الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد.

أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى أنّ ‏الشهداء القادة أفنوا حياتهم في سبيل الله، ومضوا على طريق المقاومة من أجل أن ‏نبقى أعزاء في وطننا، معتبرًا أنه بفضل جهادهم وعطائهم أصبح وطننا قويًا ‏وعزيزًا ونموذجًا في التضحية والفداء ومقاومة الاحتلال وحفظ السيادة والاستقلال ‏والكرامة الوطنية ورفض التبعية وعدم الخضوع أمام العدو وتهديداته.‏

وخلال خطبة الجمعة، قال الشيخ دعموش "اليوم مقاومتنا ببركة دماء وإنجازات هؤلاء الشهداء باتت ‏قوية وصلبة وعزيزة ومقتدرة، ولذلك فإنّ أكثر ما يخشاه العدو الصهيوني اليوم هو ‏الدخول في مواجهة واسعة مع حزب الله في لبنان، لأنّه يدرك قوة المقاومة، ويعرف ‏جيدًا أنّ صواريخها ومسيّراتها قادرة على الوصول إلى أي نقطة في الكيان ‏الصهيوني.

ورأى أنّ العدو الصهيوني مأزوم في لبنان، ولذلك هو يبعث برسائل التهديد ويرسل الوسطاء والوفود إلى ‏لبنان للضغط من أجل إقفال جبهة الجنوب المساندة لغزة.‏

ولفت إلى أنّ المطالب التي يأتي بها الموفدون الأوربيون إلى لبنان هي مطالب ‏إسرائيلية تتعلق بجبهة الجنوب، وهدفها إيقاف هذه الجبهة، وطمأنة المستوطنين ‏وتأمين عودتهم إلى مستوطناتهم، وموقفنا كان واضحًا منذ البداية أننا لسنا معنيين ‏بطمأنة أحد ولا بنقاش أي طرح يتعلق بالجبهة والوضع على الحدود قبل وقف ‏العدوان على غزة، لأنّ جبهة الجنوب هي جبهة مساندة لغزة، وعندما تتوقف ‏الحرب على غزة ستتوقف هذه الجبهة تلقائيًا.‏

وأكد أنّ التصعيد والتهويل والتهديد بالحرب وتوسعة العدوان وارتكاب المجازر ‏بحق المدنيين كما حصل في النبطية والصوانة، لن يوقف هذه الجبهة، ولن يدفعنا ‏إلى التراجع عن مواقفنا مهما كانت التضحيات، وقرار المقاومة هو الرد الشديد ‏على أي استهداف للمدنيين كما حصل بالأمس من خلال قصف كريات شمونة ‏بعشرات الصواريخ كرد على مجزرتي النبطية والصوانة، والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد، وهي على أتم الجهوزية للردّ على أيّ عدوان مهما كان ‏واسعًا بما هو أوسع وأشدّ إيلامًا.‏

نص الخطبة

نبارك لجميع المسلمين والموالين ذكرى ولادة الانوار المعصومة في شهر شعبان ولادة الامام الحسين(ع) وولادة أبي الفضل العباس(ع) وولادة الامام علي بن الحسين(ع)،وسأتحدث عن هذا الامام المعصوم(ع) علي بن الحسين الملقب بالسجاد حيث لا يتسع الوقت للحديث عن جميع هذه الشخصيات الطاهرة والجليلة.

الانوار هناك العديد من الدروس والعبر التي نتعلمها من سيرة الإمام السجاد(ع):

الدرس الاول: هو الارتباط الوثيق بالله سبحانه.: اي العلاقة مع الله والثقة بالله والتوكل على الله واللجوء اليه في حالات الشدة والرخاء، وطلب العون والفرج من الله في الظروف الصعبة وفي الحالات الضاغطة وحالات المواجهة مع الاعداء والخصوم والمتآمرين.

فنحن نعرف ان الإمام (عليه السلام) له العشرات من الأدعية والروايات والمواقف والتوجيهات والألقاب التي يُؤكد فيها ومن خلالها على أهمية وقيمة الارتباط بالله في كل الحالات .

فألقابه كلها تدل على مدى ارتباطه بالله وعبادته وسجوده وخضوعه لله مثل لقب زين العابدين وسيد العابدين والسجاد وسيد الساجدين وبكثرة سجوده برزت في جبهته كتلة من اللحم ولاجلها لقب بذي الثفنات

روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) واصفاً عبادة أبيه أنّه قال : إنّ أبي عليّ بن الحسين ما ذكر لله عزّ وجلّ نعمةً عليه إلّا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عزّ وجلّ فيها سجود إلّا سجد، ولا دفع الله عزّ وجلّ عنه سوءاً يخشاه، أو كيدَ كائد إلّا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلّا سجد، ولا وفّق لإصلاح بين اثنين إلّا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمّي السجّاد لذلك .

