الثلاثاء, 23 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 19 نيسان 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

البسملة أعظم آية في القرآن (2)

تبدأ سورة الفاتحة بآية (بسم الله الرحمن الرحيم) تماماً كما تبدأ سائر السور القرآنية بهذه الآية الكريمة التي يعبر عنها (بآية البسملة) وهذه الآية هي جزء من سورة الفاتحة كما هي آية مستقلة من كل سورة من سور القرآن إلا سورة التوبة, حيث انفردت سورة التوبة عن سائر السور القرآنية

 بأنها لم تبدأ بالبسملة, وذلك لأنها بدأت بإعلان الحرب على المشركين، وإظهار البراءة منهم. (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتهم من المشركين) وإعلان الحرب وإعلان البراءة لا ينسجم مع الرحمة الإلهية التي وصف الله بها نفسه في آية البسملة. وقوله تعالى: (بسم الله) معناه أبتداء الكلام باسم الله, وأفتتح كل أمر باسم الله، وهذا هو المتبادر من هذه الكلمة.

وكلمة (الله) اسم علم للذات الإلهية المقدسة، فإذا أردت أن تشير إلى الذات الإلهية فإنك تشير بكلمة (الله) وهي كلمة جامعة وشاملة ومستبطنة لكل أسماء الله وصفاته. أما أسماء الله الأخرى وصفاته الأخرى، كالخالق، والرزاق، والمدبر وغيرها فهي تشير إلى قسم ونوع من كمالاته عز وجل, فكلمة الخالق تشير إلى الخالقية فقط، وكلمة الرزاق تشير إلى الرازقية، وهكذا كلمة المدبر فإنها تشير إلى تدبيره عز وجل لهذا الكون وليس أكثر من ذلك، بينما لفظ الجلالة (الله) يشير إلى الله الخالق والرزاق والمدبر والحكيم والتواب وغير ذلك من صفاته وأسمائه الحسنى.

وأما الكلمتان: (الرحمن الرحيم) فهما وصفان لله عز وجل، مشتقان من الرحمة، والرحمة عندما تنسب إلى الله وعندما يتصف بها الله سبحانه، فهي بمعنى الإحسان، والإعطاء، والفيض الإلهي اللامتناهي واللامحدود الذي يُنعم الله به على سائر الموجودات, ليُمدها بأسباب الحياة، وليُتمم النقص فيها، وليرفع عنها حاجة المحتاج منها, بخلاف الرحمة تنسب إلى غير الله والتي يوصف بها الإنسان عندما يُحسن للآخرين, ويرفع عنهم العجز والحاجة والفاقة، فإن الرحمة التي تُنسب إلى الإنسان معناها رقة القلب، والتأثير الانفعالي الإيجابي الخاص الذي يستولي على القلب عند مشاهدة العاجز أو صاحب الحاجة, والفرق بين كلمة الرحمن وكلمة الرحيم هو: أن كلمة رحمان تساوي كلمة غضبان وشبعان, وهي ليست من صيغ المبالغة، وإنما هي تدل على وجود الصفة في موصوفها على النحو العام والكمال, فكلمة غضبان مثلاً كما يقول أهل اللغة معناها: الشخص الممتلئ غضباً أو الذي يغضب سريعاً.

فعندما يوصف الله بالرحمن معناها: أنه عز وجل ممتلئ رحمةً وعطاءً وفيضاً وإحسانا, ولازم ذلك أن تصدر عنه رحمات كثيرة فيرهم سبحانه المؤمن والكافر، والعالم والجاهل، والكبير والصغير، والغني والفقير وما إلى ذلك.

وأما كلمة الرحيم: فهي صفة مشبهة تدل على الرحمة الثابتة والنعم الدائمة والباقية, فالرحمن ناظرة للكم، وانه عز وجل كثيرُ الرحمة، والرحيم ناظرة للكيف أي أن رحمته دائمة وثابتة وراسخةٌ وخالدة.

