد الله وسائر ما لا يعرف بالمشاهدة، وإنما يعرف بدلائل قد نصبها الله تعالى دلائل عليها.

وعن الصادق (ع) انه قال: (الذين يؤمنون بالغيب) أي آمن بقيام القائم (ع) انه حق. وهكذا فإن الإيمان بالغيب يشمل كل الحقائق غير المرئية وكل الأحداث غير المحسوبة التي وردت فيها النصوص, كالكثير من الكرامات والأمور الغريبة الخارقة للعادة التي نسبت إلى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) كسجود الشجر لرسول الله (ص), وإطعامه الجيش في غزوة الخندق من فخذ شاة، وإروائه العطشى من أصابعه الشريفة، ورد الشمس لعلي (ع), وطي الأرض وما إلى ذلك من الأمور الغيبية مما هو مروي بكثرة في الأحاديث والنصوص المروية عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام).

ولا يصح نفي إمكانية وقوع وحدوث مثل هذه الأمور الغريبة والخارقة للعادة لمجرد استغرابنا لها واستبعادنا لوقوعها, بحجة أنها لا تنسجم مع روح العصر, أو أنها لا تنسجم مع العقل والتفكير السلم, فإنه ليس كل شيء نستبعد وقوعه وحصوله بحسب العادة يكون مما لا ينسجم مع العقل والتفكير السليم، الذي لا ينسجم مع العقل والذي يرفضه العقل وينفيه ولا يقبله هو تلك الأشياء التي يحكم العقل باستحالتها وبعدم إمكانها, للزوم التناقض منها, أو للزوم التضاد أو ما شاكل ذلك مما يلزم منه استحالة عقلية.

أما الأمور والأشياء التي لا يحكم العقل باستحالتها, أي لا يلزم منها استحالة عقلية, فإنه لا بد أن نتعامل معها على قاعدة أنها ممكنة عقلاً ونضعها في دائرة الإمكان وإن كانت غريبة وخارقة للعادة, ومستبعداً وقوعها بحسب العادة، ثم نتثبت بعد ذلك من وقوعها بطرق التثبت المتعارفة, فإن دلت الأخبار الصحيحة على وقوعها نقبلها ونؤمن بها ونتبناها، وكل ما لم يدل عليه دليل صحيح وسليم نرفضه ولا نقبل به.

فالكرامات والمعجزات والأمور الخارقة للعادة المنسوبة للأنبياء والأئمة (عليهم السلام) لا بد أن نتعامل معها على هذا الاساس, فما كان منها مما يحكم العقل باستحالته نرفضة ولا نقبله، وأما ما كان منها مما لا يحكم العقل باستحالته فلا بد ان نتعامل معه على قاعدة الإمكان, ثم تنثبت من حدوثه ووقوعه, فإن دلَّ الدليل الصحيح على أنه حدث وحصل نأخذ به ونؤمن به, حتى ولو كان غريبا ًوخارجا ًعن المألوف والعادة, وكل ما لم يثبت وقوعه ودل الدليل على أنه غير صحيح نرفضه ولا نقبل به, أما أن نرفض كل الحقائق الغيبية غير المألوفة والمستغربة ونحكم عليها بأنها لا تنسجم مع العقل ولا مع روح العصر! فهذا مما لا يستتند إلى أصول صحيحة في المنهج والتفكير السليم.

أضف إلى ذلك: أن هذه الطريقة في التعاطي مع الأمور والحقائق الغيبية قد تؤدي بنا إلى إنكار ونفي ما أخبر به القرآن الكريم من الأمور الغيبية والغريبة والخارجة عن المالوفة والعادة.

فقد أخبرنا القرآن بأن آصف بن برخيا أحضر عرش ملكة سبأ (بلقيس) في طرفة عين, أي في أقل من لحظة, فقال تعالى: (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفُك، فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي) النمل/ 40.

