السبت, 20 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 19 نيسان 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أقسام مائدة الإمام زين...

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

  • جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

    جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

لماذا الحمد والثناء كله لله؟ (3)

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.يقول الله تعالى في سورة الفاتحة: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين).الآية الأولى من سورة الفاتحة بعد آية البسملة، تبدأ بحمد الله والثناء عليه، ولذلك سميت هذه السورة بسورة الحمد، لأن أول ألفاظها لفظُ الحمد لله كما تقدم.

وحتى نفهم هذه الآية لا بد من توضيح الفرق بين الحمد والمدح والشكر.

فالحمد في اللغة: هو الثناء على عمل حسن أو صفة طيبة مكتسبة عن اختيار، فعندما يؤدي شخص عملاً حسناً عن وعي وإرادة، أو يكتسبُ صفةً تؤهله لأعمال الخير فإننا نحمده ونثني عليه، كحمدنا للكريم مثلاً الذي يصدر منه الكرم باختياره وإرادته, فتقول مثلاً: حمدت فلاناً لكرمه أو لجهاده أو لما شاكل ذلك.

والمدح: هو الثناء بشكل عام، سواء كان على أمرٍ اختياري, كمدحنا للكريم والمجاهد مثلاً، أو غير اختياري، كمدحنا لجوهرةٍ جميلةٍ وثمينة أو كمدحنا شخصاً لجماله وطوله مع أن الجمال والطول هما خلقة الله وليس للإنسان فيهما أي اختيار أو إرادة.

وأما مفهوم الشكر: فهو ما نبديه من ثناء بالقول أو بالعمل تجاه من ينعم علينا بنعمة معينة, ولذلك قالوا: بأن الشكر مختص بالنعمة.

والحمد لله الوارد في هذه السور وفي غيرها من سور القرآن، قد يكون على أفعاله سبحانه وتعالى التي تصدرُ عنه باختياره وإرادته، كالخالقية والرازقية والتوبة مثلاً، فإن هذه الأفعال اختيارية تصدر منه عز وجل بإرادته واختياره، وقد يكون ثناءً عليه عزوجل لصفاته لأنه عالمٌ وقادرٌ وغنيٌ، أو لأنه منزهٌ عن الشريك وعن النقص، وعن الصاحبة والولد، مع أن عدم وجود شريك له تعالى ليس فعلاً اختيارياً له، بل هو ليس من مقولةِ الفعل أصلاً، وقد حمد الله نفسه على عدم وجود شريك له في قوله تعالى في سورة الإسراء: (الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك)...

وإنما استحق الله الحمد والثناء الجميل، لأن كل ما في هذا الوجود من خلق وخير ورزق ونعم لا محدودة تحيطُ بنا وتغمر وجودنا وحياتنا، إنما هي من الله سبحانه, وهو وحده الذي أفاض علينا من كل ما تقتضيه صفاته وأفعاله، فهو الخالق وهو الرازق وهو المربي وهو الشافي وهو الذي يمدنا بكل أسباب الحياة وبكل ما نحتاج إليه.

وكل شيء خلقه الله وكل شيء أفاضه علينا فهو حسن وجميل (الذي أحسن كل شيء خلقه) وهو لم يخلق هذه الأشياء الحسنة بضغطٍ أو إكراهٍ من أحد, ولم يفعل ذلك بإجبار من أحد، بل فعل كل ذلك عن علم وإرادة واختيار, فما من شيء وهبه الله لنا أو أنعم به علينا إلا وهو حسن وجميل صدر منه عن إرادة واختيار, لا عن إكراه وإجبار.

وكذلك أسماؤه وصفاته الذاتية كعالم وقادر وحي وحكيم وغيرها فإنها حسنة وجميلة (الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى) ـ طه/ 8.

وفي آية أخرى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)  الأعراف / 80.

فالله تعالى جميل في أسمائه، وجميل في أفعاله، وأفعاله الحسنة صدرت عنه باختياره وإرادته، ولأجل ذلك استحق الحمد والثناء.

