الحديث الرمضاني(15) ستر العيوب واجب ديني وأخلاقي

ستر العيوب يحصن المجتمع من التفكك والإنهيار ويحمي خصوصيان الناس ودخائلهم كما يحافظ على حرمتهم من الهتك بينما اظهار العيوب امر يقضي على العلاقات الاجتماعية بين الناس, ويمزق المجتمع, ويخرب البيوت, ويفكك الصداقات والروابط. ويهتك ستر الناس وحرماتهم.

المطلوب من الانسان عندما يطلع على دخائل الناس أو خصوصياتهم او عيوبهم ان يستر على الناس وان لا يفضح النس ويفشي اسرارهم وعثراتهم، قال(ص): "من ستر على مؤمن فاحشة -ارتكبها - فكأنَّما أحيا موؤودة".

فمَن ستر على مؤمن فاحشة قد إجترحها فكأنما أحيا موؤودة وإستنقذها من الموت، وفي الآية: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.

 

وورد عنه (ص) في مورد آخرانه قال: "مَن ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة" و"من ستر أخاه في فاحشة رآها عليه ستره الله في الدنيا والآخرة"ليس من أحد عاقل إلا وهو حريص على أن يستر الله تعالى عليه عيوبه، وما من أحد إلا وله عيوب وفيه نقائص ويحبُّ ان لا تظهر للناس فإذا شاء أن يستر الله عليه وأنْ لا تظهر معائبه للناس فليستر على الآخرين.

 

وعن الامام علي عليه السلام يقول : ان للناس عيوباً فلا تكشف ما غاب عنك فأن الله سبحانه يحكم عليها، وأستر العورة ما أستطعت يستر الله سبحانه ما تحب ستره.

وعن الامام الصادق عليه السلام : من ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة.

وطبعا وجوب ستر العيوب إنما هو بشرط ان لا تكون تلك العيوب تسبب دماراً للمجتمع كالقتل مثلا الذي لابد من اشهاره كي يضع حدا للقاتل ،فاذا لم تسبب دماراً عاماً فيجب تغطيتها مع الاخذ بعين الاعتبار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وطريقة الارشاد والنصيحة التي قد ترجع الشخص الى سابق عهده ويتوب مما أرتكبه.