الشيخ دعموش في ختام مسيرة اليوم العاشر في بلدة مشغرة 4-11-2014: قتالنا في سوريا هو لحماية المقاومة و لبنان.

في يوم أبي عبد الله نتقدم بالعزاء لأهل العزاء لرسول الله (ص) ولآل رسول الله وللأئمة الأطهار , لحفيد رسول الله صاحب العصر والزمان (عج) لولي أمر المسلمين الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي(دام ظله) ولمراجعنا العظام وللمؤمنين والموالين وعموم المسلمين.

واحدة من المظالم الكبرى التي لحقت بقيم عاشوراء وفكر أئمة أهل البيت (ع) هو حرمان هذا الفكر من الوصول إلى كل العقول والقلوب، والتعتيم عليه ومنعه ومحاصرته ومحاولة تشويهه ومضايقة أتباعه في بعض المراحل وفي بعض البلدان بل وملاحقتهم وعدم إتاحة أي فرصة أمامهم للتعبير عن هويتهم ومنعهم من ممارسة معتقداتهم وشعائرهم الدينية , في الوقت الذي أُتيح لأفكار ورؤى بعيدة عن الإسلام أن تخترق بحرية كاملة عقول المسلمين في العالم، وبذلت إمكانات هائلة لنشر أفكار ومفاهيم لا صلة لها بإسلام محمد بن عبد الله (ص).

فقد أنفقت بعض الدول الإسلامية مئات مليارات الدولارات من أجل نشر الفكر الوهابي في العالمين العربي والإسلامي وفي العالم.

وبذلت في المقابل في العقود الماضية مئات مليارات الدولارات لمواجهة فكر أهل البيت (ع) وفكر الإمام الخميني (قدس سره) ومبادئ الثورة الإسلامية في إيران.

 فماذا كانت النتيجة؟

كانت النتيجة أن هذا الفكر الوهابي الذي تم الترويج له بحرية في العالم قدم صورة مشوهة عن الإسلام ومبادئه وتعاليمه ووسطيته واعتداله وتسامحه, وأنتج ثقافة وفكراً متطرفاً وتيارات تكفيرية إرهابية وأشخاصاً وجماعات متطرفة يرفضون من عداهم من المسلمين بل ويكفرونهم ويخرجونهم من الملة والدين ويستبيحون دمائهم وأموالهم وأعراضهم وأرزاقهم .

وحركة داعش وأخواتها هي نتاج هذا الفكر ونموذجه الأبرز.

إن أخطر ما تقوم به داعش والجماعات التكفيرية الإرهابية هو نسبة كل هذا السلوك اللاإنساني والوحشي الذي تقوم به في المنطقة إلى الإسلام والقرآن والنبي محمد (ص) وهذا يشكل بحد ذاته أعظم إساءة للإسلام.

إن أسوأ النتائج والمخاطر الناجمة عن سلوك هذه الجماعات وممارساتهم هو تشويه صورة الإسلام وتقديم نموذج سيء عن قيمه وتعاليمه وسلوكه, لتكون النتيجة التشكيك بالإسلام، والتشكيك بقدرة الإسلام على إدارة المجتمع وقيادة الحياة، وإبعاد غير المسلمين عن الإسلام والمسلمين.

هذا السلوك وهذا النموذج بدأ يترك آثاره ونتائجه السلبية بشكل واضح في بعض دول العالمين العربي والإسلامي، حيث بدأت تظهر حركات إلحاد وحالات تشكيك بأصول الدين ونفور من الدين والإسلام, كما في مصر والسعودية وتونس وليبيا وغيرها فضلاً عن نفور الغربيين من الإسلام بسبب هذا النموذج الذي يقدم للعالم من قبل هؤلاء باسم الإسلام.

ولذلك المعركة مع الجماعات التكفيرية الإرهابية هي معركة فكرية وثقافية إلى جانب كونها معركة سياسية وعسكرية وأمنية.

في المعركة الفكرية والثقافية: من واجب كل المسلمين أن يقولوا بكل وضوح إن هذا الفكر وهذا الفهم وهذا السلوك لا يمت إلى الإسلام بأي صلة.

من مسؤوليتنا في هذه المواجهة أن نقدم النموذج المشرق والمضيء عن ديننا وإسلامنا وهذا هو الأهم في المواجهة.

