مقابلة في إذاعة النور حول الامام الصادق (ع)

باسمه تعالى

-                    ملامح الواقع العلمي والفكري في مرحلة إمامة الصادق (ع) ودوره فيها.

-                    لماذا نسب فقه الشيعة إلى الإمام الصادق (ع)

-                    تعريف الفقه / مصادره – تقسيماته.

-                    ميزات فقه الإمام (ع) (اتصاله بالنبي (ص)، صلاحه لكل زمان ومكان ....

-                    هل اقتصرت عطاءات الإمام الصادق (ع) على الفقه بالمعنى المتقدم، وما هي المجالات الأخرى؟

خلاصة الاجابات:

 

معنى الفقه:

الفقه هو العلم الذي يحدد الموقف العملي للانسان في كل حدث من أحداث الحياة لتكون أعماله منسجمة مع الشريعة الإسلامية.

والفقيه في عالم الفقه يمارس إقامة الدليل على تعيين الموقف العملي في كل جانب من جوانب الحياة.

الاجتهاد:

الاجتهاد في اللغة مأخوذ من الجهد، وهو (بذل الوسع للقيام بعمل ما). استعملت هذه الكلمة لأول مرة على الصعيد الفقهي للتعبير عن قاعدة من القواعد التي قررتها بعض مدارس الفقه السني وهي: (أن الفقيه إذا أراد أن يستنبط حكما شرعيا ولم يجد نصاً يدل عليه في الكتاب أو السنة رجع إلى الاجتهاد بدلا من النص) يعني رجع إلى الرأي الشخصي، إلى تفكيره الخاص، وذوقه الخاص.

-        هذا المعنى مرفوض والشيعة الذين رفضوا الاجتهاد رفضوا هذا المعنى لأنه يعود إلى الرأي والاستحسان والقياس.والصادق (ع) رفضه أيضاً.

 بينما الاجتهاد في اصطلاع مدرسة الإمامية عبارة عن الجهد العملي الذي يبذله الفقيه في استخراج الحكم الشرعي من ادلته ومصادره ، فليس الاجتهاد  مصدر من مصادر الاستنباط، كالاية والرواية ، بل هو عملية استنباط الحكم من مصادره.

   لماذا نسب الفقه إليه:

1-              تبلور الفقه الامامي بصيغته النهائية في زمانه، وتمت تقسيماته في زمانه

2-              نشر الفقه واتساع مجالاته وأفاقه ، وما روي عن الصادق في ابواب الفقه والاحاديث لم يروى عن غيره من الأئمة ، وهذا يعود الى الاسباب التالية:

1.  سنحت الفرصة للصادق لبث علومه بشكل لم تسنح لغيره من الأئمة.

2.  بقي إماماً لأكثر من ثلاثين عاماً وهو أكبر الأئمة سناً أي عمّر أكثر.

3.  أيامه كانت أيام علم وفقه ومناظرة وحديث ورواية.

 

 

مميزات فقه الإمام جعفر الصادق (ع)

1.              اشتمال الفقه على كل ما تحتاجه الإنسانية من أحكام ونظم في جميع جوانب الحياة

1-  عن الصادق (ع) إن الله تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد أن يقول: " لو كان هذا أنزل في القرآن؟ إلا وقد انزله الله فيه".

2-  وعنه (ع): ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة.

3-  وعنه (ع) يصف كتاب الجامعة الذي يتضمن أحكام الشريعة فيقول: فيه كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج إليه الناس حتى الارش في الخدش.

2.              اتصاله بالنبي (ص) وقد أخذ عن الصادق(ع) غير الإمامية.

3.              صلاحه لكل زمان ومكان (مرن)

4.              تجرده من القياس والرأي والاجتهاد الشخصي.

 

·       هل يمكن استخدام العقل كوسيلة لإثبات الحكم مهما كان مصدره ومهما كانت درجته، أو لا يمكن ذلك إلا في حدود معينة.

             هناك ثلاثة اتجاهات

-                    اتجاه أول: يدعو إلى اتخاذ العقل في نطاقه الواسع الذي يشمل الادراكات النافعة، فالعقل بكل انواعه وسيلة للإثبات الشرعي، ومن رواد هذا الاتجاه أبو حنيفة المتوفي (150 هـ).

