الشيخ دعموش في المحاضرة الاسبوعية: الظلم الذي يبعد الإنسان عن محبة الله ظلمان: ظلم الإنسان لنفسه وظلمه للآخرين.

اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية بتاريخ 14/4/2014م. أن البطولة ليست في أن يحب الإنسان ربه، لأن محبة العبد لله هي أمر بديهي ومطلوب من الإنسان من موقع الشكر لله على نعمه وألطافه وعطاياه الكثيرة.

بل البطولة في أن يحبه الله بأن يتحلى الإنسان بالصفات التي تجعله قريباً من محبة الله وبالأعمال والطاعات التي تجعل الله يبادل الإنسان الحب والمودة (يحبهم ويحبونه).

وقال: لقد أنعم الله على الإنسان بنعم كثيرة في الحياة ، نعمة السمع والبصر، ونعمة اللمس والشم، ونعمة النطق والبيان، ونعمة الأعضاء والحركة، ونعمٍ كثيرة اخرى لا تعد ولا تحصى.

يكفي أن ينظر الإنسان إلى صحة جسمه وسلامة أعضاءه، وقوة عقله وإدراكه حتى يكتشف حجم نعم الله عليه، يكفي أن يقارن الإنسان بين ما أنعم الله عليه من صحة البدن والأعضاء بما أصاب غيره من ذوي العاهات والأمراض الذين يعانون من نقص في أجسادهم أو في أعضائهم أو في إدراكهم حتى يدرك عظمة النعم الإلهية عليه [وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها].

وأضاف: أمام هذه النعم من الطبيعي والبديهي أن تحب الله وتطيعه من موقع الشكر له على كل ذلك، لكن الأساس هو أن يحبك الله عز وجل، ولذلك قدم حب الله على حبهم له في الآية الكريمة [يحبهم ويحبونه] لأن حب الله هو الأصل. ومن لا يحبه الله يخسر كل شيء .. ولا قيمة ولا وزن لأعماله.

وأردف الشيخ دعموش بالقول: كما أن هناك صفات وأعمالاً تجلب محبة الله فإن هناك صفات وأعمالاً توجب سخط الله وغضبه وعدم محبته، وبالتالي كما على الإنسان أن يتحلى بالتقوى والتوبة والتوكل والإحسان والعدل والصبر والجهاد في سبيل الله لكي يحبه الله وينال درجاته الرفيعة، فإن عليه أن يحاذر الصفات والأعمال والممارسات التي تبعده عن محبة الله له.

وأكد:أن القرآن الكريم بيّن صفات من لا يحبه الله كما بيّن صفات من يحبه الله.

وعندما نتتبع آيات القرآن سنجد أن هناك أصنافاً عديدة من الذين لا يحبهم الله نتيجة أعمالهم وتصرفاتهم، وفي مقدمة هؤلاء:

الظالمون [والله لا يحب الظالمين] ـ الأنعام/ 41.

المفسدون [والله لا يحب المفسدين] ـ المائدة / 64.

المعتدون [إن الله لا يحب المعتدين] ـ البقرة / 190.

المستكبرون [إنه لا يحب المستكبرين] ـ النحل / 23.

الخائنون [إن الله لا يحب الخائنين] ـ الأنفال / 58.

الفرحون [إن الله لا يحب المقسطين] ـ القصص / 76.

الكافرون [فإن الله لا يحب الكافرين] .

المختال الفخور [إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً] ـ النساء / 36.

الكفار الأثيم [والله لا يحب كل كفار أثيم].

الخوان الأثيم [إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً].

الخوان الكفور [إن الله لا يحب كل خوان كفور].

الجهر بالسوء [لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم] ـ النساء.

وشدد الشيخ دعموش: على أن الظلم الذي يبعد الإنسان عن محبة الله ظلمان: ظلم الإنسان لنفسه وظلم الانسان للآخرين.

وقال: إن الانسان يظلم نفسه عندما يتخلى عن مسؤولياته وما أوجبه الله عليه وعندما يسيء لنفسه بارتكابه الحرام. أما ظلم الإنسان للآخرين فله مستويات عديدة أشدها الاعتداء على أرواح الناس بالقتل والجرح والضرب وسلب حقوق الناس والاعتداء على أملاكهم وأموالهم وإساءة الظن بهم أو اتهامهم .. مؤكداً : أننا في كثير من الأحيان نقع في ظلم الآخرين من حيث لا نشعر وذلك عندما نسيء إليهم بالقول أو بالفعل بغير حق، مشيراً : إلى أنه لا فرق في ظلم الآخرين بين ظلم الإنسان لزوجته أو لولده أو لأخيه أو لجاره أو لأجيره أو لأي إنسان قريباً كان أو بعيداً.