إن أهم طريق في مواجهة الجماعات التكفيرية هو تقديم النموذج المشرق والمطمئن عن الإسلام، النموذج الذي يستند الى قيم كربلاء وإلى فكر وقيم وتعاليم أئمة أهل البيت (ع) الذين يمثلون الإسلام المحمدي الأصيل، الإسلام الصافي والنقي من كل شآبة ومن كل تحريف أو تشويه أو تزوير أو تزييف.

نحن معنيون بأن نقدم صورة مشرقة عن الإسلام بسلوكنا وأخلاقنا وأعمالنا ومواقفنا قبل ألسنتنا على عكس تلك الصورة المشوهة التي تقدمها داعش، وهذه الصورة هي الصورة الحقيقية التي قدمها أهل البيت (ع) عن الإسلام وجسدها أهل البيت في سلوكهم وسيرتهم.

أما في المعركة السياسية والعسكرية: فيجب أن نعرف حجم الخطر الذي تمثله هذه الجماعات على المنطقة ومستقبل المنطقة ومصير المنطقة وشعوب هذه المنطقة.

 

مشروع التكفيريين لا يقتصر على ضرب المقاومة وضرب محور المقاومة في المنطقة والدول الداعمة للمقاومة في المنطقة, مشروع التكفيريين هو ضرب المقاومة ومحور المقاومة والقضاء أيضاً على الأقليات وإبادة أتباع الديانات الاخرى في المنطقة, من مسيحيين وعلويين وشيعة ودروز وأكراد وإيزديين وغيرهم, وتحويل سوريا وبلاد الشام إلى ساحة صافية خالصة لهم ليقيموا فيها دولة خلافتهم المزعومة، على أن يتوسعوا لاحقاً إلى لبنان والعراق ولاحقاً إلى السعودية والأردن ودول الخليج. هذا هو مشروعهم، مشروع إلغائي إقصائي للآخر، مشروع يتم من خلاله تطهير المنطقة من الأقليات والديانات الاخرى..

ولذلك نحن في كل يوم نزداد يقيناً بصوابية خيارنا بالمشاركة العسكرية ضد أولئك التكفيريين ونزداد يقيناً وقناعة بأن قتالنا في سوريا هو لحماية المقاومة ومحور المقاومة وهو لحماية لبنان والشعب اللبناني ولحماية أهلنا.

المستوى الذي خطط له هؤلاء, والتهديد الذي بات يشكله هؤلاء لكل لبنان ولكل اللبنانيين , يحتاج إلى تلاقي وتعاون كل اللبنانيين ,ويحتاج إلى قيام توجه وطني شامل لمواجهة هذا الخطر , ويحتاج إلى الالتفاف حول الجيش الوطني ودعم الجيش وتوفير الغطاء السياسي والمعنوي له لتحقيق المزيد من الانجازات في مواجهة البؤرالإرهابية.

هذا التهديد يحتاج إلى الحضور في الميدان وفي ساحات المواجهة, يحتاج إلى الاستعداد والجهوزية الدائمة ,ويحتاج منا إلى تلبية حسينية مدوية بالفعل والقول وعلى امتداد الزمان والمكان وبأعلى حناجرنا (لبيك يا حسين).

نعم مواجهة هذا المشروع يحتاج إلى تضحيات جسيمة, وشهداؤنا قدموا تضحيات من هذا النوع , ونحن هنا بقينا في أرضنا في بلداتنا وقرانا وفي بلدنا بفضل دماء الشهداء وعرق المجاهدين وآلام عوائل الشهداء,الذين قدموا التضحيات الجسيمة من أجل أن نبقى في أرضنا ومن أجل أن يبقى لبنان.

ونحن إلى الآن منتصرون وذاهبون إلى انتصار حقيقي ونهائي إن شاء الله والمهزومون هم التكفيريون ومن يقف خلفهم , لأننا عندما نفشل مخططاتهم وأهدافهم ومشروعهم فنحن في موقع انتصار وهم في موقع الهزيمة والإنكسار.

علينا أن نعزز ثقتنا بالله سبحانه وبقدرتنا على الدفاع والحماية والمواجهة، فنحن قادرون بإذن الله على مواجهة الخطر وإلحاق الهزيمة بالعدو, لأن أوضاعنا قوية، واستعداداتنا متقدمة، وخططنا محكمة، ونحن جاهزون لمواجهة أي خطوة يقدمون عليها ضد بلدنا وأهلنا، وهم أعجز من أن يجتاحوا أي منطقة في البقاع,فنحن لن نستباح ولن تستباح أرضنا ولن نسمح لأحد أن يستبيحنا طالما لدينا نخوة حسينية وفي عروقنا دم يجري وهيهات منا الذلة.

والحمد لله رب العالمين