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "كان لأبي عليه السلام في موضع سجوده آثار ناتئة وكان يقطعها في السنة مرّتين، في كلّ مرّة خمس ثفنات، فسمّي ذا الثفنات لذلك".

ويُروىٰ عنه (عليه السلام) أنّه حين كان يخرج مع الناس الى بعض المواقع كان يصلّي ويسبّح في سجوده ، ويبكي حتّىٰ تبتلّ لحيته بدموع عينيه وهو يقول : (يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْاَسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الْاَشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ) .

كان(ع) يقبل على الله بكله وينقطع إليه ويخلص له، وما كان هناك شيء او شخص يشغله عن الله سبحانه كان يقول في دعائه في الانقطاع إلى الله☹ اللَّهُمَّ إِنِّي أَخْلَصْتُ بِانْقِطَاعِي إِلَيْكَ وَأَقْبَلْتُ بِكُلِّي عَلَيْكَ وَصَرَفْتُ وَجْهِي عَمَّنْ يَحْتَاجُ إِلَى رِفْدِكَ ـ إنَّ بعض الناس قد يتوجّهون إلى من يملك المال أو الجاه ليطلبوا منه حاجاتهم، ولكني رأيت أنَّ من يُتوجَّه إليه هو المحتاج إلى رفدك وعطائك ـ وَقَلَبْتُ مَسْأَلَتِي عَمَّنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ فَضْلِكَ وَ رَأَيْتُ أَنَّ طَلَبَ الْمُحْتَاجِ إِلَى الْمُحْتَاجِ سَفَهٌ مِنْ رَأْيِهِ وَ ضَلَّةٌ مِنْ عَقْلِهِ. ـ فأيُّ سَفَهٍ أشدُّ من أن يطلب المحتاج حاجته من المحتاج ـ فَكَمْ قَدْ رَأَيْتُ يَا إِلَهِي مِنْ أُنَاسٍ طَلَبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِكَ فَذَلُّوا ، وَرَامُوا الثَّرْوَةَ مِنْ سِوَاكَ فَافْتَقَرُوا ، وَحَاوَلُوا الِارْتِفَاعَ فَاتَّضَعُوا ، فَصَحَّ بِمُعَايَنَةِ أَمْثَالِهِمْ حَازِمٌ وَفَّقَهُ اعْتِبَارُهُ ، وَأَرْشَدَهُ إِلَى طَرِيقِ صَوَابِهِ اخْتِيَارُهُ. فَأَنْتَ يَا مَوْلايَ دُونَ كُلِّ مَسْئُولٍ مَوْضِعُ مَسْأَلَتِي، وَدُونَ كُلِّ مَطْلُوبٍ إِلَيْهِ وَلِيُّ حَاجَتِي أَنْتَ الْمَخْصُوصُ قَبْلَ كُلِّ مَدْعُوٍّ بِدَعْوَتِي، لا يَشْرَكُكَ أَحَدٌ فِي رَجَائِي، وَلا يَتَّفِقُ أَحَدٌ مَعَكَ فِي دُعَائِي).

هذا هو عليّ بن الحسين(ع) الذي عاش مع الله وأقبل بكلّه عليه، يقول لنا من خلال هذا الدعاء: أيّها الناس التجئوا بكل وجودكم وحياتكم الى الله ّكم إليه، لأنَّه كل من هم خلْقُه وعبيده ، الضعفاء العاجزون الذين لا يستطيعون ان يكونوا بديلا عن الله ، لذلكتوجهوا الى الخالق، لا الى المخلوق الضعيف مثلكم..

وفي موقف اخر كان الامام(ع) يوجه الناس الى التعلق بالاخرة لا بالدنيا، وهذا مبدأ من المبادىء الايمانية التي اكد عليها ائمتنا، فعندما كان يرىٰ الامام اقبال الناس على الدنيا وتمسك الناس بمظاهر الدنيا وشهواتها واهوائها واموالها ومصالحها، وانتشار ظواهر التحلّل والميوعة والفساد بسبب ذلك، كان يعمل على مواجهة هذا التيار تيارالتعلق بالدنيا وتيار الانحلال والفساد ، ويعلم الناس أنّ الدنيا ليست كلّ شيء وإنّما وراءها يوم آخر، وأنّ ذلك اليوم هو خير وأبقىٰ للمؤمنين الحقيقيين الذين يتطلعون الى رضا الله ونعيم الاخرة.

