الواجبات التربوية للأهل تجاه أبنائهم

من واجبات الأهل تعليم أولادهم المعارف والاحكام والآداب والسنن الدينية،  والإجابة على أسئلتهم الدينية بصبر وسعة صدر وبشكل منطقي يتناسب مع مستوى إدراكهم وفهمهم ، لأن البعض قد يضيق صدره لكثرة اسئلة أولاده فينفعل ويتعامل بعصبية وغضب معهم فلا تصل الفكرة الى عقولهم أو أنها تصل بشكل خاطىء.

 خلاصة الخطبة

تحدث سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة بتاريخ 28/3/2014م عن الواجبات التربوية للأهل تجاه أبنائهم فأكد: أن الأهل ووخصوصاً الوالدين يحتلان مقام النموذج والقدوة بالنسبة للأبناء ولذلك فإن عليهما أن يلتزما بالأوامر والأحكام والأخلاق الدينية أمام أولادهما ، لأن الولد يتعلم معظم الأشياء من أبويه، حتى طريقة الكلام والحديث ، ويتعلم منهما آداب العشرة، وطريقة التصرف مع الآخرين، ويتعلم منهما ومن المحيط العائلي النظام أو الفوضى، الأمانة أو الخيانة، الصدق أو الكذب، الخير أو الشر..  والكثير من  القيم والآداب الدينية والسلوكية.

 فعندما يعطي الأب والأم أهمية خاصة للمسائل الدينية ويكونان من أهل العبادة والصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، وعندما يراعيان الموازين الأخلاقية والضوابط السلوكية فإنهما بلا شك سيتركان أثراً بالغاً في شخصية الولد وفي سلوكه وتصرفاته.

فالولد الصغير عندما يشاهد أبويه يصليان فإنه سوف يرغب في الصلاة وعندما يجدهما يقرآن القرآن فإنه سوف يرغب في قراءة القرآن وعندما يرافقهما إلى المساجد والحسينيات ويشارك معهما في مجالس العزاء والبكاء على الحسين (ع) فإنه بلا شك  سيتأثر بذلك.

واعتبر: أن من واجبات الوالدين والأهل حسن اختيار المدرسة والمعلمين والمربين، لأن المدرسة والهيئة التعليمية هي المربي الثاني للأولاد بعد الأهل، والأولاد يتأثرون إلى حد كبير بالأجواء التي يعيشونها داخل المدرسة وبالأساتذة والمعلمين، بأفكارهم وأخلاقهم وسلوكهم ومواقفهم وتوجهاتهم..

وقال: على الأهل المساعدة أيضاً في اختيار الأصدقاء الصالحين لأبنائهم، والانتباه إلى من يعاشرون ، والسؤال عمن يصادقون ويصاحبون، لأن الأصدقاء والرفاق هم قدوة سلوكية وتربوية لأبنائنا.

وأضاف: إن الفتيان والفتيات يرغبون بشكل طبيعي في إنشاء صداقات وعلاقات خصوصاً مع من هم في سنهم.. ولكن لبراءتهم أحياناً أو لحماستهم في اتخاذ أصدقاء وعدم التفاتهم إلى مصالحهم في بعض الأحيان فإنهم قد يتخذون ويختارون أفراداً سيئين أو غير مناسبين لمعاشرتهم ..

وهنا وظيفة الأهل أن يوضحوا لأولادهم خطر رفقاء السوء والأضرار الناجمة عن صحبتهم، وأن يحذروا أولادهم بأسلوب منطقي وهادئ من مصادقة ومعاشرة الأشخاص غير الصالحين.

ونبه الشيخ دعموش: إلى الصداقات التي يقيمها الأولاد عبر وسائل الاتصال والتواصل الحديثة .. حيث إن هناك الكثير من العلاقات والصداقات التي أصبحت تنشأ عبر هذه الوسائل من دون معرفة هوية هؤلاء الأصدقاء وخلفياتهم وطبيعة أخلاقهم وسلوكهم.                                                           وقال: إن تردد الوالدين في زيارة العوائل المتدينة الملتزمة، واصطحاب الأولاد إلى المساجد والاحتفالات الدينية وإشراكهم في الأنشطة الدينية يساعد بشكل غير مباشر  على إيجاد أصدقاء مناسبين لهم.

