الخميس, 28 03 2024

آخر تحديث: الجمعة, 22 آذار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

الشيخ دعموش: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. رأى نائب رئيس المجلس...

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

الشيخ دعموش: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. أشار...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

الشيخ دعموش من الحلوسية: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو...

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

الشيخ دعموش: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. رأى نائب رئيس...

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

الشيخ دعموش: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان بمناسبة ولادة...

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

  • خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

    خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

  • رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

    رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

  • خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

    خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

  • رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

    رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

من هم الذين أنعم الله عليهم؟؟ (8)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).هذه هي الآية السابعة والأخيرة من سورة الفاتحة، وهذه الأية هي تفسير واضح للصراط المستقيم المذكور في الآية السابقة، فهي تبين التحديد الواقعي والخارجي لهذا الصراط من خلال النماذج الحية والملموسة التي تسير على هذا الطريق وتتحرك فيه وتلتزمه في كل مجال من مجالات الحياة.

إنه صراط المشمولين بأنواع النعم مثل: نعمة الهداية، ونعمة التوفيق، ونعمة القيادة الصالحة، ونعم العلم والعمل، ونعم الجهاد والشهادة، لا المشمولين بالغضب الإلهي، ولا الضائعين التائهين الضالين نتيجة انحراف أفكارهم وسوء أفعالهم وأعمالهم.

وفي هذه الآية حث ضمني لنا على طلب طريق الذين أنعم الله عليهم، وعلى اجتناب طريق المغضوب عليهم والضالين التائهين.

ولكن من هم الذين أنعم الله عليهم؟؟

الذين أنعم الله عليهم تُبينهم الآية الكريمة في سورة النساء: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)  69.

وهذه الآية كما هو واضح تقسم الذين أنعم الله عليهم إلى أربع مجموعات:

1 ـ الأنبياء: أي رسل الله الذين كانوا طليعة السائرين والمضحين في سبيل هداية الناس ودعوتهم إلى الصراط المستقيم.

2 ـ والصديقين: وهم الذين يصدقون في القول, ويصدقون إيمانهم بالعمل الصالح، ويثبتون أنهم لا يدّعون الإيمان مجرد ادعاء فارغ من العمل والممارسة، بل مؤمنون بصدق بأوامر الله والتزام طاعته.

3 ـ والشهداء: وهم الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم وقتلوا في سبيل الله والعقيدة.

4 ـ والصالحين: اي الذين بلغوا بأعمالهم الصالحة والخيرة والنافعة إلى المقامات الرفيعة، فالصراط المستقيم إذن: هو خط الأنبياء, وطريق الصديقين, ونهج الشهداء, وسبيل الصالحين.

ونحن في سورة الحمد نطلب من الله صباحاً ومساءً أن يجعلنا في خط هؤلاء الذين أنعم الله عليهم, لنكون مثلهم فننال الدرجات العالية التي وصلوا إليها, ومن أجل أن تشملنا نعم الله التي شملتهم.

وقد تقول: كيف يصح وصف هؤلاء بأنهم ممن انعم الله عليهم، وقد تسبب لهم الطريق الذي ساروا عليه بالآلام والمتاعب والمحن والأهوال الكثيرة؟؟ فالأنبياء واجهوا في طريقهم أنواع المصائب والبلايا والتحديات الكبيرة وتعرضوا للأذى الكثير حتى قال نبينا (ص): (ما أوذي نبي كما أوذيت). والشهداء مثلاً: واجهوا الموت والقتل وتحملوا في طريق الشهادة الآلام والعذاب، فكيف يصح أن نقول بأنهم ممن أنعم الله عليهم؟ وهل خسارة الأرواح تعد نعمة؟! ولذلك فقد يتخيل الإنسان أنه كان المناسب أن يقول الله: (صراط الذين اتعبتهم وأشقيتهم بالمصائب في سبيل هذا الدين؟! بدل أن يقول صراط الذين أنعم الله عليهم)!؟!؟

ولكننا نجيب على كل ذلك: إنه من المهم أن نفهم نحن هوية النعمة الإلهية التي يحصل عليها الإنسان من خلال عطاء الله وإحسانة وكرمه، وأن نعرف كيف نتلمس هذه النعمة، وما هي المفردات التي تتجسد فيها.

فهل تتجسد النعمة بالمال أو بالسلطة أو بالجاه أو بالمذهب والموقع، أو بالقوة الجسدية أو بالجمال أو بالنسب أو بما إلى ذلك.. حتى نقول إنه إذا خسر الإنسان شيئاً من ذلك يكون قد خسر النعمة والسعادة والراحة, أما أن النعمة هي شيء أرفع وأسمى من ذلك؟.

قد يشعرك المال بالطمأنينة والراحة النفسية والسعادة، ولكنها بالتأكيد طمأنينة وراحة وسعادة محدودة بحدود، لا تتجاوز قيمة المال نفسه، فإذا مرضت قد تستفيد من مالك لدخول أرقى المستشفيات، واستخدام أحدث الأجهزة، والاستفادة من خبرات أمهر الأطباء، ولكن هل هذا هو كل شيء، وهل حصلت بذلك على الطمأنينة والسعادة بأعلى مراتبها؟ وهل زال عنك هاجس الخوف والقلق على مصيرك وحياتك بصورة نهائية؟؟.

إن المال يمشي معك ويصل بك إلى حد معين ثم يقف عند هذا الحد، وكذلك الجاه والسلطة والموقع، وبعد ذلك لا بد أن تبحث من جديد عن السعادة والطمأنينة الحقيقية في غير ذلك كله، حتى تجد هذه السعادة متمثلة في رضى الله والإيمان والسكون بذكره عز وجل, كما قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) وأين المال والجاه والسلطة والموقع من الجنة؟.