فقد مرَّ الإمام (عليه السلام) ذات يوم على فقيرأضاع بعض امواله، وكان يبكي لانه فقد بعض امواله، فالتفت إليه وقال: ( لو أنّ الدنيا كانت تحت كف هذا ثم سقطت ما كان ينبغي له أن يبكي عليها)، فالإمام عليه السلام أراد أن يُبين أنّ الإنسان لا ينبغي أن يجزع إذا أصابته مصيبة أو وقع في مشكلة او فقد شيئا عزيزا او تعرض لخسارة مالية ، فالمال له أهمية وهو اساسي في الحياة، ولكن لا ينبغي أن يؤثر ذلك على الإنسان المؤمن فيصاب بالجزع بحيث إذا فقد الانسان ماله فقد عقلهاو فقد إيمانه ودينه ، فالإمام عليه السلام يخاطب هذا الفقير وغيره بأنّ المال الذي ذهب من بين يدك بل حتى الدنيا بأجمعها لو كانت بين يدي الإنسان ثم زالت من عنده وفقدها لا ينبغي له أن يبكي جزعاً عليها، فالله الذي وهبك هذالمال الذي فقدته قادر على ان يهبك غيره لانه بيده ملكوت كل شيء وهو قادر على كل شيء.

الدرس الثاني: التكافل الاجتماعي.: فقد لجأ الحكام الامويون في عصر علي بن الحسين الى محاصرة الناس والتضييق عليهم اقتصاديا ومعيشيا وافقارهم وتجويعهم من اجل يخضعوا لسياسات السلطة ،ويستسلموا ويتنازلوا ويتخلوا عن قضاياهم الاساسية، تماما كما تفعل الدول المستكبرة اليوم كاميركا واسرائيل مع شعوب منطقتنا ومع الشعب الفلسطيني ليتخلوا عن القضية وعن المقاومة ويخضعوا لشروط العدو.

فقد قام الإمام (عليه السلام) بعدة خطوات لمواجهة هذه السياسات واساليب العدو :

فأولا: كان يساعد المحتاجين والمنكوبين ويدور على بيوتهم ليوزع المؤن الغذائية عليهم وليسدّ حاجاتهم، ويرفع من المستوى المعيشيّ والاقتصاديّ للناس.

فعن محمّد بن إسحاق، قال: "كان ناس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلمّا مات عليّ بن الحسين عليه السلام، فقدوا ما كان يؤتون به بالليل"
وعن الحَجَّاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ: "أَنَّ أَبَاهُ -عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ- قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ" ومعنى ذلك أنّ هذا المال الذي دفعه إنّما دفعه إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين، بما يساهم في سدّ حاجاتهم.
ثانيا: كان يتكفّل عائلات الشهداء والمنكوبين المضررين من المعارك التي كانت تحصل ضدّ السلطة.

فقد ذكر المؤرّخون "أنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) كفل في واقعة الحرّة أربعمئة امرأة من عبد مناف، وظلّ ينفق عليهنّ حتّى خروج جيش مسلم [بن عقبة] من المدينة".

ثالثا: كان يتصدق بما عرف بصدقة الليل: فقد ارتكب مسلم بن عقبة المدعوّ بـ"مُسْرف" مجزرة كبرى في المدينة. فكان علي بن الحسين (عليه السلام) يحمل الخبز بالليل على ظهره، يتبع به المساكين في ظلمة الليل، ويقول: "إنّ الصدقة في سواد اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ".

الصدقة والعطاء وروح التكافل الاجتماعي والوقوف الى جانب المحتاجين لمساعدتهم وسد حاجاتهم، هي من ابرز وانبل الصفات الإنسانية التي يتحلى بها المجتمع، أن تعطي مما تحب وان تعطي بلا مقابل، ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ خصوصا في أيام الشدة، وفي الأزمات الصعبة التي يحتاج الناس فيها الى يقفوا الى جانب بعضهم البعض والى روح العطاء وروح التكافل ، نحن بحاجة الى هذه الروح الاجتماعية الإنسانية النبيلة، ألا وهي روح التكافل، خصوصا اتجاه النازحين والمتضررين جراء العدوان الصهيوني على الجنوب ، هناك الاف العائلات التي تركت بيوتها ونزحت، هناك من تعطّلت أعمالهم، وضاقت بهم الدنيا، وانقطعت عنهم سبل الرزق، لأنهم كانوا يعتمدون على العمل اليومي، فلذلك أصبحوا اليوم في أزمة ، ولا بد للجميع ان يقف الى جانبهم ليساعد على التخفيف من الامهم ومعاناتهم.
طبعا نحن نحيي الجهات والجمعيات والمؤسسات وكل الخيرين الذين بادروا الى استقبال ومساعدة النازحين من القرى والبلدات الامامية، فهذه المبادرات الطيبة تعودنا عليها من اهلنا اهل الوفاء والوعي والنبل والشهامة الذين لم يبخلوا يوما في تقديم كل ما يستطيعونه لتعزيز صمود الناس، ولمواجهة الضائقة الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن الحصار الامريكي المفروض على لبنان، ونحن على ثقة بان اهلنا الذين تربوا في مدرسة اهل البيت لا يمكن ان يتخلوا عن مسؤولياتهم على هذا الصعيد مهما كانت ظروفهم صعبة.

