الحديث الرمضاني(9) - اسلوب التعامل مع الارحام(2)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني:

اسلوب التعامل مع الارحام(2)

مكاسب التواصل

قلنا في الحديث الماضي ان النمط الذي دعى اليه الاسلام للتعامل مع الارحام والاقرباء يقوم على وجوب التواصل والاحسان والبر بهم ، حيث اعتبر الاسلام صلتهم من أفضل الاسلام .

وقد عددت الروايات الواردة عن النبي وائمة اهل البيت (ع) النتائج والمكاسب التي يمكن ان يحصل عليها الانسان من خلال صلة رحمه وهي مكاسب عظيمة في الدنيا والاخرة

اما المكاسب في الدنيا فهي:

 1- تطول العمر:2- تزيد في الرزق وترفع الفقر: 3-تطيب النفس 4-تزيد في الكرم 5-تحسن الخلق

عن الإمام الباقر عليه السلام: " عنه عليه السلامصلةُ الأرحامِ تُحَسِّنُ الخُلُقَ وتُسَمِّحُ الكَفَّ وتُطَيِّبُ النَّفْسَ ، وتَزِيدُ في الرّزقِ وتُنسِئُ في الأجَلِ."  اطالة العمر اثر بارز في الاحاديث

فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ الرجل ليصل رحمه، وقد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيّرها الله عزّ وجلّ ثلاثين سنة..."

 وعن الإمام الصادق عليه السلام: انه قال لرجل عمر طويلا اسمه ميسر"يا ميسّر، لقد زيد في عمرك، فأيّ شيء تعمل؟ فأجابه ميسّر: كنت أجيرًا، وأنا غلام، بخمسة دراهم، فكنت أجريها على خالي".
يعني كان يساعد بدخله خاله ويصل بذلك رحمه  فزاد الله في عمره بسبب ذلك

ايضا في احاديث اخرى صلة الرحم


6- تعمر الديار:
عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "صلة الرحم تعمّر الديار".

 7- تدفع البلاء: عن الإمام الباقر عليه السلام: "صلة الأرحام تزكّي الأعمال، وتنمّي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسّر الحساب، وتنسئ في الأجل"

اما المكاسب الأخرويَّة لصلة الرحم فهي:

1- تخفف سكرات الموت:  فعن الإمام الهادي عليه السلام: "فيما كلّم الله تعالى به موسى عليه السلام، قال موسى: فما جزاء من وصل رحمه؟ قال: يا موسى، أُنسئ له أجله، وأُهوِّن عليه سكرات الموت".

2- تدفع ميتة السوء :عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "صلة الرحم...تقي ميتة السوء".

3- تهوّن الحساب: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: صلة الرحم تهوِّن الحساب.

ومن اجل الحصول على هذه المكاسبوالحرص على تعميق الروابط والتماسك بين الارحام وفي المجتمع فقد شدد الإسلام على صلة كل الارحام مهما كان وضعهم الاجتماعي، فلا فرق في الرحم بين الفقير والغني، وبين الوجيه والانسان العادي البسيط، البعض قد يتصل بمن كان من الأقرباء غنيا او وجيها ، وإهمال الفقير والمحروم منهم، لكن في الإسلام لا فرق في حكم صلة الرحم وقطعه بين الأقارب، بل كلما كان الانسان أقرب والصق كانت صلته أوجب سواءكان فقيرا او عنييا.

 كذلك كلما كان أقلَّ قدراً بمقاييس الدنيا فصلته أولى وأوجب لأنه أشد حاجة للصلة من الغني او الوجيه المقتدر.

 ونجد ايضا ان الاسلام اكد على صلة حتى الارحام والأقرباء الذين لا ينتمون الى نفس العقيدة او الطائفة او المذهب.

 فعن الجهم بن حميد، قال قلت للامام الصادق عليه السلام: يكون لي القرابة على غير أمري، ألَهُم عليَّ حق؟ قال: "نعم، حقّ الرحم لا يقطعه شيء، وإذا كانوا على أمرك كان لهم حقَّان. حقّ الرحم، وحقّ الإسلام".

كما اكد الاسلام على الصلة حتى في حالة القطيعة، فلم يدعُ الإسلام إلى صلة الرحم على أساس التبادل في العلاقة، بحيث يزور قريبه إذا زاره، ويهديه إذا أهداه، ويسأل عنه اذا سأل وهكذا، بل دعا إلى الصلة حتى في حالة القطيعة من الطرف الآخر.

 فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "صل من قطعك...وأحسن إلى من أساء إليك".

وعن الإمام الحسين عليه السلام: "إنَّ أوصل الناس من وصل من قطعه".

وورد أنَّ رجلاً أتى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، إنَّ لي أهلاً قد كنت أصلهم، وهم يؤذونني، وقد أردت رفضهم، فقال له رسول الله: "إذن يرفضكم الله جميعًا، قال: وكيف أصنع؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمّن ظلمك، فإذا فعلت ذلك كان الله عزّ وجل لك ظهيرًا".

كما ان الاسلام ومن اجل التاكيد على اهمية التواصل مع الارحام دعا الى تجاوز كل الاساءات والممارسات الخاطئة او الظالمة التي يمكن ان تحصل من الارحام وعدم الوقوف عندها والمبادرة الى التواصل لان البعض قد يقول لا اريد التواصل لانهم فعلوا كيت وكيت او اهانوني او او . او لا اريد التواصل لان اقربائي يشربون الخمر او لا يصلون ولا يصومون الخ

فقد ورد أنَّ رجلاً جاء إلى الإمام الصادق عليه السلام: "فشكا إليه أقاربه، فقال(ع): اكظم غيظك، وافعل (أي أحسن إليهم)، فقال: إنّهم يفعلون ويفعلون. فقال عليه السلام: أتريد أن تكون مثلهم فلا ينظر الله إليكم".

لذلك على الانسان ان يتساح ويتجاوز الاساءات ايا كانت ويبادر للتواصل وعدم القطيعة حتى مع العاصي اذ لعل في زيارتك تامره بمعروف وتمنعه عن المنكر وتكون سببا في هدايته واستقامته.