وقد دلت جملة (الحمد لله) الواردة في هذه السورة، على أن الحمد كله والثناء كله مختصّ بالله عز وجل ومنحصرٌ فيه، وذلك لأن الألف واللام في كلمة (الحمد) هي للجنس أو للاستغراق كما يقال في الأدب العربي، فكأن حقيقة الحمد، وكل فرد من افراده، وكل مرتبة من مراتبه، إنما يستحقها الله وحده دون سواه، باعتبار أن كل ما يصل إلينا من نعم وخير حتى ولو كان بالواسطة، بواسطة إنسان مثلاً كالإحسان الذي يصل إليك من والديك مثلاً، أو بواسطة الطبيعة كنعمة النور الذي تأخذه من الشمس مثلاً، فإن كل ذلك إنما هو من الله وينتهي إلى الله بالمباشرة, لأن الله هو الذي يملك الوجود كله وهو الذي يملك الأمر كله.

فإذا كان بعض خلقه مستحقاً للحمد من خلال صفاته العظيمة أو من خلال أفعاله الحسنة, كالأنبياء الذين يستحقون الثناء لصفاتهم وأعمالهم، وحتى كالأطباء الذين يستحقون الثناء لمعالجتهم النافعة للمرضى، فإن الله هو الذي وهبهم تلك الصفات، وهو الذي مكّنهم من أن يفعلوا ذلك من خلال الظروف والوسائل والإمكانات التي هيئها لهم, ولذلك فإن حمد هؤلاء حمدٌ لله، والثناء عليهم ثناءٌ على الله تعالى، ولذلك فكل فرد من أفراد الحمد له سبحانه وتعالى.

وقد روي عن مسمع بن عبد الملك, عن الإمام الصادق (ع) أنه كان في منى، واقترب منه سائل، فأمر الإمام بإعطائه عنقوداً من عنب.

فقال السائل: لم أكن بحاجته، لو أعطيتني مالاً.

فقال الإمام (ع): وسع الله عليك، ولم يعطه شيئاً.

ثم جاءه سائل آخر، فأعطاه الإمام ثلاث حبات من العنب، فأخذها السائل وقال: الحمد لله رب العالمين الذي رزقني.

فقال الإمام: مكانك، وأعطاه كفين من العنب، فأخذها السائل وشكر الله ثانية، وأراد أن ينصرف فقال الإمام: مكانك وقال لغلامه، كم لديك من المال؟ ثم أعطاه قريباً من عشرين درهماً.

أخذها السائل وقال: الحمد لله رب العالمين, هذا منك وحدك لا شريك لك، وأراد أن ينصرف ثالثة فقال الإمام: مكانك، ثم أحضر ثوباً وأعطاه إياه وقال: ألبسه, فلبسه السائل وشكر الله على ما ألبسه وفرح به, ثم توجه إلى الإمام وقال: يا عبد الله جزاك الله خير الجزاء، ثم انصرف.

قال مسمع: ظننت لو لم يلتفت إلى الإمام وحمد الله فقط لواصل الإمام له العطاء.

ونحن إنما نحمد الله من موقع اعترافنا وإحساسنا بعظمة الله في نفسه وفي صفاته, ومن عمق اعترافنا وإحساسنا بنعم الله وفضله، فإن الاعتراف بالفضل والنعم يفرض الشكر للمنعم، فالإنسان بعد أن يعترف بعظمة الله وصفاته، وبأن الله هو المفضل وهو الواهب وهو المربي، وأن كل خير يرجع إليه, وأن كل وجود ينطلق من وجوده، يندفع إلى حمد الله والثناء عليه من باب الواجب الفطري الذي يقتضي شكر المنعم على إحسانه، والحمد لله هنا والثناء عليه والتوجه بالشكر له، يفرض علينا أن نستخدم نعمه فيما يرضاه وفيما يريده وفي طاعته سبحانه وتعالى، وفيما ينفعُ الناس، وفيما يعود إلى الآخرين بالخير، وكل استخدامٍ لنعم الله في معصيته أو فيما يُسيئُ إلى نفس الإنسان وإلى الآخرين من حوله، معناه أن الإنسان جاحدٌ بنعم الله وكافر بها، وهذا ما نستفيده ونستوحيه من الشطر الأول من هذه الآية أعني جملة (الحمد لله).

واما الجزء الأخير من الآية (رب العالمين) فهو يشير إلى ربوبية الله المطلقة الشاملة لهذا الكون بكل ما فيه ومن فيه.

