مقوّمات الحياة الزوجية(5)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 5-6-2017:الحياة الزوجية المبنيّة على أسس وتعاليم الإسلام يكتب لها النجاح والسعادة.

الحياة الزوجية إذا كانت مبنيّة على أسس وتعاليم كالتي أرساها الإسلام وطبّقها رسول الله وأهل البيت عليهم السلام كانت سعيدة وناجحة، أما إذا كانت الحياة الزوجية مبنيّة على الأهواء النفسية السلبية ويتحكّم فيها المزاج الشخصي؛ فإنّه لن يُكتب لها النجاح والسعادة.

ولذلك الخلافات التي تحصل في الحياة الزوجيَّة غالباً يكون سببها:

1- الجهل بمعرفة الأسس التي يقوم عليها الزواج الناجح؛ بحسب نظر الشريعة الإسلامية، بسبب النقص في التربية الدينية

2- قيام أحد الزّوجين أو كليهما بأمورٍ تتسبّب بالأذى والأساءة للشريك الآخر، نتيجة الأهواء والتحكم الشخصي.

 لذلك ينبغي على الزوجين أن يتعرُّفوا على أهمّ المقوِّمات والأسس الصحيحة التي تقوم عليها الحياة الزوجيَّة.

وانطلاقاً ممّا ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، فإنّ مقوّمات وأسس الحياة الزوجيَّة التي تجعل الحياة ناجحة هي:

اولا: المودّة والمحبّة والصَّفاء، التي تسود بين الزوجين لأنَّ الحياةَ الخالية من الحبّ (أي العاطفة القلبية والنفسية) لا معنى لها. وينبغي أن يظهر الزوج هذا الحب لزوجته وكذلك الزوجة ؛ ويعبر عنه ، يعبر عن عاطفته تجاهها لأن ذلك  يعزّز قوّة العلاقات الزوجيَّة ويجعلهاأكثر متانة

 فالمرأة، ـ كما يؤكِّد الحديث الشريف ـ لا تنسى كلمة الحبّ التي ينطقها زوجها أبداً، فعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "قول الرجل لزوجته إنّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً

أما المودَّة من وجهة نظر القرآن؛ فهي الحبّ الفعّال العميق الذي يتجسد في العمل والسلوك والمعاملة والممارسة العملية في الحياة اليومية من كلا الزوجين.

 

 روي عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: "اتقوا الله في الضعيفين؛ اليتيم والمرأة، فإنّ خياركم خياركم لأهله"

وروي عن الإمام أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: البشر الحسن وطلاقة الوجه؛ مُكسِبة للمحبّة وقُربة من الله عزّ وجلّ، وعبوس الوجه، وسوء البشر؛ مكسبة للمقت وبُعد من الله.

ثانيا: التعاون والتفاهم بين الزوجين

فالتعاون والتفاهم بين الزوجين أساس ايضا في استقرار الحياة الزوجية، بأن يساعد كلّ من الزوجين الطرف الآخر على ما هو مطلوب منه، ويبذلان معا الجهود؛ لأجل حلّ المشاكل، وتقديم الخدمات المطلوبة. صحيح أنّ للزوج وظيفته المحدَّدة، والزوجة هي الأخرى لديها وظيفتها المحدّدة، ولكنَّ التعاون والتفاهم يلغيان هذا التقسيم ويُضفيان على الحياة جمالاً خاصا، إذ ليس من الإنسانية أن تجلس المرأة تتنعم بالرزق في حين يكافح زوجها الصعاب، أو بالعكس، يجلس الزوج ليتفرج على زوجته وهي تتعب وتجهد نفسها في شؤون البيت والأسرة من دون ابداء اي مساعدة، بذريعة أنّ لكلٍّ منهما وظيفته!ومن مصاديق التعاون: ان يقوم الرجل بالمساعدة في ادارة شؤون العيال ومعيشتهم وحياتهم اليومية وان تقوم المراة يتأمين الحاجيات عندما يكون الرجل في وظيفته.

روي عن الإمام الرضا عليه السلام: "واعلم أنّ النساء شتّى؛ فامرأة ولود ودود تُعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ولا تُعين الدَّهر عليه، وامرأةٌ عقيمةٌ لا ذات جمال ولا تُعين زوجها على خير، وامرأة صخَّابة ولَّاجة همَّازة تستقلُّ الكثير ولا تقبل اليسير وإيّاك أن تغترَّ بمن هذه صفتها".

ثالثاً: حُسن المعاشرة

 بأن تكون معاملة الزوج لزوجته بالمعروف؛ ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾

والمعاشرة بالمعروف تعني:

1- العِشرة الحسنة: بأن يحسن صحبتها ويعاملها بالحسنى ولّا يسيء أحدهما للآخر.

 روي عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في وصيّته لمحمد بن الحنفية:إنَّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فدارها على كلِّ حال، وأحسن الصحبة لها، فيصفو عيشك.
     2- الإكرام والرحمة: بأن يكرمها ويتعامل معها برفق ورحمة، عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "من اتخذ زوجة فليكرمها.فليكرمه على جهودها وتعبها وسهرها في تربية أسرتها كما تُكرم أي شخصية صنعت إنجازات.

3-عدم استخدام القسوة، والتعرّض لها بالضرب والإهانة.أو التعاطي والتعامل بانفعال وعصبية ومواجهتها بكيل من الشتائم والسباب: فقد نهى الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم عن ذلك، ففي جوابه على سؤال خولة بنت الأسود حول حقّ المرأة، قال: "حقّكِ عليه أن يُطعمك ممّا يأكل، ويكسوك ممّا يلبس، ولا يلطم، ولا يصيح في وجهك.

 وقال صلى الله عليه واله وسلم: "خير الرجال من أُمّتي الذين لا يتطاولون على أهليهم، ويحنّون عليهم، ولا يظلمونهم".