الحديث الرمضاني(6) - اسلوب التعامل مع الوالدين(2)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني: لا تسمح لأولادك أن يتطاولوا او ان يتكلَّموا بجرأة أو وقاحة معك أو مع والديك.

الاسلوب والنمط الذي حدده الاسلام للتعامل مع الوالدين والذي يقوم على اساس البر والاحسان والاحترام والعناية والرعاية التامة لهما وهو مطلوب في كل الاحوال والظروف: سواء كان الوالدان في صحة جيدة او في مرض و سواء كانا في سراء او ضراء، وفي عافية او بلاء، وسواء كانا محتاجين للابناء ام لا، وسواء كانا متقدمين في العمر او لا، فالوالدان حتى لو كانا في صحة جيدة وفي حالة رخاء وعافية ومستغنيين عن اولادهما او ليسا متقدمين في العمر ، فانه يجب البر بهما ، وايضا سواء كان الابناء صغارا ام كبارا فالتعامل مع الوالدين بهذا الاسلوب مطلوب بشكل دائم ومستمر، ولا ينتهي بتقدُّم عمر الإبن ولا بزواجه ولا بانتقاله الى بيتٍ مستقل ولا بأن يُصبح له أولاد وأحفاد ولا بأن يصير له موقع ومنصب وسلطة وشهرة... فالابناء حتى لو بلغوا السِّتين والسبعين من العمر  وتزوجوا وكان لديهم اولاد واحفاد ومشاغل ومناصب يجب عليهم البرِّ بوالديهم والتعامل معهما بهذا الاسلوب، حتى في النظرة إليهما والحديث معهما وطريقة الدخول اليهما والجلوس معهما..‏فمن الاداب مثلا:

المبادرة الى إلقاء التحية عليهما والإقبال اليهما باحترام ومصافحتهما وتقبيل أيديهما.

 الحرصّ قدْرَ الإمكان أثناء وجودك معهما على أن لا يقوما بعمل وأنت جالس تنظر إليهم أو تتلهّى بما ليس ضرورياً..

عند الجلوس الى مائدة الطعام لا تبدأ قبلهما، واحرص على ان تقدم لهما ما يشتهيانه أو يرغبان في تناوله.‏

لا تدعهم يقومون لفتح الباب وأنت جالس تتفرَّج عليهما أو تتلهى بشي‏ء.

 احرصْ على ألاَّ ينتظراك خارجاً إذا أردت مغادرة المنزل إلى مكان ما

احملْ عنهم الأغراض، خاصة الثقيلة منها.‏

من المعيب مخاطبتهما بصيغة الأمر، أو بلهجة المستنكر، أو بصيغة الموبِّخ، أو المستهزى‏ء، أو المقرِّع، كأن تقول: لِمَ لم تفعلي ذلك.. كان يجب عليكَ أن تفعل ذلك... ومَنْ قال لك هذا؟!... أنا حر أفعل ما أريد!

وإذا كان لا بد من طلب شي‏ء أو الإشارة إليه، فليَكُنْ: إذا سمحتِ... او أريد هذا الأمر من بعد إذنكم... من فضلكِ أريد... هذا انسب

لا تُحرجهم أو تضطرهم لفعل شي‏ء لا يرغبون به.

إذا كانوا طاعنين في السن أكثر من زيارتهم وتشرَّف بخدمتهم، وفي بعض قد تستدعي الحاجة أن يقيموا معك أو تُقيم معهم أو أن تتجاور في المنزل مع إمكانية ذلك.‏

إذا اعترضتهم ضائقة مالية، وكنت ميسورَ الحال، فبادر فوراً الى قضاء حاجتهم (وهذا واجب شرعي في الأمور الضرورية) حتى لا يطلبوا منك ذلك، فضلاً عن غيرك.‏

لا تسمح لأولادك أن يتطاولوا او ان يتكلَّموا بجرأة أو وقاحة معك أو مع والديك، وهذا يحدث كثيراً في هذه الأيام تحت عنوان الثقة بالنفس والهضامة!.‏ فجرأة الولد على والده في صغره، تدعو الى العقوق في كبره.