الموقف الشرعي من العنف الأسري

التعامل بعنف داخل الأسرة يربي الإنسان على ممارسة العنف ضد الآخرين، لأنه إذا كان العنف هو الأسلوب المتبع للتعامل داخل الأسرة, فسيتربى الأولاد على هذا الأسلوب في تعاملهم مع الآخرين, ولذلك فإن الدراسات الميدانية التي أجريت على الأشخاص الذين مارسوا العنف تجاه زوجاتهم أو أولادهم 

 

خلاصة الخطبة

أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن الحرب الآثمة على اليمن استهفت منذ اليوم الاول مراكز ومنشآت ومواقع الجيش اليمني من أجل الضغط على الجيش للانقلاب على علي عبد الله صالح وجماعة أنصار الله وفك التحالف بينهما وعزلهم، لشطبهما لاحقاً من المعادلة السياسية الداخلية التي يفترض أن تحكم اليمن في المستقبل.

كما تم التركيز فيا على استهداف المدنيين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، ضرب المرافق العامة والبنى التحتية والمدارس والمستشفيات والأحياء السكنية ومستودعات الغذاء والوقود ومحطات الكهرباء .. من أجل إيجاد واقع إنساني سيء ومأساوي للضغط على اليمنيين لدفعهم نحو الاستسلام والقبول بالمفاوضات من موقع الضعيف والمضطر.

وقال: لقد مضى على هذه الحرب المتهورة أكثر من ثلاثة أسابيع ولم تستطع السعودية حتى الآن من تحقيق أي هدف من أهدافها الأساسية، فلا هي نجحت في فك التحالف بين الجيش اليمني وبين أنصار الله, ولا هي نجحت في إضعافهما ووقف تقدمهما وسيطرتهما على بقية المدن اليمنية , كما أن الواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه اليمنيون جراء العدوان لم ينتج حالات تململ ولا اعتراضات بل على العكس من ذلك وجدنا في هذا الشعب الصبر والثبات والصمود والإباء والشجاعة والإرادة والعزيمة الراسخة على مواجهة العدوان, وهو يعبر عن كل ذلك من خلال المظاهرات والمسيرات الحاشدة الرافضة للحرب وللاستسلام والمذلة.

واعتبر: أنه يجب أن يتحول الواقع الإنسان المأساوي في اليمن إلى عامل ضغط على مستوى شعوب المنطقة وعلى المستوى الدولي على سمعة وصورة السعودية، إذ كيف تجيز دولة لنفسها أن تشن عدواناً واسعاً على بلد وشعب فقير ومستضعف رغبة في الوصاية والهيمنة والسيطرة؟.

هل ترضى الشعوب العربية أن يُفعل بها ما يفعله  السعودي بالشعب اليمني؟

وأشار: الى أن ما فعله السعوديون وحلفاؤهم في اليمن يفتح شهية الدول المستكبرة والمتسلطة والطامعة في النفوذ على تكرار هذه التجربة في أي بلد آخر، وبالتالي هذا السلوك يسمح لأي دولة غداً بتشكيل تحالف وغزو دولة أخرى, فقد يأتي وقت تحت حجج ومبررات مختلفة تستباح أي دولة كما تمت استباحة اليمن.

ولفت: الى أن على الدول والشعوب العربية أن تدرك أنه سيأتي يوم يعتدى عليكم على بلادكم.. كما اعتديتم أو رضيتم بالعدوان على اليمن، لأنكم لعبتم دوراً في تأسيس هذا المنهج وفتحتم الباب ورضيتم بما يحصل في اليمن وفي سوريا وفي العراق، ولن تكون دولكم وسيادتكم وكرامتكم بمنأى عن الاستباحة.

ورأى: أن مسؤولية الدول والشعوب العربية اليوم هي رفض هذا العدوان, ورفع الصوت في مواجهته, والقول للسعودية كفى قتلاً وتدميراً واستباحة لليمن..

