الوظائف والواجبات التربويّة (11)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 14-6-2017 :الأصدقاء من أهمّ العناصر المؤثّرة في بناء شخصية الإنسان وحياته.

المساعدة في اختيار الأصدقاء

 

الأصدقاء والرفاق هم حاجة اجتماعية. إذ يرغب الفتيان والفتيات بنحو طبيعيّ في إقامة علاقات صداقة، ويحبّون أن يتّخذوا من هم في سنّهم أصدقاء لهم، وأن يعمّقوا أواصر الصداقة معهم، ولكن لبراءتهم، ولغلبة انفعالاتهم؛ وعدم الالتفات إلى مصالحهم؛ فإنّه من الممكن أن تشتبه عليهم الأمور في انتخاب الأصدقاء، فينتقون أفراداً غير مناسبين لمعاشرتهم، أفرادا غير متدينين أو افرادا أخلاقهم سيئة أو أشخاصا متفلتين من الضوابط والقيم، لذلك وظيفة الوالدين هي أنْ يساعداهم، وأن يوضّحا لهم خطر رفقاء السوء، والأضرار الناجمة عن مصادقتهم، لأن الأصدقاءمن أهمّ العناصر المؤثّرة في بناء شخصية الإنسان وحياته؛ فكم من أشخاص كانوا صالحين اصبحوا طالحين وفافسدين بسبب معاشرتهم لفاسدين ؟ وكم من اشخاص طالحين عندما صادقوا أشخاصا متدينين اصبحو مؤمنين ملتزمين ؟ من هنا، يجب التأنّي في اختيار الأصدقاء واتّخاذ الرفقاء.

وقد وردت العديد من الروايات التي تحثّ على اختيار الصديق الجيّد، وترك أصدقاء السوء. روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "انظر إلى كلّ من لا يفيدك منفعة في دينك؛ فلا تعتدنّ به، ولا ترغبن في صحبته؛ فإنّ كلّ ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحل وخيم عاقبته. ليؤكّد أنّ الصحبة الحقيقية هي الصحبة التي تتّجه نحو الله تعالى.

 

في روايات اخرى أرشدت الى المواصفات التي ينبغي أن يتم اخيار الأصدقاء على أساسها:

عن الإمام علي (عليه السلام لا يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلَاثٍ فِي َنكْبَتِهِ وَغَيْبَتِهِ وَوَفَاتِه.

وعنهم(ع): من بصرك عيبك و حفظك في غيبك فهو الصديق فاحفظه"

وقد ركّزت بعض الروايات على صفة الصِّدق في الصديق، فعن الإمام علي عليه السلام: "...عليك بإخوان الصدق، فأكثِر من اكتسابهم، فإنّهمعدّةعند الرّخاء،وجُنّةعند البلاء".

والخلاصة الصّفات الّتي يجب أن يتحلّى بها الصّديق في حياة الإنسان هي :

 

1ـ أن يكون إنساناً عاقلاً وحكيماً: قال أمير المؤمنين: "صلاح الأخلاق معاشرة العقلاء"2 ، وقال أيضاً: "مجالسة العقلاء تزيد في الشّرف"3.


2ـ أن يكون مؤمناً تقيّاً وذا دين: وإليك مجموعة من الرّوايات الّتي تحثّ على مصاحبة هذا النّوع من الأصدقاء، وتدعو إلى الابتعاد عن مصادقة الفسّاق والعصاة


قال الإمام الصّادق:"لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند النّاس كواحد منهم"4
وقال رسول الله:"المرء على دين خليله وقرينه


وقال أيضاً:"ولا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره"6


وقال أيضاً:"وعليك بإخوان الصّدق فإنّهم عدّة عند الرّخاء، وجُنّة عند البلاء، وشاور في حديثك الذين يخافون الله، وأحبب الإخوان على قدر التّقوى"7


وقال النبيّ:"انظروا من تحادثون فإنّه ليس من أحد ينزل به الموت إلا مثل له أصحابه إلى الله إن كانوا خياراً فخياراً، وإن كانوا شرارا ً فشراراً"8.

ومع تقدم وسائل الإتصال صار بإمكان الشخص أن يتخذ لنفسه مئات بل آلاف الأصدقاء كما هو الحال في الوتس وفي الفايس بوك وهنا على الأهل أن يرشدوا الولد وان يراقبوا ويتابعوا الأصدقاء والصفحات ومع من يتحدثون فإن هذه الوسائل مفتوحة على كل شيء ويمكن للشخص أن يستفيد منهابشل سيء ومضر.

كم من البيانات والنكات والصور تبث يومياً عبر هذه الوسائل، نحن أمام وسائل في غاية الخطورة اذا تمت الاستفادة منها بشكل سيء هي أخطر من رفاق السوء الآدميين فالرفيق تراه في اليوم مرة مرتينأما هذه الوسائل باتتمرافقة للإنسان بشكل دائم

وممّا لا شكّ فيه أنّ زيارة الوالدان للعوائل المتديّنة الملتزمة بالأحكام الشرعيّة، واصطحاب الأولاد إلى المساجد والمحافل ذات الطابع الدينيّ، وأمثال ذلك، يساعد بنحو غير مباشر على أن يجد الأولاد أصدقاء مناسبين لهم.