وأمِلَ من الأهل أن يوجهوا أبناءهم نحو القدوات الصالحة والأسوة الحسنة ، وأن يرشدوهم إلى النماذج الكاملة التي هي في قمة الإيمان والصلاح والهدى، وأن يشجعوهم على مطالعة الكتب الدينية وسير الأنبياء والأئمة والعلماء والصالحين والشهداء ، وقراءة القصص الجميلة ، ومشاهدة البرامج التلفزيونية المفيدة والأفلام الوثائقية النافعة.

وقال: على الأهل إقناع أبنائهم بالقدوات الصالحة وإبعادهم عن اتخاذ المنحرفين والفاسدين  قدوة لهم  سواء كانوا لاعبي كرة أو ممثلين او فنانين حيث إن بعض المراهقين من أبنائنا يتأثرون بأمثال هؤلاء  فيقليدونهم باللباس والشكل وحتى بقصة الشعر وما شاكل ذلك.

وشدد: على أن من واجبات الأهل تعليم أولادهم المعارف والاحكام والآداب والسنن الدينية،  والإجابة على أسئلتهم الدينية بصبر وسعة صدر وبشكل منطقي يتناسب مع مستوى إدراكهم وفهمهم ، لأن البعض قد يضيق صدره لكثرة اسئلة أولاده فينفعل ويتعامل بعصبية وغضب معهم فلا تصل الفكرة الى عقولهم أو أنها تصل بشكل خاطىء. 

كما اعتبر: أن من واجبات الانسان تجاه أولاده أن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.

وقال: ينبغي للأهل أن يمزجوا أمرهم ونهيهم بالمحبة والعطف والأخلاق والأسلوب الحسن، وأن تكون توجيهاتهم الدينية مصحوبة بالترغيب والتشجيع ليتقبلها الأبناء، وأن تتناسب هذه التوجيهات مع مستوياتهم الذهنية والعمرية بأن نوجه كل واحد بما يتناسب مع إدراكه وفهمه وعمره  وشخصيته.

وأكد الشيخ دعموش : أن العمل بهذه الواجبات هو الذي يحفظ أبناءنا ويجعل إيمانهم قوياً وراسخاً وشخصيتهم شخصية قوية في المجتمع ، وهو الذي يحصن أولادنا في مواجهة تحديات العصر، والغزو الثقافي والحرب الناعمة وكل محاولات إبعادهم عن القيم والأخلاق .

وقال: هذه التربية تجعل أبناءنا يتحملون مسؤولياتهم ليست الدينية فقط بل الإنسانية والوطنية في مواجهة من يريد ضرب الأمن والاستقرار وإحداث الفتنة في البلد.

وأضاف: إن مواجهة الإرهابيين هي مسؤولية وطنية، وما قام به الجيش اللبناني بالأمس من الإطباق على المطلوب الخطير سامي الأطرش وقتله هو إنجاز أمني واستخباري جديد يسجل في جملة إنجازات الجيش اللبناني، وهو ضربة قوية للبنية التحتية للإرهاب في لبنان.

معتبراً: أن ما جرى دليل على أن الجيش قادر على تحقيق إنجازات أمنية نوعية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين إذا أعطيت له الفرصة للعمل بحرية في المناطق اللبنانية.

 وختم بالقول: إن استهداف الجيش وعناصره في الشمال من بعض الإرهابيين هدفه تدفيع الجيش ثمن إنجازاته الأمنية، وتكبيل يديه حتى لا يقوم بمهامه في ملاحقة الإرهابيين وفي ضبط الفلتان الأمني والاقتتال العبثي الجاري في طرابلس.     

