الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني اليومي9/7/2014: استطاع المسلمون الأولون بوحدتهم وإرادتهم القوية وجهادِهِم الدائم القضاءَ على اليهود المتآمرين في شبه الجزيرة العربية وطَرْدَهُمْ من المِنْطَقَة.

لقد كفر اليهود بالنبي(ص) وبرسالته منذ اليوم الاول الذي دعاهم فيه النبي(ص) للاسلام ولم يكتفوا بالرفض والتكذيب وانما وقفوا في مواجهة الاسلام والمسلمين وأعلنوا الحرب وكانوا من أشد الناس عداوة وحقدا على الاسلام والذين آمنوا (ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).

وقد استخدموا أساليب عديدة وممارسات حاقدة في مواجهةالاسلام والمد الاسلامي:

منها: الحرب على الأفكار والمبادىء والثقافة والجذور الإيمانية من خلالبثُ الشكوك في الإسلام وتشكيكُ البسطاء وضعافِ النفوس بعقيدتهم وإيمانهم.

فقد عَمَدوا إلى إضعاف الإيمان في نفوس المسلمين وزعزعةِ ثقتهم وقناعتهم بالإسلام، وذلك عبر الأساليب التالية:

1-     إثارة الشكوك في نفوسهم وتلقينِهِم أن ما في الإسلام من مبادىءَ وأحكام إنما هو تحريفٌ لبعض ما جاء في التوراة، وأن في القرآن الكريم تناقضاً وتضارباً بين آياته وغيرَ ذلك من شبهات. وقد ذكر القرآنُ ذلك بقوله تعالى: {ودَّتْ طائفةٌ من أهل الكتاب لو يُضِلُّونَكُم وما يُضِلُّونَ إلا أنفسهم وما يشعرون يا أهلَ الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون} آل عمران/69 – 70.  

2-      بعد معركة أحد، استغلوا انكسارَ المسلمين في هذه المعركة لزعزعة ثقتِهِم بالنبي (ص) وتشكيكِ الناس بصدقه، فكانوا يَدْعُونَ شبان المسلمين إلى بيوتهم ويقدمون لهم الخمورَ ويغرونهم بفتياتهم من أجل إفساد الشباب وإبعادِهم عن دينهم وتشكيكِهِم بالقران ونبوة الرسول(ص) تماماً كما يفعلُ أحفادُهُم الاسرائيليون اليوم في كثير من البلدان من أجل تجنيد الشبابِ المسلمين ليكونوا جواسيسَ لهم وعملاءَ لصالحهم.

وقد أحسَّ النبيُ (ص) بهذا التدبير فنهى المسلمين عن مجالس اللهو، وشدَّدَ التحذيرَ من تعاطي الخمر والزنا والقمار وأكلِ لحم الخنزير، فامتنع المسلمون عن الذهاب إلى بيوتهم.

3-     ومن مؤامرات اليهود لتشكيك المسلمين في دينهم ما ذكره القرآنُ أيضاً: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أُنْزِلَ على الذين آمنوا وجهَ النهارِ وأكفروا آخرَهُ لعلهم يَرجِعون} آل عمران/72.

فقد جاء في سبب نزول هذه الآية أن جماعةً من يهود خيبر وغيرِها وضعوا خطة لزعزعة إيمان بعض المسلمين، فتعاهدوا فيما بينهم أن يصبحوا عند رسول الله (ص) ويتظاهروا بالإيمان واعتناق الإسلام، ثم عند المساء يرتدون عن إسلامهم، فإذا سُئلوا لماذا فعلوا ذلك؟ يقولون: لقد راقبنا أخلاقَ محمدٍ وسلوكَه عن قُرب ثم عندما رَجَعنَا إلى كتبنا وإلى أحبارنا وعلمائِنا وجدنَا أن ما رأيناه من صفات محمدٍ وسلوكِهِ لا ينسجمُ مع ما هو موجودٌ في كتبنا ولذلك ارتددنا عن الإيمان والإسلام، وكانوا يقدِّرُونَ أن هذا الأسلوبَ سيدفعُ بعضَ المسلمين الى الارتداد والرجوع عن إسلامهم لأنهم سيقولون إن هؤلاءِ قد رَجَعوا إلى كتبهم السماوية التي هم أعلمُ منا بها، إذاً مؤكدٌ أن ما يقولُونَه صحيح، وبهذا تتزعزعُ عقيدتُهُم وقناعاتُهُم.

ولا شك في أن مثلَ هذه المؤامرة كانت ستؤثرُ في نفوس ضعفاء الإيمان، وخاصةً أن أولئك اليهود كانوا من الأحبار والعلماء، وكان الجميع يعرفون عنهم أنهم عالمون بالكتب السماوية وبعلامات خاتمِ الأنبياء وصفاته، فإيمانُهُم بالإسلام أولَ النهار ثم كُفرُهُم به آخرَ النهار كان قادراً على أن يُزلزلَ إيمانَ المسلمين الجديد.

ويوضحُ القرآنُ في موضع آخر سبب حرص اليهود على بث الشكوك في الإسلام وإضلالِ المسلمين فيذكرُ أنه الحسد! الحسدُ من دعوة الإسلام التي عَرَفُوا أنها الحق وأنها بدأت تُؤتي نتائجَهَا وتُؤثرُ في قلوب الناس وعقولهم: {ودَّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيَّنَ لهُمُ الحق فاعْفُوْا واصْفَحُوا حتى يأتيَ اللهُ بأمره إن الله على كل شيء قدير} البقرة/109.

{فاعفوا واصْفَحُوا حتى يأتي الله بأمره} اثبتوا على دينكم ولا تبالوا بكل محاولاتهم وتشكيكاتهم , لان الله سحقق وعده لكم بالمساعدة والعونِ والتأييدِ وحسنِ العاقبة.

وهذا الوعدُ الإلهيُ تحققَ بعد فترة قصيرة عندما استطاع المسلمون بوحدتهم وبإرادتهم القوية وعزمِهِم الراسخ وجهادِهِم الدائم القضاءَ على اليهود المتآمرين في شبه الجزيرة العربية وطَرْدَهُمْ من المِنْطَقَة بعد معاركَ طاحنةٍ مع بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة ويهودِ خيبر وغيرِهم من يهود المنطقة

 

والحمد لله رب العالمين