فكلمة (رب) تعني المالك والمصلح والمربي الذي يملك الرعاية والتربية والإصلاح في هذا الكون.

وكلمة (العالمين) تعني جميع الموجودات بما في ذلك عالم الجماد، وعالم النبات وعالم الحيوان، وعالم الإنسان وما إلى ذلك، وقد أشار القرآن إلى ذلك فيما حكاه من قول فرعون وموسى (عليه السلام) في سورة الشعراء الآية 23 (قال فرعون: وما ربُ العالمين؟ قال ربُّ السمواتِ والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين).

وفي آية أخرى: (قال ربُّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون) ـ الشعراء/ 28. إلى غير ذلك من آيات كثيرة قررت ربوبية الله لكل الموجودات.

فالله تعالى لم يخلق الخلق ليتركهم في الفراغ، أو ليهملهم فلا يهتم بهم، بل خلقهم وهو يتابعهم بالرعاية والتربية، فالله الذي أوجدك لا يزال يرعاك ويهتم بك، ويدبّر شؤونك، وهو الذي يحميك ويُرشدك ويهديك، وهو الذي يرزقك ويشفيك، وهو الذي يرعاك ويربيك، فيربي لك إحساسك من خلال الأجهزة التي أودعها في داخل كيانك، ومن خلال الاشياء التي خلقها لك من طعام وشراب وغير ذلك مما يحتاج إليه نمو جسدك, وهو الذي يربي لنا عقولنا من خلال العناصر الدقيقة التي أودعها فينا، ويربي لنا حياتنا الروحية والعملية، من خلال الرسالات التي تمثل أعلى درجات السمو والخير، وهو الذي يربي الموجودات كلها سواء منها الموجودات الحية أو النامية أو الجامدة من خلال ما أبدعه الله في النظام الكوني.

والصلة بين الخالق وسائر الموجودات هي صلةٌ دائمة ورعايةٌ مستمرة وتربيةٌ قائمة في كل وقت وفي كل حالة، فتربية الله لا تنقطع ولا تزول ولا تغيب، وإنما تملك صفة الديمومة والاستمرار. وهذا كله يفرض علينا أن نتعامل مع الله بروح الود والمحبة والامتنان والوفاء والطاعة والإخلاص، لأن من يلاحقك بالتربية والرعاية، من حقه عليك أن تتابعه بالوفاء والطاعة.

وهذا يعني فيما يعنيه، أن على الخلائق أن تتوجه إلى ربّ واحد, تُقرُّ له بالسيادة المطلقة والحاكمية المطلقة، وبذلك تكون هذه الآية من الآيات التي تدل على توحيد الله سبحانه وتعالى.

وأما آية (الرحمن الرحيم) فقد تقدم تفسيرها عند تفسير آية البسملة، حيث قلنا بأن الرحمن الرحيم: وصفان مشتقان من الرحمة، والرحمة إن نسبت إلى الله فهي بمعنى الإحسان والإعطاء والفيض، وتكرار الرحمن الرحيم هنا وبعد قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين) مباشرةً، ليس لأجل التأكيد على الرحمة فحسب، بل لأجل الإشارة إلى أن تربيته ورعايته للعالمين إنما هي بدافعٍ من رحمته وعطفه وإحسانه، فهو يربينا ويرفع عنا الحاجة والعجز والضعف من خلال رحمته وعطفه علينا.

إن تكرار الرحمن الرحيم في نفس هذه السورة يوحي:

أولاً: بأن أصل الرحمة، رحمة الله، هو الحاكم على هذا الكون, ففي الدعاء: (يا من سبقت رحمته غضبه) وان أصل الرحمة والمغفرة شاملٌ وعام، فكلما كان الإنسان مقرباً من الله أكثر فهو يستفيد من هذا الأصل أكثر, وكلما ابتعد الإنسان عن الله في فكره وفي عمله كلما حُرِمَ من الاستفادة من رحمة الله وعطفه.

وثانياً: إن تكرار الرحمة في هذه السورة يوحي بأن علينا أن نتخلق بأخلاق الله، من أجل أن نربي أنفسنا تربية صحيحة في علاقتنا بالله، وفي علاقتنا بالآخرين، ما دام أن العلاقة بين الله وبين عباده هي علاقة الرحمة والرأفة (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفرُ الذنوب جميعاً).

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين