سلمان الفارسي

كان سلمان عالماً زاهداً متقشفاً بعيداً عن زخارف الدنيا, ونموذجاً في التفاني والإيثار والتضحية, كان يحب الفقراء ويقدمهم على الأغنياء والأثرياء, وكان يحب العلم والعلماء..وقد ورد أن الإمام الصادق(ع) كان يكثر من ذكره والحديث عنه لثلاث خصال كنّ فيه: الأولى: إيثاره هوى أمير المؤمنين (عليه السلام) على نفسه، والثانية: حبه للفقراء واختياره إياهم على أهل الثروة والعدد، والثالثة: حبه للعلم والعلماء.

خلاصة الخطبة

 الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 11-11-2016:دعى القوى السياسية الى تقديم تضحيات سياسية من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة. اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : إن من أسوء نتائج سياسة التمييز العنصري والتمييز بين المسلمين على أساس العرق واللغة والقومية والبلد والمذهب هو بث الكراهية والحقد بين المسلمين, والخدش في كراماتهم, وتضييع حقوقهم, ومعاملتهم بطريقة شاذة لا يقرها عقل ولا دين ولا شرع ولا ضمير.

وقال: بدلاً من أن يكون المسلمون أخوة يتعاونون على الخير والبر والتقوى والصلاح، ويعيشون المحبة والمودة والانسجام فيما بينهم, ويقوي بعضهم البعض الآخر في مواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه الاسلام والعالم الاسلامي والأمة, ويكون كل واحد منهم مكملاً للآخر ومن أسباب قوته وعزته وسعادته.. بدلاً من ذلك يصبحون اعداء يحرضون على بعضهم البعض, ويعمل كل منهم على إضعاف الآخر, وتدمير الآخرين, وتبديد طاقاتهم وامكاناتهم وقدراتهم, وتسود بينهم الضغينة والعداوة والاحقاد والبغضاء.

وأضاف: اليوم مع كل أسف أصبح العرق واللغة والبلد والقومية والمذهبية وسيلة تستخدم من أجل تعميق الخلاف والانقسام بين المسلمين, ووسيلة لتمزيق المسلمين بدلاً من جمعهم وتوحيدهم حول القضايا المشتركة.

ولفت: الى أنه بفعل السياسات الحاقدة المتبعة من قبل النظام السعودي الوهابي بدأنا نسمع منطق: فرس وعرب وما إلى ذلك. معتبراً: أن الأخطر هو التحريض الذي يقوم به هذا النظام في العالمين العربي والإسلامي ضد بعض المسلمين وضد إيران المسلمة, ومحاولته جر العرب الى معاداة المسلمين الذين ينتمون الى القومية الفارسية أو إلى هذا المذهب أو ذاك. مؤكداً: أن هذا عمل شيطاني جاهلي قبلي لا يخدم السنة والجماعة, وإنما يخدم بالدرجة الأولى اسرائيل التي تعتبر أن بعض العرب باتوا حلفاء لها في مواجهة ايران المسلمة وحركات المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين, وهذا هو نتنياهو يتباهى ويتفاخراليوم بأن العديد من الدول العربية لم تعد ترى في اسرائيل عدواً لها بل حليفاً.

ورأى: أن العالمين العربي والاسلامي يواجهان العديد من الأخطار والتحديات أبرزها خطر الفتنة والانقسامات الداخلية, وخطر التفكيك والتقسيم, وخطر اسرائيل والجماعات التكفيرية الارهابية, وخطر التطرف الامريكي القادم مع وصول المهرج الامريكي ترامب الى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة.

مشيراً: الى ان كل هذه الاخطار يجب أن تكون حافزاً للوحدة والتفاهم والحوار والتعاون بين المسلمين دولاً وشعوباً, وتناسي الخلافات, والالتقاء حول القضايا والهموم المشتركة, وعلى بعض الدول الاسلامية لا سيما السعودية أن تعيد النظر في سياساتها الصبيانية في المنطقة, وان تتقي الله في الامتناع عن سفك دماء المسلمين في سوريا واليمن والبحرين, والتوقف عن التحريض ضد ايران, وعن مداراة العدوالصهيوني والتطبيع معه.

