مقابلة مع تلفزيون المنار في برنامج الدين والحياة تحت عنوان فاطمة الزهراء قدوة النساء

فاطمة الزهراء (ع): بنت الرسول الأعظم (ص) وزوجة أمير المؤمنين (ع) وأم الأئمة الأظهار (ع).ولدت: في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة الشريفة  عليها وعلى مشرفها أفضل الصلاة والسلام استشهدت: بعد وفاة رسول اله (ص) بثلاثة أشهر تقريبا في الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى عشر للهجرة وعمرها ثماني عشرة سنة.

1-               التسمية والفضل

2-               (ام أبيها) (سيدة نساء العالمين) – لماذا وكيف؟

3-               الزهراء – الأخلاق

              - العلاقة مع الفقراء

             - العبادة وطاعة الله

             - الطفلة والمعاناة

            - تعليم الناس (القرآن والحديث)

4- زواج الزهراء   ... المهر   وجهاز العروس والأبعاد؟

5-  الزهراء ... وتربية الأبناء؟

6      تفسير سورة الكوثر   ... ذرية الرسول (ص)

7      الأدوار المتعددة للزهراء ... كيفية الموازنة فيما بينها؟

8 لماذا التركيز على الجانب الغيبي . الملكوتي للزهراء (ع) ... وكيف تصبح قدوة؟

9      الصورة المتناقضة (الاختلاط ورفضه ... حوار الرجال والخطب في المسجد وغيره ...)

10                       لماذا يوم المرأة العالمي؟

11                       برنامج عملي للإفادة من الزهراء (ع)

12                       كيفية إحياء الذكرى (نشاطات ثقافية – فنية ...)؟

13                       المطلوب من الحركات النسائية اليوم؟

 

 

خلاصة الاجابات:

التعريف بالزهراء(ع)

 

-                 فاطمة الزهراء (ع): بنت الرسول الأعظم (ص) وزوجة أمير المؤمنين (ع) وأم الأئمة الأظهار (ع).

-                 ولدت: في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة الشريفة  عليها وعلى مشرفها أفضل الصلاة والسلام

-                 استشهدت: بعد وفاة رسول اله (ص) بثلاثة أشهر تقريبا في الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى عشر للهجرة وعمرها ثماني عشرة سنة.

-                 دلت الروايات على أن نطفتها انعقدت من ثمر الجنة الذي تناوله النبي (ص) حين الإسراء والمعراج الذب حصل حوالي سنة 4 للبعثة النبوية.

أولادها:الإمامان الحسن والحسين (ع)، وزينب الكبرى (وقيل:أم كلثوم) والمحسن،  والأخير لم يقدر له أن يولد فقد اسقط في الأحداث التي جرت على الزهراء (ع) بعد وفاة أبيها عندما دخلوا بيتها عنوة، لإخراج علي مكرها للبيعة.

في القرآن الكريم:

       في القرآن الكريم أكثر من آية نزلت بشأنها ودلت على عصمتها ومكانتها وفضلها وإيثارها وحقها علينا والمسؤوليات. من ذلك:

قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا  " الأحزاب /33

قوله تعالى: في قضيةالمباهلة: " فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم،ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"  آل عمران/61

قوله تعالى: "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً" الإنسان/8

قوله تعالى: " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" الشورى /23

فضائل فاطمة:

1-              عدم عذاب محبيها ومحبي عترتها بالنار

2-              رضا رسول الله رضا فاطمة وإن الله يغضب لغضبها

3-  إنها من أحب الخلق إلى الله

4-              إنها أم أبيها وإنها سيدة نساء العالمين

5-              من أحبها كان مع النبي (ص) في درجته يوم القيامة

عن علي (ع) أخذ النبي (ص) بيد الحسن والحسين فقال من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

6-              إنها تزف إلى الجنة كما تزف العروس

7-              إنها بهجة قلب النبي وبضعته وقلبه وروحه التي بين جنبيه

البخاري بسنده عن رسول الله (ص) : فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني.

مسلم عن رسول الله (ص): إنما إبنتي فاطمة بضعة مني يؤذيني ما اذاها

من أغضبها فقد أغضبني

مسلم عن رسول الله (ص): انما ابنتي بضعة مني يريبني من ارابها و يؤذيني من اذاها.

 اخلاقها في بيتها :

عدم تكليفها عليا (ع) ما لا يقدر عليه.

تقسيم العمل بينها و بين علي (ع).

(عن الامام الصادق (ع) قال : ( كان امير المؤمنين (ع) يحتطب و يستقي و يكنس. و كانت فاطمة  تطحن و تعجن و تخبز).

 

مكارم اخلاقها:

اخلاصها/صدق لهجتها و حديثها/ حجابها و عفافها.

عن عمر بن دينار قال: قالت عائشة : ما رأيت أحدا قط اصدق من

 فاطمةغير ابيها (ص)

وقال لها النبي (ص) ذات مرة اي شيئ خير للمرأة ؟ قالت: أن لا ترى رجلا و لا يراها رجل ، فضمها اليه وقال:  ذرية بعضها من بعض.

عبادتها :

عن الحسن البصري حول عبادة الزهراء النموذجية (ما كان في هذه الامة اعبد من فاطمة (ع) انها كانت تقوم حتى تتورم قدماها).

و هي لم ترضى في عبادتها ان تخص نفسها بالدعاء او تحتكر لذتها القربة الى الله , كانت تتضرع الى الله من أجل الاخرين و تطلب الخير للمؤمنين و المؤمنات قبل ان تطلبه لنفسها .

يقول الامام الحسن (ع) :

رأيت امي فاطمة (ع) في محرابها ليلة فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح و سمعتها تدعو للمؤمنين و المؤمنات و تسميهم و تكثر من الدعاء لهم , و لا تدعو لنفسها بشئ فقلت لها : يا اماه لما لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني الجار ثم الدار.

 

 

اشبه الناس برسول الله :

عن عائشة في الاستيعاب قالت : ما رأيت احدا كان اشبه كلاما و سمتا و هديا برسول الله من فاطمة و كانت اذا دخلت عليه قام اليها فأخذ بيدها فقبلها و اجلسها في مجلسه و كانت اذا دخل عليها قامت اليه فأخذت بيده فقبلتها و اجلسته في مجلسها.

و قد تاثرت به حتى في مشيه ( ان فاطمة اقبلت ما تخطئ مشيتها مشيت رسول الله (ص).

زواجها من علي (ع):

عن الامام الصادق (ع) : لولا ان الله تبارك و تعالى خلق امير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على و جه الارض.

الزواج بأمر الله

وروى الصدوق بسنده عن الامام الرضى عن ابيه عن اباءه عن علي-  هذه هي سلسلة السند الذي يقول عنها الامام احمد بن حنبل : انها لو وضعت على مجنون لافاق – لانها من امام الى امام الى رسول الله عن علي قال: قال لي رسول الله (ص): يا علي لقد عاتبني الرجال من قريش في امر فاطمة و قالوا خطبناها اليك فمنعتنا و زوجتها علي (ع), فقال (ص) ما انا منعتكم و زوجتها بل الله منعكم و زوجها ليس الامر امري في ذلك ولكنه امر الله سبحانه و تعالى لانه كفؤ لها (ع).

مهر الزهراء :

400 درهما او 480 او 500 درهما و هو ثمن الدرع الذي كان يملكه علي(ع)

قال رسول الله (ص)  افضل نساء امتي اقلهن مهرا.

الامام الصادق (ع)  : شؤم المرأة في كثرة صداقها لان زيادة المهر يصعب الحياة على الناس ويخلق لهم المشاكل .

جهاز فاطمة:

اشتروا من المهر نفسه:

1-                       قميص + عباءة

2-                       خمار

3-                       قطيفة سوداء خيبرية

4-                       سرير من سعف النخل

5-                       فراشان من خيش مصر احدهما محشو ليف و الاخر من ليف الغنم

6-                       سترا من صوف

7-                       حصير هجري

8-                       رحا يد ( الراحى ما يطحن عليه)

9-                       مخضب من نحاس = وعاء لغسل الثياب

10-                وعاء للبن

11-                قربة صغيرة للماء

اثاث بيت علي (ع):

1-              نصب خشبة من حائط الى حائط لتعليق الثياب

2-              بساط

3-              مخدة محشوة ليف

4-              منخل

5-              قربة ماء

 

 

فاطمة في بيت الزوجية:

1-              الاحترام لزوجها.  ما اسخطته يوما، ولم تعصي له أمراً

2-              القناعة وعدم المطالبة والإلحاح في الطلب

3-              قيامها بمسؤلياتها البيتية وإدارة شؤون البيت وعدم استنكافها العمل.

وقد ورد عن علي: انها استقت بالقربة حتى أثر ذلك في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها،وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها.

