الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني اليومي 8-7-2015 : صاحب النية الصادقة هو الذي يندفع نحو العمل بهدف رضا الله سبحانه وتعالى لا لشيء آخر.

فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة.بعدما عدد النبي (ص)الخصوصيات التي امتاز بها شهر رمضان على بقية الشهور بدأ بعرض ما ينبغي للناس أن يطلبوه من الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر، لأنه ما دام لهذا الشهر خصوصيات وميزات امتاز بها على بقية الشهور، فلا بد للإنسان أن يستغل ذلك ويستفيد منه وذلك من خلال التوجه إلى الله وطلب الحاجات منه.

فذكر أن ما ينبغي للإنسان أن يطلبه من الله في هذا الشهر التوفيق لأمرين: التوفيق لصيامه، والتوفيق لتلاوة كتابه.

وقال (ص): فاسألوا الله ولم يقل فادعو الله..

السؤال هو الطلب, والطلب على ثلاثة أقسام: فقد يكون الطلب من العالي إلى الداني فيسمى أمراً، وقد يكون من المساوي إلى السماوي فيسمى التماساً، وقد يكون من الداني إلى العالي فيسمى سؤالاً.

ولعل التعبير بـ فاسألوا يوحي للسائلين بأنهم يطلبون من الله العالي العلي العظيم وهم الفقراء إليه (الدانون).

فنحن الفقراء (الدانون) نطلب من الله العالي العظيم أن يحقق لنا حاجاتنا.

(بنيات صادقة):

والنية الصادقة هي النية التي يكون الدافع الداعي للإنسان للقيام بالعمل هو حبه لله سبحانه وتعالى ورجاء رضا الله وليس له أي دوافع أخرى لذلك.

وبتعبير آخر: النية الصادقة هي اندفاع الإنسان نحو الطاعة ابتغاء وجه الله ورضاه. وصاحب النية الصادقة هو الذي يندفع نحو العمل بهدف رضا الله سبحانه لا لشيء آخر.

النية الصادقة يتوقف عليها تحقيق  الهدف من الدعاء وهو قضاء الحاجة, فعندما يصدر العمل من الإنسان بنية صادقة فإنه يكون مقبولاً ويتحقق هدفه, أما عندما يصدر العمل من الإنسان بنية ولكن ليست صادقة فإن العمل لا يكتمل.

ينقل أن رجلاً من المسلمين قتل في إحدى الغزوات بأيدي الكفار, وكان يدعى قتيل الحمار, لأنه قاتل رجلاً من الكفار بنية أن يأخذ حماره, فقتل على هذه النية فأضيف إلى نيته فقيل: (قتيل الحمار).

 فهذا كان يقاتل لكن يقاتل بنية غير صادقة, كان يقاتل من أجل الغنيمة وليس لله, فنسب الى نيته.

فالنبي (ص) يدعونا في هذا الشهر أن نسأل الله بنية صادقة, أي بنية مجردة عن كل شيء آخر غير وجه الله ورضاه وامتثال أمره.

وقلوب طاهرة:

القلب الطاهر هو القلب السليم الذي يكون خالياً من كافة أشكال الشرك والشك والفساد.

عن علي: طهروا قلوبكم من درن السيئات تضاعف لكم الحسنات.

وقال (ع): طهروا قلوبكم من الحقد فإنه داء.

وقال (ع): قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله فمن طهر قلبه نظر الله إليه.