الحديث الرمضاني(9) زيارة الأخيار والأرحام

الإسلام أكد على التواصل وعدم القطيعة بين المؤمنين بشكل عام كما قلنا بالأمس, لكنه شدد على زيارة صنفين من الناس أكثرمن غيرهم :

أولا:على زيار الأخيار وأهل التقوى والطاعة والبيوت التي تعرف بالصلاع والتدين  لأن زيارة هؤلاء تترك أثرا روحيا في نفس الإنسان فيكتسب منهم الإيمان والإلتزام والقيم والأخلاق.

فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا زرت فزر الأخيار، ولا تزر الفجّار

وعن الإمام عليّ عليه السلام: "زر في الله أهل طاعته".

 

 وثانيا: شدد الإسلام على صلة الأرحام والأقرباء أكثر من غيرهم, وحذر بشدة من مقاطعتهم أو التكاسل والتهاون في الالتزام بزيارتهم وصلتهم، حيث اعتبر القرآن أن الذين يصلون أرحامهم ولا يهجرونهم لحقد أو حسد أو كراهية أو عداوة, هم من الذين يخشون ربهم ويتقونه ويخافون سوء الحساب ووعدهم بحسن العاقبة وسلامة المصير, يقول تعالى: )والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار(  بينما اعتبر القرآن من يمارس القطيعة والعداوة لأقربائه هم من الذين يستحقون اللعنة وسوء العاقبة . يقول تعالى:{وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }الرعد25

والحدّ الأدنى من صلة الرحم في ظلّ حياتنا اليومية المليئة بالعمل وتزاحم المشاغل، هو التحيّة والسلام وزيارتهم والسؤال عنهم ولو في المناسبات والأعياد, فقد روي عن الإمام عليّ (عليه السلام) انه قال: "صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾". 


وكما أنّ قطيعة الرحم لها آثار سلبيّة دنيويّة وأخرويّة كذلك لصلة الرحم آثار إيجابيّة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ القوم ليكونون فجرة ولا يكونون بررة، فيصلون أرحامهم فتُنمى أموالهم وتطول أعمارهم، فكيف إذا كانوا أبراراً بررة).

ويقول الإمام الكاظم عليه السلام: "صلة الأرحام تُزكّي الأعمال، وتدفع البلوى، وتُنمي الأموال، وتُنسئ له في عمره، وتوسّع في رزقه، وتُحبّبه في أهل بيته، فليتقّ الله وليصل رحمه".