الشيخ دعموش يرعى حفل تخرج طلبة الدورات التعليمية الذي نظمته جمعية القران الكريم في قاعة الجنان

رعى سماحة الشيخ علي دعموش حفل تخرج طلبة الدورات التعليمية واختتام مباراة السيدة زينب(ع) الذي نظمته جمعية القران الكريم بتاريخ 3/شعبان/1434 الموافق13/6/2013م في بيروت في قاعة الجنان بحضور حشد من محبي القران الكريم .

 

وقد القى الشيخ دعموش كلمة في المناسبة ووزع الهدايا على الفائزين، وهذا نص الكلمة:

                                بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً: نبارك لولي أمر المسلمين وللأخوة والأخوات ولكل المسلمين هذه الذكريات المجيدة والعزيزة والعطرة، ذكرى ولادة الإمام الحسين(ع) وذكرى ولادة الإمام زين العابدين وذكرى ولادة أبي الفضل العباس.

وأيضاً اليوم الذي هو من بركات أبي عبد الله الحسين (ع) أعني يوم الحرس المدافع عن الإسلام والأمة.

ثانياً: نتوجه بالشكر إلى جمعية القرآن الكريم وإلى كل الأخوة والأخوات فيها والقيمين عليها والعاملين في صفوفها لما يبذلونه في خدمة القرآن الكريم وفي تحفيظه وتجويده وتعليمه وتفسيره ونشر قيمه ومفاهيمه بين الناس، وخصوصاً بين جيل الشباب الذين هم أحوج وأليق وأكثر قابلية واستعداداً لتلقي معارف القرآن وهذه المفاهيم والقيم والتعاليم.

هذه الجهود هي جهود مباركة ويعلق عليها الكثير من الآمال والنتائج.

ثالثاً: يجب أن ننوه أيضاً بجميع الأخوة والأخوات من الشباب والشابات الذين يشاركون في هذه الأنشطة ويشتركون في هذه الدورات وفي هذه البرامج.

فإن إقبال الأخوة والأخوات الشباب والشابات الفتية والفتيات على القرآن سواء على مستوى الحفظ أو التجويد أو التفسير هو أمر جدير بالاعتزاز والافتخار لأهلهم ولعوائلهم ولنا جميعاً.

ونسأل الله أن يكون ذلك نافعاً ومفيداً لهم وذخيرة لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ما أود أن أتحدث به في هذا الحفل المبارك هو عن مسؤوليتنا الفردية والاجتماعية تجاه ما نتعلمه من القرآن الكريم ما نتلوه ونرتله ونحفظه ونفهمه ونتطلع عليه من حقائق ومعارف ومفاهيم وقيم وأخلاق وأحكام وتشريعات الخ...

ما هي مسؤوليتنا تجاه ذلك؟؟

وهل نحن تعلمنا ذلك وخضعنا وشاركنا في الدورات والمباريات والمسابقات لمجرد الترف الفكري والثقافي أو لأجل ملأ الفراغ أو المباهاة أو للحصول على مكاسب معينة؟ إطلاقاً .. فإنه ليس المقصود من هذه الدورات ولا الهدف منها هو الترف الفكري أو ملأ الفراغ أو المباهاة أو الحصول على مكاسب شخصية أو منافع مادية أو التسلية أو ما شاكل ذلك.

والآيات والروايات التي مجدت طلب العلم وتعلم القرآن وأعطت عليه الدرجات الرفيعة والثواب والفضل لم تمجد من يتعلم للأهداف التي ذكرناها، ولم تعط كل ذلك الثواب لمن كان هدفه ملأ الفراغ أو التسلية أو تضييع الوقت أو الخ.. وإنما أعطته لمن لديه أهداف أسمى من ذلك.

مثلاً قوله تعالى [يرفعِ اللهِ الذين آمنوا منكم..].

قال رسول الله (ص): "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

إذن ثواب تعلم القرآن وحفظه وتلاوته ليس لمن فعل ذلك تسلية أو تضييعاً للوقت وإنما هذه القيمة هي لمن كانت لديه أهداف أسمى وأنبل وأرفع من التسلية أو تضييع الوقت وما شاكل. هذه القيمة هي لمن يشترك في دورات من هذا النوع ليتعرف على القران من أجل ان يعمل به ولمن يعلم الناس ما تعلم ، وهذه هي مسؤوليتنا عندما نتخرج من هذه الدورات، تجاه القرآن أن نعمل به وأن نعلم ما تعلمناه للآخرين:

  إذن المسؤولية الاولى: هي العمل بالقرآن لأنه حتى القراءة والتجويد والتلاوة والحفظ وصولاً إلى التفسير والتدبر وفهم معانيه.. هذه كلها في الحقيقة مقدمة للعمل،هي مقدمة للسلوك ومقدمة للالتزام بالقران، ليصوغ الإنسان نفسه وعقله وقلبه وروحه وشخصيته صياغة قرآنية، لتتجسد في شخصيته آيات وكلمات القرآن. إذن نحن نهتم بالمقدمة وهي المعرفة بالقرآن لكن لا ينبغي أن نمضي كل حياتنا في المقدمة ونغفل عن الهدف الأساس والغاية الأساسية وهي اتباع القرآن والاهتداء بالقرآن وتهذيب نفوسنا بالقرآن والتحلي بأخلاق القرآن.

يقول تعالى: [الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفرْ به فأولئك همُ الخاسرون] ـ البقرة 121.

سئل رسول الله (ص) عن حق التلاوة؟ فقال (ص): يتبعونه حق اتباعه. يعني الاتباع الحقيقي في أعلى درجاته وفي أعلى مراتبه.

وفي نفس هذا السياق الإمام الصادق (ع) يقول في تفسير (يتلونه حق تلاوته) يقول: يرتلون آياته ، ويتفهمون معانيه، ويعملون بأحكامه، ويرجون وعده، ويخشون عذابه، ويتمثلون قصصه ،ويعتبرون أمثاله، ويأتون أوامره ويجتنبون نواهيه.

وهذا تفسير لحق الاتباع الذي تحدث عنه الرسول (ص).

المسؤولية الثانية: هي مسؤولية نشر معارف القرآن وقيم القرآن وتعاليم القرآن وأحكام القرآن، وهداية الناس وإشاعة التقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الحق والخير.. وإثارة الوعي وحث الناس على الطهارة طهارة القلب وصفاء الذهن.. هذه مسؤولية تعظُم وتكبر عندما يتخرج الإنسان من دورات كهذه.

قال تعالى: [فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون].

هذا القرآن الذي بأيدينا هو صاحب الفضل الكبير في انتصارات المقاومة.

لولا هذا القرآن لما كانت هذه المقاومة التي وجدت في زمن الإنهيار والتخاذل والضياع العربي.

الذي جعل هذه المقاومة تستمر وتقوم بواجباتها خلال كل المراحل الماضية إلى اليوم وتقدم كل هذه التضحيات هو إيمان هؤلاء المجاهدين بالقرآن وبآيات الله، كانوا يرجون وعده ويخشون عذابه ويأتمرون بأمره ويتجنبون نواهيه.

 وأمام كل التطورات اليوم وفي هذه المرحلة وفي مواجهة التكفيريين نحن نؤكد على هذا الانتماء للقرآن.

 لأن القرآن يرفض الولاء للطاغوت والمستكبر والشيطان الأمريكي، القرآن يرفض العقل الذي يرفض الآخر ويكفر الآخر،القرآن يرفض القتل وشق الصدور وجز الرؤوس وارتكاب المجازر بحق الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال كما يحصل من قبل هؤلاء في سوريا..

إن فهمنا الصحيح للقرآن وإيماننا به لا يمكن لأحد أن ينتزعه منا..

قد يتمكن أعداؤنا من محاصرتنا أو من شن حرب نفسيه وإعلامية وسياسية وعسكرية علينا لكن لا يمكن لأحد أن ينتزع منا عنصر الإيمان والالتزام بقناعاتنا ومسؤولياتنا وواجبنا تجاه بلدنا وإسلامنا وأمتنا.

والحمد لله رب العالمين