شهر رمضان شهر الضيافة الإلهية

ضيافة الله ليست بالضرورة ان تكون طعاماً أو شراباً أو شيئاً مادياً , ضيافة الله التي فتحها في هذا الشهر لسائر عباده فيها من كل أصناف العطايا والمكارم والالطاف والأرزاق والمواهب والنعم والامان والرضوان والرحمة , وعلى الانسان ان يعرف كيف يستفيد من هذه الفرصة المتاحة.

 

خلاصة الخطبة

لفت سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة التي القاها من على منبر مجمع السيدة زينب في حارة حريك: أن ضيافة الله في شهر رمضان ليست بالضرورة ان تكون طعاماً أو شراباً أو شيئاً مادياً , ضيافة الله التي فتحها في هذا الشهر لسائرعباده فيها من كل أصناف العطايا والمكارم والالطاف والأرزاق والمواهب والنعم والامان والرضوان والرحمة , وعلى الانسان ان يعرف كيف يستفيد من هذه الفرصة المتاحة.

وقال: ان جميع هذه العطايا والاخلاق والقيم والصفات هي في متناول الجميع في شهر الله ولكن بشرط الاعتراف بالاخطاء والذنوب وعدم المكابرة , وبشرط بذل الجهد في طاعة الله وعبادته.

ورأى : أن شهر رمضان ليس شهر الدعة والاسترخاء والإستراحة والنوم وليس شهر السهرات التي نمضيها في اللهو والمرح والمقاهي ومشاهدة المسلسلات ومباريات المونديال.. بل هو شهر ينبغي أن نتفرغ فيه لعبادة الله والتوجه إليه ونتفرغ فيه للأعمال الصالحة وأن نجعله شهر العمل والطاعة والتزود بالتقوى لا شهر الجلسات العبثية وجلسات الضحك والأركيلة والأجواء الفاسدة.

وقال: البعض يعتقد وبحجة أنه كان صائماً طوال النهار بأن له الحق في أن يسهر كما يحلو له وأن يلهو كما يشاء وأن يمضي لياليه بالفراغ من دون أن يحمل همّ آخرته ، ومن دون ان يتردد الى المسجد ليستفيد من عطاءاته , وكأن شهر رمضان هو موسم التفنن في السهرات وتمضية الوقت الثمين في مجالس اللهو والسهر والعبثية ومشاهدة الأفلام والمسلسلات المختلفة والسوالف التي لا نفع فيها ولا فائدة منها.

وأضاف: صحيح أن الترويح عن النفس أمر طبيعي ولا بد منه حيث يحتاج الإنسان إلى أن يروح عن نفسه ويخرج من حالة الرتابة ضمن الضوابط الشرعية وفي إطار الحلال لكن يجب أن يقدر ذلك بقدره ولا يخرج عن حده بحيث تصبح كل الأوقات هي للترويح عن النفس.

وشدد الشيخ دعموش: على ضرورة أن نتعاطى مع هذه الفرصة الإلهية بالمستوى المطلوب .. بأن نجهد أنفسنا في طاعة الله من أجل أن تكون ضيافتنا في هذا الشهر متناسبة مع كونها ضيافة الله.

وقال: ليس المراد من إجهاد النفس تحميل النفس ما لا تستطيع وما لا تطيق بل المقصود هو هذا الجهد الذي نبذله عادة فيما نحب .. وهنا على الإنسان في شهر رمضان أن يبذل جهدا طبيعيا اذا اراد ان يحصل على ألطاف الله , وعليه ان يسأل نفسه هل حقيقة ينطبق عليه أنه يجهد نفسه في طاعة الله وعبادته من أجل أن يحصل على رضوانه وألطافه؟

ولاحظ: أن البعض بدل أن يجهد نفسه في نشر المحبة والخير والاعمار وهو على ابواب شهر رمضان يعمل بشكل معاكس لما اراد الله ورسوله فيبذل جهداً  في القتل والتفجير وسفك دماء الابرياء ونشر الفوضى والخراب والدمار, وهذا ما تفعله المجموعات التكفيرية الارهابية في دول هذه المنطقة ومنها لبنان.

وأكد: ان استعادة المجموعات الارهابية لنشاطها في لبنان وقيامها بالتفجيرات والاعمال الارهابية في اكثر من منطقة لبنانية هو:

اولاً: محاولة يائسة من هذه الجماعات للتعويض معنوياً عن الضربات التي تلقوها في سوريا سواء لناحية الانجاز الذي تحقق في منطقة القلمون او لناحية التقدم الذي يحرزه الجيش السوري على امتداد سوريا والتي كان اخره تحرير كسب.