فالإتيان بعرش بلقيس في طرفة عين أمرغيبي وهو من الأمور الخارقة للعادة والخارجة عن المألوف, وهو بحسب المنطق الذي يتحدث فيه بعض المثقفين ممن ينادي بالعقلانية أمرٌ مستبعد وغريب بحسب العادة أيضاً, ولا ينسجم مع عقولنا وتفكيرنا، مع أننا نقبله ونأخذ به, لأن الوحي أخبرنا به ولأن القرآن أثبته واثبت وقوعه وحصوله، وإذن: لماذا لا نقبل بوقوع وحصول بعض الكرامات والأمور الغيبية الخارجة عن العادة والمألوف التي حصلت لنبينا (ص) ولعلي (ع) ولغيره من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مما ثبت وقوعه بالخبر الصحيح والأخبار الكثيرة المتواترة؟ فهل كان آصف بن برخيا الذي حدثنا القرآن عنه أنه أحضر عرش بلقيس في طرفة عين يملك من العلم أكثر مما كان يملكه رسول الله (ص) أو علي والائمة (ع)؟ وهل أن هذا الرجل أكرم عند الله من النبي (ص) وعلي والأئمة (ع) فمكنه من أن يفعل ذلك ولم يمكنهم من أن تصدر عنهم الكرامات والمعجزات والأمور الخارقة للعادة؟ ومن الواضح أن المقام العلي للنبي(ص) ولعلي(ع) أرفع بكثير من المقام العلي لآصف.

فقد جاء في الحديث أن ابا سعيد الخدري قال: سألت النبي (ص) عن معنى قوله تعالى: (قال الذي عنده علم من الكتاب)، فقال: هو وصي أخي سليمان بن داود وهو آصف بن برخيا.

فقلت له: ومن هو المراد في قوله تعالى في سورة الرعد ـ 43: (قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) فمن هو (من عنده علم الكتاب)؟ فقال (ص): ذاك أخي علي بن أبي طالب.

فالواضح من هذا الحديث أن آصف (عنده علم من الكتاب) أي علم ببعض الكتاب وهو علم جزئي, بينما علي (ع) (عنده علم الكتاب) وهو علم كلي وعام وشامل, وهذا ما يوضح الاختلاف بين المقام العلي لآصف والمقام العلي لعلي (ع).

والخلاصة: أن الغيب الذي يصف القرآن المؤمنين والمتقين بأنهم يؤمنون به هو كل ما هو غائب ومستور عن الحواس مما هو ثابت ومتحقق في الواقع, كالأشياء والحقائق غير المرئية وغير المحسوسة التي ذكرناها.

الإيمان بالغيب هو النقطة الفاصلة الأولى بين المؤمنين بالاديان السماوية وبين منكري الخالق والوحي والقيامة, ومن هنا كان الإيمان بالغيب في رأسِ قائمة خصائص وصفات المتقين.

والأنبياء والرسالات الإلهية تنفي أن يكون الوجود محدوداً بالأمور المحسوسة والملموسة مما تحيط به العلوم التجريبية والمادية، وهي ترفع نظرة الإنسان إلى عالم أكبر وأوسع من هذا العالم الذي نحسه ونعيش فيه.

ومن هنا فالمؤمنون يعتقدون أن عالم الوجود أكبر بكثير من هذا العالم الذي نحسه، ويعتقدون بأن الإنسان بما يحمله من روح إنسانية يسمو بكثير على سائر الحيوانات التي ينحصر موقعها في العالم المادي والمحسوس، بينما الإنسان المادي يعتقد أن عالم الوجود محدودٌ بهذه الأشياء والحقائق التي نحسها ونلمِسُها ونراها ونشعر بها, وأن الإنسان جزءٌ من الطبيعة ينتهي وجوده بموته، فلا بقاء له ولا حياة أخرى يعيش فيها, وليس هناك فاصل كبير بينه وبين سائر الحيوانات.

والفرق بين الرؤية الكونية الإسلامية للعالم وبين هذه الرؤية المادية للعالم:هي أن الرؤية الأولى تربي الإنسان على أن يسعى باتجاه الحق والعدل والخير ومساعدة الآخرين، لانها تؤمن بوجود حساب وعقاب وثواب وحياة اخرى غيرهذه الحياة المادية وأرفع منها وأسمى, والرؤية الثانية المادية، لا تقدم للإنسان أي مبرر لممارسة هذه الأمور.. إلا الأمور التي للإنسان فائدة منها في حياته المادية، لأنها تؤمن بأن لا حياة وراء هذه الحياة المادية.

ولاجل هذه الرؤية نجد أنه يسود في حياة المؤمنين الحقيقيين التفاهم والأخوة والطهر والتعاون، بينما تهيمن على حياة الماديين روح الاستعمار والاستغلال وسفك الدماء والنهب والسلب، ولهذا فإن القرآن يتخذ من الإيمان بالغيب نقطة البداية على طريق التقوى.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين