أسس الحياة الزوجية (6)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 6-6-2017:الإسلام يدعوللتعامل بين الزوجين بسياسة ضبط النفس والتسامح وغض الطرف عن الأخطاء.

المداراة وضبط النفس:تحصل خلافات عادة بين الزوجين نتيجة اختلاف الأمزجة وهذا أمر طبيعي ، فالحياة الزوجيَّة التي لا تشهد خلافات بين الزوجين هي أشبه بالخيال .

يحصل أحيانا أن ينفعل أحد الطرفين وتحصل اخطاء واساءات وهفوات فهل يتعاطى معها الإنسان بانفعال وعصبية ويبادل الإساءة باساءة مثلها والخطأ بخطأ مثله أم يصبر ويتسامح ويغض النظر عن الهفوات الصغيرة ويتلافى تعميق الخلاف ؟..

من الأساليب التي دعى اليها الإسلام لتلافي تفاقم النزاع أن يلجأَ أحد الطرفين إلى الصمت والسكوت عندما تصدر هفوة معينة، وأن يغضّ الطرف عن أخطاء الطرف الآخر، وأن يتعامل معه  بالصبر، وضبط النفس، والتسامح، وغضّ الطرف قليلاً عن أخطاء الطرف الآخر

 

وقد حثّت الروايات الشريفة كثيراً على الصبر عند وقوع الخلاف؛ قولاً كان أم فعلاً.

روي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنّه قال: "من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة، أعتق الله رقبته من النار، وأوجب له الجنّة".

التزيّن والتجمل: منالأمور المهمّة التي تفيد في تقوية العلقة العاطفية بين الزوجين، هو أن يقوم كلّ منهما بالتزيّن والتجمّل للآخر، وأن يبتعد عن كلّ ما ينفرّ الطرف الأخر على مستوى الشكل والمظهر

 فهناك العديد من النسوة اللائي انحرفن عن جادة العفّة؛ بسبب إهمال أزواجهنّ لهذا الجانب الحسّاس من الحياة. فعن الإمام الكاظم عليه السلام: "إنَّ التهيئة ممّا يزيد من عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهنّ التهيئة

كما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام توصية للرجل بتوفير الزينة لزوجته حتى لو اقتصر الأمر على قلادة. يقول عليه السلام: "لا ينبغي للمرأة أن تعطِّل نفسها؛ ولو أن تعلّق في عنقها قلادة".

مراعاة إمكانيات الشريك:

قال تعالى(لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) 

 

على كلّ من الزوجين أن يرفق بالآخر ويداريه؛ فلا يكلّف أحدهما الآخر ما لا طاقة له به على كلا المستويين المادّي والمعنوي.

على الزوجة أن تراعي إمكانيات الزوج في النفقة وغيرها، بأن تراعي ظروفه المعيشية وامكاناته المادية فلا تكون متتطلبة بحيث تكلّف الزوج ما لا يقدر عليه من أمر نفقة وحاجيات مختلفة، فإنّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال في هذا الصدد:  أيّما امرأة أدخلت على زوجها في أمر النفقة وكلّفته ما لا يطيق، لا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً إلّا أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته.

وكذلك الحال بالنسبة للزَّوج، عليه أن يراعي إمكانات زوجته النفسية والجسدية والعاطفية؛ لأنّ الله لا يكلِّف نفساً إلا طاقتها وإمكاناتها؛ فقد تكون الزوجةمريضة أحيانا وتحتاج الى الراحة ولا تكون قادرة على القيام ببعض الأمور فعلى الزوج أن يُقَدِّر ظروفها في المرض والعافية، والقوّة والضعف، والليل والنهار، وشغلها وفراغها، وغير ذلك؛ لأنّها قوانين الخِلْقَة؛ وكلّ إنسان له مزاجه، وله تداعياته النفسية، وله كرهه وحبّه، وانزعاجه ورضاه، وقلقه وطمأنينته.

هذه بعض الاسس والمقومات للحياة الزوجية الناجحة، ولا نخفي سرّاً إذا قلنا بأن تطبيق هذه المفاهيم يحتاج إلى إرادةٍ صلبة، ومقدار كبير من التنسيق والتفاهم على إنجاح العلاقة الزوجية، وإلا فلا يمكن لأيّ من الطرفين أن يقوم بمسؤولياته وأن يؤدّي واجباته بالشكل الملائم.