الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني اليومي3/7/2014:بالمؤآخاة بين المسلمين قدم النبي(ص) للبشرية أنبل نموذج إنساني في الوحدة والتآلف والتعاون والمساواة والعدل.

من الاعمال الاساسية التي قام بها النبي (ص) والتي تكشف عن رحمته وحنكته وحسن تدبيره وسمو إنسانيته أنه قام بالمؤاخاة بين المسلمين مرتين: الأولى : في مكة قبل الهجرة الى المدينة , حيث آخى بين المسلمين المكيين الذين كانوا قد دخلوا في الاسلام ، وقد آخى بينهم على الحق والمساواة .

وكان الهدف من هذه المؤآخاة تحطيم الاعتبار الطبقي والقبلي والاقتصادي فيما بين المسلمين,لأنه كان فيهم الاشراف والأغنياء والتجار ورجال الاعمال وكان فيهم البسطاء العاديين والفقراء والمساكين والعبيد المعتقين, فكان لا بد من تحطيم هذه الفوارق الاجتماعية والمعيشية والتعبير بشكل عملي عن المساواة الاسلامية وتعميق العلاقة الايمانية كعنصر جامع ومشترك بينهم.

الثانية : في المدينة المنورة حيث آخى بين المهاجرين والانصار بعد حوالى خمسة أشهر من الهجرة الى المدينة , وكان هدفها:

أ‌-        تأكيد وحدة المسلمين بالقضاء على التناقضات الداخلية فيما بينهم , لا سيما بين الأوس والخزرج,خصوصاً أن المسلمين كانوا مجتمعاً ناشئاً يواجه تحديات كبيرة.تحديات المشركين واليهود والمنافقين داخل المدينة.

هذه التحديات كانت تتطلب اول شيء ازالة التناقضات والأحقاد والثارات والحساسيات القبيلة بينهم لكي يكونوا كتلة واحدة متآلفة ومتعاونة.

ب‌-    علاج التفاوت الشديد بين المسلمين الأنصار والمهاجرين حيث ان الانصار كانو اغنياء وفي ديارهم وبين أرزاقهم ، بينما المهاجرين كانوا مهجرين من ديارهم وقد تركوا اموالهم وارزاقهم وممتلكاتهم ورائهم في مكة وهاجروا صفر اليدين الى المدينة بسبب دخولهم في الاسلام , فكان لا بد من المؤآخاة لتحقيق مبدأ المساواة .

ج-    إيجاد البديل الأنسب للمهاجرين عما فقدوه من إخوة الدم والقرابة , فهم بسبب الاسلام فقدوا العشيرة والقبيلة والسند والاخوان فجاءت الأخوة مع الانصار لتسد هذا الفراغ وتبعد عنهم الشعور بالوحدة.

النبي(ص) بخطوة المؤآخاة يقدم للبشرية أنبل نموذج إنساني في الوحدة والتآلف والتعاون والمساواة والمواساة والعدل , بينما بعض المسلمين اليوم يقدمون أسوء نموذج في الاحقاد والبغضاء والتكفير والتفريق بين المسلمين على اساس مذهبي وعرقي وعربي وفارسي وما شاكل ذلك.

أخوية الاسلام تؤكد وحدة المسلمين ووحدة الهدف والمصير .

كم نحن الان بحاجة إلى أن ينظر الواحد منا للمسلم الآخر كأنه اخاه في النسب فيحب له ما يحبه لنفسه من الأمن والخير والطمأنينة والاستقرار على قاعدة: (لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه).

                                                        والحمد لله رب العالمين