وقال: يجب أن تكون هناك انتفاضة شعبية عريبة وإسلامية ضد ما يحصل في اليمن لأنكم إذا رضيتم اليوم بهذا العدوان الظالم فالنوبة ستصل لكم عاجلاً أم آجلاً, ومن رضي بالظلم كان شريكاً للظالم في ظلمه وإرهابه.

 

نص الخطبة

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

يكثر الحديث في مجتمعاتنا وفي لبنان حول قضايا العنف الأسري، وترد إلينا وإلى غيرنا الكثير من الشكاوى المتعلقة بالعنف الذي يتعرض له الإنسان داخل الأسرة وداخل المنزل، ونكاد نسمع أو نقرأ يومياً أو أسبوعياً عن وقوع حوادث ترتبط بهذا الموضوع في مجتمعاتنا العربية والإسلامية..

فوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تتحدث عن حالات عديدة عن العنف الأسري التي تقع في مجتمعنا في لبنان، ولدى المحاكم والمؤسسات والجمعيات والجهات المعنية الكثير من القضايا المرتبطة بهذه المسألة، وهي وإن لم تصل إلى مستوى الظاهرة الاجتماعية إلا أنه ومن خلال المتابعة ومن خلال بعض الدراسات الموضوعة في هذا المجال يظهر أن هناك حالات كثيرة من العنف الأسري تقع في مجتمعنا، وما يعرف من هذه الحالات ما هو إلا جزء بسيط من الواقع القائم والموجود.

ويظهر من العديد من الدراسات حول ظاهرة العنف الأسري المنزلي, أن الزوجة هي الضحية الأولى, ويأتي بعدها في الترتيب الأولاد, ثم فئات أخرى كالزوج أو الخالة زوجة الأب.

 فهناك عنف يمارسه الزوج ضد الزوجة, فتكون الزوجة هي الضحية والزوج هو المعتدي.

وهناك عنف يمارس ضد الأولاد والأبناء من قبل الوالدين, أو من قبل الأخ الأكبر أو من قبل الخالة زوجة الأب التي يكون الأولاد تحت رعايتها.

وهناك عنف قد يمارس ضد الزوج في بعض الحالات من قبل الزوجة خاصة إذا كانت الزوجة قوية ومتسلطة والزوج ضعيف.

وهناك عنف يمارس أحياناً ضد الخالة زوجة الأب من قبل أولاد الزوج, خصوصاً إذا كان أولاد الزوج كباراً و متسلطين..

وهذه الحالات كلها موجودة في مجتمعاتنا.. وترد فيها شكاوى وقضايا إلينا وإلى المحاكم ونسمع ونقرأ عن نماذج كثيرة منها.

والعنف الذي يمارس ضد الزوجة أو ضد الأولاد ليس منحصراً بالضرب والاعتداء الجسدي فقط, فقد يكون بالضرب وقد يكون بالحبس, كأن تُحبس الزوجة والأولاد بالمنزل أو بغرفة من غرفه, وقد يكون بربط الزوجة أو الأولاد بالحبال والقيود! وقد يكون بحرمان الزوجة أو الأولاد من الطعام والإستشفاء، وقد يكون بحرمان الأولاد من التعليم والطبابة، أو بتشغيل الأطفال في أعمال لا تتناسب وقدراتهم وإمكاناتهم مما يتسبب لهم بعاهات جسدية أو معاناة نفسية, وكل هذه الأنواع تدخل في إطار العنف الأسري.

والعنف الأسري هو من أسوأ أنواع العدوان الذي يكن أن يتعرض له الإنسان، لأن الجهة التي يفترض أنها معنية بحماية الإنسان تصبح هي مصدر العدوان عليه.

الأسرة هي المكان الذي يفترض أن تلجأ إليه الزوجة عندما تتعرض للمخاطر لتشعر بالأمان, فإذا كانت تواجه العدوان داخل أسرتها من قبل الزوج أو من قبل الأولاد, فأين تلجأ؟..