وفي الشأن اللبناني: دعى الشيخ دعموش كل القوى السياسية الى تقديم تنازلات وتضحيات سياسية, من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية بالسرعة المناسبة, تضم كل القوى السياسية الاساسية في البلد, بما يتيح المجال للجميع أن يشاركوا في بناء دولة قوية وعادلة, وينتقلوا الى مرحلة جديدة.

 

نص الخطبة

قبل أيام مرت عدة مناسبات جليلة هي مناسبة شهادة الامام الحسن المجتبى(ع) وولادة الإمام موسى الكاظم(ع) في السابع من شهر صفر, ووفاة الصحابي الجليل سلمان الفارسي في 8 صفر, وشهادة عمار بن ياسر في 9 صفر, كما أن هذا اليوم يصادف يوم شهيد حزب الله.

ولا نستطيع أن نتحدث عن كل هذه المناسبات الجليلة والعظيمة في هذه الخطبة, ولذلك سأقتصر الحديث عن سلمان الفارسي الذي لا نعرف عنه الكثير, بالرغم من ان له مساهمات كبيرة في الدعوة الى الله وحماية الاسلام والدفاع عنه.

سلمان الفارسي من بلاد فارس من ايران, وبالتحديد من قرية من قرى أصفهان وقيل: من شيراز.

كان سلمان رجلاً باحثاً عن الحقيقة والدين ، فقد هاجر من بلاده بهدف البحث عن الدين الحق, وتحمل المشاق الكثيرة والمصاعب الكبيرة حتى أنه سبي وابتلي بالرّق والعبودية وهو يبحث عن الدين, فهداه الله إليه أخيراً بعد أن وصل الى المدينة والتقى بالنبي(ص) وأسلم على يديه.

فقد كان قد عرف أن نبياً سيخرج في هذه المنطقة, وأن من علاماته: أنه لا يأكل الصدقة, ويأكل الهدية, وبين كتفيه خاتم النبوة, ولذلك بعدما وصل الى المدينة والتقى بالنبي في منطقة قباء  قدم اليه رطباً على أنها صدقة, فلاحظ  أن النبي(ص) قد أمر أصحابه بأن يأكلوا منها ولم يأكل هو لأنها صدقة, فعدها سلمان العلامة الاولى.

ثم التقى بالنبي(ص) مرة ثانية في المدينة المنورة فقدم له رطباً على أنها هدية، فلاحظ ان النبي (ص) قد أكل منها هذه المرة, فاعتبر ذلك علامة ثانية, ثم التقى بالنبي (ص) في البقيع وهو في تشييع جنازة لبعض أصحابه فسلم عليه, ثم استدار خلفه فلاحظ النبي أن سلمان يبحث عن شي في جسده الشريف, فكشف النبي(ص) له عن ظهره فرأى خاتم النبوة, فانكب على النبي  يقبله ويبكي ثم أسلم بين يديه (ص). وكان اسلامه في السنة الاولى من الهجرة, فكان بذلك من السابقين الأولين.

وقد وردعن الشيخ المفيد: أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: إنّ سلمان ما كان مجوسيّاً، ولكنّه كان مُظهِراً للشرك مُبطِناً للإيمان. أي منذ البداية كان مؤمناً ولم يكن مشركاً ولم يسجد لصنم قط ولا لمخلوق قط, ولكنه كان يكتم إيمانه الى أن أظهره وأعلنه حينما أسلم على يدي النبي(ص).

كان سلمان عالماً زاهداً متقشفاً بعيداً عن زخارف الدنيا, ونموذجاً في التفاني والإيثار والتضحية, كان يحب الفقراء ويقدمهم على الأغنياء والأثرياء, وكان يحب العلم والعلماء..وقد ورد أن الإمام الصادق(ع) كان يكثر من ذكره والحديث عنه لثلاث خصال كنّ فيه: الأولى: إيثاره هوى أمير المؤمنين (عليه السلام) على نفسه، والثانية: حبه للفقراء واختياره إياهم على أهل الثروة والعدد، والثالثة: حبه للعلم والعلماء.

لقد تحدث النبي (ص) عن سلمان بما يدل على مكانته وعلو مقامه ومنزلته، فقد قال عنه النبي (ص): سلمان منا أهل البيت.

وهذا أعظم وسام يمنحه النبي(ص) لسلمان, وهو يكشف عن مدى التصاقه بالنبي(ص) وقربه من صفاته وخصائصه, لأن هذه الكلمة لها دلالات عميقة تجعل من سلمان الفارسي في موقع رفيع كموقع أهل البيت في الفضل والعلم والطهر والقداسة والتقوى, بل إن محي الدين العربي الحنبلي يثبت العصمة لسلمان من خلال هذه الكلمة! باعتبار أنه لا يضاف اليهم ولا يكون منهم الا مطهر, فالمضاف اليهم هو الذي يشبههم, فلا يضيفون لأنفسهم الا من حكم له بالطهارة والتقديس, فهذه شهادة من النبي(ص) لسلمان الفارسي بالطهارة والحفظ الإلهي والعصمة.

وتحدث أئمة أهل البيت(ع) عن علمه وسعة معارفه فعن الإمام الصادق (ع): كان رسول الله (ص) وأمير المؤمنين(ع) يحدثان سلمان بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله ومكنونه.

وكان سلمان مجاهداً شجاعاً ومضحياً في سبيل الله, شارك في معركة بدر واحد وفي كل المعارك والحروب التي خاضها رسول الله (ص) مع المشركين واليهود وأعداء الأمة.

وهو الذي أشار بحفر الخندق في معركة الأحزاب لتحصين المدينة ومنع الأعداء من اقتحامها.

ويقال: إن بيروت تشرّفت بزيارة سلمان الفارسي لها.

يقول الْقَاسِمِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ : زَارَنَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، فَخَرَجَ النَّاسُ يَتَلَقَّوْنَهُ كَمَا يُتَلَقَّى الْخَلِيفَةَ ، فَلَقِينَاهُ وَهُوَ يَمْشِي ، فَوَقَفْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَبْقَ شَرِيفٌ إِلا سَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ عِنْدَهُ ، فَسَأَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقِيلَ : هُوَ مُرَابِطٌ ، قَالَ : وَأَيْنَ مَرَابِطُكُمْ ؟ ، قَالُوا : بَيْرُوتُ ، فَتَوَجَّهَ نحوه ، فَلَمَّا وصَلَ إِلَى بَيْرُوتَ ، قَالَ سَلْمَانُ : يَا أَهْلَ بَيْرُوتَ ، أَلا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ عَنْكُمْ غَرَضَ الرِّبَاطِ (أي تعب الرباط وعناءه) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ(صَ) يَقُولُ: " رِبَاطُ يَوْمٍ كَصِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجِيرَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ ، وَأُجْرِيَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

وسلمان أيضاً هو أحد الأركان الأربعة المخلصين في المحبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) والثابتين على ولايته والعاملين معه والذين بقيوا متمسكين بحقه إلى آخر لحظة في أعمارهم .

كانت وفاته في سنة 35 هجرية في المدائن قرب بغداد عن عمر يناهز المائتي وخمسين سنة, وكان عمر بن الخطاب قد ولاه المدائن وجعله حاكماً عليها, وحين توفي تولى تغسيله وتكفينه وتجهيزه والصلاة عليه ودفنه علي بن ابي طالب (ع) الذي جاء في ليلة واحدة من المدينة الى المدائن من أجل ذلك.