-                    اتجاه ثاني: يرفض العقل ويشجب العقل ويجرده إطلاقاً عن وضعه وسيلة إثبات للحكم ويعتبر أن الوسيلة الوحيدة لإثبات الحكم هو البيان الشرعي ويرجع تاريخ هذا الاتجاه إلى القرن (11 هـ) حين اعلنه الميرزا محمد أمين الاسترابادي المتوفي سنة 1023 هـ  في كتاب الفوائد المدنية وهو اتجاه الاخباريين.

-                    اتجاه ثالث: يقف بين الاتجاهين المتطرفين اتجاه ثالث معتدل يتمثل في معظم فقهاء مدرسة أهل البيت (ع).

وهذا الاتجاه يؤمن خلافا للاتجاه الثاني بأن العقل وسيلة للإثبات ولكن لا في نطاق منفتح كما هو الاتجاه الأول بل ضمن النطاق الذي تتوفر فيه القناعة التامة للإنسان والإدراك الكامل الذي لا يوجد في مقابله احتمال الخطأ.

فكل إدراك عقلي يستبطن الجزم الكامل والقطع الكامل فهو وسيلة للإثبات، أما الإدراك الناقص الذي يقوم على أساي الترجيح فلا يعتبر وسيلة فهو أدة للمعرفة.

العقل

السؤال: ما هي حدود العقل الذي يقوم بدور إثبات الحكم الشرعي؟

الإدراك العقلي هو وسيلة رئيسية لإثبات الحكم الشرعي.

والإدراك العقلي له درجات مختلفة ومصادر مختلفة وهو من هذه الحيثية ينقسم إلى أقسام:

الإدراك العقلي القائم على أساس الحس والتجربة مثل إدراكنا أن وضع الماء على النار مدة طويلة يؤدي إلى غليانه.

الإدراك العقلي القائم على أساس البداهة، مثل إدراكنا أن الواحد نصف الإثنين.

الإدراك القائم على أساس التأمل النظري مثل إدراكنا أن المعلول يزول إذا زالت علته.

الإدراك الكامل القطعي، وهو أن ندرك بعقولنا حقيقة من الحقائق إدراكاً لا نتحمل فيه الخطأ والاشتباه. كإدراكنا أن الضدين لا يجتمعان، حرام وواجب في وقت واحد، حركة وسكون في وقت واحد.

الإدراك الناقص: هو اتجاه العقل نحو ترجيح شيء دون الجزم به لاحتمال الخطأ، كإدراكنا أن الدواء الذي نجح في علاج أمراض معينة سوف ينجح في علاج أمراض أخرى مشابهة. وان الفعل المشابه للحرام في أكثر خصائصه يشاركه في الحرمة.

المجالات الأخرى غير الفقه:

في الحديث في التفسير في علم الكلام والعقائد، في العلوم الإنسانية في الفلسفة ، في الطب ، الفلك ، الكيمياء.

وكان يعقد لكل علم حلقة خاصة، حلقة للفقه، حلقة للحديث الخ ...

ودرس جابر بن حيان علم الكيمياء فكتب جابر مئات الرسائل وقد طبعت 500 رسالة منها في المانيا قبل 300 سنة أو أكثر، وهي موجودة في مكتبة الدولة في برلين ومكتبة باريس أيضا، وبلغت مؤلفات جابر 3900 رسالة وقد تعلم الأوربيون من جابر الكيمياء.

في الحديث: روي عنه ابان بن تغلب ثلاثين ألف حديث ومحمد بن مسلم 16000 حديث

في التفسير: لا يخلو تفسير من التفاسير من الرواية عنه(ع).

في الأخلاق: راجع كتاب أخلاق الإمام الصادق للشيخ محمد جواد الجزائري.

في الفلك: راجع كتاب الهيئة والإسلام للسيد هبة الدين الشهرستاني

في الطب: راجع طب الإمام الصادق (ع) للشيخ محمد الخليلي.

في الكيمياء: كتاب الإمام الصادق ملهم الكيمياء للدكتور محمد يحي الاشمي.

والحمد لله رب العالمين