وكذلك الأولاد فإنهم عندما يتعرضون لاعتداء فإنهم يلجأوة إلى أبيهم وأمهم, فإذا كان الأب هو مصدر الاعتداء عليهم أو الأم هي مصدر العدوان عليهم, فإلى من يلجأون؟

التعامل بعنف داخل الأسرة يربي الإنسان على ممارسة العنف ضد الآخرين، لأنه إذا كان العنف هو الأسلوب المتبع للتعامل داخل الأسرة, فسيتربى الأولاد على هذا الأسلوب في تعاملهم مع الآخرين, ولذلك فإن الدراسات الميدانية التي أجريت على الأشخاص الذين مارسوا العنف تجاه زوجاتهم أو أولادهم تؤكد أن أكثريتهم كانوا قد تعرضوا للعنف في صغرهم, أو عايشوه في محيطهم العائلي, فتوجهوا لممارسته ضد الآخرين فيما بعد.

ولذلك من يتعامل بهذا الأسلوب مع زوجته وأولاده أو مع أخيه أو أخته ويقوم بالاعتداء والضرب والشتم والتحقير لأدنى سبب.. يرتكب جريمة تربوية بحق أولاده, لأنه يربيهم على التعامل بنفس الأسلوب مع الآخرين من حيث لا يشعر، وهو يقوم بعمل قبيح وشنيع وسيء وبعيد كل البعد عن القيم والضوابط الشرعية والأخلاقية والإنسانية التي ينبغي أن تسود داخل الأسرة.

الإسلام يرفض التعامل مع الأسرة بهذا الأسلوب, ويرفض استعمال القوة والعنف والقسوة مع الزوجة والأولاد, وعلى العكس من ذلك فإن الاسلام يؤكد على الإنسان أن يحسن التعامل مع أهله وأولاده, وأن يكون ودوداً ورحيماً وعطوفاً وطيباً وخيراً ومحسناً معهم, وقد ورد ذلك في الكثير من الأحاديث والرويات.

فعن رسول الله (ص): خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.

وعن الإمام الصادق (ع): من حسن بره بأهله زاد الله في عمره. لأن حسن البر للأهل يوجب الاستقرار والارتياح النفسي, وهذا له أثر كبير على صحة الإنسان مما يجعل عمر الإنسان طويلاً.

ويقول علي (ع): لا يكن أهلك أشقى الناس بك. فلا تتعامل مع أسرتك وكأنك وحش كاسر.

الأسرة يجب أن تُأخذ بالرفق والمحبة واللين لا بالقسوة والغلظة والعنف والتعامل معها بغضب وانفعال وسوء خلق.

البعض عندما يشعر بالقوة ويكون سيء الخلق فإن ذلك يدفعه لممارسة الاعتداء على أسرته, خصوصاً إذا علم أن الطرف الآخر ضعيف ولا يستطيع الانتقام أو الرد أو المقاومة.

البعض يحاول أن يثبت رجولته من خلال العنف واستعمال القوة والظلم داخل أسرته, فيعتدي على زوجته أو على أولاده بالضرب لاسباب تافهة حتى يثبت أنه رجل.. ويجب أن يُهاب.

وقد ورد التحذير من ارتكاب الظلم بحق الضعيف, ففي وصية الامام الحسين (ع) لابنه الامام زين العابدين (ع): أي بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله عز وجل.

بعض الأحيان يبرر الإنسان لنفسه استعمال العنف والقوة مع أفراد أسرته بأنه مضغوط نفسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً, وأنه يعيش ظروفاً معيشية وحياتية صعبة, إما لكونه بلا عمل أو لأن أوضاعه المادية صعبة، أو لأنه يواجه مشكلات وأزمات اجتماعية..فيلجأ إلى ظلم عائلته أو من هم دونه بسبب ذلك، لكن كل هذا لا يبرر للإنسان استعمال الظلم والقوة بحق أسرته، لأن الأسرة ليست مكاناً للتنفيس عن الكبت الذي يعيشه الإنسان، ولا مكاناً للتنفيس عن الغضب أو الضغط الذي يشعر به (إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله عزوجل).