وهنا قد يتساءل الكثيرون من الناس، لماذا اختار الله هذين الوصفين (الرحمن الرحيم) في هذه الآية التي هي أعظم آية في القرآن، والتي يفترض أن يرددها الإنسان في مختلف شؤونه وحالاته؟

ولِمَ لم تُذكر في البسملة صفاتٌ أخرى مثل: التواب، الغفور، الكريم، العليم، الحكيم، القوي، إلى آخر ما هنالك من صفات الله؟؟

والجواب: إن المطلوب للإنسان في مسيرة حياته هو أن تشمله العناية الإلهية, فيستفيد من خالقيته تعالى خلقاً، ومن رازقيته رزقاً، ومن حكمته تدبيراً, ومن عزته عزاً، ومن قوته حماية، ومن كل صفاته الجمالية والكمالية كمالاً وجمالاً وقوةً وشفاءً وتوبةً, وكل هذه الأمور والأفعال وغيرها ترجع إلى صفة الرحمانية والرحيمية فيه عز وجل, وتنبع من رحمته وعطاءاته سبحانه وتعالى، فمن خلال الرحمة الإلهية والفيض الإلهي تصدر هذه النعم اللامحدودة عن الذات الإلهية, فيرزق ويشفي ويدبر ويتوب ويغفر لكونه رحماناً ورحيماً, فصفة الرحمة تستبطن كل هذه الصفات الكمالية لله سبحانه.

ولا توجد أية صفة أخرى تتضمن هذه الصفات، فكلمة التواب والشافي والرزاق وغيرها لا تقوم مقام رحما ورحيم تماماً، كما لا تقوم كلمةُ تواب مكان كلمة رازق لأنها لا علاقة لها بالرزق وهكذا...

أما كلمة الرحمن الرحيم فإنها تحوي سائر الصفات، لأنها تستدعي أن يشفيك الله لكونه إلهك الراحم، وأن يقويك الله لأنه أيضاً إلهُك الراحم، وأن يرزقك ويتوب عليك لكونه إلهك الراحم.

والخلاصة: إنه من باب الرحمة نصل إلى عالم الفيوضات الإلهية والعطاءات الإلهية اللامحدودة، ونحصل على كل ما تفرضه وتقتضيه صفات الذات الإلهية، ولا توجد أيةُ صفة أخرى غير الرحمانية والرحيمية قادرةٌ على تلبية حاجات الإنسان، وتحقيق طموحاته وتحصينه من اليأس.

لقد ابتدأ الله كلامه بذكر اسمه الرحمن الرحيم، ليعلمنا بأن علينا أن نبدأ كل أفعالنا وأعمالنا وأقوالنا باسمه عز وجل، فإن آية البسملة التي هي أعظم آية في القرآن تمثل أعلى درجات ذكر الله الذي لا ينبغي أن يغفل عنه الإنسان في مختلف شؤونه وأوضاعه.

وقد أكد القرآن على مسألة ذكر الله في مختلف الأوقات (وأذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً).

كما أكد القرآن على أن يذكر الإنسان ربه في داخل نفسه, من أجل أن يعيش الحضور الإلهي في شخصيته, فلا يكون غافلاً عن الله، فيتضرع الى الله ليعيش رضوانه، ويخافه ليتخلص من عقابه (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين).

وهكذا أرادنا الله أن نذكره حتى عندما نبدأ القراءة لتكون القراءة باسمه (إقرأ باسم ربك الذي خلق).

كما ورد أن الذبيحة لا يحل أكلها إلا إذا ذُكر اسم الله عليها (ولا تأكلوا مما لا يُذكر اسم الله عليه وأنه لفسق..) (وكلوا مما ذكر اسم الله عليه).

هذا التأكيد القرآني على ذكر اسم الله والابتداء باسم الله في كل الأمور وفي جميع الأحوال، تبعه تأكيد نبوي في الأحاديث والنصوص المروية عن رسول الله (ص) وعن أئمة أهل البيت (ع) على أن لا ندع البسملة في أي شيء صغيراً كان أو كبيراً. وأن نتعامل مع بسم الله الرحمن الرحيم على أنها جزءٌ من كل أمر من الأمور، وأن نعيشها إلى درجة أن تصبح جزءاً من حياتنا ومن كل ممارساتنا.