وقال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، القلوب لا تحصل على الطمأنينة الحقيقية إلا إذا كانت مغمورة بحب الله وبذكر الله وبطاعته وبالتضحية في سبيل الله وبالجهاد والشهادة.

ولأجل أن الشهداء والأنبياء والصالحين والصديقين وصلوا إلى درجة رضى الله من خلال أعمالهم وجهادهم, لأجل ذلك يكون هؤلاء سعداء وفي نعمة حقيقية، هم في نعمة وسعادة وطمأنينة حقيقية حتى وهم يتألمون ويواجهون التحديات ويستشهدون ويخسرون زينة الحياة الدنيا، لأنهم وصلوا إلى غايتهم وحصلوا على مطلوبهم وهو رضى الله سبحانه وتعالى والقرب منه والفوز بلقائه, وهذه هي النعمة الحقيقية، لأن النعمة هي أن تحصل على مطلوبك وغايتك وهدفك، وهؤلاء قد حصلوا على ذلك بفعل عملهم وجهادهم وتضحياتهم.

وهذا ما يفسر لنا قول مسلم بن عوسجة أو سعيد بن عبد الله الحنفي للإمام الحسين في كربلاء: (لو علمت أني أقتل فيك، ثم أحيى ثم أحرق حياً ثم أذرى, يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك). فهو حاضر أن يتحمل كل هذا العذاب والتعب في سبيل أن يفوز برضى الله وبلقاء الله, لأنه يعتبر أن ذلك هو النعمة الحقيقية.

وعلي (عليه السلام) كان يقول: (والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه). وحين ضُرب على رأسه في المسجد قال: (فزتُ ورب الكعبة).

وهذا الحسين يسأل القاسم بن الحسن فيقول له في كربلاء: (يا بني كيف الموت عندك؟ فيقول له هذا الغلام: يا عم أحلى من العسل).

وعندما قال ابن زياد لزينب (عليها السلام) كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟ قالت (عليها السلام): ما رأيت إلا جميلاً.

فهم بالرغم من كل الآلام والعذاب الذي تعرضوا له تقف زينب لتقول: ما رأيت إلا جميلاً، لأنها كانت ترى أن النعمة هي رضى الله والطاعة له والإحساس بالسعادة وبالفوز عنده سبحانه مهما كانت التضحيات والمعاناة وحجم المأساة.

إن المال والجمال والقوة وسوى ذلك لن يستطيع أن يمنحك هذه السعادة، ولأجل ذلك كله صح التعبير عن الشهداء والانبياء (بأنعمت عليهم) لأن النعمة هي الحصول على المطلوب والوصول إلى الغاية والهدف وهؤلاء حصلوا على مطلوبهم, وما تعرضوا له من الآلام والمتاعب والمعاناة لم يجعلهم يخسرون نعمة القرب من الله والحصول على أعلى الدرجات عنده سبحانه.

(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) أي أن الصراط المستقيم كما قلنا هو السير على طريق الذين أنعم الله عليهم، وهو اجتناب طريق المغضوب عليهم ولا الضالين.

فمن هم المغضوب عليهم ومن هم الضالون؟ بعد أن عرفنا هوية الذين أنعم الله عليهم, فإن الذي يتضح من الآية الكريمة أن المغضوب عليهم والضالين هما مجموعتان لا مجموعة واحدة، والفرق بينهما:

إن المغضوب عليهم أسوأ وأحط من الضالين، أي أن الضالين هم: التائهون العاديون والمنحرفون العاديون عن خط الأنبياء والشهداء والصالحين. والمغضوب عليهم، هم التائهون المتعنتون أو المنافقون، ولذلك استحقوا لعن الله وغضبه، قال تعالى: (ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضبٌ من الله). وقال تعالى: (ويُعذبَ المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظّانّين بالله ظَن السَّوْءِ عليهم دائرةُ السَّوء وغضِب الله عليهم ولعنهم وأعدَّ لهم جهنم).

المغضوب عليهم إذن يسلكون إضافة إلى كفرهم طريق العناد ومعاداة الحق ولا يتورعون عن مواجهة قادة الدعوة والمصلحين والمؤمنين بألوان التنكيل والعذاب والإرهاب.

قال تعالى وهو يحدثنا عن بعض ملامح اليهود: (وباءُوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتُلون الأنبياء بغير حقٍ ذلك بما عصًوا وكانوا يعتدون).

ومن هنا ورد في الروايات أن المغضوب عليهم هم اليهود، وهذا الفهم ينطلق من مواقف هؤلاء تجاه الإسلام والمسلمين، فالقرآن يصرح دائماً بأن اليهود يضمرون السوء والعداء والحقد على الإسلام والصالحين.

وطبعاً القول بأن المغضوب عليهم هم اليهود هو من قبيل التطبيق للآية, باعتبار أن اليهود هم من أبرز مصاديق المغضوب عليهم، والمعنى كل من عمل بعمل هؤلاء واتبع خطهم وتعاون معهم, فهم مغضوب عليهم.

وإذا كان الله قد غضب على هؤلاء فلا بد أن نغضب عليهم لغضبه عليهم، ولا بد أن نغضب على الذين يتعاملون معهم، فنتحمل مسؤولية هذا الغضب في الجهاد والمقاومة ضد فسادهم وعدوانهم وإجرامهم، لنضع حداً لإرهابهم واعتداءاتهم واحتلالهم لللارض والمقدسات.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين