صفات الزوجة (2)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 30-5-2017: الالتزام والتدين هو المرجّح الأساسي في اختيار شريكة الحياة.

قلنا إن الزواج حاجة غريزية وضرورة نفسية واجتماعية وانسانية ولذلك رغب الإسلام بالزواج وحث على الزواج المبكر.ويعتبر اختيار شريك الحياة زوجا كان أو زوجة أمراً مفصلياً في حياة الرجل أو المرأة، لأن الزواج هو مرحلة انتقالية من المراهقة وعدم المسؤولية، إلى مرحلة الوعي وتحمل المسؤولية،ولهذا فإن اختيار الشريك يعني بالدرجة الأولى اختيار شخص من المفترض أنه سيرافق الإنسان إلى آخر العمر، وسيؤتمن على الأسرار الشخصية والحياة الخاصة، وسيكون الأب أو الأم للأولاد وسيكون مسؤولاً عن تربية أسرة...

لذلك مسألة اختيار الشريك لها اهمية كبرى ولذلك وضع الخطوط العريضة لحسن الاختيار في الرجل والمرأة؛ ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد.

 

وفي الرواية عن داود الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال: "انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك، فإن كنت لابد فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق.
ألا إن النساء خلقن شتَّى

                     فمنهنَّ الغنيمةُ والغرامُ

ومنهن الهلال إذا تجلَّى

                     لصاحبه ومنهنَّ الظلامُ

فمن يظفر بصالحهن يسعد

                     ومن يُغبَن فليسَ لهُ انتظام"


كذلك من جانب المرأة، حيث عليها أن تلتفت إلى صفات الرجل الذي يتقدم إليها، فعن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب (إليكم) فزوجوه"


من هي الزوجة المناسبة؟(صفات الزوجة)


إن الحرص على اختيار الزوجة ناشىٌ من أمرين:

أ - أن الزوجة هي الأم المستقبلية، وإن للأم أثراً على تربية الاولاد

ب - أن الزوجة هي السند المستقبلي للرجل، وبقدر ما تجعل حياته داخل الأسرة مستقرة بقدر ما

يكون دوره فاعلاً ومؤثراً خارج الأسرة.

ومن هنا فلا بدَّ للزوج من أن يلتفت إلى عدد من الصفات التي ينبغي أن تتوفر في زوجة المستقبل ومن أهمها:

1- ذات الدين:

فالصفة الأولى هي التدين والالتزام بالأحكام والتشريعات الإلهية، فقد وصفت الروايات المرأة التي ينبغي الزواج منها بأنها (ذات الدين) ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا وكله الله إليه، فعليكم بذاتِ الدين".

2- ذات التدبير: المرأة المدبرةالتي تستطيع أن تدير شؤون المنزل بطريق تتناسب مع الإمكانات المتاحة فلا تسرف ولا تبذر كما أنها لا تمسك يدها عن حاجات الأسرة، ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "خير نسائكم الطيبة الريح، الطيبة الطعام، التي إن أنفقت، أنفقت بمعروف وإن أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك من عمال الله وعامل الله لا يخيب (ولا يندم)" وقد نهت الرواية عن اختيار الحمقاء.

3- ذات المنبت الحسن:



والمقصود بالمنبت الحسن أن تكون قد نشأت في عائلة وبيئة إجتماعية تتصف بالصفات الخلقية الحسنة، وفي الرواية عن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول االله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء"7.
ينبغي ملاحظة بيئتها الإجتماعية التي تعيش فيها، أين تربَت وأخذت تعاليمها؟ الأجواء التي عاشتها، ما هي أفكارها وقناعاتها؟...، ما هي البيئة الاجتماعية التي تربّت فيها، أو البيئة المدرسية التي تخرجت منها، أو بيئة القرية والحي والبلد الذي تعيش فيه، فكلها عناصر مؤثرة في شخصية الإنسان.

4- التي تميل إليها:

أي التي تختارها، وتعجب بشخصيتها، أو التي يحبها قلبك، وترغب بها، لا التي يفرضها عليك أحد أو تعجب الآخرين ولا تعجبك، لأنها في نهاية المطاف ستكون في منزلك وليس في منزل الآخرين.

 وفي الرواية أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام قال له: إني أردت أن أتزوج امرأة وإن أبوَي أرادا غيرها، قال: "تزوج التي هويت ودع التي هوى أبواك"
مع الالتفات إلى عدم جرح مشاعر الأهل بطريقة الرفض، فلا بد وأن تكون بطريقة لينةٍ وسلسةٍ لا تسبِّبُ أذيةً لهما.

هذه الصفات بمجملها يلاحظها الرجل عندما يريد أن يقدم على الزواج، وكلها منطقية ومهمة، ولكن الأرجح بينها كلها صفة الالتزام والتدين، فلا يرجح غير المتدينة على المتدينة لجمالها مثلاً، بل التدين هو المرجّح الأساسي، فلو تخير المرء بين امرأة جميلة ولكن غير ملتزمة، وامرأة عادية ملتزمة، فالإسلام يدعو في هذه الحالة إلى اختيار المتديّنة، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها".
وفي رواية أخرى عنها: "تُنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين".


                                                                                    والحمد لله رب العالمين