الحديث الرمضاني(5) من تؤاخي؟

لقد عرفنا بشكل عام أنّ الأخوّة الحقيقيّة الصادقة هي أخوّة أهل الصلاح والثقة، ولكن ما هي معالم الأخوّة الصادقة؟

1ـ العالم الربّاني:

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "عجبت لمن يرغب في التكثُّر من الأصحاب كيف لا يصحب العلماء الألبّاء الأتقياء الّذين يغتنم فضائلهم وتهديه علومهم وتزيّنه صحبتهم".

وإن قلت أنا لست عالماً فكيف أُصاحب العلماء؟ نقول لك تُصاحبهم بحضور مجالسهم في المساجد وسماع مواعظهم، وإلّا حُرمت من بركاتهم وأعرض عنك الله تعالى وقسى قلبك، يقول الإمام السجّاد في تعليل بُعد الإنسان عن الله: "... أو لعلّك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني".

 

2ـ صحبة الحكيم الحليم:

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "صاحب الحكماء وجالس الحلماء وأعرض عن الدنيا تسكن جنّة المأوى".

من هنا يقول لقمان "عدوٌّ حليم خير من صديق سفيه".

 

3ـ الأخوّة في الله:

فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "خير الإخوان من كانت في الله مودّته".

وعنه عليه السلام: "خير الإخوان من لم تكن على الدنيا أخوّته".

البعض يتخذ اخوان وصدقات من اجل تحيقيق مصالح معينة وليس حبا في الله بل حبا في المصلحة والمنفعة التي يحصل عليها من خلاله فهو يكسبه صديقا للدنيا وليس لله.

 

4ـ المذكِّر بالله والمعين على الطاعة:

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "المعين على الطاعة خير الأصحاب".

وعن لقمان قائلاً لابنه: "يا بُنيّ، تكلّم الحكمة عند أهلها، وعليك بمجالسة أهل الذكر، فإنّها محياة للعلم، وتُحدِث في القلوب خشوعاً".

وقد جمع الإمام الحسن عليه السلام أوصاف إخوان الصدق وخلّان الوفاء في وصيّته لجنادة قبيل شهادته، حيث قال عليه السلام"اصحبْ من إذا صحِبْتَه زانَك، وإذا خدمْتَه صانَك، وإذا أردتَ منهُ معونةً أعانَك، وإنْ قُلْتَ صدّقَ قولَك، وإن صُلْتَ شدَّ حولَك، وإنْ مدَدْتَ يدَكَ بفضلٍ مدَّها، وإن بدَت عنكَ ثلْمَةٌ سدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدَّها، وإن سألْتَه أعطاكَ، وإن سكتَّ عنْهُ ابتداكَ، وإنْ نزلْت إحدى المُلمّاتِ به ساءَك"26.