الولادة الميمونة للزهراء (ع)

أسمى آيات التهنئة والتبريك ، نرفعها إلى بقية الله الأعظم الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى نائبه الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) وإلى عموم المؤمنين والإخوة المجاهدين بمناسبة ولادة البضعة الطاهرة للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فاطمة الزهراء (عليها السلام) الحوراء الإنسية والدرة الملكوتية.

 

من هي الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام ؟.

  -  فاطمة الزهراء (ع) :  بنت الرسول الأعظم ( ص) وزوجة أمير المؤمنين (ع) وأم الأئمة الأطهار (ع),

  - ولدت في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة الشريفة عليها وعلى مشرفها أفضل الصلاة والسلام .

  ـ استشهدت : بعد وفاة رسول الله (ص) بثلاثة أشهر تقريباّ  في الثالث من  جمادى الآخرة سنة إحدى عشر للهجرة وعمرها ثماني عشرة سنة  .

   - دلت الروايات : على أن نطفتها انعقدت من ثمر الجنة الذي تناوله النبي (ص) حين الإسراء و المعراج الذي حصل حوالى سنة 4 للبعثة النبوية .

   - أولادها : الإمامان الحسن والحسين (ع)  ، وزينب الكبرى ( وقيل: أم كلثوم ) والمحسن ،  والأخير لم يقدر له ان يولد فقد أسقط في الأحداث التي جرت على الزهراء (ع) بعد وفاة أبيها عندما دخلوا بيتها عنوة، لإخراج علي مكرها للبيعة .

   ـ في القرآن الكريم :

       في القرآن الكريم أكثر من آية نزلت بشأنها ودلت على عصمتها ومكانتها وفضلها وإيثارها وحقها علينا والمسؤوليات . من ذلك :

  1 -  قوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " (الأحزاب /33)

  2 قوله تعالى :في قضية المباهلة :" فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " (آل عمران /61)

  3 قوله تعالى :" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " ( الإنسان /8)

   4 قوله تعالى :" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " (الشورى /23) ..

 

- من نشاطها الثقافي والاجتماعي والسياسي :

  1 تعليم النساء القرآن وتثقيفهن بالحكم الشرعي وبالمعارف الإلهية الضرورية ، وإن تأكيد النبي على مكانتها ومقامها وموقعها في الإسلام والإيمان والمعرفة قد جعل لها درجة من المرجعية للناس ، وأصبح بيتها محطا للداخلات والخارجات حيث كان سكان المدينة وغيرهم يقصدونها ليأخذوا عنها العلم والمعرفة كما ذكر المعتزلي .

 2 -  مشاركتها في الدعوة إلى الله في المواقع المختلفة حتى في قضية المباهلة مع النصارى .

 3 -  قيامها بدور الدفاع عن القضايا المصيرية ومنها ، قضية الإمامة ، وخطبتها العظيمة في المسجد التي تناولت فيها معظم جوانب التشريع الإسلامي فذكرت لكل جانب حكمته وفلسفته ، ومما قالت : " فجعل الله الإيمان تطهيرا  لكم من الشرك ،  والصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ونماءً  في الرزق ، والصيام تثبيتا للإخلاص ، والحج تشييداً للدين ، والعدل تنسيقا للقلوب ، وطاعتنا نظاما للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة ، والجهاد عزاً للإسلام ، والصبر معونة على استجاب الأجر ، والأمر بالمعروف مصلحة العامة . . . " .

 4 -  مساهمتها بما يتناسب مع شخصيتها وقدراتها وظروفها في حروب الإسلام المصيرية ، كما في أحد حيث داوت جراح رسول الله  (ص) .

 5 -  رعايتها للأيتام والمساكين والأسرى ، وهو ما خلده الله تعالى في القرآن .

لماذا سيدة نساء العالمين ؟

      ولأن الله هو الذي يختار إلى رسالته والى مقامات القرب منه ، وإلى مواضع الكرامة عنده من يشاء من خلقه ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) .  

    ولأن فاطمة في نفسها وفي ذاتها سيدة جليلة عارفة مطهرة معصومة عابدة عاملة زاهدة قريبة من الله تعالى.

    ولأنها تملك من المواصفات الإنسانية ، والروحية ، والأخلاقية ، والمعنوية ، ما لا تملكه امرأة في هذا الوجود على الإطلاق ، ولأنها مميزة في عبادتها وإخلاصها لله وفي طهرها وصفائها ونقائها وفي جهادها ودورها ، لأجل ذلك كله ؛ كانت سيدة نساء العالمين على الإطلاق ، وليست سيدة نساء زمانها فقط .

    وعندما يؤكد الإسلام أن فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين فهذا يعني أن على نساء العالم ( والرجال ) أن يتخذن من فاطمة أسوة وقدوة للاتباع والاقتداء .

    ولأجل ذلك كان نداء الإمام الخميني الراحل رضوان الله عليه  طبيعيا عندما أعلن يوم ولادتها ( يوماً للمرأة المسلمة العالمي ) حيث قال : " إذا كان لا بد للمرأة من يوم فأي يوم أعظم من يوم الزهراء (ع) " .