ثانيا: ما يجري هو رد فعل على اجراءات وانجازات الجيش اللبناني والامن العام في مواجهة هذه الجماعات الارهابية.

وختم بالقول : هذا يعني ان على الجيش والقوى الامنية التي حققت انجازات مهمة في مواجهة الشبكات والخلايا الارهابيةفي الايام الماضية ان تمضي في ملاحقة وكشف بقية الخلايا والبؤرالارهابية وان لا تتهاون في ضربها وان لا تصغي لقوى 14 آذار التي دأبت على التحريض والتبرير والاحتضان المباشر وغير المباشر.

 

نص الخطبة

شهر رمضان هو شهر ضيافة الله وله خصوصية وفرادة وميزة , وينبغي أن نتعاطى مع هذا الشهر بما يتناسب مع خصوصيته وفرادته ومع كونه شهر ضيافة الله .

رسول الله (ص) في خطبة استقبال شهر رمضان التي خطبها في آخر جمعة من شعبان يقول: (هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله).

فما معنى ضيافة الله؟ وما هي آداب هذه الضيافة؟

ضيافة الله ليست بالضرورة ان تكون طعاماً أو شراباً أو شيئاً مادياً , ضيافة الله التي فتحها في هذا الشهر لسائرعباده فيها من كل أصناف العطايا والمكارم والالطاف والأرزاق والمواهب والنعم والامان والرضوان والرحمة , وعلى الانسان ان يعرف كيف يستفيد من هذه الفرصة المتاحة.

نحن في ضيافة الرحمن أمام عطايا وهبات وهدايا ربانية لا تقاس بها كل عطايا وهبات وهدايا الملوك والرؤساء والزعماء مهما كانت كبيرة وعظيمة.

باستطاعة كل واحد منا ان يصبح من أهل التقوى والصلاح والهدى ويحصل على درجة المتقين والصالحين والمهتدين والمخلصين والصادقين اذا أحسن الإستفادة من ضيافة الله.

باستطاعة كل واحد منا ان يُمنح في شهر الله مكارم الاخلاق وان يتخلص من العادات والتقاليد والصفات السيئة كالرياء والحقد والكذب والغش والغضب والعجب وغير ذلك.

ان جميع هذه العطايا والاخلاق والقيم والصفات هي في متناول الجميع في شهر الله ولكن بشرط الاعتراف بالاخطاء والذنوب وعدم المكابرة , وبشرط بذل الجهد في طاعة الله وعبادته.

إن علينا في شهر رمضان أن نبذل قصارى جهدنا من أجل الوصول إلى رضوان الله.

ليس شهر رمضان شهر الدعة والاسترخاء والإستراحة والنوم وليس شهر السهرات التي نمضيها في اللهو والمرح والمقاهي ومشاهدة المسلسلات ومباريات المونديال..

إن من أكبر الحيل الشيطانية التي تنطلي على الكثيرين منا أن نلجأ في ليالي شهر رمضان إلى مثل هذه الأساليب والأعمال وإذا بشهر ضيافة الله هو شهر العطالين والبطالين والفارغين.

هذا شهر ينبغي أن نتفرغ فيه لعبادة الله والتوجه إليه ونتفرغ فيه للأعمال الصالحة وأن نجعله شهر العمل والطاعة والتزود بالتقوى لا شهر الجلسات العبثية وجلسات الضحك والأركيلة والأجواء الفاسدة.

البعض يعتقد وبحجة أنه كان صائماً طوال النهار بأن له الحق في أن يسهر كما يحلو له وأن يلهو كما يشاء وأن يمضي لياليه بالفراغ من دون أن يحمل همّ آخرته ، ومن دون ان يتردد الى المسجد ليستفيد من عطاءاته , وكأن شهر رمضان هو موسم التفنن في السهرات وتمضية الوقت الثمين في مجالس اللهو والسهر والعبثية ومشاهدة الأفلام والمسلسلات المختلفة والسوالف التي لا نفع فيها ولا فائدة منها.

صحيح أن الترويح عن النفس أمر طبيعي ولا بد منه حيث يحتاج الإنسان إلى أن يروح عن نفسه ويخرج من حالة الرتابة ضمن الضوابط الشرعية وفي إطار الحلال لكن يجب أن يقدر ذلك بقدره ولا يخرج عن حده بحيث تصبح كل الأوقات هي للترويح عن النفس.

لو فرضنا أن إنساناً حكم عليه بالإعدام وأمامه فرصة يستطيع أن يفعل فيها شيئاً من أجل رفع حكم الإعدام عنه فكيف يتصرف؟

هل ينصرف إلى مجالس اللهو ويضيع الفرصة أم أنه يستثمر كل لحظة من أجل إنقاذ نفسه؟

نحن في شهر رمضان أمام فرصة عظيمة من أجل إنقاذ أنفسنا والخروج من ذنوبنا والحصول على عفو الله والمغفرة والرحمة الإلهية.