 وقد كانت هذه القضية من كرامات امير المؤمنين(ع) المشهورة، وهذه الكرامة ليست بعيدة عن علي(ع) ولا مستهجنة منه, فقد أتى الذي عنده علم من الكتاب وهو  آصف بن برخيا بعرش بلقيس من اليمن الى بيت المقدس بطرفة عين كما حدثنا القرآن(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ), فكيف بمن عند علم الكتاب كعلي بن أبي طالب(ع) أنستبعد عليه أن يذهب الى المدائن ويعود الى المدينة في ليلة واحدة بقدرة الله سبحانه وتعالى؟.

لقد واجه سلمان الى جانب رسول الله(ص) سياسة التمييز العنصري التي كان يتبعها بعض الصحابة تجاه غير العرب, حيث كان البعض ينظر الى سلمان نظرة عنصرية كونه فارسي وليس عربي , برغم أن الإسلام رفض هذه السياسة, ورفض أن يكون العرق او اللون او اللغة او البلد أو غير ذلك مما لا خيار للإنسان فيه أساساً للتمييز والتفاضل بين البشر, وجعل المعيار في الفضل والتفاضل هو التقوى والعلم والعمل الصالح, حيث يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. الحجرات 13.

 ويقول رسول الله(ص): لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى.

لقد واجه النبي(ص) عملياً هذه السياسة عندما نهى أصحابه عن أن يقولوا: سلمان الفارسي, وأمرهم أن يقولوا: سلمان المحمدي. وكذلك عندما قال عن سلمان: سلمانُ منّا أهلَ البيت. وكذلك عندما احتضن النبي(ص) أشخاصاًً من أمم شتى وقوميات مختلفة وقربهم اليه لأنهم ساهموا في دعم دينه والوقوف الى جانبه منذ بداية الدعوة, فكان منهم العربي والفارسي والرومي والحبشي والنبطي, وكانوا كلهم سواء في الاسلام يجسدون عنوان وحدة الاسلام ووحدة الأمة الاسلامية, ويمثل الاسلام عنوان وحدتهم وقوتهم دون أن يكون لاختلاف الدم أو العنصر أي تأثير.

وواجه سلمان هذه السياسة عملياً أيضاً عندما كان يتصدى بوعيه ومنطقه مباشرة  لأولئك الذين كانوا يتفاخرون بأنسابهم وعروبتهم عليه وعلى الآخرين من أمثاله من غير العرب.

فقد كان (رضوان الله عليه) عندما يُسئل عن نسبه كان يقول: أنا ابن الاسلام. من أجل أن يطرد فكرة التمييز من أذهان البعض, ويؤكد أن الاسلام يجمع كل المسلمين تحت سقفه أياً كانت قوميتهم أو لغتهم أو جنسهم.

 وكان بعض الصحابة يحسد سلمان على المقام الرفيع الذي بلغه بين المسلمين، فقد دخل (رضوان الله عليه) ذات يوم إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله، فعظّموه وقدّموه وأجلسوه في صدر المجلس؛ إجلالاً لحقّه وإعظاماً لعلمه وشيبته وقربه من رسول الله (ص)، فدخل ( أحدهم ) فنظر إلى سلمان فقال: مَن هذا العجميّ المتصدّر فيما بين العرب ؟! فسمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذلك فصعد المنبر فخطب فقال: إنّ الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضلَ للعربي على الأعجمي ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى، سلمانُ بحرٌ لا يَنزِف، وكنزٌ لا يَنفَد، سلمانُ منّا أهلَ البيت.

  ورُوي أنّ عدداً من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) جلسوا ينتسبون، وفيهم سلمان، فسأله عمر عن نسبه وأصله، فقال: أنا سلمان بن عبدالله، كنتُ ضالاًّ فهداني اللهُ بمحمّد (صلّى الله عليه وآله)، وكنتُ عائلاً فأغناني الله بمحمّد (صلّى الله عليه وآله)، وكنتُ مملوكاً فأعتقني الله بمحمّد (صلّى الله عليه وآله).. فهذا حَسَبي ونَسَبي.