نص الخطبة:                                                                                                       

[واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم] ـ الأنفال/ 28

الفتنة في الآية ليست بمعناها الحقيقي وإنما هي بمعنى الابتلاء والاختبار، فأموالنا وأولادنا فتنة بمعنى أنهم ابتلاء واختبار لنا ، كيف نتصرف بهذه النعم التي أفاضها الله علينا ؟ وكيف نتعامل معها؟.

هل نستعمل أموالنا في الطاعات والخيرات وما ينفعنا وينفع الناس؟ أم نستعملها في المحرمات والموبقات والسيئات؟

وكذلك أولادنا: هل نقوم بواجباتنا ومسؤولياتنا تجاههم فنربيهم التربية الصالحة؟ أم نهملهم ونتركهم يتصرفون كيفما يريدون من دون متابعة ومواكبة ومن دون ملاحقتهم بالتربية السليمة والصالحة؟!

 هل نلتزم حدود الله عندما نحبهم ونسعى لبناء مستقبلهم؟ أم أن حبنا لهم يجعلنا نحلل الحرام ونحرم الحلال، ومن أجل توفير مستقبل لهم نتجاوز أحكام الله وحدود الله ؟

نعم من هذه الجهة الأولاد هم عنصر اختبار وابتلاء وامتحان للأهل وللوالدين، وحتى يُثبت الإنسان جدارته في هذا الاختبار عليه أن يقوم بواجباته التربوية تجاه أولاده، فما هي واجبات ومسؤوليات الأهل التربوية تجاه أولادهم؟؟

أول شيء ينبغي أن يعرفه الأهل والوالدان أن أولادهم يتأثرون بهم أكثر من الآخرين، فهم يعتقدون ويعتنقون نفس الدين والمذهب الذي يعتنقه الأبوان، ويتأثرون بأخلاقهم وسلوكهم وتوجهاتهم ومواقفهم وانتماءاتهم .

 ولذلك فإن النبي (ص) يقول: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه. فالطفل يولد على الفطرة ،على الإيمان بالله وتوحيده، إلا أن أبويه هما اللذان يأخذان به الى هذا الدين او ذاك الدين.. فالوالدن هما القدوة للأبناء بأفكارهما وأعمالهما وسلوكهما وتصرفاتهما.. وهما يلعبان دوراً أساسياً في توجيه الأبناء نحو المسائل الدينية والاخلاقية والاجتماعية.

ولأن الوالدين يحتلان مقام النموذج والقدوة فإن عليهما أن يلتزما بالأوامر والأحكام والأخلاق الدينية أمام أولادهما.

لأن الولد يتعلم معظم الأشياء من أبويه حتى طريقة الكلام والحديث يتعلمها من والديه، ويتعلم منهما آداب العشرة، وطريقة التصرف مع الآخرين، ويتعلم منهما ومن المحيط العائلي النظام أو الفوضى، الأمانة أو الخيانة، الصدق أو الكذب، الخير أو الشر..  والكثير من القيم والآداب الدينية والسلوكية.

 فعندما يعطي الأب والأم أهمية خاصة للمسائل الدينية ويكونان من أهل العبادة والصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، وعندما يراعيان الموازين الأخلاقية والضوابط السلوكية فإنهما بلا شك سيتركان أثراً بالغاً في شخصية الولد وفي سلوكه وتصرفاته.

فالولد الصغير عندما يشاهد أبويه يصليان فإنه سوف يرغب في الصلاة وعندما يجدهما يقرآن القرآن فإنه سوف يرغب في قراءة القرآن ، وعندما يرافقهما إلى المساجد والحسينيات ويشارك معهما في مجالس العزاء والبكاء على الحسين (ع) فإنه بلا شك  سيتأثر بذلك.