كذلك قد يعتقد البعض نتيجة ثقافة خاطئة أو تقاليد وعادات خاطئة: بأن له الصلاحية الكاملة والمطلقة في أن يتصرف كيفما يشاء مع عائلته, وأن يتبع معهم الأسلوب الذي يراه مناسباً , وكأنهم عبيد له، وكأنه لا حساب ولا عقاب ولا ضوابط.. وهذا الاعتقاد هو اعتقاد خاطئ, فالأب والأم أو رب المنزل لا يملك هذه الصلاحية، لا يملك صلاحية أن يضرب ويُعنّف عائلته كيفما يحلو له.

نعم في الإسلام للأب أن يأدب أولاده، ولكن التأديب له حدوده وضوابطه, فليس من حق الأم أو الأب أن يفعل ما يشاء بأولاده تحت عنوان التأديب.

على الأب أن يعلم أن الطفل يحتاج إلى فترة من العمر حتى يدرك واجباته ومسؤولياته والروايات تحدد هذا العمر بسبع سنين, وفي هذه الفترة لا بد من تأديبه, وللأب وللأم ضربه للـتأديب في حال أرتكب مخالفة تستوجب ذلك ضرباً خفيفاً لا يصل الى حد الإحمرار او الأزرقاق  أو الإسوداد أو ترك الأثر على الجسم, فاذا ضربه وترك أثراً فعليه الدية.

 عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين، والزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلا فإنه ممن لا خير فيه.

وفي حديث آخر: مروا صبيانكم بالصلاة في سبع سنين، واضربوهم عليها في عشر.

والضرب المقصود في هذه الرواية هو الضرب الخفيف الذي لا يترك أثراً في الجسم، وبعض الفقهاء يفتي بعدم جواز ضرب الطفل تأديباً من قبل الوالدين أو من قبل المدرسة - المأذون لها من ولي الأمر- بأكثر من ثلاثة أسواط, فمن ضربه أكثر من ذلك فقد وقع في الحرام.

وأما الزوجة فأيضاً لا يجوز ضربها الا في حالات استثنائية ونادرة وهي حالة النشوز والخروج عن طاعة الزوج فيما تجب طاعته فيه وهي الحالة التي أشار اليها قوله تعالى:(واللاتيتخافوننشوزهنفعظوهنواهجروهنفيالمضاجعواضربوهن)

فالضرب للزوجة إنما يكون في حالة النشوز وبعد استنفاذ كل اساليب الوعظ والهجران والمقاطعة, فاذا استفذ الزوج كل أساليبالوعظ معها وكل اساليب الهجران ولم ينفع معها كل ذلك للعودة عن خطئها ونشوذها, وانسدت أمامه كل الخيارات, عندها يلجأ الى الضرب الخفيف الذي لا يترك أثراً في الجسم إذا اعتقد أن الضرب سيؤثر فيها, أما اذا لم يحتمل ذلك وكان الضرب يزيد من عنادها واصرارها على الخطأ فلا يجوز ضربها, واذا ضربها وترك أثراً فان من حقها مطالبته بالدية.

البعض يعتقد أن تقصير المرأة في الطبخ أو الخدمة المنزلية، أو في تربية الأولاد ، يجيز له استخدام العنف معها أو الإساءة لها على اعتبار أنها قصّرت في حق من حقوقه، وهذا اعتقاد خاطئ, فالإسلام لا يوجب على المرأة أن تخدم الرجل , وأن تقوم بتدبير الشؤون المنزلية وبتربية الأولاد, ولها إذا قامت بذلك أن تطلب مقابلاً, فلا يجوز ضربها اذا قصرت بذلك, لأنها إنما تقوم بذلك من موقع شعورها بمسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه أسرتها.

وقد ورد عن رسول الله (ص): من لطم زوجته على وجهها، أمر الله مالك خازن النيران أن يلطمه سبعين لطمة على وجهه في نار جهنم.

وقال (ص): من ضرب زوجته أقامه الله تعالى يوم القيامة فيفضحه على رؤوس الأشهاد.

