مقابلة جريدة الوفاق الايرانية بمناسبة يوم القدس العالمي 29-4-2022

مقابلة جريدة الوفاق الايرانية مع نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش بمناسبة يوم القدس العالمي 1443-2022

جواب السؤال رقم ١ :في الذكرى ال٤٢ لإعلان الامام الخميني(رض)آخر جمعة لشهر رمضان المبارك يوم القدس العالمي،كيف تقيمون اليوم أهمية هذه المناسبة العالمية؟

 ج-تزداد اهمية وعظمة هذه المناسبة كلما تعاظمت مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يبتكر باستمرار اساليب جديدة في مقاومة الاحتلال وحماية القدس والسعي لتحريرهاkوكلما ازداد عدد انصار هذه القضية والمؤيدين لها والمتعاطفين معها والمجاهدين المستعدين للتضحية من أجلهاkفالاستكبار العالمي والحركة الصهيونية ومعهما المطبعون العرب كان هدفهم ولا يزال طمس هذه القضية وجعلها في مطاوي النسيان وممارسة الضغوط على الشعب الفلسطيني للقبول بالفتات من ارض فلسطين وتقديم التنازلات وفرض الاستسلام عليه، كان هدفهم دائما تيئيس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية وإشعارها بالإحباط والاعتقاد بأنه لا يوجد أي أفق لتحرير فلسطين واستعادة القدسkوانه ليس امام الشعب الفلسطيني وشعوب الامة سوى الاستسلام والقبولبلامر الواقع الذي يفرضه الاحتلال.

ما يحصل اليوم هو على العكس من ذلك فببركة إعلان الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) لآخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس ودعوته لشعوب الأمة وللعالم الى إحياء هذه المناسبة، ووببركة الإيمان والوعي والجهاد والتضحيات والحضور القوي للشعب الفلسطيني في ميادين المقاومة والمواجهة، عادت القدس اليوم لتكون هي القضية الأساس وهي المحور، وستبقى كذلك مع كل الاجيال القادمة الى حين طرد الصهاينة وازالة الاحتلال .

 

جواب ٢:  في ضوء تسارع وتيرة عملية التطبيع لبعض الأنظمة مع العدو الصهيوني،ما هو سيكون تأثير يوم القدس و خروج الشعوب في هذه المناسبة في التصدي لمشروع التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني و مقاومته؟

 

ج-لا شك ان خروج الشعوب لاحياء هذه المناسبة سيبعث برسالة الى العالم كله بأنها لن تتخلى عن دعمها لفلسطين والقدس ومقاومة الشعب الفلسطيني، وان هذه القضية لن يطالها النسيان بل ستبقى حاضرة في وجدان الامة مهما طال الزمن، وأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم وسيبقى يقاوم بكل الوسائل والأساليب حتى لو تنازلت بعض الأنظمة المطبعة عن شرف الانتصار لقضيته من أجل الحفاظ على عروشها وسلطانها، وأن المشهد الحقيقي في المنطقة ليس مشهد التخاذل والاستسلام الذي ترسمه دول التطبيع، وإنما المشهد الفعلي والحقيقي في المنطقة هو المشهد الذي ترسمه الشعوب وشهادة ودماء المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني ، وأن الصراع في المنطقة كان ولا يزال بين خيارين، خيار المقاومة الذي تمثله الشعوب، وخيار الاستسلام الذي تمثله الأنظمة الهشة التي تحتمي بالصهاينة.

كما ان التفاعل الميداني مع اعلان يوم القدس العالمي وخروج شعوب الامة لاحياء هذه المناسبة سيبعث برسالة خاصة لأنظمة التطبيع والاستسلام في المنطقة، أنكم اذا كنتم تراهنون على اقناع الشعوب بالتطبيع والاذعان لواقع التخاذل والتسليم بالاحتلال كامر واقع، فإنكم إنما تراهنون على سراب وخيال واوهام، لان الشعوب الحية والاجيال لن تقبل بمسار التطبيع ولا بمنطق التخاذل والاستسلام وستبقى قضية القدس في اعلى سلم اولوياتها.

 

جواب ٣: الثورة الإسلامية في ايران منذ انطلاقتها كانت تولى أهمية خاصة بالقضية الفلسطينية،كيف تنظرون الى دعم ايران لهذه القضية ودور قادتها الامام الخميني  والامام الخامنئي؟

ج-مسألة دعم الجمهورية الاسلامية في ايران للقضية الفلسطينية وللمقاومة في فلسطين هي مسألة مبدئية والتزام وموقف ثابت وراسخ، هي ليست مسألة سياسية بحتة وليست مسألة تكتيكية او آنية أو مرحلية، وإنما هي مسألة عقائدية وإيمانية ودينية وإنسانية وأخلاقية وقانونية، هي مسألة حقٍ مطلق بالنسبة لايران لا يُمكن أن يتغير أو يتبدل بتبدل الزمان والمكان والظروف، ولذلك فإن الجمهورية الاسلامية في إيران لم تتخل عن التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية رغم الحصار والعقوبات والحرب الكونية التي فرضت عليها.

واليوم ايران تدفع ثمن هذا الالتزام وهذا الموقف المبدئي على مختلف الصعد دون ان تتراجع قيد انملة.

 

جواب٤:  كيف تنظرون الى دور الشهيد سليماني في دعم فلسطين؟

ج-فلسطين كان لها حصّة كبيرة جدا في عقل ووجدان الشهيد سليماني، وهو  الذي أحب فلسطين وقدم لها اكثر مما يتصوره انسان،  وكان له دور كبير في دعم القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة في فلسطين، وهذا لا نعترق به نحن بل هو ما يذكره ويتحدث به قادة الفصائل الفلسطينية الذين تعاملوا مع الشهيد وكانوا على اطلاع  على حجم تقديماته وتضحياته في هذا الملف، فهو وفريقه لم يقصروا في كل ما يمكن تقديمه لفلسطين على كل المستويات وقد كشف الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله في احدى المقابلات عن ان الشهيد سليماني هو الذي كان ييقف خلف إيصال صواريخ الكورنيت إلى المقاومة الفلسطينية في غزة، هذه الصواريخ التي أذلت دبابة الميركافا التي يتغنى الاسرائيلي بها ويعتبرها فخر الصناعة الاسرائيلية .

وقادة الفصائل الفلسطينية، الذين كانوا على علاقة مع الشهيد سليماني يقولون انه خلال عشرين سنة من التعامل مع الحاج قاسم فانه لم يطلب منا شيئا لايران مقابل الدعم الذي كانت تقدمه للمقاومة الفلسطينية، نعم كان يطلب منهم أن يتحدوا، وأن يقاوموا، وأن يجعلوا أولويتهم تحرير أرضهم، هذا هو الشي الوحيد الذي كان يطلبه الشهيد سليماني من قادة الفصائل، وهذه هي سياسة ايران تجاه كل من تقدم له دعما سياسيا اواعلاميا او حتى عسكريا.

 

جواب5:  ماهي رسالتكم بمناسبة يوم القدس في ظل محاولات الاعداء لحرف البوصلة عن القضية المركزية للأمة وهي فلسطين؟

ج-نقول للاعداء الذين يراهنون اليوم على تعب الشعب الفلسطيني وتعب شعوب الامة تحت وطأة الضغوط والحصار والارهاب والقتل والمعاناة ستخيب رهاناتكم فالشعب الفلسطيني الأبي والمظلوم والصامد والصابر والمجاهد لن يتعب ولن يكل ولن يمل ولا يمكن أن ينسى او أن ييأس أو ان  يتنازل أو ان يستسلم، ولن يغادر أبدا أرضه مهما ضاقت أيامه وصعبت معيشته وعظمت تضحياته،  بل سيبقى متمسكا بارضه ومقدساته ومعه كل الشعوب الحرة وحركات المقاومة في المنطقة، وسيواصل مقاومته للاحتلال حتى زوال هذا الكيان ولن يغير في مواقفه هذه مهما كثر المهرولون نحو التطبيع والاستسلام.

 ونحن في حزب الله في لبنان وكما قال  سماحة الامين العام حفظه الله  نعتبر أنفسنا في خط المواجهة الأمامي إلى جانب إخوتنا الأعزاء والمجاهدين الشرفاء في فصائل المقاومة الفلسطينية، نعمل من هذا الموقع ونتحمل كل التبعات والضغوط والعقوبات والحصار، ونتطلع إلى اليوم الذي ستعود فيه القدس إلى أهلها و إلى الأمة.