الحديث الرمضاني (13)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ لِي يَداً عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَلِسَاناً عَلَى مَنْ خَاصَمَنِي، وَظَفَراً بِمَنْ عَانَدَنِي، وَهَبْ لِي مَكْراً عَلَى مَنْ كَايَدَنِي، وَقُدْرَةً عَلَى مَنِ اضْطَهَدَنِي، وَتَكْذِيباً لِمَنْ قَصَبَنِي، وَسَلامَةً مِمَّنْ تَوَعَّدَنِي، وَوَفِّقْنِي لِطَاعَةِ مَنْ سَدَّدَنِي، وَمُتَابَعَةِ مَنْ أَرْشَدَنِي.

)وَاجْعَلْ لِي يَداً عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي) : اليد تعبير عن القوة والقدرة في مواجهة الظالمين ، لانه اذا ترك الظالم ولم تتم مواجهته سوف يتمادى في ظلمه للناس وعدوانه عليهم، ويستغل ضعفهم وعجزهم عن التصدي له والوقوف بوجهه فيزيد في قهرهم واضطهادهم والاعتداء على حقوقهم، فيا رب اجعل لدي قوة وقدرة اتمكن من خلالها مواجهة من يظلمني وردعه عن الظلم والطغيان والاعتداء على الاخرين، اجعلني قويا ومقتدرا وشديدا في مواجهة الظالمين حتى اتمكن من ردعهم ومنعهم عن الظلم والعدوان.

(وَلِسَاناً عَلَى مَنْ خَاصَمَنِي): المقصود باللسان قوة الحجة والمنطق والقدرة على المحاججة والاقناع والافحام ، والخصم غير العدو وهو الذي يكرهك ويواجهك غالبا بالاتهامات والاكاذيب وتحريف الحقائق من اجل تشويه الصورة والوصول الى غاياته واهدافه،  كالكثير من الاشخاص والجماعات والقوى السياسية والاعلامية والثقافية والطائفية في الداخل التي تواجه اليوم حزب الله وتطلق الاكاذيب والاتهامات بحقه او تمارس التحريض والتشويش وتزوير الحقائق من اجل تشويه صورته لغايات سياسية وانتخابية وغير ذلك.

احيانا السكوت في مواجهة هؤلاء قد لا يكون صحيحا، بل لا بد من مواجهتهم ومحاججتهم وبيان الحقائق بوجههم والتصدي لهم بمنطق قوي ومقنع وبيان زيف ادعاءاتهم وكشف اكاذيبهم حتى لا يؤثروا في مزاج الرأي العام ولا يتمكنوا من غسل عقول الناس باضاليلهم وباطلهم واستدلالاتهم الواهية والخاطئة. 

الامام في هذه الفقرة من الدعاء (وَلِسَاناً عَلَى مَنْ خَاصَمَنِي) يعلمنا كيف ندعو الله لكي يمنحنا قوة اللسان وقوة البيان وقوة الاقناع في مواجهة خصومنا من اجل وضع حد لادعاءاتهم وخداعهم واسقاط تأثيرهم في عقول وقلوب الناس .

(وَظَفَراً بِمَنْ عَانَدَنِي): الظفر النصر والغلبة ووالفوز والنجاح ، والمعاند ليس من يعاندك ويخالفك في الامور الشخصية والفردية بل الذي يعاند ويخالف الحق ولا يعترف به ويصر على الباطل بالرغم من كل الادلة والبراهين التي تبين له الحقيقة وتكشف له الصحيح من الخطأ، ويمكن ان يقوم المعاند نتيجة اصراره على الباطل باجراءات وخطوات لمواجهة الحق واسقاطه.

المعاندون للحق ليسوا قلة ويملكون الكثير من الامكانات والوسائل  التي تمكنهم من تصوير الباطل بانه حق، ومن القيام بارساء الباطل في واقع الحياة بدل سيادة الحق والعدل .

ولذلك لا بد من الدعاء بان يمكننا الله من الظفر  والفوز والنجاح في مواجهتهم لاسقاط باطلهم وكسر عنادهم وبالتالي اظهار الحق وارسائه في الحياة.