الشيخ دعموش لصحيفة الوفاق : المجموعات التكفيرية أداة أمريكية إسرائيلية لضرب المقاومة

الذی یقف وراء العملیات الإرهابیة فی لبنان هی عصابات مسلحة ترتبط بداعش والنصرة
 لا نجد حلاً للأزمة السوریة سوى الحل السیاسی
 المقاومة الیوم أقوى من أی وقت مضى وهی تملک قدرات هائلة تجعل الکیان الصهیونی بکامله تحت مرمى نیرانها
 نحن من جهتنا سنتعاون داخل الحکومة بروح وطنیة مسؤولة
 إیران بعد خمس وثلاثین سنة على إنتصار الثورة هی دولة مستقلة ومتقدمة ومتطورة

الوفاق/خاص/مختار حداد-فی ضوء التطورات التی تشهدها بعض دول المنطقة ومنها لبنان وسوریة و.. من عملیات إرهابیة تشنها المجموعات التکفیریة وکذلک التهدیدات الصهیونیة وتلاقی الفریقین عند نقطة واحدة فی الهدف والذی کشفه تفقد رئیس الوزراء الصهیونی وعدد من مسؤولی هذا الکیان لجرحى المجموعات التکفیریة، أجرت الوفاق لقاء مطولاً مع سماحة الشیخ علی دعموش مسؤول وحدة العلاقات الخارجیة فی حزب الله لبنان وتناول اللقاء الموضوعات المطروحة على الساحتین اللبنانیة والاقلیمیة الیوم وخرج بما یلی:

س) ما هو الهدف من تصعید العملیات الارهابیة فی لبنان ومن یقف وراء هذه العملیات؟
ج) الذی یقف وراء العملیات الإرهابیة فی لبنان هی عصابات مسلحة ترتبط بداعش والنصرة وغیرها من الجماعات المتطرفة التی تتخذ من بعض المناطق السوریة بؤراً لها.. وبات معروفاً عندنا فی لبنان أن بلدة یبرود السوریة القریبة من الحدود اللبنانیة نسبیاً والتی تسیطر علیها المجموعات الإرهابیة هی من یصدّر السیارات المفخخة والإنتحاریین إلى المناطق اللبنانیة لقتل الناس الأبریاء فی الشوارع العامة.
أما الهدف من هذه العملیات فقد یکون نقل ما یجری فی سوریا والعراق وغیرهما إلى الساحة اللبنانیة لضرب الاستقرار وإحداث الفتنة وإلحاق لبنان بالفوضى التی تعم المنطقة. کما قد یکون من جملة الأهداف أیضاً محاولة الضغط على اللبنانیین وعلى بیئة المقاومة تحدیداً نظراً لمواقفها من الأزمة السوریة وهی ضغوط أمنیة تلتقی مع جملة الضغوط السیاسیة والإعلامیة التی تمارسها قوى 14 آذار على المقاومة من أجل تغییر مواقفها السیاسیة فی الداخل ومما یجری فی سوریا، لکن هذا لن یحصل فلا الإرهاب ولا الضغوط السیاسیة والإعلامیة یمکن أن تغیر من المواقف السیاسیة والمیدانیة للمقاومة. وستبقى المقاومة حیث یجب أن تکون لحمایة نفسها والحفاظ على لبنان من إرهاب هذه المجموعات المجرمة.

المجموعات التکفیریة...

تتمة المنشور ص 1

س) شهدنا فی العملیات الأخیرة ضرب أحد قیادات المقاومة وکذلک مناطق الضاحیة..هل أصبحت أجندة الإرهابیین مشترکة مع الکیان الصهیونی لضرب المقاومة؟
ج) بالتأکید الأجندة واحدة لأننا على قناعة بأن المجموعات التکفیریة الإرهابیة تحولت إلى أداة أمریکیة إسرائیلیة لضرب المقاومة، والعالم یجب أن یلاحظ أن هؤلاء یضربون نفس المناطق اللبنانیة التی کانت هدفاً مباشراً للعدوان الإسرائیلی فی حرب تموز من العام 2006. ولکن غاب عن هؤلاء أن کل الإرهاب الإسرائیلی فی عدوان تموز بالرغم من وحشیته وتدمیره للبنى التحتیة والبیوت والمبانی السکنیة وأرزاق الناس لم یستطع أن یکسر إرادة الناس أو أن ینال من المقاومة، والتکفیریون أعجز من أن ینالوا منها أو یضغطوا علیها من خلال التفجیرات المتنقلة والعملیات الإرهابیة.

