الحديث الرمضاني(10) - قطيعة الرحم

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني: أسوأ أشكال القطيعة أن لا يحترم الغني رحمه الفقير.

 قلنا ان الارحام هم الافراد الذين يرتبط الانسان بهم برابطة النسب اما من جهة الاب او من جهة الام مثل الاخوة والاخوات والاعمام والعمات والاخوال والخالات وابنائهم..وهؤلاء كما تجب صلتهم بالمعنى الذي ذكرناه للصلة تحرم مقاطعتهم، والحرمة هنا من الذنوب الكبيرة الموجبة لدخول النار، واعتبر القرآن قاطع الرحم خاسراً وملعونا ومطرودا من رحمة الله.

فقد روي عن الإمام السجاد عليه السلام قوله: "إياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع:

 قال الله عز وجل: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾(محمد:22-23).

وقال عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾(الرعد:25).

وقال عز وجل: ﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾(البقرة:27).

قطع الرحم يتحقق بكل سلوك يُفهم منه في نظر العرف انه قطيعة وهجران وعدم تواصل، مثل: عدم السلام ، الإعراض ، عدم السؤال، عدم الزيارة، تحاشي الملاقاة، عدم الرد على التلفون او عدم الاجابةعلى الرسائل او انه بيعمل بلوك على الهاتف، يتكلم عليهم ولا يحترمهم ولا يراعي الآداب معهم، عدم عيادتهم إذا مرضوا، أو إذا كان عائدين من سفر، يمنع اولاده او زوجته من التواصل معهم، لا يهjم بما يصيبهم او يحصل لهم من مشكلات وازمات او حاجة او فاقة ..وهكذا

 ومن أسوأ وأقبح أشكال قطع الرحم أن لا يحترم الغني رحمه الفقير، وان لا يحترم من يملك جاها او مكانة اجتماعية او سياسية او حزبية رحمه البسيط العادي (الدرويش)  الذي لا جاه ولا مكانة له، ولا يعترف بقرابته ويتكبر عليه فلا يسأل عنه ولا يهتم لأمره.

القطيعة ايا كان شكلها هي من ابغض الاعمال الى الله ومن أقبح المعاصي، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "أي الأعمال أبغض إلى الله؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الشرك بالله، قال ثم ماذا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قطيعة الرحم.

وعن الإمام علي عليه السلام: "أقبح المعاصي قطيعة الرحم والعقوق".

وتحرم قطيعة الرحم وتكون من ابغض الاعمال الى الله ومن أقبح المعاصي حتى لو كان ذلك الرحم قاطعا للصلة لان البعض قد يبرر مقاطعته لرحمه بانه هو الذي قاطع او انا لا اذهب لعنده هو يجب ان يأتي او سابقى على مقاطعته حتى يعطيني كذا او يفعل كذا ، كل ذلك ليس مبررا للقطيعة، ففي الحديث عن النبي (ص): أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك ،وتعفو عمن ظلمك.  وقال (ص ): لا تقطع رحمك وان قطعك.

 

ايضا تحرم القطيعة حتى لو كان الرحم غير ملتزم دينيا، تاركا للصلاة، أو شاربا للخمر، أو مستهينا ببعض أحكام الدين، مثل انه يسمع الاغاني او يسلم بالكف او اذا كانت امراءة تكون سافرة وغير محجبة وغير ذلك.

ولذلك لا يصح ان يبررالشخص مقاطعته لرحمه بانهم غير متدينين وغير ملتزمين لانهم حتى لو كانوا كذلك فانه تحرم مقاطعتهم وتجب صلتهم بشرط أن لا تكون تلك الصلة موجبة لتأييدهم على فعل الحرام.

وقد اشارات الروايات ان لقطيعة الرحم آثارا وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة:

وسأشير الى هذه العواقب كما وردت في الروايات من دون ذكرالروايات اختصارا للوقت.

 اما عواقب قطع الرحم في الدنيا فهي:

1- تعجيل الفناء اي الموت السريع. 2- تعجيل العقوبة. 3- حلول النقم والبلاءات.4- عدم نزول الرحمة 5- منع استجابة الدعاء. 6- نقصان العمر.

واما العواقب في الأخرة فهي: 1- السقوط من الصراط، 2- والحرمان من الجنّة.

 

آثار قطع الرحم في الدنيا والاخرة في الروايات:

 

فعن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: "أعوذ بالله من الذنوب التي تعجِّل الفناء" فقام إليه عبد الله بن الكواء، فقال: يا أمير المؤمنين أو تكون ذنوب تعجل الفناء؟ فقال: نعم، وتلك قطيعة الرحم، إنَّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله، وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضاً فيحرمهم الله وهم أتقياء".



وعن الإمام الصادق عليه السلام: قال له أحدهم: "إنَّ أخوتي وبني عمي قد ضيقوا عليّ الدار وألجأوني منها إلى بيت ولو تكلمت أخذت ما في أيديهم، قال: فقال لي: إصبر، لأنّ الله سيجعل لك فرجاً، قال فانصرفت ووقع الوباء في سنة إحدى وثلاثين ومائة فماتوا والله كلهم فما بقي منهم أحد، قال فخرجت فلما دخلت عليه قال ما حال أهل بيتك؟ قال: قلت له: ماتوا والله كلهم فما بقي منهم أحد، فقال: هو بما صنعوا بك، وبعقوقهم وقطع رحمهم بتروا".


 

عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من ذنب أجدر من أن يعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب".

 

عن الإمام علي عليه السلام: "حلول النقم في قطيعة الرحم".


عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم".

 

عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "قطع الرحم يمنع استجابة الدعاء".

عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ الرجل... يقطعها أي الرحم وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيّرها الله ثلاث سنين".


 

عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "حافتا الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة، فإذا مرَّ الوصول للرحم المؤدّي للأمانة نفذ إلى الجنة، وإذا مرَّ الخائن للأمانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل، وتكفأ به الصراط في النار"

 

عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنّة: مدمن خمر، ومؤمن سحر، وقاطع رحم"31.