وإذا كان الاعتداء على النساء والأطفال مرفوض حتى بمستوى الضرب الذي يترك أثراً بسيطاً على الجسم .. فكيف بالعدوان على النساء والأطفال إلى حد القتل وإسالة الدماء وارتكاب المجازر بحقهم كما تفعل السعودية في حربها على الشعب اليمني؟

هذه الحرب الآثمة منذ اليوم الأول تم التركيز فيها على أمرين:

الأول: على مراكز ومنشآت ومواقع الجيش اليمني, من أجل الضغط على الجيش للانقلاب على علي عبد الله صالح وجماعة أنصار الله وفك التحالف بينهما وعزلهما، لشطبهما لاحقاً من المعادلة السياسية الداخلية التي يفترض أن تحكم اليمن في المستقبل.

والثاني: التركيز على استهداف المدنيين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، والتركيز على ضرب المرافق العامة والبنى التحتية والمدارس والمستشفيات والأحياء السكنية ومستودعات الغذاء والوقود ومحطات الكهرباء.. وكل ذلك من أجل إيجاد واقع إنساني سيء ومأساوي للضغط على اليمنيين لدفعهم نحو الاستسلام والقبول بالمفاوضات من موقع الضعيف والمضطر.

لقد مضى على هذه الحرب المتهورة أكثر من ثلاثة أسابيع ولم تستطع السعودية حتى الآن من تحقيق أي هدف من أهدافها الأساسية، فلا هي نجحت في فك التحالف بين الجيش اليمني وبين أنصار الله, ولا هي نجحت في إضعافهما ووقف تقدمهما وسيطرتهما على بقية المدن اليمنية وتطهيرها من التكفيريين والقاعدة, كما أن الواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه اليمنيون جراء العدوان لم ينتج حالات تململ ولا اعتراضات بل على العكس من ذلك وجدنا في هذا الشعب الصبر والثبات والصمود والإباء والشجاعة والإرادة والعزيمة الراسخة على مواجهة العدوان, وهو يعبر عن كل ذلك من خلال المظاهرات والمسيرات الحاشدة الرافضة للعدوان وللاستسلام والمذلة.

الواقع الإنساني المأساوي في اليمن يجب أن يتحول إلى عامل ضغط على مستوى شعوب المنطقة وعلى المستوى الدولي على سمعة وصورة السعودية، إذ كيف تجيز دولة لنفسها أن تشن عدواناً واسعاً على بلد وشعب فقير ومستضعف رغبة في الوصاية والهيمنة والسيطرة؟

هل ترضى الشعوب العربية أن يفعل بها ما يفعله السعودي بالشعب اليمني؟

ما فعله السعوديون وحلفاؤهم يفتح شهية الدول المستكبرة والمتسلطة والطامعة في النفوذ على تكرار هذه التجربة في أي بلد آخر، وبالتالي هذا السلوك يسمح لأي دولة غداً بتشكيل تحالف وغزو دولة أخرى, فقد يأتي وقت تحت حجج ومبررات مختلفة تستباح أي دولة كما تمت استباحة اليمن.

على الدول والشعوب العربية أن تدرك أنه سيأتي يوم يعتدى عليكم وعلى بلادكم.. كما اعتديتم أو رضيتم بالعدوان على اليمن، لأنكم لعبتم دوراً في تأسيس هذا المنهج وفتحتم الباب ورضيتم بما يحصل في اليمن وفي سوريا وفي العراق، ولن تكون دولكم وسيادتكم وكرامتكم بمنأى عن الاستباحة.

ولذلك مسؤولية الدول والشعوب العربية اليوم هي رفض هذا العدوان, ورفع الصوت في مواجهته, والقول للسعودية كفى قتلاً وتدميراً واستباحة لليمن..

 يجب أن تكون هناك انتفاضة شعبية عريبة وإسلامية ضد ما يحصل في اليمن لأنكم إذا رضيتم اليوم بهذا العدوان الظالم فالنوبة ستصل إليكم عاجلاً أم آجلاً, ومن رضي بالظلم كان شريكاً للظالم في ظلمه وإرهابه.

والحمد لله رب العالمين