4-              حسن التبعل

فقد كان علي يقضي أيامه في الجهاد

ورد في الحديث: جهاد المرأة حسن التبعل

عندما تصبر المرأة على زوجها وتحسن معاملته فذلك جهاد في سبيل الله وتشاركه أجر جهاده.

يقول علي : لقد كنت أنظر إليها فتنجلي عني الغموم والأحزان بنظرتي إليها .

ويقول عليه السلام: فوالله ما أغضبتها ولا أكربتها حتى قبضها الله إليه ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً.

تربيتها لاطفالها

اعتمدت في التربيةالنهج التالي:

1-الحب والمودة لانه ثبت في علم النفس والتربية ان الطفل يحتاج في مرحلة الطفولة الى الشعور بحب الاخرين له واهتمامهم به.

فقد كان رسول الله يقبل الحسن والحسين ويحملهما على ظهره.

وذات يوم كان يقبل الحسن والحسين فقال له رجل من اصحابه: إن لي عشرة  ما قبلت واحدا منهم قط ! فغضب رسول الله حتى التمع لونه وقال للرجل: إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع لك ؟ من لا يرحم صغيرنا ولا يعززكبيرنا فليس منا.

كان (ص)يشمهما كما يشم رائحة الورد العطرة، وكان يضمهمااليه ويحتضنهما.

وعن ابي هريرة: خرج رسول الله ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذامرة حتى انتهى الينا. فقال له رجل: يا رسول الله انك لتحبهما؟ فقال: من احبهما فقد احبني ومن ابغضهما فقد ابغضني.

1-  احترام شخصية الطفل ومعاملته معاملة الرجال الكبار.

2-  التربية على اساس الايمان.

3-  الاستقامة في السلوك والصراحة والصدق والوفاء بالوعد.

4-  الاعتماد على النفس.

5-  رعاية حقوق الاخرين وعدم بخس الناس اشياءهم.

لماذا سيدة نساء العالمين؟

       ولأن الله هو الذي يختار إلى رسالته وإلى مقامات القرب منه، وإلى مواضع الكرامة عنده من يشاء من خلقه. (الله أعلم حيث يجعل رسالته).

       ولأن فاطمة في نفسها وفي ذاتها سيدة جليلة عارفة مطهرة معصومة عابدة عاملة زاهدة قريبة من الله تعالى.

       ولأنها تملك من المواصفات الإنسانية، والروحية، والأخلاقية، والمعنوية، مما لا تملكه إمرأة في هذا الوجود على الإطلاق، ولأنها مميزة في عبادتها وإخلاصها لله وفي طهرها وصفائها ونقائها وفي جهادها ودورها، لأجل ذلك كله، كانت سيدة نساء العالمين على الإطلاق، وليست سيدة نساء زمانها فقط.

       وعندما يؤكد الإسلام أن فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين فهذا يعني أن على نساء العالم (والرجال) أن يتخذن من فاطمة أسوة وقدوة للاتباع والاقتداء.

ولأجل ذلك كان نداء الإمام الخميني الراحل رضوان الله عليه طبيعيا عندما أعلن يوم ولادتها (يوما للمرأة المسلمة العالمي)، حيث قال: "إذا كان لا بد للمرأة من يوم فأي يوم أعظم من يوم الزهراء (ع).

لماذا يوم عالمي؟

       تحولت المرأة اليوم إلى سلعة وأداة للإثارة، وظلت المرأة في الغرب ينظر إليها نظرة دونية حتى إلى ما بعد النهضة العلمية  في اوربا. واليوم يراد لها أن تكون صاحبة الدور الهدام والمفسد.

تعرضت المرأة إلى ظلم واضطهاد كبيرين ولا زالت.

       للمرأة مكانة وقيمة كبيرة في الاسلام لما تحمله من خصائص انسانية وهي الى جانب الرجل تقوم بدورها الانساني في الحياة العامة، لذلك ومن اجل اظهار قيمة المراة ومكانتها وحقوقها كان لا بد من تخصيص يوم لها من أجل أن يتعرف الناس على قيمتها وموقعها ودورها في تحمل المسؤوليات العامة إلى جانب الرجل على أكثر من صعيد.

       وكان اختياريوم مولد الزهراء لأنه كما يقول الإمام الخميني (إذا كان لا بد من يوم للمرأة فأي يوم أعظم من ولادة الزهراء).

       ومن أجل ربط المرأة بأعظم إمرأة في هذا الوجود وتوجيه نساء الأمة للتحلي بأخلاق الزهراء وأوصافها وقيمها وسلوكها ومواقفها والتزام نهجها وخطها.

 

من نشاطها الاجتماعي والسياسي:

1.              تعليم النساء القرآن وتثقيفهن بالحكم الشرعي وبالمعارف الإلهية الضرورية، وإن تأكيد النبي على مكانتها وموقعها في الإسلام والإيمان والمعرفة قد جعل لها درجة من المرجعية للناس، وأصبح بيتها محطا للداخلات والخارجات حيث كان سكان المدينة وغيرهم يقصدونها ليأخذوا عنها العلم والمعرفة كما ذكر المعتزلي.

2.              مشاركتها في الدعوة إلى الله في المواقع المختلفة حتى في قضية المباهلة مع النصارى.

3.              قيامها بدور الدفاع عن القضايا المصيرية ومنها، قضية الإمامة، وخطبتها العظيمة في المسجد التي تناولت فيها معظم جوانب التشريع الإسلامي فذكرت لكل جانب حكمته وفلسفته، ومما قالت: "فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك... والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق، والصيام تثبيتا للإخلاص، والحج تشييدا للدين، والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمانا من الفرقة، والجهاد عزا للإسلام، والصبر معونة على استجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة العامة ....

4.              مساهمتها بما يتناسب مع شخصيتها وقدراتها وظروفها في حروب الإسلام المصيرية، كما في أحد حيث داوت جراح رسول الله (ص).

5.              رعايتها للأيتام والمساكين والأسرى، وهو ما خلده الله تعالى في القرآن.

 

مظلومية الزهراء :

بالرغم من تأكيد النبي (ص) في عشرات الأحاديث والمواقف على عظيم منزلة السيدة الزهراء (ع) وموقعها في الإسلام والعقيدة وأنه بضعته وقلبه وروحه  وأن من أغضبها فقد أغضبه، ومن اذاها فقد آذاه ومن آذاه فقد أذى الله... بالرغم من كل ذلك مما كان يعرفه المسلمون ويعوه جيدا، .... فقد تعرضت (ص) بعد وفاة أبيها إلى ظلم واضطهاد كبيرين بسبب مواقفها من موضوعات هامة وحساسة ، ومطالبتها بحقها في فدك،ودفاعها عن حق زوجها أمير المؤمنين (ع) في إمامة المسلمين وبسبب حثها للمسلمين على تحمل مسؤولياتهم تجاه التجاوزات الواضحة لأحكام الإسلام وتعاليمه السامية,

       وقد وردت روايات كثيرة عن ائمة أهل البيت (ع) تصرح بمظلوميتها وبما جرى عليها بعد وفاة أبيها وهي روايات متواترة وبعضها صحيح.

كما أفاض الشعراء والأدباء في ما تعرضت له السيدة الزهراء (ص) من إساءة وظلم منذ القرون الأولى وإلى يومنا هذا، وبعض هؤلاء الشعراء كان معاصرا للأئمة عليهم السلام كالسيد الحميري المتوفي سنة 173 هـ الذي كان معاصرا للإمامين الكاظم والصادق (ع) وعبد الله بن عمار المتوفي سنة245 هـ والقاضي النعمان المتوفي سنة 363 هـ وغيرهم.

كما أن مظلومية السيدة الزهراء وما جرى عليها، هي من المسلمات عند علمائنا الكبار على مر التاريخ، فقد نقل شيخ الطائفة أبوجعفر الطوسي رضوان الله عليه الإجماع عند علمائنا على هذه القضية، وتناول معظم علمائنا المتأخرين عن الشيخ الطوسي  بيان وشرح ما تعرضت له السيدة الزهراء(ع) كالعلامة الحلي والعلامة المجلسي والشيخ كاشف الغطاء والسيد عبد الحسين شرف الدين والإمام الخميني الراحل رضوان الله عليه وعليهم.

وإن ما جرى على السيدة الزهراء من أحداث وما وجهته من بلايا لم يكن يستهدف شخصها أو شخصيتها كفرد بقدر ما كان يستهدف القفز فوق ثوابت إسلامية للوصول إلى ما لم يكن صانعوا تلك الاحداث مؤهلين للوصول إليه أو الحصول على ما لا يحق لهم الحصول عليه. وذلك لأن السيدة الزهراء (ص) كانت في واقع الأمر ذلك السد المنيع والقوي الذي يعترض سبيل تحقيق طموحات غير مشروعة ولا مبررة وهي تلك القوة المؤثرة والحاسمة في إظهار الحق وفي إظهار زيف تلك الطموحات وتأكيد وترسيخ بطلانها.