ولذلك يؤكد الإمام الصادق (ع) حجم تأثير الأب في أولاده وفي توجيه أسرته فيقول: لا يزال المؤمن يُورث أهل بيته العلم والأدب الصالح حتى يدخلهم الجنة جميعاً حتى لا يفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً ولا خادماً ولا جاراً، ولا يزال العبد العاصي يُورث أهل بيته الأدب السيء حتى يدخلهم النار جميعاً، حتى لا يفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً ولا خادماً ولا جاراً.

طبعاً تأثر الولد بأمه بأفكارها وعواطفها وأخلاقها وتصرفاتها أكبر لملازمته لها.

الأمر الثاني: في سلم واجبات الوالدين والأهل تجاه أبنائهما هو حسن اختيار المدرسة والمعلمين والمربين، على الأهل أن يراعوا الدقة في اختيار المدرسة المناسبة لأولادهم والأساتذة والمعلمين، لأن المدرسة والهيئة التعليمية هي المربي الثاني للأولاد بعد الأهل، والأولاد يتأثرون إلى حد كبير بالأجواء التي يعيشونها داخل المدرسة وبالأساتذة والمعلمين بأفكارهم وأخلاقهم وسلوكهم ومواقفهم وتوجهاتهم..

الأمر الثالث: على الأهل المساعدة في اختيار الأصدقاء الصالحين لأبنائهم، والانتباه إلى من يعاشرون ، والسؤال عمن يصادقون ويصاحبون، لأن الأصدقاء والرفاق هم قدوة سلوكية وتربوية لأبنائنا.

والفتيان والفتيات يرغبون بشكل طبيعي في إنشاء صداقات وعلاقات خصوصاً مع من هم في سنهم.. ولكن لبراءتهم أحياناً أو لحماستهم في اتخاذ أصدقاء وعدم التفاتهم إلى مصالحهم في بعض الأحيان فإنهم قد يتخذون ويختارون أفراداً سيئين أو غير مناسبين لمعاشرتهم ..

وهنا وظيفة الأهل أن يوضحوا لأولادهم خطر رفقاء السوء والأضرار الناجمة عن صحبتهم، وأن يحذروا أولادهم بأسلوب منطقي وهادئ من مصادقة ومعاشرة الأشخاص غير الصالحين.

ولا شك أن تردد الوالدين في زيارة العوائل المتدينة الملتزمة، واصطحاب الأولاد إلى المساجد والاحتفالات الدينية وإشراكهم في الأنشطة الدينية يساعد بشكل غير مباشر  على إيجاد أصدقاء مناسبين لهم.

وفي هذا المجال على الأهل أن ينتبهوا إلى الصداقات التي يقيمها الأولاد عبر وسائل الاتصال الحديثة..

فهذا الزمن هو زمن الوتسآب والفايس بوك والنت وهناك الكثير من العلاقات والصداقات التي أصبحت تنشأ عبر هذه الوسائل من دون معرفة هوية هؤلاء الأصدقاء وخلفياتهم وطبيعة أخلاقهم وسلوكهم.

الأمر الرابع: على الأهل أن يوجهوا أبناءهم نحو القدوات الصالحة والأسوة الحسنة ، وأن يرشدوهم إلى النماذج الكاملة التي هي في قمة الإيمان والصلاح والهدى، كرسول الله محمد (ص) الذي جعله الله أسوة وكعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) وسائر الأئمة الأطهار.

 على الأهل تشجيع أولادهم على مطالعة الكتب الدينية وسير الأنبياء والأئمة والعلماء والصالحين والشهداء ، وتشجيعهم على قراءة القصص الجميلة ، ومشاهدة البرامج التلفزيونية المفيدة والأفلام الوثائقية النافعة.

على الأهل إقناع أبنائهم بالقدوات الصالحة وإبعادهم عن اتخاذ المنحرفين والفاسدين  قدوة لهم  سواء كانوا لاعبي كرة أو ممثلين او فنانين حيث إن بعض المراهقين من أبنائنا يتأثرون بأمثال هؤلاء  فيقليدونهم باللباس والشكل وحتى بقصة الشعر وما شاكل ذلك.