الدرس الثالث: التسامح والتجاوز عن إساءات الاخرين: فلم يكن الامام يحمل في نفسه أحقادًا وكراهية حتى لمن أساء إليه أو أخطأ في حقه، بل انه كان يقابل الإساءة بالإحسان
فقد روي ان الامام (عليه السلام) كان خارجاً من المسجد، فرأه رجل فسبّه! فهجم عليه العبيد والموالي وارادوا ان يضربوه فقال الامام: "مهلاً عن الرجل"، ثمّ أقبل على الرجل، فقال له: "ما سُتر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟" فاستحى الرجل، فألقى عليه الامام ثوبا كان يلبسه ، وأمر له بمبلغ من المال. فكان الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنّك من أولاد الأنبياء.

وهناك العديد من المواقف المشابهة التي جسّد الإمام فيها أروع الصفات الإنسانية من العفو والتجاوز وعدم الحقد والضغينة وتطهير القلب والنفس من كل كراهية اتجاه الآخرين.

هذه هي الدروس التي نتعلّمها من الامام زين العابدين(ع) في ذكرى ميلاده المبارك، وهي دروس جسدها اتباع اهل البيت (ع) الذين تربوا في مدرسة الامام علي بن الحسين(ع) وائمة اهل البيت(ع)، وجسدها القادة الشهداء وكل الشهداء في كل حياتهم، القادة الشهداء الذين نعيش اليوم ذكراهم، من سيد شهداء المقاومة الشهيد السيد عباس الى شيخها الشهيد الشيخ راغب الى عمادها الشهيد القائد الحاج عماد كانوا على درجة عالية من الارتباط بالله والسعي في خدمة الناس وقضاء حوائج الناس ورفع الحرمان عنهم، وعلى مستوى رفيع من التعامل الاخلاقي النبيل مع الجميع حتى مع الخصوم.
هؤلاء الشهداء القادة افنوا حياتهم في سبيل الله ومضوا على طريق المقاومة من اجل أن نبقى أعزاء في وطننا، وبفضل جهادهم وعطاءهم أصبح وطننا قويًا وعزيزًا ونموذجًا في التضحية والفداء ومقاومة الاحتلال وحفظ السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية ورفض التبعية وعدم الخضوع امام العدو وتهديداته.

اليوم مقاومتنا ببركة دماء وانجازات هؤلاء الشهداء باتت قوية وصلبة وعزيزة ومقتدرة، ولذلك فان أكثر ما يخشاه العدو الصهيوني اليوم هو الدخول في مواجهة واسعة مع حزب الله في لبنان، لانه يدرك قوة المقاومة ويعرف جيدا أن صواريخها ومسيّراتها قادرة على الوصول الى اي نقطة في الكيان الصهيوني.

العدو الصهيوني مأزوم في لبنان لان المقاومة تستنزفه بشكل يومي على طول الحدود، ولذلك هو يبعث برسائل التهديد ويرسل الوسطاء والوفود إلى لبنان للضغط من اجل اقفال جبهة الجنوب المساندة لغزة.

ولذلك فان المطالب التي يأتي بها الموفدون الاوربيون إلى لبنان هي مطالب اسرائيلية تتعلق بجبهة الجنوب، وهدفها إيقاف هذه الجبهة، وطمأنة المستوطنين وتأمين عودتهم إلى مستوطناتهم ، وموقفنا كان واضحا منذ البداية أننا لسنا معنيين بطمأنة احد ولا بنقاش اي طرح يتعلق بالجبهة والوضع على الحدود قبل وقف العدوان على غزة، لان جبهة الجنوب هي جبهة مساندة لغزة، وعندما تتوقف الحرب على غزة ستتوقف هذه الجبهة تلقائيا.

اما التصعيد والتهويل والتهديد بالحرب وتوسعة العدوان وارتكاب المجازر بحق المدنيين كما حصل في النبطية والصوانة، فلن يوقف هذه الجبهة، ولن يدفعنا الي التراجع عن مواقفنا مهما كانت التضحيات، وقرار المقاومة هو الرد الشديد على اي استهداف للمدنيين كما حصل بالأمس من خلال قصف كريات شمونة بعشرات الصواريخ كرد على مجزرتي النبطية والصوانة، والمقاومة مصممة على مقابلة التصعيد بالتصعيد، وهي على أتم الجهوزية للردّ على أيّ عدوان مهما كان واسعا بما هو أوسع وأشدّ إيلاما.