 

مصحف فاطمة:

       يظهر من الروايات أنه لم يكن مصحفاً قرآنياً. ولا تدعي فاطمة ولا غيرها أنه قرآن آخر في مقابل القرآن الكريم المعروف. بل هوكتاب كسائر الكتب ليس فيه تشريع أي حلال و حرام ، ولكن فيه وصية فاطمة وفيه علم ما يكون في المستقبل.

يقول الإمام الصادق (ع) لأبي بصير في حديث: وإن  عندنا لمصحف فاطمة (ع). فقال أبو بصير: وما مصحف فاطمة؟ فقال (ع): مصحف فيه مثل قرأنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.

وعنه في حديث آخر حول طبيعةهذا المصحف ومصدره يقول (ع):

إن الله تعالى لما قبض نبيه (ص) دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك (أي عدم حفظها ما يقول) إلى أمير المؤمنين (ع) فقال " إذا احسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته ذلك، فجعل أمير المؤمنين يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً. أما أنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.

وفي رواية ثالثة عن الصادق (ع) يقول : وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة.

وفي حديث آخر عنه (ع): إن فاطمة مكثت بعد رسول الله(ع) خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزن شديد على أبيها. وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها. ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي (ع) يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة.

عن فضيل بن سكرة  قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) فقال: يا فضيل أتدري في أي شيء كنت أنظر قبيل مجيئك؛ قال لا، قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة(ع) ليس فيه ملك يملك الأرض إلا وهومكتوب فيه باسمه واسم أبيه.

نقش خاتمها:

       كان نقش خاتمها(أمن المتوكلون) وقيل (الله ولي عصمتي) وقيل (نعم القادر الله) وكان خاتمها من الفضة.

       وذكروا أن لنقش هذه الكلمات في حص الخاتم تأثيراً كبيراً لدفع الأعداء وحفظ الأموال والأنفس من شر الجن والأنس ولدفع المكاره والآفات والبلاء.

       وما كان ينقشه كل إمام على خاتمه لم يكن لمجرد البركة ولا لمحض الترف الفكري ولا للزينة ولا كان أمرا عفويا. وإنما يعبر عموما عن ظاهرة من نوع معين وعن ظروف نفسية واجتماعية وسياسية وعن مفهوم عقائدي أو ديني أو أخلاقي وكذلك عن مميزات وملكات شخصية خاصة لابد من التعبير عنها أو تسجيل موقف منها.

       ولأن الزهراء (ع) بعد وفاة أبيها تعرضت لتحدٍ كبير وتعرضت لكثير من الإهانات وللظلم والابتزاز وغير ذلك مما لا يجهله أحد. كان لا بد أن تقول كلمتها وتسجل موقفها الرسالي تجاه هذه الأحداث وتعلن صراحة: أنها لا تجد في كل ما جرى عليها ما يخيفها أويرهبها لأن روحها الصافية الطاهرة ترتبط بالله وبالله وحده وتلجأ إليه وحده ولذلك كان نقش خاتمها (أمن المتوكلون) (ونعم القادر الله).

بيت الأحزان:

كان حزن الزهراء وبكائها على فراق أبيها شديداً

ضج أهل المدينة من كثرة بكائها

فبنى علي (ع) لها بيتا في البقيع يسمى بيت الأحزان، فكانت عليها السلام إذا  أصبحت أخذت الحسن والحسين وقدمتهما أمامها وخرجت الى البقيع باكية .

وقد ذكر ابن جبير بيت الأحزان هذا فقال: يلي القبة العباسية أي قبر العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص) بيت فاطمة بنت رسول الله ويعرف ببيت الأحزان يقال أنه الذي آوت إليه والتزمت فيه الحزن على موت أبيها المصطفى / رحلة ابن جبير  / ص 155.

تسبيح الزهراء

       وهو تسبيح علمه رسول الله (ص) لإبنته فاطمة الزهراء(ع) وهذا التسبيح يقرأ بعد كل صلاة، ولم يروى إلا عنها باتفاق الجميع.

-                    وقد حدث أمير المؤمنين (ع) عن فاطمة وتسبيحها فقال (ع) إنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها (أي ظهر فيها لحم ميت يابس من كثرة العمل) وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها،وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها (إسودت)   فأصابها من ذلك ضرر شديد، فشكت ذلك لأمير المؤمنين (ع) فطلب منها أن تذهب لأبيها النبي (ص) وتطلب منه خادماً، فطلبت منه ذلك.

