طلاقة الوجه والكلمة الطيبة(4)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 13-6-2016: التبسُّم وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة خصال يجب أن تحكم سلوكنا عندما نلتقي بالآخرين. ملاقاة الناس بالتبسم وبشاشة الوجه هو سلوك يوحي بتقبُّل الأخر والانفتاح على الآخر ، كما يوحي بالصفاء، والانشراح، والودِّ الإنساني.والتحدث مع الآخرين بالكلام الطيب يكشف جوهر الانسان وسمو أخلاقه.

الخلاصة

من الخصال الأخلاقية التي يجب أن تحكم سلوكنا عندما  نتعامل مع الآخرين: التبسُّم وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة..

 فطلاقة الوجه والكلام الطيب مع الناس هما من أبرز مظاهر حسن الخلق, فعن الإمام الصادق (ع) لمّا سئل عن حدّ حسن الخلق؟:قال"تلين جانبك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن.

وطلاقة الوجه معناه: ان يكون الانسان عندما يلتقي بالآخرين ويقابلهم ويختلط بهم, أو عندما يعاشرهم أو عندما يستقبلهم في بيته أو في مكتبه أو في محله ومتجره.. أن يكون منبسط الوجه بشوشاً باسماً منشرحاً ومشرقاً , بحيث لا يكون كالحاً ولا عبوساً ولا مكفهراً او متجهماً, أن يلقى النّاس بشخصية تغمرها البشرى والاستبشار, لا الجمود والحزن والكآبة. وان يكلم الناس بكلام حسن طيب جميل وليس بكلام فظ او خشن اوفاحش, لأن البعض يتحدث بكل ما يمر على لسانه بلا ضوابط فتخرج منه كلمات بذيئة او غير مناسبة لا تليق بمؤمن.

ملاقاة الناس بالتبسم وبشاشة الوجه هو سلوك يوحي بتقبُّل الأخر والانفتاح على الآخر ، كما يوحي بالصفاء، والانشراح، والودِّ الإنساني.والتحدث مع الآخرين بالكلام الطيب يكشف جوهر الانسان وسمو أخلاقه.

والمؤمن لا يكون الا بشوشاً طليق الوجه, يقول الله تعالى وهو يتحدث عن وجوه المؤمنين المستبشرة بالجنة يوم القيامة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ *ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ * إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) ناضرة أي مضيئة مشرقة. (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ * لِسَعْيِها راضِيَةٌ). هذا حالهم يوم القيامة وهذا ما يجب أن يكون سلوكهم في الدنيا.

وجوه المؤمنين بيضاء, مشرقة, فرحة, ناعمة, ضاحكة, مستبشرة, راضية, بينما وجوه غير المؤمنين من الكفار والفجار سوداء, مكفهرة, مكتئبة, يغشاها غبار من البلاء, باسرة أي كالحة عابسَةٌ كاشرة مُسودَّةٌ, يقول تعالى عن وجوه الفجار يوم القيامة:(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَاقَتَرَةٌ  أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ((ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تظن أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ).

 رسول الله(ص) كان أكثر الناس تبسُّمًا، وكان يمازح أصحابه ويلاطفهم ولا يقول إلاَّ الحق, ولا يتكلم معهم الا بالكلمة الطيبة الجميلة التي تقربهم اليه وتحببهم به وبرسالته.

كان (ص) بشوشاً مع كل الناس. وقد ورد أنه: كان (ص) يحذر الناس ويحترس منهم، من غير أن يطوي بشره عن أحد, كان بشوشا مع من يثق به، ومع من لا يثق به.

البسمة والبشاشة والكلام الحسن كلها أعمال بسيطة، سهلة، غير مكلفة ولا مجهدة، ولكن لها أثركبير في القلوب كأثر السحر في الناس, البعض ممن تلقاه ببشر وابتسامة  وانشراح وسرور يلقاك بوجه عابس ويتكلم معك (من راس شفافو) وكأنه يمنّ عليك بملاقاته والحديث معك, أو ينظر اليك نظرة ازدراء او احتقار, لا يعبرك ولا يعيرك اهتماماً.

التبسم والكلام الحسن طريق إلى القلوب ووسيلة لنشر المودة والخير والرحمة بين الناس، طلاقة الوجه والكلام الطيب يُدخل البهجة والسرور على الاخرين, ويجلب المودة والمحبة، ويوجب انشراح القلب, وعلى العكس من ذلك إذا كنت عبوسًا وتواجه الناس بكلام سيء او خشن او فيه شيء من عنجهية او عجرفة او احتقار, فإن الناس ينفرون منك، ولا ينشرحون بالجلوس إليك، ولا بالتحدث معك.

