عاقبة الثبات العزة والنصر

أن الصبر والثبات مطلوب لمنع العدو من تحقيق أهدافه، وهو مطلوب أيضاً من أجل أن نحقق نحن أهدافنا, وأننا في لبنان حققنا كل تلك الإنجازات والإنتصارات على العدو الصهيوني بفعل صبر مجاهدينا في المقاومة الإسلامية وثباتهم وتوكلهم على الله سبحانه وإخلاصهم له وصدقهم معه

وقال: اليوم الذي أوصل إيران إلى الإنجاز الكبير الذي تحقق بالأمس, أي إلى اتفاق إطار حول الملف النووي تحتفظ فيه ومن خلاله إيران بحقها في امتلاك القدرة والطاقة النووية السلمية وحقها في التخصيب، هو الصبر والثبات والتماسك وحكمة الجمهورية الإسلامية قيادة وشعباً.

وأضاف: بالرغم من عزلهم لإيران على المستوى الدولي, ومحاصرتهم لها دبلوماسياً واقتصادياً وسياسياً, فإن الصبر على العقوبات كان أكبر وأعظم من العقوبات، وقد اعترف الرئيس الأمريكي في خطابه أمس بفشل العقوبات والحصار على ايران بالرغم من مضي أكثر من ثلاثين سنة على الحصار وأكثر من عشر سنوات على فرض العقوبات بسبب الملف النووي.

وأردف: لقد حاول الرئيس الأمريكي في خطابه بالامس إبراز الجوانب الإيجابية من الإتفاق التي تخدم مصلحة الولايات المتحدة والتي تساعد أوباما على إقناع الكونغرس وإسرائيل وحلفائه باتفاق الإطار الذي حصل, خصوصاً في ظل معارضة الجمهوريين في الكونغرس ومعارضة إسرائيل والسعودية لإي اتفاق مع إيران، وبالرغم من أنه حاول إبراز المكاسب التي حصلت عليها الولايات المتحدة من الاتفاق, إلا أنه لم يستطع أن يخفي حقيقة أن عقوبات عشرين سنة على إيران لم تخضع الإيرانيين ولم تجعلهم يستسلمون ويتنازلون عن حقهم في امتلاك الطاقة النووية السلمية, بل على العكس من ذلك طوروا برنامجهم النووي حتى في ظل العقوبات, وتغلبوا على كل الصعوبات والتحديات .. وهذا إنما حصل بفضل الصبر والثبات والقيادة الحكيمة للإمام الخامنئي القائد (دام ظله الوارف) الذي استطاعت إيران في ظل قيادته أن تحقق إنجازات استراتيجية على المستوى الدولي.

واعتبر: أن الصبر والثبات من القيادة في إيران وكذلك من الشعب الإيراني، أوصل كل الموالين والمحبين إلى النصر والعزة والرفعة, وهو صبر استراتيجي أنتج نصراً استراتيجياً, وأن النصر جاء كنتيجة, لكن العظمة كانت في الصبر والثبات والتماسك والإصرار على الحقوق وعدم التنازل لشروط العدو.

ورأى: أن اعتماد إيران على قدراتها الذاتية في ملفها النووي, اضافة الى الصبر والثبات, وفشل العقوبات, وصعوبة اتخاذ قرار بالحرب على إيران, وإنجازات المقاومة الإسلامية في لبنان عام 2000، وعام 2006 ثم إنجازات المقاومة في غزة, ووجود دول كبرى منافسة للولايات المتحدة مثل روسيا والصين تكسر أحادية تفرد الولايات المتحدة بالنظام العالمي.. كلها عوامل فرضت على الولايات المتحدة التفاوض مع إيران, والوصول إلى هذه النتيجة المشرفة.

وأكد: أن إيران جرّت الولايات المتحدة ومعها خمس دول كبرى (مستكبرة) وأساسية في العالم الى طاولة المفاوضات بعدما فشلت هذه الدول في إخضاع إيران لإرادتها وشروطها, وفي كل المفاوضات أصرت إيران على حقوقها القانونية ولم  تخضع , ووصلت إلى ما تريد في نهاية المطاف, واليوم من أراد أن يعرف حجم الإنجاز الذي حققته إيران, فلينظر إلى حجم الإنزعاج والإستياء الإسرائيلي والسعودي.

 وفي الموضوع اليمني اكد الشيخ دعموش: أنه ليس أمام الشعب اليمني الذي يواجه عدواناً ظالماً سوى الصبر والثبات والوحدة الداخلية والتماسك والصمود في مواجهة العدوان الوهابي السعودي الأمريكي, والسيطرة الميدانية , وتثبيت وجوده وقواه على الأرض في كل جزء من أجزاء اليمن.

وفي المقابل ليس أمام ما يسمى بالتحالف السعودي العربي الأمريكي سوى الحوار والحل السياسي للأزمة اليمنية, لأنه أمام صلابة اليمنيين وإرادتهم هم أعجز من أن يحققوا نصراً عسكرياً أو أن يفرضوا على هذا الشعب الأبي الإستسلام بالقوة..

وختم بالقول: لن تستطيع كل طائرات الوهابيين والأمريكيين ومدافعهم وصواريخهم أن تنال من الشعب اليمني المظلوم والمعتدى عليه أو من حريته وعزته وكرامته وسيادته أو أن تكسر إرادته.. وإن غداً لناظره قريب.

نص الخطبة

يقول الله تعالى:[وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط].آل عمران/ 120.

ويقول في آية أخرى:[إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين]. يوسف/ 90.

ويقول سبحانه في آية ثالثة:[ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين]. البقرة/ 250.

الصبر لا يعني الخضوع والخنوع والإستسلام للأمر الواقع وأمام المشكلات والأزمات والتحديات والضغوط التي يواجهها الإنسان في حياته, وإنما يعني إرادة وشجاعة تحمل المشكلات والمصاعب ومواجهتها والتكيف معها، فهو وسيلة لتجاوز الأزمات وليس الخنوع لها.

 وهو مطلوب في مجالات متعددة, لكن سأتحدث في هذه الخطبة عن مجالين إثنين أشارت إليهما الآيات وهما: مجال الصبر على المعصية, ومجال الصبر على تحديات الأعداء.

أما المجال الأول، فهو الصبر في مواجهة الأهواء والشهوات والمغريات, وعدم الانزلاق إلى المعاصي والذنوب، والالتزام بالقيم, والثبات على الطاعة لله, وعلى التقوى، لأن الإنسان قد يصادف في حياته الكثير من الضغوط التي تدعوه الى ارتكاب الحرام والمعاصي, ضغوط الشهوات والأهواء والغرائز والمصالح, قد يزين الشيطان للإنسان الكثير من المحرمات, وقد يصادف الكثير من الأشياء في التلفاز وفي الشارع وفي الجامعة وفي المدرسة مما يثير الغرائز والشهوات, فاذا ضعف الإنسان أمام ذلك ولم يصبر فانه سيستسلم للمعصية وينزلق نحوها, اما إذا كان قوي الإرادة ويملك شجاعة المواجهة ويمتلك صفة الصبر في شخصيته فانه لن يسقط ولن يستسلم للمعصية,     وعاقبة الصبر ونتيجته الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات الإلهية التي يحصل عليها الإنسان من خلال  الأعمال الصالحة والطيبة, والإحتفاظ بالأجر الذي يحصل عليه من خلال التقوى وحمايته وعدم ضياعه لأن الله لا يضيع أجر المحسنين.

  على الإنسان عندما يريد أن يحتفظ بقيمة أعماله الخيرة والصالحة، ويحمي المكاسب والامتيازات الدنيوية والآخروية التي يحصل عليها من خلال تلك الأعمال، عندما يريد أن يحتفظ بقيمتها وثوابها وأجرها وفضلها ونتائجها وانعكاساتها الإيجابية عليه في الدنيا وفي الآخرة, فإن عليه أن يصبر ويثبت عندما تواجهه مغريات الحياة وضغوط الحياة  وأهوائه وشهواته ورغباته وغرائزه، عليه أن يصبر على المعصية وعلى الطاعة وأن يلتزم التقوى ويتمسك بها ويحولها إلى ملكة وإلى جزء من شخصيته الإيمانية، ليبقى إيمانه قوياً وثابتاً وراسخاً مهما كانت الإغراءات كبيرة.

فإن ضعف أمام المعصية وعدم الصبر على الشهوات والأهواء وعدم الالتزام بالتقوى يوقع الإنسان بالمعصية، والمعصية تحبط الأعمال وتحرقها وتنسف قيمتها وثوابها وأجرها .

ولذلك روي أن النبي (ص) قال: من قال سبحان الله غرست له شجرة في الجنة, فقام أحد اصحابه وقال: إذن ما أكثر شجرنا في الجنة, فقال النبي (ص): نعم, ولكن إياكم أن تحرقوها بالمعاصي.

أما المجال الثاني, فهو الصبر والثبات والصمود في مواجهة العدو ومخططاته ومكائده وإرهابه وعدوانه وحصاره, وعاقبة الصبر والتقوى, التي تعني الإرتباط بالله في كل ما أمر به وفي كل ما نهى عنه, هي النصر والعزة والرفعة, وإفشال كل مخططات العدو وأهدافه وإبطال كل مفاعيل كيده وتآمره، (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً).

وهذا يعني أن الإنسان أو الأمة أو الجهة التي تريد أن تنتصر في مواجهة أعدائها, وأن تفشل مخططاتهم ومكائدهم ومؤامراتهم.. الأمة التي تريد أن تصل إلى أهدافها وغاياتها وحقوقها, عليها أيضاً أن تصبر وتثبت وتصمد في مواجهة التحديات التي يفرضها الأعداء, لأن عاقبة الثبات والصمود والصبر هو النصر وإلحاق الهزيمة بالعدو وإبطال وإفشال عدوانه وإرهابه.

لذلك الصبر مطلوب لمنع العدو من تحقيق أهدافه، وهو مطلوب أيضاً من أجل أن نحقق نحن أهدافنا.

ألم نحقق نحن في لبنان كل تلك الإنجازات والإنتصارات على العدو الصهيوني بفعل صبر مجاهدينا في المقاومة الإسلامية وثباتهم وتوكلهم على الله سبحانه  وإخلاصهم له وصدقهم معه؟ وبفعل ثبات وصمود أهلنا وشعبنا الذي واجه العدوان في العام 2006 بصبر وثبات وقوة؟

 اليوم الذي أوصل إيران إلى الإنجاز الكبير الذي تحقق بالأمس, أي إلى اتفاق إطار حول الملف النووي تحتفظ فيه ومن خلاله إيران بحقها في امتلاك القدرة والطاقة النووية السلمية وحقها في التخصيب، هو الصبر والثبات والتماسك وحكمة الجمهورية الإسلامية قيادة وشعباً.

فبالرغم من عزلهم لإيران على المستوى الدولي, ومحاصرتهم لها دبلوماسياً واقتصادياً وسياسياً, فإن الصبر على العقوبات كان أكبر وأعظم من العقوبات، وقد اعترف الرئيس الأمريكي في خطابه أمس بفشل العقوبات والحصار على ايران بالرغم من مضي أكثر من ثلاثين سنة على الحصار وأكثر من عشر سنوات على فرض العقوبات بسبب الملف النووي.

لقد حاول الرئيس الأمريكي في خطابه بالامس إبراز الجوانب الإيجابية من الإتفاق التي تخدم مصلحة الولايات المتحدة والتي تساعد أوباما على إقناع الكونغرس وإسرائيل وحلفائه باتفاق الإطار الذي حصل خصوصاً في ظل معارضة الجمهوريين في الكونغرس ومعارضة إسرائيل والسعودية لإي اتفاق مع إيران، وبالرغم من أنه حاول إبراز المكاسب التي حصلت عليها الولايات المتحدة من الاتفاق إلا أنه لم يستطع أن يخفي حقيقة أن عقوبات عشرين سنة على إيران لم تخضع الإيرانيين ولم تجعلهم يستسلمون ويتنازلون عن حقهم في امتلاك الطاقة النووية السلمية, بل على العكس من ذلك طوروا برنامجهم النووي حتى في ظل العقوبات, وتغلبوا على كل الصعوبات والتحديات .. وكان بإمكانهم أن يصنعوا قنبلة نووية منذ سنوات لو أرادوا ذلك, لكنهم لا يريدون والإمام القائد(دام ظله) يحرم ذلك.. وهذا كله إنما حصل بفضل الصبر والثبات والقيادة الحكيمة للإمام الخامنئي القائد (دام ظله الوارف) الذي استطاعت إيران في ظل قيادته أن تحقق إنجازات استراتيجية على المستوى الدولي.

هذا الصبر والثبات من القيادة في إيران وكذلك من الشعب الإيراني، أوصل اليوم كل الموالين والمحبين إلى النصر والعزة والرفعة, وهو صبر استراتيجي أنتج نصراً استراتيجياً.

لقد جاء النصر كنتيجة, لكن العظمة كانت في الصبر والثبات والتماسك والإصرار على الحقوق وعدم التنازل لشروط العدو.

والخلاصة: أن الذي أوصل الأمور إلى هذه النتيجة المشرفة.

1 ـ الصبر والثبات.

2 ـ فشل العقوبات والحصار.

3 ـ اعتماد إيران على قدراتها الذاتية في ملفها النووي, على علمائها وخبرائها وامكاناتها.. وعدم وجود دولة تساعدها بالملف النووي, لأنه لو كانت هناك دولة مساعدة لإيران لتحرك العالم كله ضدها لمنع المساعدة، لذلك الملف النووي الإيراني هو إنجاز إيراني وطني محض وبامتياز.

4 ـ صعوبة اتخاذ قرار باللجوء الى الخيار العسكري والحرب على إيران ، لأنهم حتى لو ضربوا إيران فإنهم كانوا يحتملون:

أ- فشل الضربة في إلغاء البرنامج النووي.

ب-عدم معرفتهم وتقديرهم لحجم ردة الفعل الإيرانية, وخوفهم من الرد الحاسم والمزلزل على أي ضربة عسكرية تتعرض لها إيران يمكن ان تؤدي الى تداعيات وانعكاسات كبيرة عليهم وعلى المنطقة.

5 ـ إنجازات المقاومة الإسلامية في لبنان عام 2000، وعام 2006 ثم إنجازات المقاومة في غزة.

6 ـ وجود دول كبرى منافسة للولايات المتحدة مثل روسيا والصين تكسر أحادية تفرد الولايات المتحدة بالنظام العالمي.

كل هذه العوامل وغيرها.. ألجأت وفرضت على الولايات المتحدة المسار السياسي مع إيران, فكان الخيار الوحيد هو التفاوض مع إيران .

لقد جرت إيران الولايات المتحدة ومعها خمس دول كبرى (مستكبرة) وأساسية في العالم الى طاولة المفاوضات بعدما فشلت هذه الدول في إخضاع إيران لإرادتها وشروطها.

وفي كل المفاوضات أصرت إيران على حقوقها القانونية ولم  تخضع , ووصلت إلى ما تريد في نهاية المطاف.

واليوم من أراد أن يعرف حجم الإنجاز الذي حققته إيران, فلينظر إلى حجم الإنزعاج والإستياء الإسرائيلي والسعودي.

 واليوم ليس هناك أمام الشعب اليمني الذي يواجه عدواناً ظالماً سوى الصبر والثبات والوحدة الداخلية والتماسك والصمود في مواجهة العدوان الوهابي السعودي الأمريكي, والسيطرة الميدانية , وتثبيت وجودهم على الأرض في كل اليمن.

وفي المقابل ليس أمام ما يسمى بالتحالف السعودي العربي الأمريكي سوى الحوار والحل السياسي للأزمة اليمنية, لأنه أمام صلابة اليمنيين وإرادتهم هم أعجز من أن يحققوا نصراً عسكرياً أو أن يفرضوا على هذا الشعب الأبي الإستسلام بالقوة..

فالشعب اليمني المظلوم والمعتدى عليه بلا مبررات, لن تستطيع كل طائرات الوهابيين والأمريكيين ومدافعهم وصواريخهم أن تنال منه من حريته وعزته وكرامته وسيادته أو أن تكسر إرادته.. وإن غداً لناظره قريب.

 

والحمد لله رب العالمين