فقال لها رسول الله (ص): يا فاطمة أعطيك ما هوخير لك من خادم ومن الدنيا وما فيها: تكبرين الله بعد كل صلاة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثة وثلاثين تحميدة، وتسبحين الله ثلاثة وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك بلا إلله إلا الله، وذلك خير لك من الذي اردت ومن الدنيا وما فيها.

-                    وقد ورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال لأحد أصجابه: يا أبا هارون إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (ع) كما نأمرهم بالصلاة، فألزمه، فإنه لم يلزمه عبد فشقي.

 

فدك:

         فدك قرية تبعد عن المدينة حوالي 130 كيلومتراَ جنوباً.  

ويقول الحموي فيها عين فوارة  ونخيل كثير. ويقدر أبن أبي الحديد بعض نخيلها بنخيل الكوفة في القرن السادس الهجري.

       امتلكها النبي بعدما دخلها من غير حرب حيث كان يسكن فيها اليهود.

       قال تعالى: (ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير) الحشر/6

       (واعلموا إنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى...)الأنفال/41

وقد وهبها النبي(ص) للزهراء في حياته بدليل:

1-  أقوال الزهراء: في أن فدك نحلة وهبها لها رسول الله.

2-   قول علي في كتابه إلى عثمان بن حنين: بلى كانت في ايدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين والحكم لله. كتاب /45

بعض الصحابة بعد أن تسلم زمام الأمور قام بانتزاع فدك من فاطمة، وجعلها من مصادر المالية العامة للمسلمين.

احتج بأن النبي قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة.

والجواب :

أولاً: سند الحديث غير صحيح ولم يرد الحديث إلا عن أبي بكر.

وهذا الخبر الواحد مخالف لعموم الإرث الوارد في القرآن: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان، والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا ) النساء/8.

(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) النساء/11

كل الأنبياء ورثوا... بصريح القرآن عن زكريا (فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) مريم /6

ثانيا: إنها نحلة وهبة تملتكها الزهراء في حياة النبي ولم تكن إرثاً حتى يحتج بذلك.

وقد احتجت بذلك في خطبتها (ع) حيث قالت: (أخصكم الله بآية أخرج بها أبي ؟ ).

 وفي موضع آخر: أم انتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان ؟).

المطلوب من الحركات النسائية اليوم:

 

   الحركات النسائية وجمعيات حقوق المرأة نقول لهم تعرفوا على الإسلام والتشريعات المتعلقة فيه بالمرأة.

الحركات النسائية الإسلامية المطلوب منها:

1.              الحركات التي تملك طاقة أي طاقة من الطاقات وتحتل موقعا متقدما ومؤثرا في الوسط الاجتماعي لابد أن تقوم بدورها بشكل كامل غير منقوص ولا بد من تحريك طاقاتها لتخدم خط الله، ولخدمة الناس والإسلام والقضايا الكبرى والمصيرية.

فاطمة كانت لا تترك دقيقة من وقتها إلا وتحركها من أجل القيام بمسؤولياتها، ويجب أن نتعلم أن الله غدا سيحاسبنا على كل دقيقة وعلى كل طاقة اضعناها  وعلى كل جهد بددناه.

نتعلم منها كيف نجعل حياتنا في خدمة الله وفي خدمة الإسلام وفي خدمة القضايا الكبرى المتعلقة بالأمة.

2.              تحصين الأمة وخاصة النساء بالعلم والمعرفة والوعي والثقافة الأصيلة والعمل على تربية النساء على قيم الإسلام ومفاهيم الإسلام وتشريعات الإسلام من أجل أن يرتبط الناس بالله.

3.              العمل على إظهار قيم الزهراء وأخلاقها وروحيتها وتقديمها كنموذج إنساني كامل للنساء والرجال في كل جوانب حياتها، وتقديم النماذج الإنسانية الكاملة للمرأة في العالم كآسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وغيرهن.

4.              أن لا تقف الحركات موقفا سلبيا حياديا تجاه ما يحدث للأمة بل أن تواجه الموقف من موقع التحدي كما فعلت الزهراء التي وقفت بعد وفاة أبيها موقفا أساسيا إلى جانب الرسالة واحكامها ومفاهيمها، لأنها كانت تشعر أنها مسؤولة عن حماية الأمة  والرسالة. واجهت الموقف السياسي وكانت في خط المعارضة من أجل التغيير.

 

والحمد لله رب العالمين