الأمر الخامس: من واجبات الأهل تعليم أولادهم المعارف والاحكام والآداب والسنن الدينية، تعليمهم الصلاة وتلاوة القرآن والواجبات الأساسية.

عن النبي (ص): مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً .

وعن علي (ع): علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به.

وعلى الأهل أن يسعيا للإجابة على أسئلة أبنائهم الدينية بصبر وسعة صدر وبشكل منطقي يتناسب مع مستوى إدراكهم وفهمهم ، لأن البعض قد يضيق صدره لكثرة اسئلة أولاده فينفعل ويتعامل بعصبية وغضب معهم فلا تصل الفكرة الى عقولهم أو أنها تصل بشكل خاطىء. 

الأمر السادس: من الواجبات أيضاً أن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر.

فقد روي أنه عندما نزل قوله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً]. جلس رجل من المسلمين يبكي وقال: أنا عجزت عن نفسي وكُلّفت أهلي، فقال رسول الله (ص): حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك.

في حديث آخر سأل أبو بصير الإمام الصادق (ع): كيف نقي أهلنا؟ فأجابه الإمام وقال: تأمرهم بما أمر الله، وتنهاهم عما نهاهم الله، فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

وينبغي للأهل أن يمزجوا أمرهم ونهيهم بالمحبة والعطف والأخلاق والأسلوب الحسن، وأن تكون توجيهاتهم الدينية مصحوبة بالترغيب والتشجيع ليتقبلها الأبناء، وأن تتناسب هذه التوجيهات مع مستوياتهم الذهنية والعمرية بأن نوجه كل واحد بما يناسب إدراكه وفهمه وعمره  وشخصيته.

العمل بهذه الواجبات هو الذي يحفظ أبناءنا ويجعل إيمانهم قوياً وراسخاً وشخصيتهم شخصية قوية في المجتمع.

هذه التربية هي التي تحصن أبناءنا في مواجهة تحديات العصر، تحديات النت ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة.

هي التي تحصن أولادنا في مواجهة الغزو الثقافي والحرب الناعمة وكل محاولات إبعاد أولادنا عن القيم والأخلاق وجرهم إلى مستنقعات الفساد والضلال والإنحراف..

هذه التربية تجعل أبناءنا يتحملون مسؤولياتهم ليست الدينية فقط بل الإنسانية والوطنية في مواجهة من يريد ضرب الأمن والاستقرار وإحداث الفتنة في البلد.

اليوم مواجهة الإرهابيين هي مسؤولية وطنية على الجميع أن يتحملها، وما قام به الجيش اللبناني بالأمس من الإطباق على المطلوب الخطير سامي الأطرش وقتله هو إنجاز أمني واستخباري جديد يسجل في جملة إنجازات الجيش اللبناني، وهو ضربة قوية للبنية التحتية للإرهاب في لبنان.

ما جرى دليل على أن الجيش قادر على تحقيق إنجازات أمنية نوعية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين إذا أعطيت له الفرصة للعمل بحرية وأزيلت الموانع والعراقيل من أمامه.

 واستهداف الجيش وعناصره في الشمال من بعض الإرهابيين هدفه تدفيع الجيش ثمن إنجازاته الأمنية، وتكبيل يديه حتى لا يقوم بمهامه في ملاحقة الإرهابيين وفي ضبط الفلتان الأمني والاقتتال العبثي الجاري في طرابلس.

إن إقرارالحكومة خطة أمنية إنمائية لطرابلس والبقاع الشمالي هو أمر جيد ومطلوب لكن تبقى العبرة في التنفيذ، لا سيما وأن التجارب السابقة لا تشجع كثيراً حيث إن كل الخطط السابقة فشلت  وانتهت إلى خيبات أمل بسبب العراقيل التي كانت توضع من قبل بعض السياسيين والمتنفذين..

                                                                   والحمد لله رب العالمين