 إن من أسوء نتائج سياسة التمييز العنصري والتمييز بين المسلمين على أساس العرق واللغة والقومية والبلد والمذهب هو بث الكراهية والحقد بين المسلمين, والخدش في كراماتهم, وتضييع حقوقهم, ومعاملتهم بطريقة شاذة لا يقرها عقل ولا دين ولا شرع ولا ضمير.

بدلاً من أن يكون المسلمون أخوة يتعاونون على الخير والبر والتقوى والصلاح، ويعيشون المحبة والمودة والانسجام فيما بينهم, ويقوي بعضهم البعض الآخر في مواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه الاسلام والعالم الاسلامي والأمة, ويكون كل واحد منهم مكملاً للآخر ومن أسباب قوته وعزته وسعادته.. بدلاً من ذلك يصبحون اعداء يحرضون على بعضهم البعض, ويعمل كل منهم على إضعاف الآخر, وتدمير الآخرين, وتبديد طاقاتهم وامكاناتهم وقدراتهم, وتسود بينهم الضغينة والعداوة والاحقاد والبغضاء.

اليوم مع كل أسف أصبح العرق واللغة والبلد والقومية والمذهبية وسيلة تستخدم من اجل تعميق الخلاف والانقسام بين المسلمين, ووسيلة لتمزيق المسلمين بدلاً من جمعهم وتوحيدهم حول القضايا المشتركة.

اليوم بفعل السياسات الحاقدة المتبعة من قبل النظام السعودي الوهابي بدأنا نسمع منطق:هذا عربي وهذا فارسي, وفرس وعرب وما إلى ذلك. والأخطر هو التحريض الذي يقوم به هذا النظام في العالمين العربي والإسلامي ضد بعض المسلمين وضد إيران المسلمة, ومحاولته جر العرب الى معاداة المسلمين الذين ينتمون الى القومية الفارسية أو إلى هذا المذهب أو ذاك. هذا عمل شيطاني جاهلي قبلي لا يخدم السنة والجماعة, وإنما يخدم بالدرجة الأولى اسرائيل التي تعتبر أن بعض العرب باتوا حلفاء لها في مواجهة ايران المسلمة وحركات المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين.

وهذا هو نتنياهو يتباهى ويتفاخراليوم بأن العديد من الدول العربية لم تعد ترى في اسرائيل عدواً لها بل حليفاً.

اليوم العالمين العربي والاسلامي يواجهان العديد من الأخطار والتحديات أبرزها خطر الفتنة والانقسامات الداخلية, وخطر التفكيك والتقسيم, وخطر اسرائيل والجماعات التكفيرية الارهابية, وخطر التطرف الامريكي القادم مع وصول المهرج الامريكي ترامب الى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة.

إن كل هذه الاخطار يجب أن تكون حافزاً للوحدة والتفاهم والحوار والتعاون بين المسلمين دولاً وشعوباً, وتناسي الخلافات, والالتقاء حول القضايا والهموم المشتركة, وعلى بعض الدول الاسلامية لا سيما السعودية أن تعيد النظر في سياساتها الصبيانية في المنطقة, وان تتقي الله في الامتناع عن سفك دماء المسلمين في سوريا واليمن والبحرين, والتوقف عن التحريض ضد ايران, وعن مداراة العدوالصهيوني والتطبيع معه.

أما في لبنان فإن على القوى السياسية تقديم التضحيات السياسية اللازمة, من أجل الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية, تضم كل القوى السياسية الاساسية في البلد, بما يتيح المجال للجميع أن يشاركوا في بناء دولة قوية وعادلة, وينتقلوا الى مرحلة جديدة.

                                                                  والحمد لله رب العالمين