س) ما هو تقییمکم للتطورات فی سوریا ومستقبلها؟
ج) أعتقد أن مجریات الأمور فی سوریا على المستویین المیدانی والسیاسی بدأت تمیل لمصلحة النظام فالجیش السوری یحرز تقدماً ملحوظاً فی حلب وحمص والقلمون وغیرها، وقد جرت مصالحات عدیدة فی الآونة الأخیرة فی أکثر من منطقة فی معضمیة الشام وبیت سحم والزبدانی ومطایا وغیرها، إضافة إلى أن الصراع المسلح بین المجموعات الإرهابیة والذی ذهب ضحیته حتى الآن أکثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة من العصابات المسلحة من داعش والنصرة وغیرهما یکشف عن حقیقة هذه الجماعات لدى الرأی العام الدولی والرأی العام السوری وکل ذلک یصب فی مصلحة النظام على المستوى المیدانی. أما على المستوى السیاسی فأعتقد أن المشهد الذی قدمه الوفد السوری فی جنیف کان مشهداً قویاً ومتماسکاً فی الوقت الذی کان مشهد المعارضة مشهداً مرتبکاً ومفککاً وقد وصلت المفاوضات إلى طریق مسدود بفعل إصرار فریق المعارضة على بحث الفترة الانتقالیة قبل معالجة موضوع الإرهاب. ولکن بالرغم من ذلک فإننا لا نجد أن ثمة حلاً للأزمة السوریة سوى الحل السیاسی..ولذلک یجب أن تستمر الجهود للتوصل إلى حل یجنب الشعب السوری المزید من إراقة الدماء.

س) ما هو السبیل لمواجهة الفکر التکفیری المنتشر فی المنطقة الذی نرى أنه ینفذ عملیات ضد الأبریاء فی العراق وسوریا وأخیراً فی مصر؟
ج) المشروع التکفیری هو مشروع فتنوی تفتیتی هدفه تدمیر المنطقة وضرب المقاومة، وهو خطر على کل المنطقة ودولها وحکوماتها وشعوبها مهما کانت إنتماءاتهم الدینیة والمذهبیة والعرقیة، ومن واجب الأمة کلها مواجهة هذه الفکر وهذا المشروع بکل الوسائل المتاحة، بالفکر والثقافة والفقه وبالعمل المیدانی، والدول والحکومات والشعوب معنیة بمحاصرة هذه الجماعات وعدم دعمها لأن إنتشار هذه التیارات کان نتیجة دعم ومساندة بعض دول المنطقة لها مما ساعدها على التمدد فی العراق وسوریا وغیرها، وأعتقد أن من واجب علماء المسلمین بالدرجة الأولى التصدی لهذا الفکر وکشف زیفه وبُعده عن الدین والقیم وبُعده أیضاً عن هموم الأمة وقضایاها المرکزیة کقضیة فلسطین والقدس.
فالتکفیریون الذین یمعنون فی قتل الأبریاء وینشرون الخراب والدمار فی بلاد المسلمین فی العراق وسوریا ولبنان وباکستان ومصر وغیرها لم یقفوا فی یوم من الأیام فی مواجهة إسرائیل ولم یعملوا ولا فی یوم بجدیة على تحریر فلسطین والقدس، وعندما تعلن أمریکا وفرنسا وبریطانیا وحلفاؤهم العرب عن دعم ومساندة هؤلاء وإمدادهم بالمال والسلاح فهذا یعنی أن هؤلاء تحولوا إلى أداة أمریکیة إسرائیلیة لتفتیت الأمة وضرب المقاومة وتدمیر المنطقة.

س) هل الکیان الصهیونی یُعد لحرب جدیدة ؟وما هو مدى جهوزیة المقاومة لمواجهة أی عملیة صهیونیة محتملة؟
ج) لیس فی الأفق المنظور ما یوحی بوجود نیة لدى الکیان الصهیونی لفتح حرب جدیدة ضد لبنان أو فی المنطقة، بالرغم من أن هذا الکیان یستعد ویعمل على إستکمال جهوزیته ولا ینفک عن القیام بالتدریبات والمناورات وإختبارات الجهوزیة على کافة المستویات العسکریة والقتالیة وفی الجبهة الداخلیة..
وفی تقدیری فإن أحد أهم الأسباب التی تمنع الإسرائیلی من الإقدام على حرب جدیدة هو قوة الردع وتوازن الرعب الذی صنعته المقاومة الإسلامیة فی لبنان فی مواجهة العدو الصهیونی.
فالمقاومة الیوم أقوى من أی وقت مضى وهی تملک قدرات هائلة تجعل الکیان الصهیونی بکامله تحت مرمى نیرانها.. وإذا کان العدو یظن أن إنشغال المقاومة بما یجری فی سوریا سوف یحد من إمکاناتها وقدراتها على المواجهة فهو واهم جداً فإن وجودها فی سوریا سیمنحها المزید من الخبرات والتجارب والإمکانات الإضافیة التی یمکن الاستفادة منها فی أی حرب قادمة مع العدو الصهیونی. والمقاومة الیوم هی فی کامل جهوزیتها البشریة والعسکریة وغیرها لمواجهة أی حماقة محتملة یمکن أن یقدم علیها هذا العدو ضد لبنان.

س) ما رأیکم بالحکومة الجدیدة؟
ج) فی نهایة المطاف وبعد عشرة أشهر على تکلیف تمام سلام تشکیل الحکومة اللبنانیة تشکلت حکومة جامعة تضم معظم الأطراف السیاسیة الأساسیة فی البلد کما کنا ندعو باستمرار باعتبار أن البلد بحاجة إلى إرادة وطنیة جامعة تکون قادرة على التعامل مع الاستحقاقات القادمة ومواجهة التحدیات وفی مقدمتها الإرهاب. وبتشکیل حکومة من هذا النوع تکون قد إنتصرت المصلحة الوطنیة على المصالح السیاسیة الضیقة والکیدیة وسقطت کل اللاءات التی رفعت من قبل فریق 14 آذار طیلة المرحلة الماضیة والتی کانت ترفض تشکیل حکومة سیاسیة وتنادی بحکومة حیادیة أو حکومة أمر واقع، وترفض الشراکة مع حزب الله فی حکومة جامعة قبل إنسحابه من سوریا.. کل ذلک سقط وقبلوا بعد تعطیلٍ دام أشهرٍ بحکومة سیاسیة وحکومة مصلحة وطنیة فیها ممثلون عن حزب الله.
وفی کل الأحوال فإن هذه الحکومة یمکن أن تکون حکومة خلافات ومتاریس ویمکن أن تکون حکومة تفاهمات ومصالحة تفتح صفحة جدیدة للتعاون بین القوى السیاسیة اللبنانیة المتعددة فی هذه اللحظة السیاسیة الصعبة التی تمر بها البلاد وهذا رهن بطریقة تعاطی الأفرقاء السیاسیین داخل الحکومة مع القضایا المطروحة.
نحن من جهتنا سنتعاون داخل الحکومة بروح وطنیة مسؤولة، ونتطلع إلى أن تکون الحکومة حکومة حوار وتلاقی تحد من الانقسامات القائمة فی البلد ومن الخطاب التحریضی، لا حکومة متاریس، وحکومة تحصین الداخل اللبنانی من محاولات الفتنة. والأولویة من وجهة نظرنا إلى جانب منع الفتنة هی مواجهة الإرهاب وحمایة الأمن والاستقرار فی البلد.

س) فی النهایة هل لدیکم رسالة لقرائنا فی إیران؟
ج) أبارک للشعب الإیرانی العزیز الذکرى الخامسة والثلاثین لانتصار الثورة الإسلامیة فی إیران، وأقول له: إن إیران بعد خمس وثلاثین سنة على إنتصار الثورة هی دولة مستقلة ومتقدمة ومتطورة إستطاعت أن تبنی نفسها علمیاً وتکنولوجیاً لتصبح الدولة الأولى على المستوى العلمی فی المنطقة، وهی باتت قوة إقلیمیة نافذة فی المنطقة وقد إنتصرت على کل التحدیات والعقوبات والحصار بفعل تحمّل وصبر وثبات هذا الشعب الوفی وإلتفافه حول قیادته الحکیمة وتمسکه بمبادئ الثورة والثوابت الوطنیة للجمهوریة الإسلامیة.