ولذلك يجب أن نتعاطى مع هذه الفرصة الإلهية بالمستوى المطلوب .. أن نبذل جهدنا من أجل أن تكون ضيافتنا في هذا الشهر متناسبة مع كونها ضيافة الله.

فعن الإمام الصادق (ع): إذا دخل شهر رمضان فأجهدوا أنفسكم في هذا الشهر, فإن فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال وفيه يكتب وفد الله (أي الحجاج) الذين يفدون إليه , وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل من ألف شهر.

وليس المراد من إجهاد النفس تحميل النفس ما لا تستطيع وما لا تطيق بل المقصود هو هذا الجهد الذي نبذله عادة فيما نحب، فمثلاً إذا أحب أحدنا الرياضة وشعر بأهميتها واقتنع بفائدتها فإنه يبذل جهوداً عن طيب خاطر من أجل ان يحصل على قوة البدن وسلامة الجسد.

الإنسان الذي يستهويه إنجاز علمي معين فإنه يسهر ويثابر ويتعب لتحقيق ذلك الإنجاز.

الإنسان الذي يريد أن يحصل على رزق ومال فإنه يعمل ويبذل جهوداً معينة حتى يحصل على غايته.

وهنا على الإنسان في شهر رمضان أن يبذل جهدا طبيعيا اذا اراد ان يحصل على ألطاف الله , عليه ان يسأل نفسه هل حقيقة ينطبق عليه أنه يجهد نفسه في طاعة الله وعبادته من أجل أن يحصل على رضوانه وألطافه؟

هل يحرص على أن يكتفي بالمقدار الذي لا بد منه من النوم ليتفرغ للعبادة في الوقت الباقي كما يحرص على ذلك الطالب المجد أو الباحث أو العامل ؟ هل أجهد نفسي بقراءة القرآن وبالدعاء وبالعبادة في وقت السحر وغيره ؟.

رسول الله (ص) كان يجهد نفسه في شهر الله.

ورد أن رسول الله (ص) كان إذا دخل شهر رمضان تغير لونه وكثرت صلاته وابتهل بالدعاء واشفق منه.

لذلك لا بد من اجهاد النفس للحصول على هذه النعم والالطاف بالعبادة والطاعة والعمل الصالح وحب الخير والقيام بما ينفع الناس. 

البعض بدل أن يجهد نفسه في نشر المحبة والخير والاعمار وهو على ابواب شهر رمضان يعمل بشكل معاكس لما اراد الله ورسوله فيبذل جهداً  في القتل والتفجير وسفك دماء الابرياء ونشر الفوضى والخراب والدمار, وهذا ما تفعله المجموعات التكفيرية الارهابية في دول هذه المنطقة ومنها لبنان.

في الايام الماضية عادت المجموعات الارهابية لتنشط في لبنان من جديد بعد ان كانت قد تلقت ضربتين في الاشهر القليلة الماضية, واحدة في منطقة القلمون في سورية بعد سيطرة الجيش السوري على هذه المنطقة, والثانية لدى اعتقال او قتل عدد من رؤوس الشبكات الارهابية في لبنان.

ويلاحظ ان هذه المجموعات تستعيد نشاطها بعد سيطرة داعش على الموصل ومناطق عراقية اخرى حيث اعتبرت ما حصل انجازاً يدفعها لتستعيد ارهابها في لبنان .

ان استعادة هذه المجموعات الارهابية لنشاطها في لبنان وقيامها بالتفجيرات والاعمال الارهابية في اكثر من منطقة (ضهر البيدر, والطيونة, والروشة, وغيرها...) هو:

اولاً: محاولةيائسة من هذه الجماعات للتعويض معنوياً عن الضربات التي تلقوها في سوريا سواء لناحية الانجاز الذي تحقق في منطقة القلمون او لناحية التقدم الذي يحرزه الجيش السوري على امتداد سوريا والتي كان اخره تحرير كسب.

ثانيا: ما يجري هو رد فعل على اجراءات وانجازات الجيش اللبناني والامن العام في مواجهة هذه الجماعات الارهابية.

وهذا يعني ان على الجيش والقوى الامنية التي حققت انجازات مهمة في مواجهة الشبكات والخلايا الارهابيةفي الايام الماضية ان تمضي في ملاحقة وكشف بقية الخلايا والبؤرالارهابية وان لا تتهاون في ضربها وان لا تصغي لقوى 14 آذار التي دأبت على التحريض والتبرير والاحتضان المباشر وغير المباشر.

 

والحمد لله رب العالمين