التعامل الخاطئ مع الأطفال (14)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 20-6-2017: الاسلام يدعو الى المساواة بين الاولاد وعدم الخلف بوعودهم  .

يظنّ بعض الناس أنّ صغر سنّ الأولاد يسمح لهم بهامش كبير من التعاطي بلا حساب، على أساس أنّ الأولاد في هذه المرحلة صغار ولا يتأثّرون بنوعيّة التعامل معهم، إلاّ أنّ ما ورد في النصوص الدينيّة هو أنّ الطفل برغم صغر سنه يكون حساسا وشديد التأثّر؛ ولذلك دعا الإسلام إلى اجتناب جملة من الأمور في التعامل مع الأولاد، منها:


1- الخُلْف في الوعد

فقد يَعِدُ الوالدان الطفل بوعود كثيرة، ثمّ لا يفون بها، ظناً منهم أنّ هذا لا يؤثّر في تكوين شخصيته لأجل صغر سنّه، إلاّ أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حذّر من عاقبة الخُلْف في وعد الأطفال؛ وذلك لأنّ الطفل ينظر إلى والديه على أساس أنّهما سبب رزقه ومصدره، فإذا أخلف الوالدان وعدهما، فإنّ الولد سيتأثر ويصاب بالإحباط ، هذا بالإضافة إلى أنّ الولد ينظر إلى والديه على أنّهما القدوة الأولى، فاذا أخلفا بالوعد فان ذلك سيدفعه الى عدم الثقة بأقوال الناس بعد أن فقد الثقة بالقدوة الأولى عنده.

 

 وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أحبّوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم؛ فإنّهم لا يرون إلاّ أنّكم ترزقونهم"، وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا واعد أحدكم صبيَّه فلينجز". وعن الإمام أبي الحسن عليه السلام: "إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم، فإنّهم يرون أنّكم الذين ترزقونهم، إنّ الله عزّ وجلّ ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان".


2- عدم المساواة بين الأولاد

 من الضروري معاملة الاولاد بصورة متساوية بحيث لا يتم تمييز أحد منهم عن الآخرين لما لذلك من تأثير على نفسية الولد وقد حذَّرت بعض النصوص الواردة عن أهل البيت من التفريق بين الأولاد في إظهار المحبّة داعية إلى المساواة بين الأولاد في ذلك.

فقد ورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى رجل له ابنان، فقبَّل أحدهما، وترك الآخر، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "فهلا ساوَيْتَ بينهما".


3- تفضيل البنين على البنات

ورفض الإسلام تفضيل الذكور على الإناث من مبدأ تحقير الأنثى والتشاؤم من وجودها، فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان له أنثى، فلم يبدها ولم يُهِنْها، ولم يُؤْثِّر ولده عليها أدخله الله الجنّة".

واعتبر الإسلام وجود البنت في البيت بركة فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من بيت فيه البنات إلاّ نزلت كلّ يوم عليه اثنتا عشرة بركة ورحمة من السماء، ولا ينقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت يكتبون لأبيهنَّ كلّ يوم وليلة عبادة سنة"

ودعا الإسلام أن يبدأ الوالد بابنته حينما يريد أن يوزّع عليهم الهدايا أو أي شيء يخصهم به. فعن نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم: "من دخل السوق، فاشترى تحفة، فحملها إلى  عياله، كان كحامل صدقة إلى قومٍ محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور"

واعتبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّ من سعادة المرأة أن تكون البنت هي أوّل أولادها، فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من يُمْنِ المرأة أن يكون بكرها جارية" يعني أوّل ولدها.


4- العلاقة الخاصّة أمام الاولاد

ومن الأمور التي حذَّر منها الإسلام هو ممارسة العلاقة الخاصّة بين الزوجين وفي المكان ولد يراهما ويسمعهما، فإن ذلك يُفسد الولد في مستقبله وقد يحوّله إلى زان والعياذ بالله.

فعن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "والذي نفسي بيده لو أنّ رجلاً غشي امرأته وفي البيت صبيّ مستيقظ يراهما، ويسمع كلامهما ونفَسَهما، ما أفلح أبداً، إن كان غلاماً كان زانياً أو جارية كانت زانية".