الحديث الرمضاني(16) – 20-4-2023

مع اشتداد الازمة المعيشية اصبح يوجد في المجتمع الكثير من الفقراء والمحتاجين والمساكين، حيث وصلت نسبة الفقر في لبنان الى مستويات عالية وهؤلاء بحاجة دائمًا للإهتمام بهم والعطف عليهم ورعايتهم

 ومسؤوليّة رعايتهم ومعونتهم هي مسؤولية عامة تقع على الجميع وليس على طبقة خاصة قد جعل الإسلامُ كلَّ مسلمٍ مسؤولًا في بيئته الاجتماعيّة، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ومسؤولية الاهتمام بامور المسلمين ، ومشاركتهم في آمالهم وآلامهم، هي مسؤولية عامة ففي الحديث: «مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ المُسْلِمِينَ، فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ»

فالإيمان ليس مجرّد اعتقاد في القلب بل لابد ان يترجم وينعكس في السلوك والعمل وقد نفى الرسول (صلّى الله عليه وآله) كمالَ الإيمان عن الذي يبيت شبعان وجاره جائع، وهو يعلم: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِع‏»

اذن الاهتمام بهذه الشريحة الاجتماعية مسؤولية عامة لكل المجتمع لكن كيف نتعامل مع هذه الشريحة ؟ ما هو النمط الذي ينبغي اتباعه؟

بالتأكيدالاحسان للفقراء لا يعني المساعدة المالية فقط بل هناك اموراخرى ربما احيانا تكون اهم من المساعدة وتدخل في اطار الاهتمام والرعاية منها:

1-ضرورة أن يتم مصاحبة الفقراء و المساكين والجلوس معهم، حيث لا ينبغي اعتبارهم شريحة مهمشة، بل يجب أن يتلقوا من  الجميع الإحترام والتقدير، والى ذلك يشير ذلك قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم” أحبوا الفقراء وجالسوهم”.وهو كان يجالسهم ويرأف بهم ولذلك لما كثر المهاجرون بالمدينة، ولم يكن لهم دار ولا مأوى، أنزلهم رسول الله ﷺ المسجد، وسماهم أصحاب الصفة، وكان يجالسهم ويأنس بهم.

وقد اوصاه الله بملازمتهم بقوله تعالىوَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا[الكهف: 28].

فكان النبي يلازمهم ويصبر نفسه معم وربما كانت عليهم جباب تفوح منها رائحة العرق لفقرهم، ومع ذلك لم يأنف النبي من الجلوس معهم.

ولما جاء كبراء قريش يقولون: إذا أردتنا أن نجلس إليك، فاطرد هؤلاء من مجلسك حتى نجلس معك.
فانزل اللهوَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ [هود: 29].

وكان ﷺ يواسيهم فكانت إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها

2-عدم السخرية بهم، والرفق بهم وعدم التعامل معهم بقسوة احيانا يمكن يلح عليك بالسؤال والطلب فلا ينبغي ان يضيق صدرك وتطرده او تنهره فقد تصير في يوم من الأيام مثله وتشعر بما يحس به، والى ذلك يشير قوله تعالى في كتابه العزيز” فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر”.

3-عدم إحساسهم واشعارهم  بالدونية فالأغنياء يمنون عليهم بما يقدموهم إليهم من مساعدات، فلقد أكد الدين الإسلامي على أن قول معروف يعتبر خير من أي صدقة يلحقها أذي.كما قال تعالى:قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ

4-مساعدة الفقراء والمساكين وكذلك المحتاجين ما أمكن بالمال منك مباشرة اوحث الأشخاص أخرين على مساعدتهم ومعالجة مشاكلهم التي يعانوا منها، اطعامهم كسوتهم الإهتمام بتوفير فرص عمل لهم الاستماع  لمشاكلهم والسعى لحلها وقضاء حوائجهم المختلفة .مثلا  مساعدتهم على الزواج او مساعدتهم بتوفير المسكن المناسب لهم، والأثاث اللازمة لهم  وهكذا..

وزكاة الفطرة التي فرضها الله على كل نفس في يوم العيد هي من اجل ادخال البهجة والسرور وافرحة على قلوب الفقراء والمساكين ومواساتهم في يوم العيد.