صاحب الوجه العبوس والكلام الخشن لا يألفه الناس ولا يُقبلون عليه، ولو كان صاحب خلق حسن في أمور أخرى، لأن الوجه هو الذي يطل الانسان به على الناس بداية الامر ، فإذا رأى الناس من الطلة الاولى شخصاً عابس الوجه، تشمأز نفوسهم منه لأول وهلة ، وقد يتهمونه بأنه سيء الخلق وبالتكبر ، وهذا بخلاف الإنسان البشوش، طلق الوجه الذي يقابل الناس بالابتسامة والانشراح والكلمة الطيبة، فإنهم يقتربون منه ويألفونه ويحادثونه ويحبونه، ولو لم يدروا شيئاً عن أخلاقه وصفاته الأخرى.

التبسم ومعاشرة الناس بالبشر وملاقاتهم بوجه بشوش يجعل المجتمع يشعر بالأمان والإخاء والألفة والمحبة، ومثل هذا المجتمع هو الذي يريده الإسلام, ولأجل بناء مجتمع من هذا النوع جاء الاسلام.

النص الكامل

 الخلق الحسن موضوع واسع جدًا يشمل: الحلم، والأناة، والجود والكرم، العفو والصفح، والرفق واللين، والصبر، والعزيمة، والثبات، والعدل والإنصاف،والصدق، والبرّ، والوفاء بالعهد، والإيثار، والرحمة، والعفة، والتواضع، والزهد، والكيس والنشاط، والسماحة، والمروءة، والشجاعة، والأمانة، والإخلاص... وهذا هو الخلق الحسن في دين الله تعالى، وما يتفرع منه.

وحُسن الخُلق يعني أيضاً: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، والكلام الحسن مع الآخرين ، ومداراتهم، واحتمال الأذى منهم .

ولا يسعنا أن نتحدث عن كل مظاهر ومصاديق حسن الخلق في هذا الشهر المبارك, لذلك سأقتصر بالحديث عن أبرز مصاديقه المرتبطة بالتعامل مع الآخرين, وبالتالي سأركز على الأخلاق الإجتماعية وكيفية التعامل مع الناس, وما هي المفردات الأخلاقية التي ينبغي التعامل بها مع الناس.

 من الخصال الأخلاقية التي يجب أن تحكم سلوكنا عندما  نتعامل مع الآخرين: التبسُّم وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة..

 فطلاقة الوجه والكلام الطيب عنوانان لجمال السلوك، وجمال القول، وهما معاً عنوان للجمال الأخلاقي الإنساني ولجمال العَلاقات مع الآخرين وهما من أبرز مظاهر حسن الخلق.

فعن الإمام الصادق (ع) لمّا سئل عن حدّ حسن الخلق؟:قال"تلين جانبك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن.

وطلاقة الوجه (وأن تلقى أخاك ببشر حسن) معناه: ان يكون الانسان عندما يلتقي بالآخرين ويقابلهم ويختلط بهم, أو عندما يعاشرهم أو عندما يستقبلهم في بيته أو في مكتبه أو في محله ومتجره.. أن يكون منبسط الوجه بشوشاً باسماً منشرحاً ومشرقاً , بحيث لا يكون كالحاً ولا عبوساً ولا مكفهراً او متجهماً.

 وإذا جلس المؤمن في مجلس او في محفل او في أي اجتماع عليه ان يلقى النّاس بشخصية تغمرها البشرى والاستبشار, لا الجمود والحزن والكآبة. واذا تكلم تكلم بكلام حسن طيب جميل وليس بكلام فظ او خشن اوفاحش, لأن البعض يتحدث بكل ما يمر على لسانه بلا ضوابط فتخرج منه كلمات بذيئة او غير مناسبة لا تليق بمؤمن.

ملاقاة الناس بالتبسم وبشاشة الوجه هو سلوك يوحي بتقبُّل الأخر والانفتاح على الآخر ، كما يوحي بالصفاء، والانشراح، والودِّ الإنساني.والتحدث مع الآخرين بالكلام الطيب يكشف جوهر الانسان وسمو أخلاقه.

ابتسامتك تلقي في قلب أخيك السرور والبهجة، وتلقي في قلب من يعمل معك الراحة والطمأنينة.

والتبسم ينشأ من سرور النفس، فعندما ينسر الانسان بملاقاة شخص او برؤية شيء يتبسم وتبدو عليه البشاشة وطلاقة الوجه, ولا يقول الا الكلام الحسن .

 والمؤمن لا يكون الا بشوشاً طليق الوجه, يقول الله تعالى وهو يتحدث عن وجوه المؤمنين المستبشرة بالجنة يوم القيامة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ *ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس:38-39].

ويقول تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ * إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) [القيامة: 22- 23]  أي ناضرة أي مضيئة مشرقة.

ويقول تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ * لِسَعْيِها راضِيَةٌ) [الغاشية: 8- 9] .

ويقول تعالى: (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) [المطففين: 24] .

ويقول تعالى: (وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) [الانشقاق: 9] .

وجوه المؤمنين بيضاء, مشرقة, فرحة, ناعمة, ضاحكة, مستبشرة, راضية, بينما وجوه غير المؤمنين من الكفار والفجار سوداء, مكفهرة, مكتئبة, يغشاها غبار من البلاء, باسرة أي كالحة عابسَةٌ كاشرة مُسودَّةٌ, يقول تعالى عن وجوه الفجار(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40)تَرْهَقُهَاقَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ(.ويقول تعالى:(ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تظن أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ)القيامة:24-25 
لقد اتَّصف رسول الله بالتبسُّم في كل حياته؛ فكان أكثر الناس تبسُّمًا، وكان يمازح أصحابه ويلاطفهم ولا يقول إلاَّ الحق, ولا يتكلم معهم الا بالكلمة الطيبة الجميلة التي تقربهم اليه وتحببهم به وبرسالته.

فقد كان يخرج (ص) إلى الناس طليق الوجه، دائم البشر والسرور, يدعوهم الى الله ويعمل على هدايتهم , كان يلقاهم في المجالس او في الشارع او في السوق بالبسمة والبهجة، وما كان يلقاهم مكفهر الوجه أو عابساً أو محتقراً لهم، كان يلقاهم (ص) بالوجه الطليق والقول الرقيق, وقد روى عبد الله بن الحارث قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ".

وعن جرير بن عبد الله قال: "مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ(ص) مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلاَ رَآنِي إِلاَّ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي".

أحياناً عندما تكون لك مكانة كبيرة، وشأن كبير, تستخدم الجدية إلى أعلى درجة من أجل أن تنتزع إعجاب الناس, وتوقيرهم, وتعظيمهم، لكن هذا الأسلوب ليس صحيحا.
أحيانا ترى الجميع يبتسم, لكن يبقى هو بهيبته وصمته وعبوسه وجديته، هذا ايضا تكلف وغير صحيح
كان النبي(ص) عليه الصلاة والسلام يضحك مما يضحك منه أصحابه، ويعجب مما يعجبون منه, ويتناول معه الأحاديث برغم منزلته الكبيرة وعلو درجته.

عن سماك بن حرب قال سألت جابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله (ص)قال : نعم كثيراً, كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس, فإذا طلعت الشمس قام - أي الى أصحابه - فيتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم.

ومعناه أنه(ص) عندما كان يجالس الناس ويتحدثون كان النبي يتناول معهم أطراف الحديث, فيضحكون ويتبسم, ولم يكن جامداً أو غابساً أو جدياً الى الحد الذي لا يجرء أحد الحديث معه أو الضحك أمامه.

كان (ص) يجعل وجهه بشوشاً لكل الناس. وقد ورد أنه: كان (ص) يحذر الناس ويحترس منهم، من غير أن يطوي بشره عن أحد.
كان بشوشا مع من يثق به، ومع من لا يثق به.

روي: أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ (ص) فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ, وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ, فَلَمَّا جَلَسَ, تَطَلَّقَ النَّبِيُّ (ص)فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ, فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ, قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ, قُلْتَ لَهُ: كَذَا وَكَذَا, ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ, وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): يَا عَائِشَةُ, مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا؟ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ))

ولم يكتفِ النبي بأن يكون قدوة في هذا السلوك الأخلاقي الإنساني، بل دعا الى ملاقاة الآخرين بالبسمة والبشاشة, وحثَّ على ذلك واعتبرها صدقة؛ فروى أبو ذر قال: قال رسول الله(ص) : "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ".

ويعني ذلك أن إظهار البشاشة والبِشْر للآخرين حين ملاقاتهم أو استقبالهم فيه أَجْرٌ، كما في الصدقة أَجْرٌ.

وفي الحديث عنه(ص): أفضل الإيمان أن تكلّم أخاك وأنت طليق. أي مستبشر منبسط الوجه .

وعن الكلام الحسنيقولتعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].

وعن رسول الله(ص): مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"[11].

حتى عندما تريد ان تدعو إلى الإيمان او تريد ان تعظ الناس او تعلمهم او تنصحهم او تصلح بينهم او تقربهم اليك فلا بُدَّ أن تكون الدعوة والموعظة والنصيحة والاصلاح بين الناس بالقول الحسن والاسلوب الحسن، كما قال تعالى لموسى وهارون عندما ارسلهما ليدعوا فرعون الى الله: {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44].

 ويقول تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْـحَسَنَةِ} [النحل: 125].

 ويقول أيضًا: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].

البسمة والبشاشة والكلام الحسن كلها أعمال بسيطة، سهلة، غير مكلفة ولا مجهدة، ولكن لها أثركبير في القلوب كأثر السحر في الناس, وهي من المعروف الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.  عن أبي ذرّ( رضي اللّه عنه) قال: قال لي النّبيّ (ص): لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق. أي: منبسط باسم مشرق.

البعض ممن تلقاه ببشر وابتسامة  وانشراح وسرور يلقاك بوجه عابس ويتكلم معك (من راس شفافو) وكأنه يمنّ عليك بملاقاته والحديث معك, أو ينظر اليك نظرة ازدراء او احتقار, لا يعبرك ولا يعيرك اهتماماً.

التبسم والكلام الحسن طريق إلى القلوب ووسيلة لنشر المودة والخير والرحمة بين الناس، طلاقة الوجه والكلام الطيب يُدخل البهجة والسرور على الاخرين, ويجلب المودة والمحبة، ويوجب انشراح القلب, وعلى العكس من ذلك إذا كنت عبوسًا وتواجه الناس بكلام سيء او خشن او فيه شيء من عنجهية او عجرفة او احتقار, فإن الناس ينفرون منك، ولا ينشرحون بالجلوس إليك، ولا بالتحدث معك.

صاحب الوجه العبوس والكلام الخشن لا يألفه الناس ولا يُقبلون عليه، ولو كان صاحب خلق حسن في أمور أخرى، لأن الوجه هو الذي يطل الانسان به على الناس بداية الامر ، فإذا رأى الناس من الطلة الاولى شخصاً عابس الوجه، تشمأز نفوسهم منه لأول وهلة ، وقد يتهمونه بأنه سيء الخلق وبالتكبر ، وهذا بخلاف الإنسان البشوش، طلق الوجه الذي يقابل الناس بالابتسامة والانشراح والكلمة الطيبة، فإنهم يقتربون منه ويألفونه ويحادثونه ويحبونه، ولو لم يدروا شيئاً عن أخلاقه وصفاته الأخرى.
والغالب أن الذي يكون طلق الوجه، طيب الكلام، يكون معاملته حسنة مع الناس، إلا إذا كانت طلاقة وجهه وطيب كلامه تصنعاً وصادرين عن تكلف، او ليتخذهما مصيدة لأهداف معينة، كما هي عادة المنافقين ، ولكن هؤلاء تكشف أحوالهم بالمعاشرة والمعاملة

التبسم ومعاشرة الناس بالبشر وملاقاتهم بوجه بشوش يجعل المجتمع يشعر بالأمان والإخاء والألفة والمحبة، ومثل هذا المجتمع هو الذي يريده الإسلام, ولأجل بناء مجتمع من هذا النوع جاء الاسلام.

 وهذه الأشياء البسيطة هي من الإيمان، والمؤمن هو القريب من الناس. قال رسول الله(ص): الْـمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَفُ، وَخَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ.

وفي الوقت الذي يحث النبي(ص) في هذا الحديث على أن يكون المؤمن إلفًا مألوفًا يحذر من ضد هذه الاشياء وهو التنافر بين الناس والإبتعاد عن بعضهم والكيد لبعضهم، أي أن الإلفة والتآلف والتقارب بين الناس وملاقاتهم بالبشرى والقول الحسن أمور لا يقبل الإسلام تركها، ولا هي من الكماليات غير الضروريَّة, بل هي أمور ضرورية لتماسك المجتمع وتمتين العلاقات الانسانية.

الخلاصة: قمة التعاطي الايجابي مع الاخرين هو أن تواجههم: ببسمة، وطلاقة وجه، وكلمة طيبة.

                                                          والحمد لله رب العالمين