ففي الحديث عن النبي (ص): كل أمر ذي بال (أي ذي شأن) لم يذكر فيه اسم الله أو بسم الله فهو أبتر. أي فهو مقطوع وناقص.

وفي حديث آخر: كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر.

وفي نص ثالث: كل كلام أو أمر ذي بال لا يُفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال: أقطع.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: لماذا يُطلب منا أن ننظر إلى البسملة أو ان نتعامل معها على أنها جزءٌ من كل أمر ذي شأن؟

ثم ما هي المعاني التي يريد الله أن يوحي بها إلينا من خلال التركيز على ذكر الله وعلى البسملة إلى درجة أن تصبح واجبةً في بعض الحالات ومستحبةً بشكل مؤكد في كثير من الحالات؟؟

إن مما لا شك فيه أن ثمة معان ومعارف في البسملة يريد الله لنا أن نُدركها بعمق وأن نتفاعل معها بوعي ومسؤولية، فما هي تلك المعاني؟

قد يقال إن الله يريد من خلال ذلك: أن يكتسب العمل بذكر البسملة شرفاً وبركة ورفعة، تماماً كما هي طريقة الناس عندما يبدأون بعمل أو يحققون إنجازاً، فإنهم يقرنون ذلك العمل أو الإنجاز ويسمونه باسم عزيز عليهم, أو باسم زعيم أو كبير من كبرائهم, ليكتسب عملُهم وإنجازُهم بذلك شرفاً وتكريماً.

ونحن لا ننكر أن العمل الذي يُبدأ فيه باسم الله ينتهي إلى التشريف والتكريم والبركة. ولكن الأمر بالنسبة لاعتبار البسملة جزءاً من كل أمر ومن كل شأن من شؤوننا لا يقتصر على هذه الاعتبارات التي يتعامل معها الناس بالطريقة السطحية, بل هو يتجاوزه لأبعد من ذلك واكبر وأعمق.

وهو: إن العمل حينما يرتبط باسم الله وعندما تكون وجهته إلى الله، فإن نسبة العمل إلى الله وكونه لوجهه الكريم، تُكسب العمل حالة من نوع ما تجعله يبقى ويستمر ويدوم، بينما عندما لا يرتبط العمل باسم الله, ولا يكون لوجه الله, فإنه لا يمتلك تلك الحالة التي تجعله يبقى وإنما يكون هباءاً منثوراً.

وقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل ـ أي لغير وجه الله ـ فجعلناه هباءاً منثورا) ـ الفرقان / 23.

ويقول تعالى: (أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه) ـ النور/ 39.

إذن فكل أمر يرتبط بالله ويكون لوجه الله يكون فيه جهة بقاء ودوام وخلود، وكل شيء لا يكون كذلك سيكون مبتوراً ومقطوعاً وناقصاً وسيكون هباءاً منثورا كسراب بقيعة.

والخلاصة: إن الله يعلمنا من خلال التركيز على ذكر البسملة في كل أمر من أمورنا، إن القول والعمل والشيء الذي يُبدأ فيه باسم الله ويكون لوجه الله ويرتبط بالله، يكتسب صفة الكمال والبقاء والدوام والخلود والاستمرار (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) النحل/ 96. وإن كل عمل لا يرتبط بالله ولا يكون لوجهه الكريم فهو محدث ويقع ويحصل في الواقع والخارج, ولكنه لا يبقى ولا يدوم على المستوى المعنوي, لأنه فقد عنصر البقاء وهو الارتباط بالله، هذا من جهة, ومن جهة أخرى: فإن الله يريد لعباده أن يذكروه دائماً وفي مختلف أحوالهم وأوضاعهم ليشعروا دائماً بأن الله حاضر في داخل فكرهم وفي كل أحوالهم وشؤونهم، وأن كل وجودهم مرتبط بالله, وان كل شيء في حياتهم مستمدٌ من الله وحده, لانه هو الذي يقف خلف وجودهم وقوتهم وطاقاتهم والوسائل التي يستخدمونها في حياتهم، ليشعروا برقابة الله عليهم فيخافونه فيما يُقدمون عليه من عملٍ أو يقولونه من حديث أو يمارسونه من سلوك وموقف.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين