الأخلاق وسيلة للتقرُّب إلى الله(2)

الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 8-6-2016: التعامل الحسن مع الناس وسيلة من وسائل التقرُّب إلى الله ونيل رضاه.الأخلاق, والتعامل الحسن مع الناس والخلق الحسن وكل مفرداته ومصاديقه مثل: الصدق, المحبة, الرحمة, الأمانة, التودد للناس, احترام الناس, مواجهة الناس الإبتسامة,

 اسداء الخدمة للناس, الصبر عل أذاهم, التقيد بالقوانين واحترامها, الحفاظ على النظام العام, الحفاظ على النظافة الخ هي وسيلة من وسائل التقرُّب إلى الله، ونيل رضاه والحصول على الثواب والأجر والفضل والكرامة عند الله، تماماً كما هي العبادات والمستحبات ومفرداتها مصاديقها وسيلة للتقرب إلى الله ونيل رضاه.

المؤمنون يقبلون ويتنافسون على القيام بالعبادات والفرائض والنوافل وسائر المستحبات لمعرفتهم بفضل هذه الأعمال وعظيم أجرها وثوابها، لكن لا ينبغي تجاهل أهمية القيم الأخلاقية والسلوكية وفضل وثواب وأجر التحلي بها وتربية النفس عليها.. فهي أيضاً مما ينبغي التنافس عليه بين المؤمنين, بأن يتنافسوا من يكون أكثر صدقاً من يكون أكثر وفاءاً أو أمانة أو احتراماً للآخرين أو من يكون أشد صبراً أو تحملاً لإساءات الآخرين وهكذا..

بل ربما يكون لبعض الصفات الأخلاقية والسلوكيات الأخلاقية أرجحية على بعض العبادات, فربما يكون فضلها وثوابها أعظم وأجرها أكبر.

فعن رسول الله (ص): (من حسن خلقه بلّغه الله درجة الصائم القائم).

وعنه (ص): (إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة).

وعن الإمام الصادق (ع): إنّ الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح.

وعنه (ع): "ما يقدم المؤمن على الله عزّ وجلّ بعمل بعد الفرائض أحبّ إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه.

وعن النبي (ص): "ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن.

وعن علي (ع): "حسّن خلقك يخفّف الله حسابك.

وعن رسول الله (ص): إنّ أحبّكم إليّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدكم تواضعاً.

وهناك خصوصيّة لحسن الخلق في شهر رمضان عبّر عنها رسول الله (ص)بقوله: مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأقْدَامُ.

هذا في الآخرة,  أما ثمرة حسن الخلق في الدنيا فهي:

1- نمو الرزق وأنس الصحبة: عن الإمام عليّ (ع): حسن الأخلاق يدرّ الأرزاق ويؤنس الرفاق.

2- زيادة العمر وعمران الديار: عن الإمام الصادق (ع): إنّ البرّ وحسن الخلقيعمران الديار ويزيدان في الأعمار.

3- إماتة المعصية في النفس: فكأنّ حسن الخلق والمواظبة عليه من شأنه أن يميت في النفس ميلها إلى المعاصي، فعن الإمام الصادق (ع): الخلق الحسن يميت الخطيئة كما تميث الشمس الجليد.

4- محبة الناس له: فعن رسول الله(ص):حسن الخلق يثبت المودّة.

وعنه عليه السلام: "من حسن خلقه كثر محبّوه وأنست النفوس به.

وعنه عليه السلام: "أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة.

وعنه عليه السلام: "من حسنت خليقته طابت عشرته.

وحسن الخلق قد يكون من ينقذ صاحبه من القتل ويشفع له في المواقف الصعبة:
فقد روي عن عليٍّ بن الحسين (ع) في قصة حصلت مع النبي(ص) هي:أن "ثلاثة أشخاص حلفوا باللات والعزى ليقتلوا محمّداً (ص)فذهب أمير المؤمنين (ع)وحده إليهم وقتل واحداً منهم وجاء بالآخرين فقال النبيّ (ص): قدّم إليّ أحد الرجلين، فقدّمه فقال: قل: لا إله إلا الله وأشهد أنّي رسول الله، فقال: لنَقْلُ جبل أبي قبيس أحبّ إليّ من أن أقول هذه الكلمة، قال: يا عليّ أخِّره واضرب عنقه، ثمّ قال: قدِّم الآخر فقال: قل لا إله إلّا الله وأشهد أنّي رسول الله, قال: ألحقني بصاحبي! قال: يا عليّ أخّره واضرب عنقه، فأخّره وقام أمير المؤمنين (ع) ليضرب عنقه, فنزل جبرئيل(ع)على النبيّ (ص)فقال:

 يا محمّد إنّ ربّك يُقرئك السلام ويقول: لا تقتله فإنّه حسن الخُلق سخيٌّ في قومه

 فقال النبيّ (ص): يا عليّ أمسك فإنّ هذا رسول ربّي عزَّ وجلَّ يُخبرني أنّه حسن الخُلق سخيٌّ في قومه.

 فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربِّك يُخبرك؟ قال: نعم، قال: والله ما ملكت درهماً مع أخ لي قطّ ولا قطبت وجهي في الحرب، فأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله.

 فقال رسول الله (ص): هذا ممّن جرّه حسن خُلقه وسخاؤه إلى جنّات النعيم.

                                                         

                                                               والحمد لله رب العالمين